الشخصيات الفانتازية...
تحقق الأفلام الخيالية مثل فيلم توايلايت Twilight نجاحًا منقطع النظير وشعبية كبيرة بين فئة المراهقين لا سيما الفتيات. فعلى ماذا يدل شغف المراهقين بهذا النوع من الأفلام؟
يتفق اختصاصيو علم النفس على أن هناك أسبابًا عدة لنجاح أفلام مثل هاري بوتر وتوايلايت بين فئة المراهقين.
ففي قصة فيلم توايلايت الأسطورية الكثير من العناصر التي تعكس حياة المراهق النفسية.
فهناك الحياة المدرسية، والحب الذي يعني كثيرًا للمراهقين، والشخصية الهامشية والغامضة في الوقت نفسه، والإختلاف الجسدي والتوتر والإرتدادات، والشخص الغريب غير المقلق، ومسألة الأخلاق ومواجهة الأنا وتصلب الرأي وتخطي الصعاب، والنظرة السوداوية إلى الحياة، والعائلة المفكّكة، وهذه كلها متناقضات يشعر بها المراهق، يراها أمامه على الشاشة الكبيرة.
فأبطال الفيلم الخيالي يعكسون حياته ومشاعره وانفعالاته بشكل أو بآخر.
رومانسية لاواقعية تحاكي المراهقة
من الملاحظ أن الفتاة المراهقة تتأثر بهذا النوع من الأفلام أكثر من المراهق نظرًا إلى الرومانسية التي تطغى عليه.
فبيللا مثلاً بطلة فيلم توايلايت مراهقة في السابعة عشرة أغرمت بإدوراد مصاص الدماء، مما يعني أنها قصة حب مستحيلة بين إنسان ومصاص دماء غير موجود في الحياة الواقعية، ومسألة الحب المستحيل تحديدًا تجذب المراهقات لأنهن يجدن أنفسهن في حياتهن اليومية في مواجهة حب مستحيل أو صعب المنال.
فأن تحبي وأن تكوني محبوبة ليسا أمرًا يستخف به. فضلاً عن أن صورة الشاب القوي الوسيم والغامض الذي يجسده إدوارد، تشبه إلى حد كبير فارس الأحلام الذي تحلم به كل مراهقة.
وهناك مسألة مهمة جدًا تتناولها القصة هي مسألة التحوّلات الجسدية والنظرة إلى الأنا. فالمشاهد يرافق تطوّر بيللا الجسدي والنفسي.
ففي بداية الفيلم كانت فتاة خجولة تفتقد الثقة بنفسها، وبمظهرها الخارجي، وإن كان الآخرون يلاحظون جمالها الواضح، ومن ثم بدأت تتخطى مرحلة «البطة» الصغيرة أي الطفولة لتتحوّل إلى «بجعة» جميلة أي مرحلة البلوغ.
وهذه كلها مشاعر تمر بها المراهقة.
أما إدوارد الوسيم فيرمز إلى أسطورة القوة والجمال التي يحاول الكثير من المراهقين الذكور تحقيقها، ومنافسه جاكوب يحاكي التحولات الجسدية التي يمر بها المراهق، فهو يتحول إلى ثعلب.
والمراهق المشاهد يرى أشياء عاشها جسده. ألم يكن طفلاً، له جسد «مسالم» ثم تحوّل إلى ناضج يمتلئ جسده بأشياء تثير المشاعر القوية والمتناقضة، وبعضها مخيف فعلاً! لماذا يرتاح إلى رؤية تحوّل شخص من مسالم وديع إلى قاتل لا يرحم؟ ربما أن ذلك ما حدث له بالذات عندما تحوّل من طفل لاهٍ إلى مراهق له رغباته القوية والفوّارة.
ولعل الرغبة المكبوتة خلف المظهر العادي هي أشد ما يحرّك الشاب ويدفعه إلى العنف والتجارب المختلفة.
الأرجح إنه يرى نفسه في الصور التي تتوالى على الشاشة.
لذا فالإقبال على مشاهدة هذا النوع من الأفلام هو استجابة للقلق الذي يشعر به المراهق في هذه السن.
إذ تظهر في مرحلة المراهقة المخاوف التي كانت تتملكه في طفولته، كالخوف من الموت أومن المجهول علماً أن المراهق قد لا يعي هذه المشاعر التي تقلقه ولا يتمكن من التحدث عنها، فيبدو هذا النوع من الأفلام وكأنه يساعده في السيطرة على القلق.
والشعور بالخوف من الخطر المجسّد في شخصية تظهر على الشاشة هو أقل حدة من الخوف من المجهول الذي يثيره الخيال.
وفي المقابل يكون الفيلم مصدر طمأنينة بالنسبة إلى المراهق لأنه يضعه في مواجهة مباشرة مع قلقه وتوتره.
فانتازيا سينمائية تحاكي المراهق الباحث عن هويته
من المعلوم أن الإتجاه السائد في السينما بدأ يغيّر الصورة النمطية للشخصيات الخيالية فمصاصي الدماء لم يعودوا أشباح الليل التي تنتظر فرائسها بل تعيش بيننا في وضح النهار.
لذا فإدوارد في توايلايت مصاص دماء شاب، وسيم مندمج مع المجتمع الإنساني، يعيش في الضوء ونباتي.
وفي سياق أحداث الفيلم تُطرح مسائل الحياة والحب والموت والخلود... وهذه المسائل تشغل تفكير المراهق ويحاول أن يجد إجابات عليها.
فإدوارد وبيللا يعكسان قلق المراهق بصورة عامة على مستقبله والتوتر الذي يسببه بحثه عن هوّيته المستقلة، والخروج من قمقم الأهل.
فمَن من المراهقين لم يكن لديه انطباع بأن ليس لديه مكان في هذا العالم؟ فضلاً عن أن عقدة البلوغ أيضًا تظهر في هذا الفيلم بأشكال مختلفة، كالصعوبة التي يواجهها المراهقون في بناء ذواتهم خلال أحداث طارئة على العائلة مثل طلاق الوالدين، والإنتقال من مدينة إلى أخرى إلى محيط اجتماعي جديد.
وفي المقابل ترمز قبيلة مصاصي الدماء إلى أن ما يربط أفراد العائلة ليس رابط الدم وإنما علاقتهم بالدم، مما يشير إلى شلّة الأصدقاء التي تشكّل أمرًا مهمًا بالنسبة إلى المراهق لأنها تفتح أمامه أبواب العالم الخارجي، بحيث يستطيع من خلال الرفاق والشلة أن يتماهى مع نماذج جديدة من خارج وسط العائلة، فهو يسعى إلى اكتساب الاستقلالية بعيدًا عن نموذج الأهل وهذا لا يخلو من الصراعات الداخلية. ولا ننسى الأصدقاء والمعارف المحيطين ببيللا.
طلاق الأهل وتأرجح الأبناء النفسي
من المسائل المهمة التي يطرحها توايلايت طلاق الوالدين، وتأرجح الأبناء بينهما. تناول موضوع العائلة المفككة في القصة يعطي جانبًا معاصرًا جدًا تعانيه بعض العائلات مما جعل الفيلم يعكس مشكلات واقعية برمزية فيها الكثير من الرومانسية التي تشد المراهق. فبيللا انتقلت من منزل أمها في أريزونا حيث الطقس المشمس إلى فوركس في واشنطن حيث الطقس الضبابي.
وتأرجحها بين والديها، جعلها تبحث عن مكان لها في هذا العالم. أي أنها اتخذت قرارًا بالإنتقال إلى المجهول مما يسبب لها قلقًا وتوترًا بسبب الإختيارات الصعبة في الحياة التي تفرض نفسها.
فبيللا عليها الإختيار بين شمس أريزونا وضباب فوركس، أي بين ما تعرفه وعاشته في طفولتها، والمجهول الذي تخطو نحوه، أي المستقبل...
الأكثر قراءة
أخبار النجوم
ياسمين عبد العزيز تضع حدّاً لتعليقات منسوبة إلى...
أخبار النجوم
خبيرة أبراج تثير الجدل بعد تنبؤاتها لمصير ثلاث...
أخبار النجوم
فاتن موسى تتذكر لحظات ممتعة مع الراحل مصطفى...
أخبار النجوم
أمل كلوني تثير الجدل بنحافتها بالشورت القصير
أخبار النجوم
رانيا يوسف تتحدث بصراحة عن زيجاتها وابنتيها...
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024