تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

لبلبة: الفن أخذني من حياتي الخاصة لكني لست نادمة

منذ أن كانت طفلة عمرها خمس سنوات، بدأت موهبتها الفنية بتقليد الفنانين، مثل شادية وفايزة أحمد وصباح وغيرهن، وقدمت العديد من الأغنيات المبهجة والأفلام السينمائية الناجحة، مثل «عصابة حمادة وتوتو» و«ليلة ساخنة» الذي مُنحت عنه جوائز كثيرة محلية ودولية، كما قدمت مع الزعيم عادل إمام ثنائياً ناجحاً في العديد من الأفلام والمسلسلات، منها «مأمون وشركاه» و«صاحب السعادة».
«نونيا» كما يلقبونها أو «لبلبة»، النجمة الكبيرة، تتحدث الى «لها»، عن مسلسلها الجديد «الشارع اللي ورانا»، ومفاجأتها للنجم فاروق الفيشاوي، وذكريات لا تنساها في عيد ميلادها، وكواليس مكالمة الزعيم عادل إمام لها مؤخراً، وعلاقتها به على المستويين الفني والإنساني.
كما توضح أسباب تأثرها أثناء تكريمها في مهرجان جمعية الفيلم، واستقبالها خبر رحيل الناقد الكبير علي أبو شادي، وعلاقتها بالفنانة الكبيرة الراحلة شادية، وأسرار أخرى تكشفها للمرة الأولى في حياتها الفنية والخاصة.


- تم اختيارك أخيراً كعضو في لجنة تحكيم مهرجان المعهد الكاثوليكي للسينما المصرية للمرة الـ16 في مشوارك الفني، كيف ترين ذلك؟
سلَّمنا خلال الفترة السابقة الجوائز للفائزين والمكرمين في المهرجان، وهذه الدورة الـ16 التي يتم اختياري فيها عضواً في لجنة تحكيمه.
وقد كانت اللجنة في منتهى النزاهة، وتكوّنت من المخرج سمير سيف وسمير فرج والموسيقار تامر كروان والناقدة الصحافية حنان شومان، وهي تجربة قيمة جداً بالنسبة إلي.

- ما هي كواليس المكالمة التي دارت بينك وبين الزعيم عادل إمام في أول أيام تصوير مسلسلك الجديد «الشارع اللي ورانا»؟
لن أنسى هذه المكالمة أبداً، فقد اتصل الزعيم بي لتهنئتي في أول أيام تصوير «الشارع اللي ورانا». وسواء شاركت معه في عمل فني جديد له أم لا، فهو يبقى حبيبي وصديقي، وعائلته بالنسبة إلي عائلتي، ابتداءً من زوجته هالة وابنته سارة وصولاً الى ابنيه رامي ومحمد.
والأجمل، أن التصوير كان في ستوديو النحاس، وهو المكان نفسه الذي صورنا فيه مسلسليْ «مأمون وشركاه» و«صاحب السعادة» منذ سنوات، كما أنهم أعطوني غرفته للبقاء فيها أثناء تصوير المسلسل، فأحضرت صورته من منزلي ووضعتها في الغرفة، وبالتالي كنت أشعر أنه معي طيلة أيام التصوير.

- بحكم علاقتك القوية بالزعيم، كيف تصفينه على المستوى الفني والإنساني؟
عادل إمام شخصية نادرة في زمننا ووسطنا الفني العربي، ليس فقط كفنان وإنما كإنسان، فهو عطوف ولا ينسى أصدقاءه أبداً، ومخلص لعائلته وأبنائه وزملائه وفنه. والكواليس بيني وبينه، بعيداً عن التمثيل، مضحكة للغاية، كما أن علاقتنا لا تتأثر بالعمل لأنها قوية ومتينة جداً.

- ما سبب بكائك لحظة تكريمك في مهرجان جمعية الفيلم؟
في الحقيقة، تأثرت كثيراً حينما شاهدت الأستاذ جميل راتب على كرسي متحرك، لأنني أحبه جداً وتواجدت معه في مهرجانين سابقين منذ سنوات، في دبي وفرنسا، وحين وقفت بجواره وجدته يتحدث معي كما في الماضي، والحمد لله أنني اطمأننت على صحته في المهرجان واستطعت التواصل معه مرة أخرى، فمثل هذه الشخصيات العظيمة لا تعوّض أبداً في حياتنا.

- كيف استقبلت خبر رحيل الناقد السينمائي الكبير علي أبو شادي؟
حزنت كثيراً عليه لأنه كان صديقاً عزيزاً لي وتواجدنا معاً في مهرجان «كان» لسنوات، وأكثر من مهرجان فني، وقد كان إنساناً رائعاً وطيباً ويحب كل الفنانين، وكنت أستشيره قبل الدخول في أي عمل فني.
كما أن عيد ميلاده يتزامن مع عيد ميلادي، وقد احتفلنا معاً أكثر من مرة. والحقيقة، أنني فقدت أخاً وأستاذاً لي، وفقدت السينما المصرية قيمة كبيرة، لكنه سيظل في قلوبنا جميعاً.

- بعد هذا العمر والرحلة الفنية الطويلة، ألا تشعرين أن الفن أخذك من حياتك الخاصة؟
أعترف بذلك، لأنني ركزت ونظرت فقط في مكان واحد أمامي، ألا وهو فني، لكنه أعطاني في المقابل أشياء كثيرة، لذلك لا أندم أبداً على أي شيء فعلته، وما زال في داخلي الكثير لأعطيه للجمهور.

- كيف فاجأت النجم فاروق الفيشاوي في عيد ميلاده أثناء تصوير مسلسلكما «الشارع اللي ورانا»؟
هذا العمل جمعني به بعد غياب 28 عاماً، إذ لم نقدم معاً سوى فيلم واحد هو «الصديق الوفي»، لذلك أنا سعيدة بأن هذا المسلسل جمعنا مرة ثانية.
وحين علمت أنه سيتم الاحتفال بعيد ميلاده، حملت قالب الحلوى وأدخلته له، وقد كان سعيداً جداً لأنه إنسان جميل وفنان كبير، وأتمنى أن يُعجب الجمهور بهذه التركيبة الجديدة في المسلسل، ويشعر بالرسالة التي نقدمها من خلاله.

- ما الذي افتقدته برحيل الفنانة الكبيرة شادية على المستويين الفني والإنساني؟
لقد كانت شادية صديقة والدتي رحمهما الله، وكنت أقلدها دائماً، ولم تكن تغضب مني، فهي إنسانة وفنانة عظيمة لا يمكن أن تتكرر أبداً، بصوتها ومشاعرها وموهبتها الفنية الكبيرة. وأؤكد أن أي فنان يرحل عنا لن يأتي مثله، سواء عبدالحليم أو شادية أو فريد الأطرش أو فاتن حمامة وغيرهم.

- ما سر حفاظك على جمالك ورونقك حتى الآن رغم كبر سنك؟
بالفعل، لم يتغير شكلي منذ لحظة ظهوري على الساحة الفنية وحتى الآن، وهذه نعمة من ربنا وليس لي شأن فيها، بالإضافة الى إخلاصي لعملي الفني وتضحيتي بأمور شخصية كثيرة من أجله.
ولو مسحت الماكياج عن وجهي، فستجدون شكلي كما هو عندما ظهرت في أفلامي السينمائية في بدايتي الفنية، مثل «حبيبتي سوسو» و«4 بنات وظابط» و«البيت السعيد» وغيرها من الأفلام.

- ما سبب عدم تحمّسك لتغيير اللوك الخاص بك مثل باقي الفنانات؟
لم أعمد الى تغيير اللوك الخاص بي سوى مرة واحدة، حين صبغت شعري باللون الأصفر ثم أعدته الى لونه الأسود، وقد قصصته منذ 15 عاماً، وما زلت الى الآن أعتمد القصة نفسها، بخاصة أن سمات وجهي صغيرة، وبالتالي يرى كثر أن قصة الشعر القصير تلائم شكل وجهي وملامحي التي لم تتغير مع السنوات.
كما أنني أحافظ على وزني منذ فيلم «عصابة حمادة وتوتو» في أواخر الثمانينات، فحتى الآن ما زلت أرتدي مقاس الفستان نفسه من دون أي تغيير، لأنني أحافظ على النظام الغذائي ذاته منذ 20 سنة.

- ما هي المرة التي لم تنصتي فيها الى كلام والدتك؟
في إحدى المرات، لم تشجعني أمي على قبول فيلم عُرض عليّ، لكني كنت عنيدة في ذلك الوقت، فقدمته واكتشفت أن رأيها كان صائباً.
في المقابل، حين كنت في الـ13 من عمري، كنت أقلد الكثير من الفنانين الكبار في ذاك الزمن، فاقترحت على الملحن الراحل محمد ضياء الدين، والد الملحن محمد ضياء، تقديم أغنية راقصة توجد فيها قصة، واتفقنا مع الأستاذ فتحي قورة الذي قدمت معه نحو 70 أغنية منذ طفولتي وحتى رحيله، على تنفيذ الأغنية، التي تقول كلماتها: «الهوا طيّر ديل فستاني، هاشكيه لامي إن طيره تاني»، لكن عندما سمعتها والدتي لم تُعجبها فقالت لي: «ما هذه الأغنيج وما هدفها»، لكني أصررت على غنائها، وبالفعل قدمتها في حفلة كبيرة بقاعة المؤتمرات، حيث كان موعد فقرتي الغنائية يسبق ظهور العندليب عبدالحليم على المسرح في جامعة القاهرة، وحين غنيت «الهوا طيّر ديل فستاني» لم يتمالك الجمهور الذي كان موجوداً في الصالة نفسه من الضحك، إذ كانت فكرة جديدة، وشكلت إحدى أنجح أغنياتي، وأعتبرها خطوة مهمة جداً في حياتي الفنية، ومن بعدها أصبحت أركز على الأغنيات مثل «فتحت الشيش وقفلت الشيش خيالني الواد ولا بيمشيش»، وأغنيات كثيرة قدمها لي الراحل منير مراد.

- ما سر إحساس الجمهور بأنك مقربة منه، كأنك تربيت في منزل أي أسرة مصرية؟
أشعر بذلك كثيراً، فحتى الآن ما زال الجمهور المصري يعتبرني ابنته رغم أنني كبرت في السن، فالأب والأم يظلان يعتبران أبناءهما أطفالاً صغاراً حتى لو كبروا في السن، وهذه هي حالتي مع جمهوري. كما أنني أسأل نفسي أحياناً، كيف استطعت الاستمرار بهذا الوهج الفني والقوة حتى الآن؟!

- ما سبب اندهاشك هذا؟
لأنه لم يكن أحد يتصور أبداً أن الطفلة التي كان عمرها خمس سنوات، ستظل طيلة حياتها في هذا الوهج الفني من دون انقطاع أو توقف، حتى أمي وأشقائي.

- ما هي علاقتك بالغناء الآن؟
أكشف لكم سراً للمرة الأولى، وهو أنني ما زلت أحافظ على رونق صوتي حتى الآن، لأنني أقوم بتدريبات في منزلي باستمرار، فعضلات صوتي التي تتحكم في «عُرب الصوت» مثل عضلات الجسم يجب أن تدرّب دائماً.
كما أنني ومنذ صغري أقلد أصوات المطربات الكبيرات مثل فايزة أحمد ونجاة وشادية وصباح، ما ساعد في مرونة صوتي، كما كنت أجيد طبقات أصواتهن وأنا أقلدهن. وبصدق شديد أقول إنه حتى لو لم أكن أعمل في مسلسل معين أو أقدم شخصية معينة أو أقرأ سيناريو معيناً، أظل في جهوزية تامة للدخول في أي عمل فني جديد، لذلك لا أسمح لنفسي بتناول طعام غير صحي أو إهمال ممارسة الرياضة، بل أحافظ على وزني ورشاقتي وأكون حاضرة دائماً أمام الجمهور، فأن يظل الناس يحبونني ويصفقون لي طيلة الوقت على ما أقدمه فنياً لهم، ذلك مسؤولية كبيرة على كتفي، لذلك يجب أن أكون عند حسن ظنهم دائماً، شكلاً ومضموناً وروحاً.

- تقولين إن كثراً حينما يرونك فجأة في الشارع أو في أي مكان آخر ويتعرفون عليك يضحكون، ما السبب؟
لا أعرف السبب حقيقةً، وأحياناً أتحدث مع الآخرين بشكل جدي في أمور معينة، فأجدهم يضحكون، وعندما أسألهم عن السبب يجيبون: «تقولينها بطريقة مضحكة وتعطيننا بهجة أثناء الحديث معك».

- ما الذكريات التي تراودك في عيد ميلادك، بخاصة أنه مرّ منذ فترة قصيرة؟
في أحد الأيام، دُعيت الى حضور فيلمي «ليلة ساخنة» في «كيب تاون» بجنوب أفريقيا خلال مهرجان دولي، فقلت للقيّمين عليه إن عائلتي ستقيم احتفالية لي لمناسبة عيد ميلادي في حضور الأحفاد، لكنهم أصروا على وجودي. وقد كان لصديقي النجم الكبير محمود حميدة فيلم في المهرجان نفسه، فشجعني على السفر معه قائلاً: سنحتفل بعيد ميلادك هناك في المهرجان، وبالفعل سافرنا معاً وجلسنا في الطائرة لأكثر من 10 ساعات، وحينما وصلنا وحضرنا ختام المهرجان تم وضع صور أربع مرشحات للجائزة على شاشة المسرح، ثم فجأة ذكر رئيس المهرجان اسمي، فوجدت أربع صور لي على الشاشة، وكان ذلك يوم عيد ميلادي، وحينما اعتليت المسرح وتسلمت الجائزة عن هذا الفيلم، كانت لحظة لا تنسى أبداً، وكان أجمل عيد ميلاد بالنسبة إلي، لأن الفيلم كان بمثابة تغيير لجلدي الفني.

- ماذا عن عيد ميلادك الذي أقامه لك بعض أصدقائك في لبنان في الفترة السابقة، مثل النجم ماجد المصري والإعلامية بوسي شلبي وإلهام شاهين وغيرهم؟
في تلك المرة، احتفلت بعيد ميلادي في غياب شقيقتي ووالدتي وشقيقي الطبيب الذي يعيش في إنكلترا، لذلك أردت أن أكون وسط أصدقائي المقربين، فوجدت بوسي شلبي وإلهام شاهين وماجد المصري يقيمون لي احتفالية في مطعم كبير وجميل في منطقة الروشة بلبنان، وقد كانت ليلة جميلة أشكرهم جداً عليها.

- ألا تقلقين حينما تشعرين أنك كبرت في السن؟
أؤكد لك أنني أعتبر سني «رقماً في ورقة» وليس مشاعر وأحاسيس، فقد وهبنا الله الحياة، وسيأتي يوم ونذهب إليه مرة أخرى، لذلك يجب أن نعيش حياتنا بحب وسلام ومشاعر، ونملأها تفاؤلاً وأملاً.

- ما سبب انزعاجك من ورود معلومات خاطئة عنكِ على الانترنت؟
كتب موقع «ويكيبيديا» معلومات خاطئة في شأن عمري وحياتي الفنية، وما أزعجني أكثر ادعاؤه بأنني لست مصرية، وهذه المعلومات كلها خاطئة، ومن اكتشفني هو المخرج الكبير نيازي مصطفى، وعدد أفلامي السينمائية التي قدمتها أكثر من 85 فيلماً وليس 59 فيلماً كما هو مكتوب في الموقع، وقد حاولت تصحيح هذه المعلومات وإرسال جواز سفري وأوراقي التي تثبت سني الحقيقية.


- ما هو نظامك الغذائي المفضّل الذي جعلك تحافظين على رشاقتك حتى الآن؟
أنا إنسانة نباتية، منذ 23 عاماً، ولا أحب أكل اللحوم والدواجن، وقد كانت والدتي تغضب كثيراً وتطلب مني أكل اللحوم، لكني كنت أتناول طبق السلطة فيما كنت أطعم طبق اللحوم للقطط التي كانت لديَّ حينها، على أساس أنني انتهيت من أكله بسرعة، وذلك كي لا أغضب أمي، فقد كنت أستمع الى جميع نصائحها حتى رحيلها عنا.        

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078