تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

إحترام الذات واحترام الآخرين...

إحترام الذات واحترام الآخرين سلوك أساسي من الضروري تعليمه لأطفالنا، لينشؤوا على أسس الحياة الإجتماعية المنفتحة على الآخرين.
فالطفل الذي يعرف متى يتكلّم ومتى يطلب الإذن، ويعرف كيف يدافع عن نفسه في الوقت المناسب، هو طفل تعلّم مبادئ إحترامه لذاته وللآخرين.
وهذه ست نصائح لتعليم الطفل إحترام الآخرين وإحترام نفسه


1 مساعدة الطفل على إيجاد مكانته بين رفاقه
منذ اليوم الأوّل لدخول الطفل الحضانة وحتى قبل ذلك وفي العائلة مع الأشقاء والأخوات، فإن تبادل الأحاديث بين الصغار غالبًا ما ينتهي بشجار، فكل واحد منهم يريد فرض رغبته وإرادته. « هذه السيارة لي، ابتعد، أنت لست لطيفًا، ماما لا يريدني أن ألعب معه»...
ولمساعدة الطفل على إيجاد مكانته بين المجموعة، عليه إدراك أن الآخر هو آخر، وأن لكل إنسان شخصية فريدة وبالتالي يختلف عن هذا الآخر بالتصرف والرغبات التي يجب قبولها كما هي. وفي المقابل على هذا الآخر احترام رغباته.
وهكذا فالحياة ضمن الجماعة تتطلّب بعض التنازلات والتخلّي عن الأنانية إلى حد ما.
فإذا كان صديق الطفل مثلا لا يحب اللعب بالكرة فربما لديه رغبة في اللعب بالسيارة.
لذا على الأم أن تؤكد لطفلها أنه كائن مستقلّ وصديقه أيضًا وأن لكل منهما مكانته ورغبته وهوايته، فإذا كان الصديق لا يريد اللعب عليهما أن يجدا رغبة مشتركة بينهما.
وبذلك يتعلّم الطفل كيف يحترم رغبات الآخرين من دون أن يفقد مكانته بينهم.

2 تعليم الطفل التصرّف الحسن مع الآخرين
أحيانًا يغضب الطفل عندما يتجاهله صديقه ويلعب مع طفل آخر، حينها على الأم أن تذكّره بأنه هو فعل الأمر نفسه من قبل، لذا عليه احترام رغبة صديقه وعدم لومه.

3 المبادرة بالخطوة الأولى بدلاً منه إذا كان يجد صعوبة في التواصل مع الآخرين للمرة الأولى
عندما تلاحظ الأم أن طفلها ينظر إلى طفل آخر يحتلّ في الحديقة العامة حلبة التراب أثناء لعبه بسيارته، يمكنها أن تبادر وتقول للطفل الغريب: «هل ترى الشاحنة التي مع سامي؟ يمكنكما أن تجريا سباقًا بين سيارتيكما».
وبعد دقائق عندما تلاحظ الأم أن الجليد بين الطفلين قد ذاب عليها الإنسحاب من موقع اللعب لتتركهما يتعارفان أكثر.
كما يمكن الأم أن تقوم بمبادرة جميلة بأن تطلب من طفلها دعوة رفاق الصف يوم العطلة الأسبوعية إلى المنزل لتناول الحلوى، فهذا الأسلوب يساعد الطفل في إقامة علاقة صداقة متينة ويعزز لديه الثقة بالنفس.

4 الإفساح في المجال للطفل ليدافع عن نفسه
غالبًا ما يحدث شجار بين الأطفال في أماكن اللعب فكم مرّة تسمع الأم طفلها يبكي لأن طفلا آخر أخذ منه لعبته بالقوّة.
أمام هذا الموقف على الأم ألا تلوم طفلها وتقول له كفى بكاءً، بل عوضًا عن ذلك عليها أن تعلّمه كيف يكون واثقًا بنفسه وكيف يدافع عن حقّه بأسلوب التفاوض كأن تعلّمه يقول: «أقدّم لك كرتي إذا كنت فعلاً تريد اللعب معي». فبهذه الطريقة تعلّمه التفاوض والثقة بالآخر.

5 ترك الطفل يدير صراعاته الصغيرة وحده مع حمايته إذا كان الشجار كبيرًا
من الضروري أن يعرف الطفل أن والدته أو والده سيقفان بجانبه ويحميانه إذا ما تعرّض لمشكلة كبيرة. ولكن في الوقت نفسه عليه أن يتعلّم كيف يتدبر أموره ويفض المشكلة البسيطة.
أما إذا تعقّدت المشكلة معه فيمكن الأم أن تقترح على طفلها باصطحابه للقاء خصمه لإيجاد تفسير لما حدث، والإعتذار عن سوء الفهم الذي حدث بينهما.
كما على الأم تذكير طفلها أنه إذا تعرّض لمشكلة في المدرسة أو النادي الرياضي، عليه ألا يتردد في طلب مساعدة المعلمة أو المدرب للتحكيم بينه وبين الطفل الآخر الذي تشاجر معه.

6 تعليم الطفل إدارك أدواته الشخصية التي تساهم في فرض احترامه على المجموعة
من الضروري أن يدرك الطفل صفاته المميزة وكيف أنها تساهم في تعزيز إحترام الآخرين له، فاللباقة في التحدث، وتميزّه بمهارة ما رياضية أو فنية يسهلان عليه الإندماج مع المجموعة شرط أن يتعلّم في الوقت نفسه تجنب التفاخر لأنه قد يجعل الآخرين ينفرون منه.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078