مواقع التواصل الإجتماعي ترفع معنوياتك.. ولكن..
تشير دراسات كثيرة إلى أن مواقع التواصل الإجتماعي تعود بالفائدة على الصحة النفسية للأفراد، خاصة وأنها تسمح بتبادل الأفكار والمعارف وتزيد من روح الترابط، من خلال رفع عدد الأصدقاء والتخلص من مشاعر الوحدة والإكتئاب.
كريمة هادف
ولأن الطبيب النفسي غير مرغوب فيه في المجتمعات العربية، فإن مواقع التواصل الاجتماعي باتت بديلا مريحا للكثيرين، خاصة مع وجود مواقع توفر خدمات للصحة النفسية وتقدم استشارات على مدار الساعة، مع الحفاظ على خصوصية الأفراد.
وقد استفاد من هذه التكنولوجيا ذوي الإحتياجات الخاصة بشكل كبير، حيث أتاحت لهم فرصة التواصل مع الغير والإندماج في المجتمع من دون استصغار للذات، كما فتحت لهم ابواب الإبداع والتعبير عن رأيهم في مختلف القضايا، وكذا طرح إنشغالاتهم وإيصال صوتهم بالكتابة والتدوين.
وقد أفادت دراسات عديدة أن مواقع التواصل الاجتماعي مهمة في تحسين الصحة النفسية للأفراد، وتقليل حالات الاكتئاب والقلق والانتحار واضطرابات نفسية أخرى، خاصة وأنها تعمل على دمج الفرد في المجتمع وتساعده على التخلص من العزلة والشعور بالوحدة، والتخلص من الحواجز الإجتماعية، لان مستخدمي هذه المواقع ينتمون لأجناس وطوائف وديانات مختلفة.
مفيدة للنساء
وتوصلت دراسة تحليلية حديثة حول علاقة استخدام مواقع التواصل الإجتماعي والهواتف المحمولة والإنترنت بالضغط النفسي، إلى نتيجتين رئيسيتين، تفيد الأولى بأن استخدام الإنترنت بشكل عام، ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاص، لا يرفع معدل الضغوطات النفسية عند الأشخاص، وأن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي مفيد للنساء ويخفض نسبة الضغط النفسي لديهن. من جهة ثانية، تشير الدراسة الى أن الاستخدام الاجتماعي للتكنولوجيا الرقمية يرفع الوعي بأسباب الضغوط النفسية في حياة الآخرين وبشكل خاص عند النساء.
نتائج عكسية
وإن كانت مواقع التواصل الإجتماعي مفيدة للصحة النفسية، إلا أن سوء استخدامها قد يعود بنتائج عكسية. فقد ثبت إن الإدمان على تصفح شبكات التواصل يولد شعوراً بالتوتر والإجهاد. ولأن أغلب الأشخاص يقارنون حياتهم بحياة أصدقائهم، فإنهم يكونون عرضة للاكتئاب والإحباط، وهذا ما أكدته إحدى الدراسات الحديثة، التي كشفت أن وسائل التواصل الاجتماعي تزيد من المقارنات الإجتماعية، وتزيد شعور الأشخاص بالسوء عندما يرون الآخرين يعيشون حياة سعيدة.
من جهة أخرى، أثبتت دراسة أمريكية أن الأفراد الذين يدمنون على مواقع التواصل الاجتماعي يتعرضون لفقدان الشهية أو الشره المرضي للطعام، وهو يعد من بين الأمراض النفسية الخطيرة. وبالإضافة الى اضطرابات الطعام، فمواقع التواصل الاجتماعي متهمة بالتسبب باضطرابات النوم كذلك، زيادة على أنها تسبب اضطرابات المزاج، حيث ان انفعالات الأشخاص تؤثر على عواطف أصدقائهم، والأمر يزداد خطورة بالنسبة لفئة المراهقين، لأنهم الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض العقلية والميول الإنتحارية، لذا يجب الحرص على توفير الدعم النفسي لهم والوقوف الى جانبهم.
أما بالنسبة للحياة العاطفية، فقد أشارت دراسة أجرتها شركة "دوركس" إلى أن استخدام الأنترنت والاتصال عبر شبكات التواصل الاجتماعي يزيد التوتر بين الزوجين، ويؤثر سلبا على العلاقة بينهما.
نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية"
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024