الوسواس القهري.. هستيريا تفقدك طعم الحياة
"الوسواس القهري" هو أن يشعر المريض بالحاجة الملحة للقيام بتصرفات معينة بشكل متكرر وقهري خارج عن السيطرة والإرادة. وتخطر لدى المصاب هواجس وأفكار متكرّرة تسبب له القلق، يتأثر بها في جميع نواحي الحياة، مثل العمل، والدراسة، والعلاقات الاجتماعيّة، وغيرها.
سيف الدين العامري
بهذا التعريف بدأت المجلة الأميركية المتخصصة في الأمراض النفسية "journal of depression and anxiety" الحديث عن مرض الوسواس القهري، الذي يعد أحد أمراض العصر بامتياز.
يمر معظم الناس في فترة معينة من حياتهم بأفكار استحواذية وبسلوكيات قهرية، ولكن هذا لا يعني أن لدى جميع الناس اضطراب الوسواس القهري.
التشخيص
ولتشخيص مريض يمر بأفكار استحواذية وسلوكيات قهرية بهذا الاضطراب، يجب أن تستهلك هذه الأفكار والسلوكيات الكثير من وقته، وعلى سبيل المثال يمكن للكثير من الناس أن يعتقدوا أنّهم سيمرضون أو يقلقون على شخص عزيز على قلوبهم، لكنّ الذي يحدث مع الشخص المريض بالوسواس القهري أنّ هذه الأفكار تثير الكثير من القلق لديه وتعطّل الوظائف اليومية التي يقوم بها.
ولا يستطيع المريض بالوسواس القهري أن يتحكم في تصرفاته وأفكاره، حتى وإن كان مدركا بأنها أمور مبالغ فيها، كما أن الشخص المصاب لا يشعر بالراحة أو المتعة عند قيامه بهذه التصرفات، لكنها تخفف بشكل بسيط من القلق الذي تتسبب به تلك الأفكار، ويقضي المريض ساعة واحدة على الأقل من يومه منشغلاً بهذه التصرفات والتهيؤات.
وأوضح متخصصون في علم النفس أنه من العوامل التي تزيد احتماليّة الإصابة بالوسواس القهري، أو زيادة معدلات حدوثه، وجود تاريخ مرضيّ لهذا الاضطراب في أحد أفراد العائلة، كالأبوين مثلاً، كما أنّ أحداث الحياة التي تُثير التوتّر والضغط العصبي، كالتعرّض إلى صدمة مثلاً، تزيد من احتمال حدوثه، حيث يؤدي رد الفعل إلى تحفيز الأفكار والتصرّفات والاضطرابات العاطفيّة المختصّة بالوسواس القهري.
أعراض
ومن أعراض الأفكار الوسواسية التي يمكن أن يعاني منها مريض هذا النوع من الاضطراب النفسي، يأتي الخوف المستمر من الاتساخ أو التلوث، كذلك الخوف الزائد من إيذاء النفس أو إيذاء الآخرين، أو التفكير بأشياء غير مرغوب فيها، بما في ذلك أفكار مُتعلّقة بالعنف أو بموضوعات جنسية أو دينية، أو حاجة دائمة وملحّة بأن تكون الأشياء مرتبةً على نحو منظم للغاية.
العلاج
ولعلاج الوسواس القهري توجد طريقتان. البداية بالعلاج النفسي، حيث أكد الأطباء أن العلاج السلوكي المعرفي يمكن أن يُساعد الشخص على التخلص من المرض. ويشمل هذا الأسلوب تعريض المريض، بشكل تدريجي، لشيء يصيبه بأفكار وسواسية، كالاتساخ مثلاً، ويتم تعليم المريض طرقًا صحيّةً للتعامل مع القلق الحاصل نتيجة الأفكار التي تتوارد بسبب المؤثر، ويحتاج هذا الأسلوب جهدًا من المريض، وقيامه ببعض من التمرينات، ولكن مع الوقت يستطيع المريض الاستمتاع بنوعية حياة أفضل، عندما يتعلم كيفية التعامل مع الأفكار الوسواسية والسلوكيات القهرية.
أما الطريقة الأخرى، فهي العلاج بالأدوية، إذ توجد العديد من العقاقير التي تُساعد على السيطرة على الأفكار الوسواسية والاستحواذية والسلوكيات القهرية، وأكثرها شيوعًا مضادات الاكتئاب.
نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية"
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024