كارول سماحة: لو استمعت إلى لحن «3 دقات» لما اخترته
تعيش النجمة كارول سماحة اليوم حالة من التألق الفني، خصوصاً وقد أصدرت أخيراً أغنية بعنوان «إنسى همومك» تدعو الى الفرح والبهجة، كما تستعد لإطلاق أغنية جديدة مطلع الصيف المقبل، بعدما كانت قد شاركت في بطولة الفيلم اللبناني «بالصدفة». في حوارنا معها، حدّثتنا كارول سماحة عن تجربتها هذه، وكشفت لمحبيها عن طبيعة علاقتها بزوجها وابنتها «تالا»، وقالت رأيها بإليسا وبرامج الهواة...
- في البداية أسألك، كيف تنظّمين أوقات إقامتك بين مصر ولبنان؟
أمضي معظم فصل الشتاء في مصر إلى جانب زوجي وابنتي «تالا»، وفي كل شهر أزور لبنان ليومين أو ثلاثة تبعاً لضرورات عملي، لكن أحرص على تمضية أشهر الصيف مع أهلي في لبنان.
- ماذا عن ابنتك «تالا»، هل دخلت المدرسة؟
لا، لأنها لم تُكمل عامها الثالث بعد، وهي الآن في الحضانة والسنة المقبلة تدخل المدرسة إن شاء الله.
- رأينا لكِ صورة تجمعك بالموزّع الموسيقي المصري عادل حقي، وثبُت أنكما في صدد التحضير لأغنية جديدة ستبصر النور مطلع الصيف المقبل، حدّثينا عن تفاصيل هذا العمل؟
أُحضر فعلاً لأغنية جديدة تميّزها أجواء الفرح، ويتناول موضوعها حياة المرأة وكيف تفكر في الحب، وقد فضّلت التعامل مع الموزع عادل حقي لأنه يملك أسلوباً فريداً خاصاً به.
- من وضع لحن هذه الأغنية؟
بتنا نعاني نقصاً في الألحان الجميلة في الوطن العربي، لذا اضطررت للبحث عن الألحان الموسيقية في الغرب كي أجد ضالتي، ولحن أغنيتي الجديدة وجدته في أوروبا الشرقية.
- هل دفعتِ الحقوق الملكية والفكرية الخاصة بهذا اللحن الغربي؟
بالتأكيد، فمن المستحيل أن أقدّم عملاً من دون أن أدفع حقوقه الملكية والفكرية، لكن كلمات الأغنية هي من تأليفي، وأعتقد أنني سأُصدرها بعد نهائي بطولة كأس العالم لكرة القدم الذي سيُقام هذا الصيف في روسيا.
- يبدو أنك اتّبعت سياسة إصدار الأغاني المنفردة، إذ لم يمض على طرح أغنية «إنسى همومك» سوى أسابيع قليلة حتى بدأت التحضير لعمل جديد؟
حين سيصدر عملي الجديد، يكون قد مضى على أغنية «إنسى همومك» حوالى 6 أشهر، فهذه الأغنية صدرت مطلع العام 2018، والأغنية الجديدة سأطلقها في بداية تموز/ يوليو، وهذا فاصل زمني مقبول بين العملين.
أما بالنسبة إلى إصدار الأغاني المنفردة فبتُّ أرى أن أي فنان يطرح ألبوماً كاملاً، يشعر الناس أنه أصبح قديماً بعد أربعة أشهر من صدوره ويملّون منه، خاصة أن كل الأغاني متوافرة على الإنترنت، مما يساهم في انتشارها ووصولها إلى أكبر شريحة من الناس، من هذا المنطلق أؤكد أن الألبوم لم يعد مجدياً في هذه المرحلة. وشخصياً، إذا أردت إصدار ألبوم كل سنتين، فلن أُعجب بلحن أي أغنية جديدة أستمع إليه من الملحنين، والسبب أنني مقيّدة بالوقت، لذا من الأجدى إطلاق أغنية منفردة بين الحين والآخر، خاصة أن الفنان متقلّب المزاج، فإذا وجد أغنية جميلة وراق له لحنها، يحبّذ أن يطلقها في الوقت المناسب، ونحن نعيش في عصر السرعة، وكذلك الموسيقى تتطور بسرعة قياسية. أنا أؤمن بمبدأ الأغنيات المنفردة، ومعظم أعمالي «الضاربة» كانت منفردة.
- هل ترين أن أغنية «إنسى همومك» أخذت حقّها في الانتشار؟
هي بالتأكيد أخذت حقّها وانتشرت بقوة في معظم الدول العربية.
- كليب «إنسى همومك» انتُقد بشدّة لأنك صوّرته أمام الغسالات!
ليس لدي مشكلة في تعرّض الكليب للانتقاد، ففي النهاية الأغنية ترسخ في أذهان الناس، بخلاف الكليب الذي قد ينال إعجاب البعض، ويرفضه البعض الآخر، فهو ليس فيلماً سينمائياً كي يبقى في الذاكرة، ولا تتعدى وظيفته التسويق للأغنية.
- بتِّ تكتبين كلمات أغنياتك بنفسك، ألم يعد يعجبك كلام الشعراء؟
أبداً، أنا لا أقدّم نفسي كشاعرة. جميع الفنانين في أميركا وفرنسا ودول الغرب يكتبون كلمات معظم أغانيهم ويلحّنونها. لكن حين يهتم فنان برواية قصة تتعلق به من خلال أغنية، فلا مانع في أن يكتبها بنفسه.
- ماذا عن أصداء أغنياتك اللبنانية في مصر حيث تقيمين مع زوجك؟
أغنية «إنسى همومك» احتلت المرتبة الأولى في الإذاعات المصرية وحققت اصداء رائعة.
- لكن المرتبة الأولى في الإذاعات باتت أمراً مشكوكاً به؟
التلاعب بالمراتب ربما يتم في الإذاعات اللبنانية، إنما في مصر فالأمر مختلف تماماً إذ لا يمكن أي فنان أن يدفع أموالاً لقاء أن تتصدر أغنيته المراتب الأولى، والكل يعرف أن زوجي يملك إذاعة في مصر، مما يعني أنه منافس للإذاعات الأخرى، ومع ذلك احتلت أغنية «إنسى همومك» المراتب الأولى في عدد من الإذاعات المصرية.
- تحدّثت آنفاً عن ندرة الألحان المميزة في الوطن العربي، وأكدت أن الأغنيات «الضاربة» تُعدّ على الأصابع، أين مكمن المشكلة؟
ثمة عوامل عدة تلعب دوراً في تراجع مستوى الأغنية العربية، منها الحروب والمشاكل الاجتماعية والضائقة الاقتصادية التي أثّرت في نفوس الفنانين بشكل خاص. كذلك وضعت الانترنت الملحنين العرب في منافسة شديدة مع الملحنين الأجانب، واتسع الأفق أمام الجمهور العربي لاختيار الأجمل، وبات ابتكار أنماط موسيقية أمراً صعباً في هذا الزمن. وبالنسبة إلى الأغنية «الضاربة»، فقد ذكر الفنان الراحل مايكل جاكسون في كتابه أن ليس في إمكان أي فنان أن يحدّد ما اذا كانت أغنيته «ضاربة» أم لا، ذلك أن مزاج الناس يتحكم بكل شيء، وخصوصاً في منطقتنا العربية إذ ظهر جيل جديد له ذوقه الخاص في الموسيقى بعد ما سُمّي بـ«الربيع العربي». ورغم ذلك، كنا نسمع أغنيات جميلة، لكنها لم تُحدث ضجة كالتي كانت تُثار سابقاً.
- ماذا عن نجاح أغنية «3 دقات»؟
نجاح أغنية «3 دقات» يأتي من باب الحظ. مثلاً، لو قصدت ملحناً وأسمعني أغنية تشبه «3 دقات» لما كانت أعجبتني، وحين استمعت إليها وجدتها عادية لكنها «كسّرت الأرض»، فكما ذكرت هو الحظ وتوفيق من الله. وبصراحة، بعض الأغنيات تحتاج الى وقت لكي تدخل القلوب مثل أغنيتي «اطّلع فيي هيك» التي انتظرت 9 شهور حتى انتشرت وأحبّها الناس على امتداد الوطن العربي، إضافة إلى أغنية «إنسى همومك» التي حققت نجاحاً سريعاً قياساً بأغنياتي السابقة.
- هل في جعبتك أكثر من عمل فني لهذا العام؟
في هذا العام ستصدر لي ثلاث أغنيات، الأولى لمسلسل درامي من بطولة جمانة مراد والنجم التركي مراد يلدريم، ضمن سلسلة «مدرسة الحب» والثانية لفيلم «بالصدفة» ومن المنتظر أن تُبثّ في نهاية العام، وأنتظرها على أحرّ من الجمر، أما الثالثة فهي أغنية الموزّع الموسيقي عادل حقي.
- بما أنك ذكرت اسم الفيلم، لماذا تأخر عرضه وقيل إن مشاكل عدة حالت دون ذلك؟
ما من مشاكل، لكن مخرج فيلم «بالصدفة» باسم كريستو مرتبط بأعمال تلفزيونية خارج لبنان، لذلك لم يتمكن من إنهاء عملية المونتاج بسرعة، وآمل أن يُعرض نهاية هذا العام.
- تقيمين في مصر وهي مقر صناعة السينما العربية، لماذا خضت تجربة تقديم فيلم لبناني صناعته في غاية الضعف؟
بالعكس، الصناعة السينمائية في لبنان ناشطة جداً في هذه الفترة، وأنا سعيدة بها. ورغم وجود أفلام جيدة وأخرى رديئة، لكن الناس تغربل وتختار الأفضل بينها. ولو نظرنا إلى المخرج اللبناني زياد الدويري الذي ترشّح فيلمه «القضية رقم 23» لنيل جائزة الأوسكار، لا يسعنا إلا أن نفتخر به وبجهود كل فريق العمل.
- ألم تُعرض عليك المشاركة في فيلم سينمائي مصري؟
عُرض عليّ أكثر من سيناريو فيلم مصري، لكن الأدوار لم تكن تشجّعني على خوض غمار السينما المصرية، كما أنني لطالما تمنّيت تقديم فيلم سينمائي لبناني، وتحققت أمنيتي هذه من خلال فيلم «بالصدفة». أنا فنانة لبنانية أولاً، وعربية ثانياً، لكن أحببت أن تنطلق تجربتي السينمائية من بلدي.
- هل سيُعرض هذا الفيلم خارج لبنان؟
بالطبع، لكن لا يُخفى على أحد أن الفيلم اللبناني لا يعرض في مصر لأكثر من أسبوع، وأرى أن فيلم «بالصدفة» سيضيف إلى رصيدي الفني، وأترك الحُكم للجمهور بعد أن يشاهد العرض.
- لاحظنا أنك في السنتين الأخيرتين أصبحت تكثّفين نشاطك الفني أكثر من السنوات الماضية، هل بعد زواجك وإنجابك انطلقت فنياً بشغف أكبر؟
في السابق كنت نشيطة فنياً، لكن الراحة والاستقرار النفسي بعد الزواج والإنجاب وفّرا لي مساحة كي أفكر ملياً وأدرس خطواتي الفنية. إنما هذا لا يعني أنني لم أكن أقيم الحفلات وأشارك في المهرجانات في لبنان والدول العربية، لكنها لم تكن تُبثّ تلفزيونياً، لذا كان الناس ينسون الحفلات والمهرجانات التي أحييتها، لكن بعدما قررت أن تُصوّر كل حفلاتي الضخمة وتُعرض على شاشات التلفزة، تنبّه الجمهور الى ما قدّمته طوال العام. وقد بدأت التركيز على ذلك منذ العام 2015، وأتوقع أن يكون فصل الصيف مزدحماً بالنشاطات الفنية.
- كيف تستعدين لحفلك المقرر إقامته هذا الشهر على خشبة مسرح الأولمبيا في باريس، وما ستقدّمينه في هذا الحفل هل سيكون مشابهاً لما قدّمته من قبل؟
لا، فالتحضيرات لهذا الحفل مختلفة تماماً عن ذي قبل، اذ سأقدم على مسرح الأولمبيا مجموعة من الأغنيات المميزة، كما أتدرّب على أداء عدد من الأغنيات باللغة الفرنسية، وأتوقع أن يكون صداها مختلفاً لدى الجمهور.
- استعراض «السيدة» الذي قدّمته على خشبة مسرح «كازينو لبنان» كان من المقرر أن يقدّم على أكثر من مسرح دولة عربية، لماذا أُلغي هذا المشروع؟
هذا الاستعراض كان من إنتاج «روتانا»، وكنا قد اتفقنا على أن يُعرض على خشبة مسرح «دار الاوبرا» في القاهرة، وحُدّد تاريخ العرض، لكنني حملت بابنتي، ولم أكن حينها أرغب بإعلان هذا الخبر، لذا قدّمت اعتذاري لـ«دار الأوبرا»، وبعدما وضعت طفلتي، عانت «روتانا» بعض الكسل، إذ كان ينبغي عليهم متابعة تسويق هذا الاستعراض، لكنهم لم يقوموا بواجبهم على أكمل وجه وقصّروا في انتشاره. في المقابل، كنا قد تلقّينا عرضاً من سلطنة عمان لعرض «السيدة»، لكن المبلغ المالي الذي طُلب كان خيالياً، وهو نفسه ما حصل في البحرين. بصراحة، لا ألوم أحداً، إنما عدم المتابعة جعلني أنسى الأمر وأنشغل بأعمالي الفنية الجديدة. وحالياً أُحضّر لعمل استعراضي سأقدّمه في أكثر من حفلة هذا الصيف، إضافة الى المهرجان الكبير الذي سيُقام في وسط بيروت.
- المنتج الكبير صادق الصباح أثنى عليك بكلمات الإعجاب على «تويتر» إثر عرض حفلتك على شاشة mtv، خصوصاً وقد عملت مع «شركة الصبّاح للإنتاج» في مسلسل «الشحرورة»... ماذا عنى لك ما كتبه، وهل يمكن أن يتجدد التعاون بينكما؟
(تضحك)، مسلسل «الشحرورة» سبّب لي عقدة نفسية يومها، فتصويره الذي استغرق 6 أشهر أرهقني كثيراً. في الحقيقة تربطني علاقة صداقة مع المنتج صادق الصباح، ولم أكن أعلم أن له حساباً على «تويتر»، لكن ما قرأته فاجأني كثيراً، لذا اتصلت به وشكرته على هذا الإطراء، وتبادلنا الأحاديث، وهو إنسان راقٍ في تعامله مع الآخرين، وأرغب في خوض تجربة العمل معه مرة ثانية، شرط أن يكون المسلسل لبنانياً وليس مصرياً، لأن الدراما المصرية تعاني صعوبات في هذه الفترة، وكبار النجوم قدّموا أعمالاً تلفزيونية وفشلوا. أُفضّل المشاركة في عمل تلفزيوني لبناني رغم صعوبة ذلك، وعدم قدرتي على البقاء بعيداً من زوجي وابنتي لمدة طويلة.
- حين تشاهدين دراما تلفزيونية عربية مشتركة تحقق النجاح مثل مسلسل «الهيبة»، ألا تتحمّسين للفكرة؟
بالطبع أتحمّس للفكرة، ودائماً تخطر لي المشاركة في هذا النوع من الأعمال. لكن كما أسلفت فالبقاء في لبنان طوال 6 أشهر أمر في غاية الصعوبة.
- تصوير الفيلم اضطّركِ للبقاء شهرين في لبنان، وحينذاك انتشر خبر طلاقك من زوجك وليد مصطفى...
هي مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة، ولا أرغب في التطرّق إلى هذا الأمر.
- هل تعيشين أمومتك كباقي الأمهات فتستيقظين مع ابنتك صباحاً وتحضّرينها للذهاب الى الحضانة، أم هناك من يتولّى ذلك؟
أنا أمّ ككل الأمهات، أستيقظ صباحاً مع ابنتي وأُطعمها وأهتم بها قبل مرافقتها الى الحضانة، رغم وجود مدبرة المنزل التي تساعدني في تربيتها. وأؤكد أن نوعية الوقت الذي تمضيه الأم مع أولادها أهم من عدد الساعات. أحياناً أجلس مع ابنتي ساعتين في النهار أُعلمها خلالهما أشياء مفيدة، وفي الحضانة يقولون إنها واعية وتفوق زملاءها ذكاءً. وكل عرض فني أتلقّاه، أدرسه جيداً لأتأكد مما إذا كان سيؤثر في حياتي مع زوجي وابنتي.
- «تالا»، هل تشبهك أم تشبه والدها؟
تشبهنا نحن الاثنين، لكن في الشخصية تميل إليّ أكثر، وحضورها محبب.
- هل تعرف أن أمّها فنانة مشهورة؟
لا تزال طفلة صغيرة ولا تدرك معنى الشهرة، لكنها كأي طفل في مثل سنّها، تطير من الفرح عندما تسمع الموسيقى.
- في يوم الحب نشرت صورة تجمعك بابنتك فقط، لماذا؟
زوجي لا يحب التقاط الصور، لذلك نشرت صورتي مع ابنتي، لكن ليس من الضروري أن أنشر صورة تجمعني بزوجي كي أؤكد أن علاقتي به طبيعية وجيدة.
- كان لافتاً تعثّر إليسا على خشبة المسرح في دبي، فغرّدتِ على «تويتر» متمنيةً لها السلامة رغم الخلافات بينكما... واستحسن الكثيرون مبادرتك هذه!
العلاقات الإنسانية أهم ما في الكون، وإذا كان هناك سوء فهم أو حدث خلاف بسيط مع أحد الأشخاص فهذا لا يعني أنني لا أتّصف بالإنسانية والرحمة. بصراحة، لا مشاكل بيني وبين إليسا، بل هو مجرد جفاء ظهر بعد مشاركتنا في برنامج «أكس فاكتور»، لكن فور مشاهدتي فيديو وقوعها على المسرح، خفت عليها لا شعورياً وتمنّيت لها السلامة بعيداً من التفكير في أي شيء آخر.
- هل تتابعين برنامج «ذا فويس»، وهل برامج الهواة لا تزال تجذب المشاهدين؟
شاهدت حلقة واحدة منه، وأعتقد أن برامج المواهب لم تعد تجذب المشاهدين كالسابق، فهم ملّوا من التكرار.
ستايلست: جوني متى
Photoshoot Producer: ميشال زريق
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024