نادين نجيم، شذى حسون، ميريام فارس ونوال الزغبي يعترفن: السوشيال ميديا لا تهدّد نجوميّتنا!
بات نجوم السوشيال ميديا من مدوّنات موضة، مغنّيات ومغنّين، «فاشونيستا» وأصحاب حسابات للانتقاد ونشر الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعي، يُحقّقون نجاحاً ساحقاً في الفترة الأخيرة، سواء على صعيد الجماهيرية الواسعة التي يحصدونها، أو التعاون مع كبريات الدور العالمية، وأصبح لهم نفوذ وجماهيرية تُضاهي جماهيريّة نجوم «التلفزيون» والأغنية وحتى الإعلام التقليدي، كما يُسمّيه أصحاب الاختصاص. «لها»، استطلعت آراء عدد من النجمات من ممثلات وفنانات حول هذه الظاهرة، وعادت بهذا التحقيق.
أنابيلا هلال: جمهور مختلف وتجربة فريدة
الإعلامية أنابيلا هلال والحاضرة بقوّة مع أكثر من مليون ونصف مليون متابع على صفحتها على «إنستغرام»، تقول إنّ وسائل التواصل الاجتماعي تعوّض غياب المذيع عن الشاشة، ولكنّها في الوقت عينه ليست بديلاً لحضوره الدائم عليها. فهي غابت فترةً بعد مغادرتها قناة MBC وتقديمها عبر محطة MTV اللبنانية الموسم الأول من برنامج «ديو المشاهير»، وتفرّغت للأمومة، وكانت غالباً تتابع ما يحدث في المجتمع وبين الناس من خلال منصّات التواصل الاجتماعي، وتقول إنّها تجعل المذيع أو النجم يصل إلى فئات جماهيرية وعملية مختلفة جدّاً، مؤكدةً: «نتعلّم الكثير من هذه التجربة ومن رأي الجمهور والتعليقات، وهذا ما حدث معي في «ديو المشاهير» وبدأت أوظّف آراء الجمهور، حيث تخلّيت عن الإطلالات التي كانت تجعلني أبدو أكبر سنّاً وبتّ أعتمد إطلالات شبابية».
ميساء مغربي: الشمس لا تُغطّى بغربال!
الممثلة والمنتجة التلفزيونية ميساء مغربي، والتي رأت مشاركة عدد من مشاهير اليوتيوب والسوشيال ميديا في مسلسلها الأخير «قلبي معي» خطوةً موفّقة وإيجابية، تقول إنّ نجومية أولئك الشباب يجب أن توظّف في المكان الصحيح، كما أنّها قد تهزّ عرش نجومية ممثّل أمضى عقداً من الزمن وهو يقدّم أدواراً ناجحة ومؤثرة، موضحةً: «في معظم الأوقات، تتخطّى نجومية الشباب الممثلين الآخرين، فالشمس لا تُغطّى بغربالٍ، ولكلّ عصرٍ أدواته المختلفة، فعلى مدى 16 سنة وأنا أبني مسيرتي كممثلة، ولكن اليوم بين ليلةٍ وضحاها من الممكن أن يولد نجم، سواء كان ممثلاً أو مغنياً على اليوتيوب، ويحظى بجماهيرية أكبر من جماهيريتي، ولا تنسَ أنّنا في عصر اليوتيوب والسوشيال ميديا». وتعترف ميساء بأهمية السوشيال ميديا في حياتنا وما تستطيع أن تخلقه، فالمستقبل مبني عليها، وهي من مؤيديها، لكنّها من معارضي سوء استخدامها وتوظيفها.
نوال الزغبي: الحياة في ماراثون دائم
النجمة الذهبية نوال الزغبي، والتي عرفها الكثيرون بكونها Trendsetter في الأفكار والموضة والأعمال الغنائية، تأقلمت مع واقع السوشيال ميديا ووجودها في حياتها، وتقول إنّ الحياة في ماراثون دائم وعلينا أن نواكبها، والسوشيال ميديا حلّت مكان التلفزيون والصحافة المكتوبة، ورغم أنّ أحداً لا يستطيع إلغاء دوريهما، باتت أعمال النجوم تُسمع وتُشاهد بعد لحظات من طرحها حول العالم. وعن ظاهرة نجوم اليوتيوب الذين يحصدون ملايين المشاهدات، تقول نوال إن الفنان الحقيقي هو من يتبعه الجمهور ويستمع إلى أغنياته ويُطالبه بإحياء حفلات غنائية، عدا عن كونه نجماً على «يوتيوب»، وتُضيف: «إن كان للفنان عشرون مليون متابع ومشاهدة على «يوتيوب» ولم أسمع به أنا الفنانة... فكيف يكون ذلك؟! طبعاً، الأرقام في غالبيّتها كاذبة». وفي رأي نوال الزغبي، السوشيال ميديا تصنع نجوماً ضمن نطاقها ولا تخلق نجومية مطلقة. قد يلد نجمٌ على السوشيال ميديا وينطفئ بمجرّد ولادة نجم آخر.
نادين نسيب نجيم: الشهرة والتأثير مسؤولية كبيرة
تقول ملكة جمال لبنان السابقة والنجمة نادين نسيب نجيم إنّ كل شخصية مشهورة ومعروفة، هي حتماً شخصية مؤثرة في الناس، والجيل الشاب اليوم يتأثر بهم بأمور كثيرة بدءاً من الأزياء والتصرّفات، وصولاً الى أسلوب الحياة، وتعتبر ذلك مسؤولية كبيرة، وتُضيف في هذا الصدد: «بُتّ أكثر انتباهاً إلى تصرفاتي في مواقف عدة حتى أكون قدوة لكلّ من يُتابعني». ونادين اليوم وجهٌ للعديد من الدور العالمية والشركات، وعمّا إذا كانت تتنافس مع نجمات «الإنستغرام» في هذا المجال، تقول: «هنّ اليوم أداة تسويق وترويج للشركات، والمناسبات محصورة في إطار محدّد، ولكن هذه ليست حالي وحال العديد من النجمات. نحن اليوم سفيرات للدور ونعكس صورتها، ولا نتقاضى أجراً عن كلّ منشور على حساباتنا على مواقع التواصل الاجتماعي».
شذى حسون: الجميع أصبح Blogger!
أما النجمة شذى حسون فتقول إنّ ذوق الناس تطوّر كثيراً وباتوا يُفرّقون بين الجيّد والرديء، كما أنّ الجميع بات اليوم «بلوغر» و»فاشونيستا»، ويُريد أن يصبح نجماً. وتضيف أنّ الفاشونيستا اليوم توازي بشهرتها فناناً مضت على انطلاقته أربعون عاماً، والناس إن التقوها في الشارع، يهرعون إليها لالتقاط الصور معها أكثر منه، وهذا الأمر قد يكون مُحزناً للبعض. وتؤكد شذى أهمية أن يدرك الفنان طريقة التعامل مع هذه الأدوات وكيفية إظهار نفسه من خلالها، إذ إنّ المسألة اليوم باتت استثماراً ويجب التعامل معها بشفافية، فالـ»سوشيال ميديا أصبحت لعبة الشاطر، والناس يصدّقون ويدفعهم فضولهم لاكتشاف الجديد دائماً». وحول انتشار ظاهرة الفنانين الشباب العراقيين والمغاربة أخيراً على اليوتيوب، تعلّق شذى قائلة: «عرفوا كيف يدخلون اللعبة ويخرجون منها رابحين. حصلوا على الأدوات، وباتت الصحافة تتحدّث اليوم عن معادلة الأرقام، وهذا ساعدهم كثيراً للبروز على الساحة الفنية».
ماغي بوغصن: لا تظلمني شخصياً
بدأت النجمة اللبنانية ماغي بوغصن مسيرتها الفنّية منذ أكثر من عشرين عاماً، لعبت خلالها مجموعة أدوار في مسلسلات سورية وعربية ولبنانية من بينها «أسرار المدينة»، «أقبية الموت»، «ميريانا»، «يا ريت» وغيرها من الأعمال، وترى أنّ السوشيال ميديا اليوم تُضيف إلى نجاح الفنان وتسمح له بالتواصل بصورة أكبر من جمهوره، ولا ترى فيها ظلماً لنفسها أو حتى من خلال تقديم وجوه جديدة تنافس النجوم الموجودين حاليّاً على الساحة. وبسؤالها ما إذا كانت مظلومةً أنّ في بداياتها لم يكن هناك دعم على منصّات التواصل الإجتماعي، التي لم تكن موجودة في تلك الحقبة تقول: «لا أرى أنّ هناك ظلماً على الصعيد الشخصي، وكلّ ممثل يحق له التباهي بالأسماء التي عمل معها، وأنا من الذين قدّموا أكثر من 24 عملاً في سوريا مع أهم الممثلين والمخرجين، ولو عدّدتهم لن ننتهي اليوم، وعلينا أن نكون فخورين بما نقدّمه ونتباهى بنجاح بعضنا البعض، فهذا أفضل من أن نكون متخاصمين».
كارلا بطرس: الرقابة مهمّة
ترى الممثلة اللبنانية كارلا بطرس أنّه لكلّ حقبةٍ حكمها، واليوم لا مفرّ من أهمية السوشيال ميديا في حياتها اليومية وفي عملها كممثلة، ولا تعتبر أنّ ولادة بعض النجوم من خلال هذه المنصّات قد يهزّ عرش النجوم المتواجدين راهناً على الساحة، بل ترى أنّ على أولئك النجوم مواكبة التطوّر بصورة أكبر ليكونوا أقرب إلى الناس ويُحافظون على مكانتهم. وتعتبر كارلا أنّ الرقابة مهمة جدّاً عبر مواقع التواصل الإجتماعي، بحيث من المهم معرفة ما ننشره ومتى، وألّا نعبّر عن غضبنا أو استيائنا من خلال رأي قد نندم بسببه لاحقاً، وتختتم حديثها بالقول: «السوشيال ميديا ضرورة في حياتنا ولكن بشروط».
جيسيكا قهواتي: أكره عبارة «فاشونيستا»!
المذيعة جيسيكا قهواتي كانت من أوائل الذين اختبروا العمل على منصّات التواصل الاجتماعي، حيث قدّمت برنامجاً عبر منصّة Yahoo الإلكترونية الإخبارية، وتعيش اليوم بين عالمين؛ النجومية والموضة من جهة، والحقوق من جهة أخرى. جيسيكا تكره عبارة «فاشونيستا» الرائجة أخيراً، وتقول: «لا أحبّ هذه العبارة، فهي ليست واقعاً ولا مهنة ولا عملاً... إنها صفة فقط، وتكاد لا تليق بأيّ امرأة، فهي عبارة واسعة الأفق». ولدى سؤالها عن لقبها Dubai IT Girl ومدى ارتباطه بهويتها وعملها، أجابت: «أفضّل هذا اللقب على «فاشونيستا» والتي لا تعني أيقونة متابعة أو عاشقة لها، فهي فضفاضة جدّاً، وقد يكون التعبير الأمثل هو Trendsetter أو حالة في عالم الموضة لها بصمتها وهويتها».
ميريام فارس: الخطّة الصحيحة تحافظ على النجومية
ردّاً على سؤالٍ حول اكتساح أرقام نجوم السوشيال ميديا سوق الكاسيت والـ CD، وبالتالي تراجع الفنانين المحسوبين على هاتين الوسيلتين، تقول ملكة المسرح ميريام فارس: «لا يمكن أحداً أن ينكر أنّنا نعيش اليوم في زمن السوشيال ميديا، فالكاسيت انقرض والـ CD يسير في الطريق نفسها. فيجب أن تكون للفنان شركة تدير أعماله وتسوّق له بالطريقة الصحيحة، لكي يُحافظ على نجوميته بالأرقام الحقيقية». وتُضيف ميريام أنّنا نتطوّر جميعاً ونواكب إيقاع العصر السريع، فأياً كان الفنان، سواء من جيل الكاسيت أو الـ CD أو الأونلاين، فهو حتماً يواكب التطور والصعود.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024