تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

الإجهاد أثناء الحمل يؤثر سلباً على دماغ الجنين

الإجهاد أثناء الحمل يؤثر سلباً على دماغ الجنين

من منّا لا يمّر بفترات من الإجهاد في حياته، سواء من ضغوطات العمل، أو متطلبات المنزل، وغيرها؟

من الطبيعي أن تُلقي جميع هذه الأمور بنتائجها السلبية على الإنسان بشكل عام، فما بالنا بتأثيراتها على صحة المرأة الحامل وجنينها بشكل خاص، لجهة الضغط العصبي، والإرهاق، والإجهاد الذهني والجسدي؟
ميس نمر حمّاد


وقد توصلت الدراسات إلى أول دليل ملموس على أن إجهاد الأم أثناء الحمل "يغير اتصالات الدماغ لدى الجنين". وسمحت تقنيات المسح المتطورة حديثاً، لفريق من جامعة "واين ستيت" في ولاية ميتشغان الأميركية، بدراسة النشاط العصبي لـ 47 جنيناً في الفترة ما بين 30 و 37 أسبوعاً من الحمل.

وأظهرت نتائج الدراسة المنشورة في صحيفة "دايلي ميل " البريطانية أن أطفال الأمهات اللواتي يعانين من مستوى عالٍ من الإجهاد، ينمون بشكل مختلف عن أولئك الذين لا تُعاني أمهاتهم من مستويات عالية من التوتر والقلق أوالاكتئاب.

وتُعدّ هذه النتائج "اختراقاً" في علم الأعصاب، إذ أنه لم تتمكن أي تقنية من قبل من تأكيد أو دحض النظريات المتعلقة بتأثير إجهاد الأم على الجنين.

المختصة في علم أعصاب الأطفال موريا توماسون، وهي المُعدّة الرئيسة للدراسة، قالت إن أهم النتائج التي تم التوصل إليها أثبتت ما تم التوصل اليه منذ فترات طويلة، من أن إجهاد الأم أثناء الحمل، ينعكس على الخصائص التركيبية لدماغ الطفل.

وأضافت توماسون أن" الأنظمة البسيطة، مثل الرؤية والتوازن والوظائف الحركية، تتطور أولاً، قبل الأنظمة الأكثر تعقيداً، مثل الاستجابة للإجهاد". إلا أن الدراسة الجديدة، كشفت أن هناك اختلافات بين أدمغة الأطفال الذين تعرضت أمهاتهم للتوتر وأقرانهم، تظهر بشكل واضح من خلال عدم تطور هذه الانظمة بالتسلسل المفترض عادة، إذ تبرز هذه الاختلافات بشكل واضح في "المخيخ" وهو مركز الاستجابة للضغط النفسي، ما يوحي بأن هذه المنطقة هي الأولى في تطور الدماغ.

ولأنه من الصعب إجراء فحوصات للدماغ داخل الرحم، بسبب استحالة منع الطفل من التحرك. سمحت التكنولوجيا الجديدة باستخدام الرنين المغناطيسي الوظيفي، لتوفير صورة أوضح لأدمغة الأجنة، ما يجعل الحركات الصغيرة أكثر قابلية للسيطرة، بحسب الدراسة الحديثة.

و أكدت توماسون أهمية النتائج التي تم التوصل إليها، "فما نملكه اليوم في الوقت الحاضر، ماهو إلا فهم ضئيل للغاية، عن كيفية بناء الشبكات العصبية الوظيفية، خلال هذا الوقت الثمين من حياة الإنسان، وتكوّن الجنين، أو أهمية ذلك في ما يتعلق بصحته ونموه مستقبلاً".


نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية"

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078