قصة أول خاتم خطوبة
"يادبلة الخطوبة عقبالنا كلنا، ونبنى طوبة طوبة في عش حبنا، يادبلة من دهب، قوليلي ايه مكتوب، دا الاسم بالدهب، منقوش عالقلوب، القلب وانشبك، وراح مع الشبك".. تلك الكلمات التي صاغها الشاعر والكاتب الصحافي جليل البنداري، ولحنها منير مراد، وتغنت بها الرائعة شادية، هي واحدة من الأغنيات القلية التي تحتفي بخاتم الخطبة، الذي يحمل الكثير من الدلالات والرموز.
علا الشافعي
وعلى مر السنين، بات خاتم الخطبة رمزا للتباهي. فكلما يزداد سعره يعكس ذلك "غلاوة" العروس، وإمكانيات العريس، ويصل الأمر في بعض الشرائح الاجتماعية إلى تفضيل الألماس على الذهب.
ولخاتم الخطبة تاريخ طويل. ويقول المؤرّخون أنه من أوائل الشّعوب الّتي اعترفت بخاتم الخطوبة الرومان ، وكانوا يقومون بتصنيعه من الحديد، وبعدها انتقل الخاتم إلى المصريين، الذين طوروه وأدخلوا الذهب في صناعته.
ويجمع كثير من المؤرخين على أن تاريخ خاتم الخطوبة والزواج يعود إلى أصول فرعونية، وأن الفراعنة ابتدعوا هذه العادة منذ آلاف السنين، حيث وجدت صور لخاتم الزّواج في بعض الآثار المصرية الفرعونية.
ويقول عالم الاثار المصري الدكتور زاهي حواس في تصريحات صحافية: "أن قدماء المصريين قاموا باختيار الخاتم لأن الدائرة تعني عندهم الخلود والأبديّة، والزّواج هو ارتباطٌ روحيّ إلى الأبد".
وبعد الفراعنة تأصلت عادة الخاتم كرمز ودلالة على الإرتباط عند الإغريق، بخاصة أن تقاليد الزواج عند الاغريق كانت تقضي بأن يضع الفتى يده في يد الفتاة التي اختارها، في رحلة اصطحابها من منزل أسرتها إلى منزل الزوجية، وأن يربط بينهما قيد حديدي، وهذا الرباط كانت تضعه الفتاة في يدها وهي تسير خلف زوجها الذي يمتطي جواده، إلى أن يصلا إلى بيت الزّوجية، حتّى لو كان بعيداً.
ويرجع تاريخ أول خاتم إلى الأرشيدوق ماكسيموس الأسترالي، حيث قدمه إلى زوجته عام 1477، واعتمدت الكنيسة الكاثوليكيّة هذا التقليد منذ العصور الوسطى، وصار طقسا من طقوس اتمام الزواج في كل الأديان.
نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية"
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024