تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

إسم الطفل... متى يتحوّل إلى نقمة

غنّت فيروز «أسامينا شو تعبوا أهالينا تلقوها شو افتكروا فيها الأسامي كلام...». بالفعل اختيار اسم المولود ليس بالأمر البديهي بالنسبة إلى الأهل خصوصًا إذا كان المولود الأول في العائلة.
ولا يزال كثير من الأهل يختارون اسم الجد أو الجدة الذي إما أن يكون جميلاً رغم أنه ليس عصريًا، أو قديمًا يحرج الطفل لاحقًا عندما يدخل المدرسة.
وفي بعض الأحيان يندم الأهل على اختيارهم الإسم ويخففون وطأته بتحويره أو منح الطفل اسماً ثانياً ينادونه به بدل الإسم المدوّن في أوراقه الرسمية.
فهل يؤثر الإسم القديم أو الصعب على النطق في شخصية الطفل؟ وكيف يمكن الأهل جعل طفلهم فخوراً باسمه مهما كان معناه؟
«لها» التقت الإختصاصية في علم نفس الطفل كالين عازار التي إجابت عن هذين السؤالين وغيرهما.

- يختار الوالدان اسم الجد أو الجدة لمولودهما لا سيما إذا كان الطفل الأوّل في العائلة، وقد يكون معنى الإسم جميلاً، ولكن وقعه في الأذن ليس كذلك. فهل يؤثر فعلاً الإسم سلبًا في شخصية الطفل؟
من المؤكد أن هناك عادات وتقاليد لا تزال موجودة تفرض على الأهل اختيار اسم الجد أو الجدة. فقد تكون الأم تريد اسمًا عصريًا ولكن الوالد يريد أن يحمل طفله اسم أبيه أي الجد. وقد يحدث أحيانًا اختلاف على الموضوع، فتشترط الأم أن تختار اسم الطفل الثاني أو العكس.
مما يحدث فرقًا بين أسماء الأبناء. أي يكون اسم الإبن أو الإبنة البكر قديمًا جدًا فيما بقية الأخوة أسماؤهم عصرية. وفي المستقبل قد يلوم الإبن البكر أهله على الإسم الذي اختاروه له ويسأل لماذا أطلقتم عليّ هذا الإسم.
لذا فمنذ البداية عندما يختار الوالدان اسم الطفل، من المهم جدًا أن يعرف الطفل من اختار له الإسم، والدته أم والده، أو ما إذا كانا متفقين على اختيار الإسم، وأن يعرف قصة اختيار اسمه. أي لماذا اختارا هذا الإسم ومتى ولمَ. والأهم أن يعرف معناه.
فكلما عرف الطفل تفاصيل اسمه افتخر به، وبالتالي خفّ تأثيره السلبي على شخصيته.

- لكن أحيانًا الخلاف على الإسم قد يدفع الأهل إلى مناداته بالحروف الأولى من اسمه وكأنهم ندموا على تسميته. ألا يعزز هذا الأمر خجل الطفل من اسمه؟
اسم الدلع له إيجابيات لأنه يشعر الطفل بعاطفة زائدة، ولكن يجب أن يكون خاصًا بينه وبين أفراد عائلته. المشكلة عندما يكبر الطفل ولا يزال الأهل ينادونه باسم الدلع خصوصًا أمام أصدقائه.
هنا على الأهل الإنتباه إلى أي مدى يكون لاسم الدلع أثره السلبي على الإبن او الإبنة. اسم الدلع يختلف بين الأهل والأصدقاء، المفتاح طالما الطفل يعرف معنى اسمه يكون فخورًا به.
لذا من الضروري أن ينتبه الأهل إلى هذه المسألة فمناداة الطفل باسم دلع أو اسم بديل Nickname يعني أنهم لا يحبون الإسم الذي اختاروه له، مما قد يشعر الطفل بأن اسمه غير مرغوب فيه وبالتالي يتعزز عنده الخجل منه، مما قد يؤدي إلى عدم ثقته بنفسه، وقد يصبح ضحية تلميذ متنمّر.

- هل هذا يعني أن الإسم يؤثر في أداء التلميذ المدرسي؟
تظهر سلبيات الإسم القديم في المدرسة، فقد أظهرت الدراسات أن ترهيب شلة من التلامذة تلميذاً بعينه يرتكز على اسمه أو كنيته.
فهؤلاء التلامذة يبحثون عن الطفل ذي الشخصية الضعيفة فيكون اسمه الغريب أو القديم إحدى وسائلهم للتنمّر أو الإستهزاء به ويجرحون مشاعره.
والتلميذ الذي لا يعرف معنى اسمه ولم يجعله أهله فخورًا به، يتأثر بشكل سلبي كبير مما قد يؤدي إلى تراجع أدائه المدرسي.
وإذا استمر هذا الأمر على مدى سنوات المدرسة قد يؤدي إلى لوم التلميذ أهله باستمرار على الإسم الذي اختاروه له أو قد يقرر تغييره في المستقبل، وهناك كثر من الأطفال الذين يأتون إلى العيادة وتعرّضوا للتنمر أو الاستهزاء تكون اسماؤهم قد سببت لهم هذه المشكلة.

- من يتأثر باسمه أكثر البنت أم الصبي؟
البنات قد يتأثرن أكثر، فيما الصبيان يبتكرون أمورًا تجعلهم يتخطون حاجز الخجل من اسمائهم. ولكن لشلة الأصدقاء دور في جعل الأمور إيجابية.

- ما النصائح التي تسدينها للأهل في تسمية أبنائهم؟
في البداية عليهم أن يفكرّوا مليًا في اختيار الإسم خصوصًا إذا كان للجد أو الجدة، وعليهم أن يكونوا مقتنعين به وليس لأن عليهم اتباع التقليد العائلي. كما عليهم مراعاة المحيط الإجتماعي فمثلا اختيار اسم أوروبي قد يضر بالطفل إذا كان في بيئة شرقية محافظة.
لذا من الضروري حين يختار الأهل الإسم أن يأخذوا في الإعتبار المحيط العائلي والمدرسي ومدى قبول الإسم في المحيط الإجتماعي وما إذا كان فعلاً يليق بابنهم أو ابنتهم أم لا.
كما على الوالدين تسمية ابنائهم بأسماء من النمط نفسه كي لا يسبّبا غيرة بين الأبناء.

وعليهم دائمًا الحرص على ثلاثة أمور

  • الشرح للطفل قصة اختيار اسمه
  • تعليمه الدفاع عن اسمه والإفتخار بالمعنى الذي يحمله
  • إرشاده للذهاب إلى شخص راشد في المدرسة إذا كان يتعرّض للإساة من أقرانه بسبب اسمه، ليساعده في حل المشكلة والتدخل مثلا إذا كان هناك صديق يستهزئ به، فيدعوهما المعالج النفسي أو المرشد الإجتماعي للمواجهة.

 

البكاء لا ينفع

سؤال: أحاول منذ مدة قصيرة جعل ابنتي ( 3 سنوات) تنام في غرفتها. وعندما أضعها في سريرها تبدأ بالبكاء في شكل هستيري، وإذا لم تستسلم لنوم عميق تستيقظ في الساعة الثانية بعد منتصف الليل وتأتي إلى سريري لتنام بقربي. ماذا أفعل؟
 سهى- أبو ظبي

جواب: هدفك هو تعليم طفلتك النوم وحدها وكيف تعود إلى نومها إذا استيقظت في الليل دون اللجوء إليك. وعوضاً عن أن تدعيها تبكي حتى تنام، ابدئي تعويدها النوم وذلك بانسحابك التدريجي من غرفتها.
 عيها في سريرها واجلسي بالقرب منها وداعبي شعرها بلطف حتى تغط في نوم عميق.
وبعد ثلاثة أو أربعة أيام استمري في الجلوس بقربها لكن دون مداعبتها واعتمدي هذه الطريقة بضعة أيام ومن ثم راقبيها من خارج الغرفة قائلة لها: «الماما هنا» ورددي هذه الجملة كل خمس دقائق في شكل إيقاعي إلى أن تغط في النوم واتركي باب غرفتها مفتوحاً وأغلقيه إذا تركت سريرها.
وعندما تستفيق في الليل لا تدعيها تنام إلى جانبك بل رافقيها إلى غرفتها، وابقي قربها مؤكدة لها أنك دائماً حاضرة لحمايتها، وأنه يجدر بها النوم في غرفتها، لأنك أنت أيضاً تشعرين بالتعب وتحتاجين إلى الراحة والنوم وحدك في سريرك.
ومن الطبيعي أن تواجهي في البداية بعض الصعاب، وقد تعبر عن رفضها لذلك بالبكاء كي تستحوذ على عطفك، إلا أنه عليك ألا تلبي رغبتها وتصرّي على الأمر، وسترين أن خطتك ستنجح بعد أسابيع.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079