سعاد السويدان: علينا ان نعرف مفهوم الذات...
ضمن 'مؤتمر قضايا الطفولة' الذي عُقد أخيرا في الكويت قدمت سعاد السويدان نائبة مدير المركز الإقليمي للطفولة والأمومة ورقة عمل تحت عنوان 'تنمية الذات عند الطفل'، عرضت فيها العديد من الوسائل لتربية الطفل وتكوين شخصيته في مراحل عمرية مختلفة، وصولاً إلى مفهوم الذات وتقديرها والرعاية الوالدية المعتمدة والثابتة التي تحقق الأهداف لبناء الشخصية لدى الطفل. وقد نالت الورقة استحسان الحضور لما فيها من محاور مهمة ومعالجة منهجية منطقية.
تنمية الذات
تناولت السويدان بداية المسلَّمات حول طبيعة النمو، فنحن عادة ما نسلّم بأن نمو الأطفال في متناول أيدينا، وأن الأطفال سيكونون مثلما نريدهم أن يكونوا. وقالت: 'من واجباتنا تجاه الأطفال أن نعلّمهم ونصحح أخطاءهم ونقدم لهم القدوة الحسنة لندفعهم نحو التعلم والمعرفة.
ومن ردود فعل يتخذها تجاه السلطة المسيطرة على سلوكه، ويغفل عن ذهن الوالدين أن الطفل يمرّ في مرحلة تكوين الشخصية وتقدير الذات'.
مفهوم الذات
وانتقلت بعد ذلك إلى تعريف مفهوم الذات، وهو المفهوم الذي يكوّنه الطفل عن نفسه وما يتضمنه من استجابات نحو نفسه باعتباره كائناً بيولوجياً، مؤكدة أن مفهوم الذات هو النواة التي تقوم عليها الشخصية. وصنفته في نوعين: مفهوم الذات الإيجابي ومفهوم الذات السلبي. ويتمثل الأول في تقبّل الطفل عن ذاته ورضاه عنها، أما مفهوم الذات السلبي فيشتمل على عدد من السلبيات المصاحبة للسلوك، مثل التباعد واليأس والقلق وبعض الاضطراب النفسي.
الطفولة وتقدير الذات
وبيّنت السويدان أن تقدير الذات في المراحل العمرية يبدأ من الأسبوع السادس من خلال تلبية رغبات الأطفال واحتياجاتهم. ويشعر الطفل بتقدير ذاته من خلال استجابات الأم له. وأوضحت أن احترام ذات الطفل وقدرته على تعيين هويته بصوره واعية يحصلان بتجميعه معلومات عن نفسه والآخرين نتيجة التفاعل والاحتكاك بهم ليتعلّم وكي يخفف من آلامه وأحزانه ويتغلّب على المصاعب والعقبات التي تواجهه في المحيط الاجتماعي حتى يشعر بالراحة النفسية.
واختتمت السويدان دراستها بالكشف عن الأساليب المثلى لتربية الأبناء، وذلك بغرس القيم الدينية والأخلاق في شخصية الطفل وتعويده على العادات الحسنة ومدّه بالحب والحنان والعطف والابتعاد عن القسوة الشديدة والليونة المفرطة، وأهمية احترام شخصيته وتعزيز ذلك عنده، وأخيرا إتباع مبدأ الثواب والعقاب.
طفلك يسأل
- ماما لماذا البحر مالح؟
تكوّن الملح الموجود في ماء البحار والمحيطات منذ ملايين السنين ويقال منذ عصر الديناصورات، حين كانت الكرة الأرضية في طورها الجيولوجي الأول وحين كان الهواء الذي يغلّفها غير قابل للاستنشاق، وفي الوقت نفسه كانت البراكين لا تتوقف عن لفظ الغازات السامة وبخار الماء.
وعندما كان بخار الماء والغاز يلتقيان في الفضاء كانت تسقط أمطار تغسل الأرض مقتلعة في الوقت نفسه العناصر التي تنتج ملحًا. وكانت مئة مليون سنة كافية ليجعل هذا النظام الجيولوجي مياه البحار والمحيطات مالحة.
- لماذا إذًا مياه الأنهر والجداول والبحيرات عذبة ولم تتأثر بهذه العوامل؟
تحتوي مياه البحيرات والأنهر والجداول على كل العناصر التي يمكن أن تجعلها مالحة. ولكن هذا التحوّل يحتاج إلى آلاف السنين. ومن دون توقف، تتجدد مياه الأنهر والبحيرات بمساقط المياه العذبة، وبالتالي تتنقل هذه المياه العناصر المسبّبة للملوحة إلى البحار. فيما نجد البحيرات والبحار المغلقة أكثر ملوحة لأن عملية التبخر المتواصلة في مياهها تزيد نسبة كثافة الملح فيها، مثل البحر الميت في الأردن ووادي الموت في أميركا وغيرهما.
- إذًا لماذا لم تزدد ملوحة البحار؟
حددّت الطبيعة قوانين اللعبة. فإذا تجاوزت عتبة ملوحة معيّنة لا تمتص مياه البحر الملح الذي تتلقاه وترسله إلى الأعماق. وتختلف أحيانًا عتبة الملوحة تبعًا للحرارة والعمق، ولكنها لا تزال ثابتة في كل محيطات الكرة الأرضية وبحارها.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024