تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

الـ "ويك إند".. من أجل عودة قوية للعمل

الـ

"قضاء إجازة أسبوعية مهم من أجل عودة قوية إلى العمل". هذه النصيحة ربما لا يعمل بها كثيرون، لكن خبراء علم النفس، دائماً ما ينصحون بضرورة الابتعاد تماماً عن بيئة العمل أيام العطلة، حتى لو كان الموظف يقضيها في نزهة مع زملاء في المؤسسة التي يعمل فيها.
محمد الشماع

الاختصاصي النفسي عامر أبوحطب، يؤكد أن قضاء الإجازة الأسبوعية بعيدًا عن بيئة العمل بشكل كامل مفيد للصحة النفسية، وتُزيد من دوافع الموظف لعودة أقوى للعمل بعد انتهاء العطلة.

ويقول أبوحطب إنه "لابد للعامل أن يستفيد من عطلته، وألا يفكر في ما كان يفعله خلال أيام الدوام الرسمية. فعليه أن ينسى حتى شكل مكتبه وزملائه، وعليه أن ينسى توجيهات رئيسه في العمل، وعليه أيضًا أن يتنزه بعيدًا عن ذلك كله . وسيكون هذا أفضل له وللمؤسسة التي يعمل فيها".

وأوضح أن "الاستمتاع بالإجازة الأسبوعية يتناسب طرديًا مع الإخلاص في العمل. فكلما زادت المتعة هنا زاد الإخلاص هناك. وفي بيئتنا العربية لا يعرف الموظفون قيمة العطلة وأهميتها، بينما تعرفها المجتمعات الغربية جيدًا".

وترى زابين زونينتاغ، الأستاذة في علم النفس التنظيمي في جامعة مانهايم، في حوار لها مع مجلة "بيرسونال كوارترلي" نقلته بوابة الأهرام المصرية، أنه يتعين على العاملين تخصيص وقت للابتعاد عن وظائفهم، ليس فقط في أيام الإجازة، بل خلال يوم العمل ذاته، مبينة أنه "من الضروري الابتعاد تمامًا عن الحياة المهنية من حين لآخر، من خلال نشاط رياضي أو هواية أو نزهة سريعة في ساعات الراحة".

وتحذر زونينتاغ من التفكير في الجوانب السلبية للوظيفة، أو في الزملاء الذين يجلبون الإحباط، خارج ساعات العمل.

ربما يشعر الموظف أحيانًا برغبة ملحة للبقاء في المنزل قبل بدء أول أيام العمل بعد الإجازة الأسبوعية. فإذا وصل الموظف إلى هذه الدرجة فإن ذلك مؤشر على عدم استمتاعه بإجازته. هذا ما تقوله مروة العوضي، مديرة إدارة الموارد البشرية في إحدى الشركات الخاصة، قائلة "يشعر الموظف بالإجهاد النفسي قبل البدني، ويشعر أنه يريد أن يمد فترة الإجازة، ليس لأنه استمتع بها، ولكن لأنه لم يستمتع بها".

مروة تؤكد أن عدم استغلال الموظفين في شركتها لأيام إجازاتهم، وكذلك لفترات راحاتهم اليومية القصيرة، يؤثر بالسلب على إنتاجيتهم، مضيفة أن عددًا قليلاً من الموظفين لديهم هذه الثقافة، لذا "تجدهم أكثر شغفًا بالعمل، وأكثر حضورًا وانتباهًا ويقظة".

الصحافي المصري عمرو عطوة يقول إنه يحرص في كل إجازة أسبوعية على الخروج بعيدًا عن زحام القاهرة إلى أي مدينة ساحلية، حيث المتعة بالشمس والبحر، ثم يعود في أول أسبوع عمله بشكل صحي نفسيًا وبدنيًا. بينما تؤكد الطبيبة المتخصصة في أمراض النساء، رشا السيد، أنها تقضي إجازتها الأسبوعية مشغولة بمرضاها، فهي تقول "ما العمل إذا احتاجتني مريضة في منتصف الليل؟ بالطبع أذهب سريعًا إلى المستشفى، حتى لو كان يوم إجازتي".

وتضيف رشا: "الشعور بالاستمتاع في الإجازات رفاهية لا نعرفها في مهنة الطب، لكن نستعيض عنها بشفاء مريض أو بنجاح عملية جراحية، وهذا ما يعطينا دفعة جديدة للعمل من جديد".



نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية"

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080