تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

ابنتي تشكو مربيتها

ابنتي تشكو مربيتها

هل تظنين أن طفلاً في الثانية من عمره يمكن أن يشكو سوء تصرف المربية معه؟ فعندما أسأل ابني عن تصرّف المربية أثناء غيابي يقول لي معلومات متناقضة. إذ يجيب أنها لطيفة وأحياناً يقول إنها تضربه. كيف يمكنني التحقق من الأمر؟

إلهام- جدة


من الصعب اختيار مربيّة للطفل. فمن الضروري أن تكون هناك ثقة متبادلة بين الأهل والمربية التي يتركون ابنهم في عهدتها طوال النهار. فمن دون هذه الثقة يصبح الوضع متوتراً ويشعر به الطفل الذي يحتاج إلى محيط هادئ وأمان عاطفي كي ينمو وينفتح على العالم الخارجي. فإذا لم يشعر بهذا فإنه سيصاب بخلل في توازنه النفسي.

 ويبدو لي أنك مرتابة من قدرة هذه المربية على الاهتمام بابنك أثناء غيابك. فهو يمضي خمسة أيام في الأسبوع تحت رعايتها، لذا لا تهملي شعورك بالقلق اتجاهها. فهل هناك إشارات تنبيه؟ هل تغيرت تصرفات ابنك في شكل مفاجئ؟ هل يصاب بكوابيس ليلية؟ هل يواجه صعوبة في النوم؟ هل يبدو الحزن على ابنك؟ هل يشعر بالغضب عند الصباح حين تغادرين إلى عملك؟ هل يبدو مسروراً عندما تتركينه مع المربية؟

  وعموماً يمكنك معرفة الإجابة عن كل هذه الأسئلة حتى ولو لم يكن ابنك قادراً على التعبير في شكل صحيح. وذلك عن طريق اللعب، كأن تطلبي منه أن يلعب دور المربية وأن تكون دميته ابن المربية، وراقبي جيداً تصرفاته مع الدمية وكيفية التحدث إليها، فهذا اللعب الخيالي سوف يعطيك فكرة عما تفعله المربية مع ابنك أثناء غيابك، فالطفل عموماً يقلّد الكبار.

 ومن جهة أخرى عليك التحقق من شخصية هذه المربية. فعلى أي أساس عيّنتها؟ هل لديها خبرة في تربية الأطفال؟ وإذا كان الجواب نعم. يمكنك أن تستعلمي عنها من الأهل الذين تعاملوا معها في السابق وتعرفي رأيهم فيها. ولكي تطمئني أكثر يمكنك أن تعودي إلى المنزل باكراً وتقومي بزيارات مفاجأة إلى البيت خلال النهار. كما من الأجدى لك أن تناقشي المربية في الأسلوب التربوي الذي ترغبين في اتباعه، فربما كانت أكثر حزماً منك في بعض الأمور. واشرحي لها بالتفصيل ما الذي تتوقعينه منها. وإذا كانت من النوع القاسي أو الجدي جداً أخبريها أن ابنك يفضل التعامل معه بأسلوب أكثر مرونة ولطفاً. وإذا بقيت مخاوفك وقلقك، عليك تغيير هذه المربية. وعموماً أنصحك بما تفعله الكثير من الأمهات العاملات وهي أن تضعي ابنك في دار حضانة لأنه توجد فيه مربيّات اختصاصيات يعتنين بالطفل تربوياً، ويؤمن النشاطات الترفيهية التي تساعد في نمو الطفل وتطوره الجسدي والذهني.


إسألي لها

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079