انتهاء العطلة الصيفية والعودة إلى المدرسة
شارف الصيف الإنتهاء وبدأتسُحب الخريف التي تبشر بقدوم المدرسة تلوح في أفق العائلة، إذ يبدو الكل منشغلاً في الإستعداد ماديًا ومعنويًا. الأبناء لا سيّما الصغار يريدون قرطاسية جديدة وحقيبة مدرسية ملفتة للنظر، والكبار بعضهم يرى أن الإجازة الصيفية انتهت بسرعة ولم يتمكّنوا من تحقيق ما كانوا يرغبون فيه، فيما بعضهم الآخر يعد العدة لفصل مدرسي قد يكون صعبًا... كل يفكر في المدرسة ويستعد لها بأسلوبه، لكن الهم الأكبر ملقى على الأهل، فهم ملزمون بتلبية كل احتياجات المدرسة وفي الوقت نفسه عليهم أن يلزموا أبناءهم بطقوسها اليومية مما يعني نقاش يومي حاد للذهاب إلى الفراش في ساعة محددة من المساء، مراقبة إنجاز الفروض المدرسية، متابعة دورية لما يحدث في المدرسة، قلق من صعوبة تعلّمية....
يرى التربويون أن العطلة الصيفية والعودة إلى المدرسة تشكّلان حدثين متناقضين. فالعودة إلى المدرسة تعني بداية الخروج من أجواء الفوضى إلى أجواء تحمّل المسؤولية، أي العودة إلى السهر والدرس والامتحانات.
بمعنى آخر يجد التلميذ نفسه ملزماً بإعادة التأسيس لروتين يومي تخلى عنه لفترة ثلاثة أشهر تقريباً. وهذا لا يمكن القيام به بين ليلة وضحاها.
لذا يؤكد التربويون أن الإستعداد للمدرسة لا ينبغي أن يقتصر على الأسبوع الذي يسبق بداية الفصل المدرسي بل قبل ذلك بكثير، لا سيما التلامذة الصغار، فالهدف الأساس من فروض العطلة الصيفية ترسيخ ما تعلّمه التلميذ خلال العام المنصرم وبالتالي يكون مستعدًا للعام الدراسي، شرط أن يقوم بإنجاز فروضه على مدار أيام العطلة الصيفية وليس دفعة واحدة وقبل العودة بأسبوع.
أما التلميذ المراهق وإن كان يبدي تذمره من العودة إلى المدرسة فهو في لا وعيه يكون مستعدًا لهذا اليوم، وربما خطط له مع أصدقائه.
الإرشادات التي ينصح الاختصاصيون بها الأهل لتسهيل عودة الأبناء إلى المدرسة هي:
الإستعداد المعنوي أوّلاً
تعويد التلميذ على التوقيت الجديد: بعد إجازة صيفية طويلة لم يتقيد خلالها الطفل بساعات نوم ثابتة فإنه يحتاج إلى روتين يومي جديد. لذا يمكن الأم قبل أيام من عودته إلى المدرسة تقديم ساعة نومه وساعة استيقاظه.
إعداد التلميذ نفسيًا وفكريًا
من المهم جدًا أن يتحدث الأهل مع أبنائهم لاسيما الصغار عن أهمية المدرسة.فيشرح له الأب لمَ عليه الذهاب إلى المدرسة، وما الحسنات التي يحصل عليها، شرط أن يكون الشرح مناسبًالسن طفله وشخصيته.
فمثلاً يمكن التحدّث عن متعةلقاء زملائه الذين لم يرهم خلال العطلة وتبادل الأحاديث والأخبار، واكتشاف نشاطات جديدة في المدرسة وتعلم أمور تساعده في نمو الفكري وتطوره.
طمأنة التلميذ ما إذا كان ينتقل إلى صف جديد
يشعر الطفل بالقلق، ويبدو ذلك واضحًا، فتسمع عبارة: «لا أريد الذهاب إلى المدرسة»، وهذا طبيعي. لذا على الأم أن تقول له إنها تتفهم قلقه، لأنه قد يتعامل مع معلمة جديدة أو يذهب إلى صف مختلف لا يعرف فيه أحدًا... وأنها هي نفسها عندما كانت في سنّه كان ينتابها الخوف والقلق اللذان يشعر بهما، ولكن الجميل أنها حصلت على أصدقاء جدد.
كما عليها أن تؤكد له أنها سوف تكون حاضرة لمساعدته في تخطي الصعاب التي يمكن أن يواجهها.
تحضير الطفل ليكون مستقلاً إذا كان يدخل إلى المدرسة للمرة الأولى
يمكن لتحمل المسؤولية أن يسبب توترًا عند التلميذ خصوصًا إذا كان صغير السن. ولتجنبه الأم هذا الشعور يمكنها أن تعلّمه كيف يرتدي ملابسه ويخلعها وحده لا سيّما المعطف أو السترة، ويمكنها أيضًا أن تضع لاصقًا على ثيابه تدوّن عليه اسمه مما يسهل عليه تمييزها، فبعض التلامذة خصوصًا الصغار جدًا لا يميزون بين ثيابهم وثياب أقرانهم التي في كثير من الأحيان تكون متشابهة إلى حد بعيد، فيأخذون ما ليس لهم من دون قصد.
القيام بالفحوص الطبية
لا يمكن التهاون في إخضاع الطفللفحوص السمع والنظر والأسنان واللقاحات. فتراجع أداء التلميذ المدرسي المفاجئ من المشكلات المتكررة وغالبًا ما يكون سببه مشكلة في نظره أو سمعه.
إذ كيف يمكن التلميذ أن يتعلم بشكل جيد إذا لم يكن يرى المعلمة ويسمعها بشكل جيد؟
السماح للتلميذ بالتعرّف إلى المدرسة قبل أيام من العودة
انتقال التلميذ إلى مدرسة جديدة يسبب له قلقًا شديدًا، فهو لا يعرف المكان الجديد وأصحابه أي التلامذة والأساتذة مما يشعره بأنه تائه لأنه فقد المكان الذي اعتاد عليه لفترة.
ولتعويد الأم طفلها على المكان الجديد يمكنها مرافقته إلى المدرسة الجديدة لأيام عدة قبل بدء العام الدراسي، فتدلّه على الملعب والصف و المطعم... بذلك يتآلف مع المكان الجديد بشكل أسرع.
شراء قصص تتناول موضوع المدرسة
من المعلوم أن الطفل يتماهى مع بطل القصة التي يقرأها . والقصة التي يتناول موضوعها المدرسة تتحدث بطريقة غير مباشرة عن مشاعر القلق والتوتر والمخاوف التي تنتاب بطلها مما يطمئن الطفل الذي يواجه الصعاب نفسها ويدرك أن هذه الأمور ستنتهي نهاية سعيدة.
الذهاب مع الطفل لشراء الكتب والقرطاسية
من الضروري أن يرافق التلميذ والدته لشراء الكتب المدرسية والسماح له باختيار القرطاسية، فهذا يمنحه الحماسة للعودة إلى المدرسة.
تحضير حقيبة تتضمن أشياءه الخاصة
يمكن وضع أشياء في الحقيبة يكون الطفل متعلّقًا بها عاطفيًا، مثل أقلامه وقرطاسيته التي اختارها، فهذه الطريقة تجعله مطمئنًا عندما يأخذ معه إلى المدرسة أشياء يحبّها.
الإستعداد المادي
ترتيب ركن خاص في الغرفة للدرس. ويتضمن طاولة وكرسياً، توضع على الطاولة القرطاسية التي يستخدمها التلميذ أثناء الدرس، وقنديلاً جميلاً زاهيًا. ويكون بقربهما رفان أو أكثر تصف عليهما الكتب بشكل منسّق.
و لا مانع من شراء طاولة وكرس جديدين، إذ أن ذلك يشعر التلميذ بالتجدد والتفاؤل. ولا بد من الإشارة إلى ضرورة أن تكون الطاولة والكرسي مناسبين لحجم التلميذ وطوله وألا يكون الكرسي طريًا جدًا أو قاسيًا جدًا للحفاظ على سلامة العمود الفقري.
شراء حقيبة مدرسية جديدة
ينبغي أن تكون من النوع الذي يحمل على الظهر، فيضع الطفل حمالاتها على كتفيه بشكل متوازن مما يخفف من وطأة وزنها على العمود الفقري.
أماالحقيبة الجرارة فيجب أن تكون قبضتها قابلة للتعديل بحسب طول التلميذ، فالقبضة القصيرة جداً تجعل الطفل يميل كتفه وبالتالي يسبب التواء، والقبضة الطويلة تضطر الطفل لرفع كتفه وفي هذه الحالة أيضاً يحصل التواء. إذاً الحقيبة الجرارة يجب أن تكون مجهزة بقبضة قابلة للتعديل.
توفير قواميس للغة العربية والأجنبية إضافة إلى قواميس علمية
من المهم جدًا أن تتوافر في مكتبة التلميذ قواميس لغة وعلوم تناسب سنّه والمرحلة المدرسية التي هو فيها. وتوجد في المكتبات قواميس أقراص مدمّجة فيها الكثير من الأمور الجذابة تعلّم التلميذ اللفظ الصحيح للكلمة، فضلاً عن أنها فيها الكثير من الحركة.
ولكن ينصح التربويون أنيكون هذا النوع من القواميس مساعداً للقاموس الورقي، إذ من الضروري أن يتعلّم التلميذ البحث عن الكلمة أو المفردة تبعًا للترتيب الأبجدي.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024