تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

بدانة الأطفال...

يعاني 20 في المئة تقريباً من الأطفال من الوزن الزائد أو البدانة، فنجد أجسامهم ممتلئة ومكتنزة و«دائرية» إذا صحّ القول... إنها نسبة مرتفعة جداً دفعت أطباء الأطفال إلى دقّ ناقوس الخطر....


البدانة عند الأطفال أسبابها كثيرة وعواقبها وخيمة. ونظراً لارتفاع نسبة الأطفال المصابين بالبدانة، بدأ أطباء الأطفال يدقون ناقوس الخطر ويحذرون الأهل من مخاطر هذه الكيلوغرامات الفائضة.
والمؤسف أن بدانة الأطفال تنتشر بكثرة في المنازل التي تعتمد على الأطعمة السريعة والوجبات الجاهزة نظراً لانشغال الأم في أعمال أخرى.
يقول الأطباء إن البدانة عند الأطفال تبدأ أحياناً في سن مبكرة جداً، أي في عمر التسعة أشهر إلى سنة حين يصبح وزن الطفل كبيراً جداً نسبة إلى طوله. إلا أن البدانة تبدأ غالباً في عمر السنتين، علماً أن الشريحة الأكثر تأثراً بالبدانة هي تلك التي تراوح بين 7 أعوام و12 عاماً.
وعند كشف المشكلة في هذا العمر، ثمة احتمال كبير، يصل إلى 80 في المئة، أن يبقى الطفل بديناً حتى عمر 14 سنة.
ولسوء الحظ، يحافظ 80 في المئة من المراهقين البدينين على وزنهم الزائد بعد بلوغهم سن الرشد، مما يؤثر سلباً في صحتهم ويسبب لهم مضاعفات جمّة، أبرزها داء السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والشرايين، ومشاكل في جهاز التنفس... وهذه كلها أمراض تقصّر أمد العيش 13 عاماً تقريباً.
لكن يحدث أحياناً أن يعود الوزن فجأة إلى طبيعته أثناء مرحلة النمو فتنتفي حينها كل تلك الأخطار.

الأسباب
تؤدي الوراثة دوراً أساسياً في بدانة الأطفال، لكن البيئة تكشف هي أيضاً عن دور مهم. فخلال فترة الحمل، مثلاً، يحصل أن يزداد وزن الأم كثيراً بسرعة مما يسهّل حصول زيادة كبيرة في وزن طفلها.
والواقع أن هذا الوزن الزائد المكتسب سريعاً عند الجنين يبقى موجوداً بعد ولادة الطفل. لذا، ينصح الأطباء عموماً النساء الحوامل بضرورة الانتباه إلى وزنهن أثناء الحمل والحفاظ على توازن غذائي جيد وممارسة تمرين رياضي مناسب.

المخاطر
بالإضافة إلى خطر الصدمة النفسية، نتيجة تهكّم الرفاق والأصدقاء وسخريتهم من الوزن الزائد والشكل الممتلئ للجسم، يسبب الوزن الزائد عند الأطفال مشكلات في جهاز القلب والشرايين، وهذا ليس بالأمر السهل أبداً.
كما أن عدداً كبيراً من الأمراض المرتبطة بالوزن الزائد يمكن أن تظهر في سن مبكرة جداً عند الأطفال بالترافق مع آلام وأوجاع في المفاصل.

توصيات الأطباء
يشدد الأطباء على ضرورة الانتباه إلى وزن الطفل بدءاً من الأشهر الأولى. فإذا لاحظ الأهل زيادة كبيرة في الوزن بدءاً من عمر التسعة أشهر، عليهم مراجعة الطبيب لأنه يمكن وقف البدانة في هذه المرحلة والحؤول دون تأصلها في الجسم.
وينصح الأطباء بمنح الغذاء المتوازن والمنوع للطفل، شرط أن يكون مناسباً لعمره ووزنه. لا بد أيضاً من إبعاد الوجبات الخفيفة الجاهزة عن متناول الطفل لأنها تسدّ جوعه وتحول دون تناوله الوجبات الرئيسية، لكنها تملأ جسمه في المقابل بالكثير من الدهون المشبعة والسكريات المضرّة.
يجدر بالأهل أيضاً تشجيع أطفالهم على شرب الماء بكثرة، والحد قدر الإمكان من شرب المرطبات الغازية. والأهم من كل ذلك ألا ينخدع الأهل بالإعلانات التي يشاهدونها والتي تقترح مجموعة من الأطعمة المضرّة والغنية بالسكر والدهون وإنما في قالب جميل ومغرٍ وجذاب.
من جهة أخرى، يجب تشجيع الأطفال على الحركة والتمارين الرياضية وإبعادهم قدر الإمكان عن شاشات التلفزيون والكمبيوتر لأن أسلوب العيش الكثير الجلوس مسؤول عن نسبة كبيرة من البدانة. يوصي الأطباء باصطحاب الأطفال إلى الحدائق العامة أو المنتزهات للعب والقفز.
وفي حال اعتماد كل هذه التوصيات، يؤكد الأطباء أن بدانة الأطفال ستتوقف، لا بل تتراجع، ويعود الوزن إلى طبيعته خلال النمو وتنتفي بالتالي كل المشاكل المرافقة للبدانة. وكلما بدأ العلاج في سن مبكرة، كانت النتيجة أفضل ونسبة النجاح أكبر.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079