تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

المطالعة...

 

يشكو الكثير من الأهل أن أبناءهم لا يحبون المطالعة ويفضّلون النشاطات الترفيهية مثل الرياضة أو ألعاب الكمبيوتر أو مشاهدة التلفزيون... وفي المقابل يطرح الأهل الكثير من الأسئلة حول أسباب نفور أبنائهم من المطالعة.
هذه بعض إجابات الاختصاصيين عن الأسئلة التي يطرحها الأهل.

- هل صحيح أن الأطفال في عصرنا الحاضر يقرأون بنسبة أقل مما كان عليه أطفال الأمس؟
صحيح، والسبب يعود إلى أن نشاطات الأطفال في الماضي كانت محدودة تقتصر على القراءة والرياضة، أما اليوم فقد تغيّر أسلوب الحياة وكثرت خيارات الطفل الترفيهية بين مشاهدة التلفزيون وألعاب الكمبيوتر والمحادثة عبر الإنترنت... فيبدو الطفل مشغولاً ليس لديه الوقت الكافي للجلوس وحده ومطالعة كتاب.

- هل يعد التلفزيون عائقاً أمام الكتاب؟
ليس بالضرورة، فرغم أن الأهل يطلبون أن يكون أبناؤهم قراءً من الدرجة الأولى، فإنهم لا يجعلون الكتاب في أولويات النشاطات العائلية، بل تكون الأولوية دائماً لنشاطات خارج المنزل وتوفير الوسائل الترفيهية في البيت كالتلفزيون والانترنت وألعاب الكمبيوتر.
والمشكلة تكمن في المدة التي يمضيها الطفل في الجلوس أمام الشاشة، فمن المعلوم أن جيل اليوم مأخوذ بالصورة أكثر من سطور مرصوصة في كتاب، وإذا لم يراقب الأهل الوقت الذي يمضيه أبناؤهم أمام الشاشة فإن هؤلاء الأبناء سوف يمضون ساعات طويلة.
لذا على الأهل وضع مواقيت محددة لمشاهدة التلفزيون أو الجلوس إلى الكمبيوتر. وفي المقابل عليهم أن يكونوا النموذج الذي يحتذي به الطفل، إذ لا يمكن تحفيز الطفل على المطالعة في الوقت الذي لا يرى والديه يطالعان كتاباً.

- لماذا ينفر الأطفال من المطالعة؟
كثيراً ما يربط الأهل الفشل المدرسي بعدم القراءة فيجعلون من المطالعة واجباً مدرسياً الأمر الذي ينفّر التلميذ. وعبارة «يجب أن تقرأ كي تنجح» تظهر المطالعة واجباً مدرسياً، فهي مفيدة لكن أهميتها ليست أنها وسيلة مساعدة للنجاح المدرسي، بل أنها تساعد في تطوير المخيّلة والأحاسيس وتحفز الأطفال على الحوار في ما بينهم من جهة وعلى الحوار بين الأطفال والراشدين من جهة أخرى.
لذا على الأهل أن يتنبهوا إلى خطر تحويل القراءة إلى واجب.

- لماذا تبدو مفردات المراهقين ضعيفة ويعرفون القليل عن اللغة الفصحى؟
هذا يفسّر أن الأدب الكلاسيكي يشعرهم بالملل. ويعود السبب إلى طريقة شرح الأستاذ وإلى نظرة المجتمع الذي يقدّر التلميذ البارع في المواد العلمية.
إضافة إلى أن العصر هو عصر العلوم التكنولوجية ويتطلب براعة فيها. لذا تبدو نصوص الأدب الكلاسيكي بالنسبة إلى معظم التلامذة أشبه بالنصوص الصينية التي لا يمكن فهمها!

- هل غيّرت التكنولوجيا الحديثة متطلّبات الطفل؟
نعم، فقد صار في إمكان طفل اليوم أن يضغط على الزر ليحصل على المعلومات التي يريدها. لذا أصبحت متطلباته في الكتاب الذي يريد مطالعته مختلفة، فهو يريد قصة فصولها قصيرة وأحداثها سريعة كتبت بأسلوب مشوّق يحفّزه على القراءة حتى النهاية.
وتتغيّر هذه المتطلبات إذا عوّد الأهل الطفل على أن يتوّقع أموراً أخرى في الكتاب الذي يقرأه.

- هل هناك سن معيّنة تكون فيها الرغبة في القراءة قوية؟
يحب الطفل حتى سن السادسة الكتب وقراءة القصص. فإذا اعتاد في سن صغيرة على القراءة سوف تلازمه هذه العادة مدى العمر. ولكن قد تخف هذه الحماسة بين سن السابعة والتاسعة والسبب يعود إلى أن القراءة تصبح شأناً فردياً لا يشاركه فيه أحد فيشعر بالوحدة والملل أحياناً.
وعند بداية المراهقة تتغيّر اهتمامات التلميذ فيكون أكثر انشغالاً بالنشاطات الرياضية ولقاء الأصدقاء. ولكن عندما يصبح في سن الرشد يعود إلى عادته القديمة أي المطالعة.

- كيف يمكن تحفيز طفل على المطالعة إذا كان يكرهها؟
لا يمكن إرغام الطفل على المطالعة، إذ ينبغي أن يقرأ قصة تجعله يشعر بسعادة تدفعه لقراءتها مرة ثانية. وعموماً إذا أراد الأهل تحفيز طفلهم على المطالعة عليهم أن يوفروا له كتباً تتناول مواضيع تثير اهتمامه وتشبه شخصيته، فبعض الأطفال يفضّلون المواضيع التي تجعلهم يشعرون بالخوف ومنهم من يفضل المواضيع التي تثير انفعالاتهم وأحاسيسهم ومنهم من يحب المواضيع التي تضحكهم... أي أنهم يفضّلون الكتب التي تعبّر عن شخصيتهم وعالمهم. لذا من الضروري أن يصحب الأهل أطفالهم إلى المكتبة ليختاروا الكتب التي تتضمن مواضيع تثير اهتمامهم.

- هل عدم ميل الطفل إلى قراءة روايات أمر غير صحيح؟
كلا، فمن الضروري أن يسمح الأهل لطفلهم بقراءة مواضيع تثير اهتمامه. فإذا كان الطفل مهتماً بالحيوانات مثلاً يمكن الأم أن تشتري له موسوعة علمية عن الحيوانات ومن ثم تحاول إثارة فضوله عن طريق تحفيزه على قراءة قصة يكون بطلها الحيوان المفضّل لديه.

- هل صحيح أن الفتيات يقرأن أكثر من الأولاد؟
نعم، فغالباً ما تميل الفتاة إلى مطالعة كتاب في حين يفضّل أخوها الخروج مع أصدقائه. و يوجه الأهل وعن غير قصد الولد نحو النشاطات التي يقوم بها خارج المنزل، والبنت نحو النشاطات المنزلية ومنها المطالعة.

- كيف يمكن معرفة الكتاب الجيد؟
تعتبر شروط كتاب الطفل الجيد هي نفسها بالنسبة إلى كتاب يقرأه الراشد. أي ألا يشعر الطفل بالملل أثناء القراءة، وأن تكون المعلومات الواردة فيه صحيحة واللغة سليمة وتناسب سنه.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079