مصيدة السوشيال ميديا
قرّبتنا السوشيال ميديا من كلّ شيء، إلا من الحقيقة. حدّدت حياتنا كلّها في صورة مثالية جذابة لافتة. وبتنا أسرى تلك الصورة التي نلتقطها ذات مكان وزمان، ولا تمثّل واقعنا اليومي بشيء. ثم نلهثُ وراء مكافأة نشرها بإعجابات وقلوب نحصدها من أشخاص نعرفهم، أو لا نعرفهم. حصادٌ يوهمنا الشهرة الكاذبة والموقّتة. لعبة السوشيال ميديا متعبة، لا بل مرهقة: تزور بلداً جديداً، وهاجسك الصورة التي ستنشرها من هناك، بدلاً من التمتّع بالمناظر الخلابة والأطباق الشهيّة والطمأنينة وراحة البال. وتشاركُ في حدث ما، فتراك تجري خلف إطار جميل يُعجب متابعيك، بدلاً من التركيز على الحدث نفسه. تجتمع العائلة، فتهتمّ للصورة أكثر من حميمية اللقاء. تنشر وتنشر، والسوشيال ميديا تطالبكَ بالمزيد. فتضطر في الكثير من الأحيان الى الإفتعال والتظاهر... وهنا الخطورة.
نسائم
الصمتُ يقتلُ الوقت.
يقلّصه، يفتّته، يطحنه،
يذرّه في الهواء، فيتبدّد.
الصمتُ يقتل الحبّ أيضاً،
ينخره في العمق، يشلُّه،
يتركُه للشكّ والملل.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024