تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

المخيم الصيفي...

أصبح المخيم الصيفي تقليدًا سنويًا يشارك فيه معظم التلامذة خصوصًا صغار السن. فمع نهاية العام المدرسي تنهال العروض التي تقدّمها المدارس أو النوادي الخاصة لتشجيع الأهل على إرسال أبنائهم إلى المخيم.  يختار بعضهم المخيم الذي يقدّم خدمة إنجاز فروض العطلة الصيفية، وغالبًا ما يكون هذا النوع من المخيمات بإدارة المدرسة نفسها التي يرتادها التلميذ،فيما يختار بعض الأهل المخيّمات التي تنظّمها النوادي الخاصة.

ورغم أن العطلة الصيفية تشكل فرصة مهمة للأهل والأبناء ليمضوا وقتًا جميلاً مع بعضهم، فإن المخيّم الصيفي أصبح ضرورة بالنسبة إلى التلميذ لما له من أهمية في تطوير مهارات الطفل الفكرية وتعزيز قدراته في تحمّل المسؤولية وبناء علاقات صداقة خارج إطار أصدقاء المدرسة أو العائلة.
فضلاً عن أن المخيّم الصيفي يساهم في ملء فراغ الطفل خلال عطلة صيفية طويلة خصوصًا إذا كان الوالدان يعملان، وبالتالي فعوضًا عن أن تشعر الأم الموظّفة بالذنب لأنها منشغلة عن أبنائها طوال النهار وتترك للتلفزيون أو الإنترنت مهمة ملء فراغ أطفالها وتسليتهم، يكون المخيّم الصيفي الطريقة المثلى التي تجعل إجازة الطفل الصيفية ممتعة ومفيدة في الوقت نفسه.
وفي المقابل، تقلق الأم التي ترسل ابنها إلى المخيم الصيفي للمرة الأولى فتحار في اختيار المخيم المناسب. فما المعايير التي يجب النظر فيها؟


كتيّب العرض (بروشور)
يعتبر كتيّب العرض مهمًا ولكنه ليس أساسيًا، فهو يساعد الأم في اتخاذ قرارها في ما يتعلّق برسوم الاشتراك والخدمات المتوافرة كوسيلة النقل وبوليصة التأمين التي يجب أن تكون ضمن العرض.
ولكن الأهم من هذا كلّه هو فريق العمل الذي يهتم بالأطفال خلال وجودهم في المخيّم والنشاطات التي يوفرها وموقع المخيّم وشروط الأمان فيه.

والأمور التي لا يجوز التغاضي عنها هي:

  • يجب التأكد أن المسؤول عن المخيّم حاصل على شهادة مهنية في إدارة هذا النوع من المخيّمات
  • يجب أن يكون عدد أعضاء فريق العمل كافيًا بحيث يتوافر مسؤول واحد عن كل عشرة أطفال، و مسؤول واحد عن كل ثمانية أطفال ما بين الأربع والست سنوات
  • يجب أن يكون معظم فريق العمل من المنشطين الحاصلين على شهادة عمل منشّط

على المسؤول عن المخيم أن يكون لديه برنامج تربوي واضح يتضمن النقاط الآتية:

  • نوع النشاطات المتوافرة في المخيّم
  • التحقق من المواقع التي تقام عليها النشاطات الرياضية وما إذا كانت تتوافر فيها شروط الأمان والسلامة
  • تقسيم وقت النشاطات والراحة
  • نوع النشاطات التي يمارسها صغار السن
  • توزيع عمل أفراد فريق المنشّطين
  • نوع التقويم الذي يحدث بعد كل نشاط يقوم به الطفل
  • مواصفات المكان الذي يقوم عليه المخيّم
  • التحقق ما إذا كان هناك رخصة مخيّم صادرة من وزارة التربية والشباب والصحة
  • التحقق من أن فريق العمل لديه خبرة كافية في إدارة النشاطات الرياضية والألعاب الترفيهية
  • التأكد من وجود فريق مسعف للحالات الطارئة


- كيف يمكن الأم التحقق من أن المخيّم تتوافر فيه كل الشروط المطلوبة؟
عن طريق الاستعلام  من  الأقارب أو الجيران أو الصديقات اللواتي أرسلن أبناءهن إلى المخيّم.

- كيف أعرف ما إذا كان ابني مستعدًا للذهاب إلى المخيّم؟
هناك الكثير من الأهل يظنون أن الثامنة هي السن المناسبة لإرسال الطفل إلى المخيّم، ورغم ذلك فإن السن ليست المعيار الصحيح لمعرفة ما إذا كان الطفل مستعدًا أم لا. بل يجب الأخذ في الاعتبار اهتمامات الطفل ورغبته في ما إذا كان يريد خوض هذه التجربة.
وفي المقابل على الأهل التصرّف بشكل إيجابي والتحدّث إلى طفلهم عن أهمية الذهاب إلى مخيّم صيفي يتعرّف فيه إلى أصدقاء جدد من سنّه ومن دون وجود أحد من أفراد عائلته.

- متى يجدر بالأهل التفكير في إرسال طفلهم إلى المخيم؟
هناك الكثير من الأهل يبدأون التفكير والبحث عن المخيم قبل فترة طويلة من قدوم العطلة الصيفية. وفي المقابل يرى الاختصاصيون أنه ليس من الضروري الانشغال بهذا الأمر قبل فترة طويلة، ويوصون الأهل الراغبين في إرسال أبنائهم إلى المخيّم الصيفي زيارة المخيّم والاستعلام عن النشاطات الموجودة فيه. فمعظم المخيّمات الصيفية تستقبل الأهل طوال أيام العطلة الصيفية.
وخلال الزيارة على الأهل أن يقوّموا المحيط العام للمخيّم والنشاطات الموجودة فيه، ومستوى فريق العامل المهني والثقافي. وتجدر الإشارة إلى أن هناك بعض النشاطات التي تقدّمها بعض المخيّمات مطلوبة جدًا، لذا ينصح الاختصاصيون التسجيل فيها في وقت مبكر للحصول على حسم.
ومهما كان الوقت الذي فكّر فيه الأهل لتسجيل أبنائهم في المخيّم الصيفي، عليهم أن يستشيروا خبيرًا ويستعلموا من الأهل الذين لديهم تجربة سابقة.

- هل هناك أنواع مختلفة من المخيّمات؟
نعم. هناك المخيمات التقليدية التي تقدم أنواعًا كثيرة من النشاطات تتضمن النشاطات الرياضيّة التي تقام في الملاعب والرياضات البحرية، والنشاطات الفنية كالمسرح والسينما والرسم وبرامج مغامرات واكتشافات... وهناك مخيّمات صيفية تكون مختلطة أي للبنين والبنات معًا، وأخرى للصبيان فقط أو البنات فقط.
المخيّمات المتخصّصة التي تقدّم برامج مرتكزة على تربية محددة والتي يمكن أن تكون رياضية فقط، أو نشاطات فنية أو رحلات.
المخيّمات التي تقدم برامج محددة تلبي احتياجات خاصة والتي تساعد الأطفال الذين يعانون مشكلة في تخطي صعاب نفسية أو مدرسية.


- ما هي المعايير الأساسية لاختيار المخيّم؟
مرونة البرامج: أي أن يأخذ القائمون على المخيّم في الاعتبار أن لكل طفل حاجات ومتطلبات خاصة ومزاج ورغبة مختلفين عن أقرانه، فضلاً عن توافر مروحة كبيرة من الاختيارات التي يمكن أن يكون اختيارها شاملاً أو جزئيًا.
مدة المخيّم: هناك خيارات عدة، فبعض المخيّمات تراوح مدتها من أسبوعين إلى ثمانية، وهناك مخيّمات تكون مدتها الأسبوعية خمسة أيام في الأسبوع على أن يمضي الطفل عطلته الأسبوعية مع أهله. ويعود اختيار مدة المخيّم إلى الأهل الذين يقدّرون الأمر.
المسافة بين المخيّم و المنزل: من الضروري الأخذ في الاعتبار المسافة بين المخيّم الصيفي والمنزل، ومن المستحسن أن تكون المسافة قصيرة خصوصًا إذا كان الطفل صغير السن، ففي حال حصول طارئ يكون من السهل على الأم الوصول إلى المخيّم.
رسم الاشتراك في المخيّم: من الضروري التحقق من رسم الاشتراك في المخيم ما إذا كان يتناسب والخدمات التي يوفرّها المخيم من مأكل ورحلات ومواصلات.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079