تعرف على قصة "جمعية الانفصال السعيد"
انتشر على موقع التواصل الإجتماعي "فايسبوك" فيديو لفتاة اطلقت على نفسها إسم "سندريلا"، ترتدي فستانًا أبيضَ، وتضع تاجًا من الزهور على رأسها، وهي تتمايل وترقص. سندريلا، تلك الفتاة التي لم تتجاوز الـ 25 عامًا، نشرت هذا الفيديو على صفحتها، تحت عنوان "حفل طلاقي"، ووقفت تتلقى التهاني من أصدقائها وصديقاتها المقربين، على أنغام أغنية "مبروك مبروك".
علا الشافعي
سندريلا، لم تكن الأولى التي تحتفل بطلاقها في حفل عام، معبرة عن سعادتها وتحررها، ويبدو أنها لن تكون الأخيرة. فتلك الحالة تعكس أزمة حقيقية في مؤسسة الزواج، وهي أزمة عابرة للقارات، وليست قاصرة على المجتمعات العربية، أو شريحة اجتماعية بعينها.
المدهش أن حفلات الطلاق باتت تتم بترتيبات معينة، بمعنى طباعة دعوات للحفل، تتضمن عادة عبارة: "يشرفني ويسعدني دعوتك لحضور حفل طلاقي"، وهي العبارة التي كانت تثير الدهشة في البدايات، ولكن في الوقت الحالي أصبحت عبارة عادية جدا، بخاصة أن تلك الظاهرة لم تعد غريبة، فضلاً عن حجز قاعة في فندق فخم.
ارتفاع معدلات الطلاق لم يعد ظاهرة قاصرة على المجتمعات العربية. فحجم الطلاق في ألمانيا، مثلاً، نما بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة. فمن بين كل ثماني حالات زواج تمت خلال خمسينات القرن الماضي سجلت حالة طلاق واحدة فقط، ولكن في يومنا هذا، ووفق تقرير للمكتب الالماني الاتحادي للإحصاء، فمن بين 387 ألفاً و423 عقد زواج في العام 2012 تم تسجيل 179 ألفاً و147 حالة طلاق. وفي ولاية بافاريا وحدها أشارت التقارير إلى أنه خلال الفترة بين 2001 حتى 2010 وصلت نسبة عدد حالات الانفصال إلى مستوى النصف.
تلك النسبة انعكست أيضًا على حفلات الطلاق، التي يتم تنظيمها من خلال جمعيات مختصة. وتوضح لابيترا ريغير، وهي ناشطة نسائية ألمانية من جمعية "الانفصال السعيد" في تصريحات صحافية لموقع "دويتشه فيله"، إنها تحاول أن تخفف من أوضاع المعاناة عند الانفصال والطلاق، وذلك من خلال إحياء حفلات تعيد الثقة بالنفس للمطلقة مع بداية مشوار جديد في حياتها.
وتضيف: "نحن نحرص على أن يشكل فستان الفرح محور حفل الطلاق، حيث ترتدي المطلقة الفستان وتقوم بتلطيخه بصلصة الطماطم أو تمزيقه بالمقص، وهو أمر متروك لصاحبة الحفل، فالخيال والبحث عن المتعة من خلال الانتقام من الزوج بطريقة مضحكة هو سيد الموقف، فمثلاً يصنع الخباز كعكة كبيرة ويضع عليها صورة الزوجة وهي ممسكة برأس الزوج الخائف، أو تورته عليها صورة الزوج وهو ملقى في سلة المهملات".
وترى السيدة ريغير أن حفل الطلاق يوازي في الشكل حفل الزفاف، فالمطلقة فيه تتخلص من الشعور باللوم ومعاتبتها لنفسها على القيام بحفل الزواج في السابق أساسًا.
الحال والمبررات لا تختلف كثيرًا عند السيدات العرب، حيث تذكر رانيا (35 عامًا) أن سبب إقامة حفل لطلاقها هو أنها تحملت حياة غير مستقرة لمدة سبع سنوات، تعرضت فيها للضرب والإيذاء النفسي، وكانت كل مرة تستمر لأجل البقاء مع أبنائها وتربيتهم، ولكن بعد مرور فترة من الوقت شعرت أن ذلك الأمر غير مؤثر، بل يزيدها تعاسة هي وأبناءها، لذلك تنازلت عن كافة حقوقها المادية من أجل الحصول على الطلاق.
وتعتبر رانيا يوم طلاقها هو أسعد أيام حياتها، وتقول: "كان من الطبيعي بعد كل هذا المرار والوجع أن أفرح وأدعو زميلاتي في العمل والمقربات لي إلى حفل طلاقي في أحد الفنادق لمشاركتي فرحتي".
نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية"
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024