تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

نجمات هوليوود ارتدين من تصاميمها- مصمّمة الأزياء فريدة تمراز: في بداياتي كنت مستعدة لتقبّل الخسارة المادية

لورا بيل باندي

لورا بيل باندي

أمينة خليل في احد تصاميم فريدة

أمينة خليل في احد تصاميم فريدة

كيري اندروود في احد تصاميم فريدة

كيري اندروود في احد تصاميم فريدة

درة في احد تصاميم فريدة

درة في احد تصاميم فريدة

رغم صغر سنّها، نجحت مصمّمة الأزياء فريدة تمراز في وضع اسمها على قائمة مصمّمي الأزياء العالميين، بعد تألق النجمة الأميركية لورا بيل باندي بفستان من تصميمها في حفل توزيع جوائز الأوسكار، وعقب حصولها على جائزة أفضل مصمّمة أزياء راقية لعام 2017 في أسبوع الموضة في ولاية نيويورك، إضافة إلى ظهور نجمات أخريات بأزياء من تصميمها، مثل المطربة الأميركية دايا ومورغان ستيوارت ولورا موران وتيني بانوزيون وكيري أندروود.
«لها» التقت فريدة تمراز للتعرف على قصّتها مع تصميم الأزياء، وسر وصولها الى العالمية، والصعوبات التي واجهتها.

- ما سبب اتجاهك الى مجال الأزياء رغم دراستك التسويق في الجامعة الأميركية؟
حبي للأزياء واهتمامي بالموضة منذ الصغر، ففي طفولتي رسمت العديد من الفساتين في دفاتر الرسم، وكنت شغوفة بالموضة، وقد ساعدتني دراستي التسويق في الوصول الى العالمية، لأن التسويق جزء مهم من صناعة الموضة.

- كيف كانت بدايتك؟
بدأت وحدي بمبلغ يراوح بين 5 و6  آلاف جنيه مصري، ولم أعتمد على رأس المال بمقدار اعتمادي على الدراسة وابتكار تصاميم مختلفة.

- ما هي أولى خطواتك للوصول الى العالمية؟
الخطوة الأولى كانت المشاركة في أسبوع الموضة في العاصمة البريطانية لندن عام 2014، حيث كنت أصغر مصمّمة أزياء بين كل المشاركين. لكن قبل هذه المشاركة، تفرّغت لسنوات لدراسة احتياجات السوق العالمية وابتكار فساتين مميزة، وكنت حريصة على إثبات وجودي، ومستعدّة لتقبّل الخسارة المادية، نظراً الى التكلفة العالية التي تتطلبها المشاركة، وهذا ما يجب أن يستعد له أي مصمم يرغب في الوصول الى العالمية، فالموضة صناعة، وأي صناعة عُرضة للربح والخسارة، وما يُثني بعض المصمّمين عن محاولات الوصول الى العالمية هو الخوف من الخسارة. وبعد مشاركتي في أسبوع الموضة في لندن، تلقيت دعوة للمشاركة في أسبوع الموضة في باريس، وقد فزت فيه بجائزة أفضل مصمّمة، ثم شاركت في أسبوع الموضة في لوس أنجلوس في الولايات المتحدة الأميركية، ومن هنا كانت بداية التفات نجمات هوليوود الى تصاميمي .

- ما المواصفات التي يجب أن تتوافر في مصمّم الأزياء العربي حتى يصل الى العالمية؟
المصمّم العالمي يجب أن يكون محترفاً، والاحتراف لا يعني فقط براعة التصميم، بل على المصمّم أيضاً أن يكون على علم بقواعد التسويق، حتى يتمكن من الترويج للأزياء التي يصمّمها، هذا فضلاً عن أهمية دراسة حاجة السوق. فعلى سبيل المثال، من أكثر الفساتين التي صمّمتها ولاقت الإعجاب في الخارج، تلك المستوحاة من الزي الفرعوني، لتأكدي من عشق الشعبين الأميركي والفرنسي للحضارة الفرعونية، لكن غالبية المصمّمين في العالم العربي يعتمدون على مهارة التصميم فقط، في وقت لا يقل التسويق أهميةً عن التصميم.

- ما الذي يميز أزياء فريدة تمراز؟
الابتكار، فالفساتين التي أصمّمها لا شبيه لها في الأسواق، وعلى المصمّم المحترف ألا يسمح لأحد بأن يطلب منه تقليد أي تصميم، لأن التصميم الذي يناسب جسم فتاة قد لا يناسب غيرها، فلكل جسم عيوبه. لكن المصمم المتميز هو من يستطيع إخفاءها وإظهار جمال المرأة، فكل امرأة جميلة، لكن الجمال نسبي، لذا لا بد من الاهتمام بشكل الجسم، إضافة الى اعتمادي على التجديد، إذ كنت أول مصمّمة أزياء تقدم عرضاً لفساتين السهرة من قماش الجينز، ورغم أنها خطوة جديدة وقد تبدو جريئة، لكنها لاقت إعجاب عدد كبير من الفنانات، خصوصاً أنني أدخلت اللؤلؤ في التطريز.

- هل من معايير معينة تحرصين عليها قبل التصميم؟
بالطبع، إذ لا بد من مراعاة الحدث، فالفستان المصمَّم لحفلات توزيع الجوائز يختلف عن ذاك المصمَّم لحضور حفلات الخطوبة والزفاف، والفستان الذي يصمَّم للفنانات يختلف عن الذي يصمَّم لزوجة رئيس جمهورية، وقد شُرّفت بتصميم أزياء السيدة انتصار السيسي أثناء مشاركتها في مؤتمر الشباب في شرم الشيخ، في إطار دعمها لصناعة الأزياء الوطنية، وحرصتُ على تصميم أزياء تليق بسيدة مصر الأولى، وبالمؤتمر العالمي الذي يشارك فيه العديد من الشخصيات من مختلف الجنسيات والثقافات.

- ما الصعوبات التي تواجهك كمصمّمة أزياء؟
عدم توافر أيدٍ عاملة مدرّبة، فهناك الكثير ممن يرغبون في العمل، لكنّ عدد الماهرين في صناعة الأزياء والمؤهلين للعمل في مجال الموضة قليل، إضافة الى دفع الرسوم الجمركية على الفساتين التي ستُشارك في عروض الأزياء العالمية، رغم أن هدفي الأول من عرض ها في الخارج هو وضع اسم مصر على خريطة الموضة العالمية. لذا أتمنى على الحكومة المصرية إعفاء المصمّمين المصريين من الرسوم الجمركية لتشجعيهم على السفر وعرض أزيائهم في الخارج، لأن مشاركة المصمّم المصري في العروض العالمية ستعود بالنفع على المنتَج المصري.

- مَن هنّ الممثلات العربيات اللواتي يتعاملن معك؟
هنا شيحة وريهام عبدالغفور ودرّة وياسمين رئيس وسميرة سعيد وأنغام ونيكول سابا وأمينة خليل.

- ما النصيحة التي تقدّمينها إلى كل مصمّم أزياء في بداية طريقه؟
لا بد من الدراسة أولاً، فالموهبة وحدها لا تكفي لصنع مصمّم محترف، وبسبب رغبتي في الوصول الى العالمية، حضّرت دراسات عليا في جامعة هارفارد في مجال الـFashion Communication، إضافة الى ضرورة دراسة التسويق. ولإيماني بأهمية الدراسة، أدرّس حالياً في الجامعة الأميركية في القاهرة، وأحلم بظهور مصمّمي أزياء مصريين يتمتعون بالقدرة على الوصول الى العالمية، حتى يتسع المجال للمنافسة مع المصمّمين المصريين في العروض العالمية، وتعود مصر الى عالم الموضة بقوة، كحالها في خمسينيات القرن الماضي وستينياته. كما أنصح كل مصمّم في بداية مشواره بأن يضع لنفسه خطة عمل يسير عليها، وأهدافاً يعمل على تحقيقها، فالعمل العشوائي لن يؤدي إلى نتائج جيدة، إضافة الى حرص المصمّم على الالتزام بالمواعيد إذا أراد الوصول الى العالمية، لأن التعامل مع الأجانب لا مجال فيه للتأخير في مواعيد التسليم.

- ما رأيك في المستوى الذي وصلت إليه دراسة الأزياء في الجامعات المصرية؟
لا يزال مستوى دراسة الأزياء في الجامعات المصرية دون التطورات العالمية، ذلك أنهم يتعاملون مع صناعة الأزياء باعتبارها مجرد تصاميم، من دون الاهتمام بالتسويق، لذلك ينهي الطالب دراسته وهو ليس مؤهلاً للعمل باحتراف.

- ما الأهداف التي تسعين الى تحقيقها بعد وصولك الى العالمية؟
أتمنى أن تصل العلامة المصرية «تمرازا» الى العالمية، وهو ما أعمل عليه حالياً، وقد شاركت في ورش عمل وبرامج تعاون مع وزارتَي الخارجية الهولندية والأميركية، في محاولة لعرض الأزياء المصرية حول العالم.

- ما أغرب موقف واجهته خلال مشوارك في تصميم الأزياء؟
هناك العديد من المواقف، منها الصعب مثل تمزيق الفستان- الموديل قبل بدء العرض بسبب العجلة والتوتر، لكن المصمّم المحترف هو من يضع أمامه كل الاحتمالات قبل العرض، ويوفر حلاً بديلاً لكل مشكلة قد تحدث... ومنها أيضاً الطريف، فهناك موقف لا يمكن أن أنساه، فحين شاركت في أسبوع الموضة في باريس، وبعد عرض المجموعة الخاصة بي، خرجت لتناول الغداء وعدت بعد تسليم الجوائز لمعرفة أسماء الفائزين، لأُفاجأ بفوزي بالجائزة، وكان الجميع يسأل عن المصمّمة التي لم تتسلّم جائزتها، فلم أكن أتوقع فوزي بالجائزة، ذلك أنني كنت أصغر المشاركين، وأول مصمّمة مصرية تفوز بجائزة أسبوع الموضة في باريس. ورغم غرابة الموقف، فإنه أكسبني المزيد من الشهرة، فالصحف كتبت آنذاك عن المصمّمة التي لم تتسلّم جائزتها.

- ما سبب استعانة المصمّمين العرب بعارضات أجنبيات؟
لأن العارضة عموماً يجب أن تتمتع بمواصفات معينة لا تتوافر في العديد من العارضات المصريات، فلا بد من قوام معين وخطوات معينة ونظرة معينة، لذلك تتم الاستعانة بعارضات أجنبيات.

- من هو صاحب الفضل في وصولك الى العالمية؟
أسرتي ساعدتني بشكل كبير، لا سيما والدي الذي شجعني كثيراً، كما لا أستطيع إنكار فضل فريق عملي، فمن دونه لا أحقق أي نجاح.

- كيف توفقين بين حياتك الزوجية وبين عملك في تصميم الأزياء والتدريس في الجامعة الأميركية وسفرك المستمر للمشاركة في العروض العالمية؟
زوجي يتفهم طبيعة عملي ويشجعني كثيراً، إضافة الى إيماني بأهمية تنظيم الوقت، فمهارات تنظيم الوقت تساعد على الإنجاز وتحقيق الأهداف المرجوّة، لذا أضع جدولَ عملٍ يومياً حتى أتمكن من القيام بكل المهمات.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079