تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

الروتين ضروري للطفل...


نحن نكره الروتين، لكنه ضروري للمولود الجديد ومصدر أساسي لمنحه الطمأنينة وهذا ما يجعل الأمور أسهل علينا في النهاية... إليك لمحة مفصلة عن كيفية اعتماد روتين منتظم مع المولود الجديد لعيش السنة الأولى من عمره بسلام وراحة...


لا تنسي أبداً الأشهر التسعة التي قضاها طفلك الصغير في فقاعة داخل بطنك! في الأسابيع الأولى، لا يعرف الطفل أي شيء عن مفهوم الوقت. لم يعتد على دورة الـ24 ساعة. إنها المعركة نفسها ليلاً نهاراً: ملء بطنه الصغير المتضور جوعاً. ومن ثم النوم لساعات قليلة، سواء كانت الساعة العاشرة صباحاً أو الرابعة بعد الظهر أو العاشرة ليلاً.
ساعته هي معدته، ومقياس ضغطه هو الحفاض الممتلئ بالأوساخ الذي يزعجه. يمكن أن يستمر الحال طويلاً على هذا المنوال إلا إذا قررنا فرض القواعد. بالفعل، ليس الوقت باكراً أبداً لفرض بعض العادات النظامية: ساعة النوم، إجراءات تغيير الحفاض، تناول الوجبات في مواعيد محددة. من شأن هذه الأمور تبسيط حياة العائلة وإفادة الطفل في الوقت نفسه إذ يحتاج إلى مقدار كبير من الاستقرار والأمان.
بالفعل، حين يطمئن الطفل لأسلوب عيش منظم، يرغب في التطور والتقدم. وعند التعرف شيئاً فشيئاً إلى مفهوم الوقت، يستوعب الطفل حرمانه وغيابنا عنه بصورة أفضل. يعرف أن الماما ستععود إذا غابت، وأنه سيحصل على وجبة جديدة بعد فترة إذا انتهى من تناول وجبته الحالية، وما إلى ذلك.
لكن لوضع الأسس الصحيحة في هذا المجال، يجب أن تكون الأمل بارعة في التنظيم وعنيدة في مواقفها، وقادرة على تكييف المسائل مع عمر الطفل.

من الولادة وحتى عمر 3 أشهر
خلال الأشهر الستة الأولى، يبدل الطفل إيقاع حياته مرات عدة. بالفعل، تتباعد أوقات نومه، وتطول أوقات استيقاظه. ويشارك الطفل شخصياً أحياناً في تحديد برنامجه اليومي، لكن توجد طقوس لحسن الحظ لمعالجة هذه المشكلة.
إلا أنه يجب تخصيص وقت للوقت. يقول أطباء الأطفال مثلاً إن الرضاعة من الثدي تعطى للطفل حسب طلبه، ولا يزال الوقت مبكراً طبعاً لفرض روتين في هذا المجال. إلا أن الأم تستطيع بنفسها تحديد مواعيد الضوء والاستحمام. لتعليم الطفل مثلاً على التمييز شيئاً فشيئاً بين الليل والنهار، تغلق النوافذ ليلاً، فيما تغلق الستائر فقط نهاراً في ساعات النوم. وبالنسبة إلى الحمام، يستحسن جعله قرابة السادسة والنصف مساء بحيث يشعر الطفل بالارتياح قبل الطعام والنوم.

بدءاً من عمر 3 أشهر
يجب عدم تفويت طقوس النوم والاستيقاظ. فطقوس الصباح مهمة جداً لكي يبدأ الطفل نهاره بثقة. سلام حنون ومن القلب، ورضاعة حميمة ومن ثم تنظيف متأنٍ. تبدأ مواعيد وجبات الطعام بالتثبت تدريجياً.
يتعلم الطفل الانتظار ريثما تحضر له أمه قنينة الحليب: يرى علبة الحليب وهي تفتح، وقنينة الماء وهي تسكب، وصوت خلط الماء بالحليب. حاولي قدر الإمكان الحفاظ على مواعيد محددة، مع ضرورة تكييف وقتك حسب متطلبات الطفل. احرصي دوماً على جعل القيلولة في غرفة شبه مظلمة، وليس مظلمة تماماً مثلما يحصل في نوم الليل. في هذا العمر، لا يخاف الطفل من الظلام الدامس.
كما أن معطيات الوقت، مثل الموسيقى الخفيفة الصادرة من دميته المتحركة، هي معالم تشير له بأن موعد الراحة قد حان. وفي المساء، حتى لو كنت مستعجلة ومتعبة، حاولي الحفاظ على هذا النوع من الطقوس. خصصي ربع ساعة من وقتك لتدليل طفلك قبل وضعه في مغطس الاستحمام، على صوت موسيقى عذبة وهادئة. قدمي له من ثم وجبة الطعام بعد تخفيف الإنارة إذا أمكن. ما إن يقدّر الطفل هذه اللحظات الحميمة، أي بدءاً من عمر 8 أشهر، يمكنك الشروع في قراءة قصة له. بعد ذلك، ما عليك إلا تخفيف الضوء ووضع طفلك في مهده.

بدءاً من عمر 10 أشهر
في هذه المرحلة، يمكنك الشروع في تكييف روتين الطفل مع روتينك. تصبح عاداته الناجمة عن حاجات فيزيولوجية معالم اجتماعية. بالفعل، يمكن عيش الساعات التي تسبق النوم مثل لحظات مشاركة، لكن كلما اقترب موعد النوم، توجب على الأم الابتعاد عن النشاطات المنبهة والمثيرة لليقظة (مثل التلفزيون، ولعبة الغميضة...). في هذه المرحلة، يتوقف الطفل عن أخذ القيلولة في نهاية بعد الظهر.
تطول أوقات استيقاظه ويحب الطفل تناول وجباته في مواعيد منتظمة ومع العائلة. صحيح أنه لا يزال صغيراً جداً، لكن الوقت ليس باكراً أبداً لتعليمه العادات الجيدة. استفيدي لتعليمه ضرورة غسل اليدين قبل تناول الطعام، باستعمال مناديل مبللة مثلاً... إنه معلم آخر للوقت...

 

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078