إضطراب قلة التركيز صعوبة تعلّمية يمكن علاجها...
«لاحظت سمر أن شيئًا ما يجعل ابنتها ريما ( 12 سنة) تواجه صعوبة تعلّمية، فريما ذاهلة عما حولها، في الصف لا تركز رغم أنها هادئة، وترتكب أخطاء سخيفة في امتحاناتها تسبب لها تدني علاماتها.
اشتبهت الأم بأن ابنتها تعاني شيئًا ما، فاصطحبتها إلى الطبيب النفسي، وكما توقّعت الأم، ريما مصابة باضطراب قلّة التركيز ADD بدرجة متقدّمة مما يستدعي تناول دواء».
ربما حالة ريما يعانيها الكثير من التلامذة، خصوصًا أولئك الذين يواجهون صعوبة تعلّمية، قد يكتشفها الأهل أو قد لا يكتشفونها ويتّهمون أبناءهم بالكسل والفشل وأحيانًا الغباء، فيما قد تكون المشكلة صعوبة تعلّمية يمكن علاجها.
وإحدى هذه الصعاب الـ ADD Attention Deficit Disorder فما هو هذا الإضطراب؟ وكيف يمكن الأهل اكتشافه؟
«لها إلتقت الإختصاصية في التقويم التربوي لما بنداق التي شرحت الـ ADD.
- ما هو إضطراب قلة التركيز؟
إضطراب قلة التركيز Attention Deficit Disorder هو واحد من الأنواع الثلاثة التي تم تحديدها لإضطراب قلة التركيز وكثرة الحركة Attention Deficit Hyperactivity Disorder. وقد تم تغيير التسمية في آخر إصدار للمرجع التشخيصي والإحصائي للأمراض العقلية DSM-IV ليصبح إضطراب قلة التركيز وكثرة الحركة الغالب عليه قلة التركيز ADHD-PI أو ADHD-I مع أنه ما زال هناك إستعمال كبير للتعبير عن إضطراب قلة التركيز ADD.
- كيف يمكن الأهل ملاحظة وجود إضطراب قلة التركيز ؟
حين نلاحظ أن الطفل لديه عدم اهتمام بالتفاصيل أو يقع في الخطأ بسبب الإهمال عند القيام بالواجبات المدرسية أو النشاطات الأخرى ولديه مشاكل في التركيز أثناء اللعب أو قيامه ببعض المهمّات، ولا يبدو عليه أنه يستمع إلى الشخص الذي يتحدّث، وغالبا ما يصفه معلموه بأنه غير متكيّف أو غارق في أحلام اليقظة، ويجد صعوبة في إتباع التعليمات أو إنهاء المهمّات.
ويتجنب المهمّات التي تتطلب جهدًا عقليًا وتنظيمًا عاليًا، ويفقد الأدوات الأساسية لتسهيل المهمّات أو النشاطات بصورة متكررة، ولديه تشتت مفرط، ويعاني النسيان، وعدم القدرة على بدء نشاط، وصعوبة في إنجاز الأعمال المنزلية، ويحاول المماطلة قدر المستطاع.
فعندها يجب التوجه إلى الإختصاصي في التقويم التربوي أو النفسي التربوي أو النفسي لتحديد إمكان وجود حالة مرضية أو لا.
- على أي أساس يتم تشخيص إضطراب قلة التركيز ؟
يعتمد الإختصاصيون على الروائز المقننة لتحديد وجود إضطراب وذلك بالتزامن مع الرجوع إلى المرجع التشخيصي والإحصائي للأمراض العقلية DSM-IV.
ومن بنوده نجد أنه يجب ان ينطبق على الطفل ستة أو أكثر من الأعراض التالية الدالة على قلّة التركيز أو قصور الإنتباه وذلك لمدة لا تقل عن ستة أشهر كحد أدنى إلى درجة تجعله سيئ التوافق، كما أنها لا تتفق مع مستواه النمائي.
وهذه الأعراض هي
- غالبًا ما يفشل في الإنتباه الوثيق للتفاصيل، أو يرتكب أخطاء تافهة في واجباته المدرسية، أو أي عمل يقوم به، أو أي نشاطات أخرى.
- غالبًا ما يجد صعوبة في الإحتفاظ بالإنتباه في المهمات التي يقوم بها، أو في نشاطات اللعب.
- غالبًا ما يبدو كأنه لا ينصت لمن يتحدث إليه بصورة مباشرة.
- غالبًا ما يبدو غير قادر على متابعة التعليمات، ويفشل في إنهاء واجباته المدرسية أو واجباته التي يتم تكليفه بها في مكان العمل.
- غالبًا ما يجد صعوبة في تنظيم المهمّات أو النشاطات التي يتم تكليفه بها.
- غالبًا ما يتجنب، أو يكره، أو يتردّد في المشاركة في المهمات التي تتطلب بذل المزيد من المجهود الذهني كتلك الأعمال التي يتم تكليفه بها في المدرسة أو الواجبات المنزلية.
- غالبًا ما يفقد أشياء تعدّ ضرورية بالنسبة إليه كي يتمكن من القيام بالمهمّات أو النشاطات المختلفة (وذلك كالألعاب، أو المهمّات المدرسية، أو الأقلام، أو الكتب، أو الأدوات)
- غالبًا ما يتشتت إنتباهه بسهولة بسبب أي مثيرات خارجية.
- غالبًا ما يتسم بالنسيان في النشاطات اليومية المختلفة.
- هل يؤثر هذا الإضطراب سلبًا في الطفل؟
بالطبع، فعندما تتكرر حالات عدم الإنسجام الإجتماعي مع أقرانه ومع مَن حوله، وعندما يختبر الفشل المدرسي، نراه غالبًا ما تصبح ثقته بنفسه مشوّشة، ونظرته إلى ذاته دون المستوى، وهذا ممكن أن يولّد لديه العديد من المشاكل النفسية التي تتراكم وتكبر مع الوقت.
فعلى سبيل المثال إذا أصبح إنطوائيًا يضطر المعالج النفسي إلى إخضاعه لعلاج نفسي مكثف هو بغنى عنه إذ أن اساس المشكلة ليس الإنطوائية بل إضطراب قلة التركيز.
- ما هي سبل علاج اضطراب قلّة التركيز؟
العلاج هو نفسه الذي نعالج به كإختصاصيين إضطراب قلة التركيز وكثرة الحركة، أي أنه مقسّم إلى علاج بالدواء وعلاج سلوكي وعلاج تربوي.
ولكننا ننصح بالبدء بالعلاج السلوكي والتربوي وإذ لم نلحظ تطورًا ملحوظًا فعندها يكون العلاج بالأدوية مسانداً للعلاجين السلوكي والتربوي.
- ما هي الإرشادات التي يجب أن يتّبعها الأهل لتطوير أداء الولد السلوكي؟
هناك العديد من التقنيات التي يمكن للأهل والمدرسة إتباعها ومنها:
- مدح السلوك المطلوب عند تنفيذه.
- إعتماد تقنيات الضبط الذاتي Self Monitoring.
- إعطاء مزيد من الحوافز والمكافآت.
- إبقاء القوانين (وقوانين الصف) بسيطة وواضحة والتذكير بها.
- تأمين وقت راحة محدد بين النشاطات Short Breaks.
- إستعمال الإشارات لحضّ التلميذ على العمل أو الإستمرار في العمل.
- تصحيح الأجوبة الصحيحة وعدم تضخيم التصحيح للأجوبة الخاطئة.
- السماح بالتنقل بين مهمات محددة كي تكون بمثابة وقت راحة
- التغاضي عن السلوكيات غير المحبّبة إذا كانت لا تعيق.
- السماح لطفل بالتحرّك أثناء الدرس، أي على الأهل ألا يضيّقوا الخناق عليه، مثلاً إذا أراد الذهاب إلى المطبخ بحجة شرب الماء، أو دار وجهه نحو صورة ما فلتغض الأم أو الأب النظر عن هذه الأمور البسيطة كي يحتفظ الطفل بحماسته للدرس.
- الإستعانة بعقد للسلوك موقّع من الإبن والأهل. مثلاً يضع الأهل عقدًا ينص على بنود عدة متعلّقة بسلوك ابنهم أو ابنتهم. مثلاً إذا تصرّف بشكل جيد أو حسّن أداءه المدرسي خلال الأسبوع يعرف مسبقًا المكافأة التي سينالها، وإذا لم يتقيد ببنود العقد ما العقاب الذي سيناله.
- الإسراع في إظهار الصدى الإيجابي لتصرف جيد قام به الطفل أو المراهق. مثلاً إذا أنجز الطفل فروضه في الوقت المحدد على الأم أن تمدحه فور انتهائه.
- السماح بوقت مستقطع Time Out.
- ما هي الإرشادات التي يجب أن تتّبعها المدرسة لتطوير أداء التلميذ الأكاديمي؟
في ما يلي سنعرض أهم التقنيات التي يمكن إستعمالها في الصف الدراسي، وخلال تقديم الدرس، وبالنسبة إلى الواجبات والمهمات المدرسيّة، وبالنسبة إلى الإمتحانات.
الصف الدراسي
- جلوس التلميذ أمام طاولة المعلم
- جلوس التلميذ بالقرب من تلميذ مجتهد Role Model
- الوقوف قرب التلميذ عند إعطاء التعليمات أو شرح الدرس
- تجنّب المثيرات الخارجيّة (الأصوات، الضجيج...)
- زيادة المسافة بين طاولة التلميذ والطاولات الأخرى
تقديم الدرس
- تشجيع التلميذ على تصحيح عمله مع زميل في الصف Pairing Students
- كتابة النقاط الأساسيّة على اللوح
- إعطاء الفرصة للتعلم من أقرانه Peer Tutoring
- تأمين وسائل إيضاح Visual Aids
- تشجيع المشاركة في الملاحظات الكتابية مع أقرانه
- التأكد من أن التعليمات واضحة ومفهومة
- تنويع النشاطات خلال الحصة الدراسيّة
- تقسيم الشرح الطويل إلى أقسام
- إعطاؤه المخطط الرئيسي كتابياً Written Outline
- السماح للتلميذ بتسجيل الدرس بصوته Tape Record Lesson
- الطلب من التلميذ مراجعة النقاط الرئيسيّة شفوياً
- التعليم من خلال إستعمال كل الحواس Multisensory Modes
- إستعمال الكمبيوتر في إتمام الأهداف الدراسية
- السماح للتلميذ بإستعمال الآلة الحاسبة خلال التمرين على العمليات الحسابيّة
- إستعمال الصور، فالصورة مثل الكلمة هي رمز ويمكن للصور إيصال الرسالة التي لا تستطيع الكلمات أن توصلها
الوظائف والمهمات المدرسيّة
- إعطاؤه وقت إضافي لإتمام المهمات
- تبسيط التعليمات الطويلة والمعقّدة
- توزيع أوراق العمل واحدة تلو الاخرى
- التقليل من المهمات والواجبات المنزليّة في القراءة
- توزيع العلامات بطريقة أكثر ليونة
- السماح للتلميذ بتسجيل الفروض والمهمات
- إعتماد نموذج محدد في الوظائف الكتابية
- تأمين تمرين للمادة الدراسيّة بمساعدة الأقران
- الإعتماد على الإختبارات القصيرة بصورة مستمرة والإبتعاد عن الإختبارات الطويلة
- التقليل من الوظائف من خلال تقسيمها
- السماح بالوظائف المطبوعة
- السماح بإستعمال الضوابط الذاتيه Self Monitoring
- التقليل من كمية الوظائف
- عدم وضع علامة على الخط
الإمتحانات
- السماح بإستعمال الكتاب خلال الإمتحان Open Book Exams
- السماح بقراءة الإمتحان
- إعطاء إمتحانات للمنزل Take Home Tests
- إعتماد أسئلة الصح والخطأ، والخيارات Multiple Choice أكثر من الأسئلة والأجوبة
- السماح بالإجابة شفوياً
- الإعتماد على الإمتحانات القصيرة بصورة مستمرة والإبتعاد عن الإمتحانات الطويلة
- إعطاؤه وقت أطول لإتمام الإمتحان
- قراءة الأسئلة للتلميذ
- السماح للتلميذ بإستعمال الآلة الحاسبة خلال الإمتحان الذي يتضمن عمليات حسابيّة
- تحديق أو تلوين الكلمات المفتاح لتسهيل عملية ملاحظتهم
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024