أنت وطفلك في الطائرة...
غالبًا ما ألاحظ خلال وجودي في الطائرة ارتباك الأم وحرجها من طفلها الذي يبدأ بالبكاء عند إقلاع الطائرة وهبوطها، فأجدها محتارة تشعر بالخجل محاولة بشتى الوسائل تهدئة طفلها الذي ترتفع وتيرة بكائه كلما حاولت والدته تهدئته. وأثناء التحليق تبدو بعض الأمهات مرتبكات في تلبية حاجات أطفالهن لا سيما الرضّع.
فما هي النصائح التي يسديها الاختصاصيون للأم خلال التحليق في الفضاء؟
قبل السفر
يقول أطباء الأطفال أنه وتبعًا للبلد التي ينوي الأهل السفر إليه، من الضروري إعطاء الطفل اللقاحات المطلوبة. ويمكن طلب نصيحة طبيب الطفل الذي تتعامل معه الأم، فيسديها النصائح في ما يخص الوجبات الغذائية الصحية في بلد المقصد.
وعند حجز بطاقات الطائرة على الأهل أن يشيروا إلى سن أطفالهم المسافرين معهم، فضلاً إلى ضرورة اللفت إلى أنهم يحملون معهم عربة الطفل الجرارة، فتبعًا لحجمها يجب أن توضع في الطائرة في المقصورة المناسبة.
وينبه الأطباء إلى أنه إذا كان الطفل مصابًا بالرشح فالسفر في الطائرة غير محبذ لاحتمال تأثر أذنيه بالضغط الجوي. لذا وإذا كان لا مناص من السفر، يجب استشارة طبيب الأطفال أو طبيب «أنف أذن حنجرة» لفحص أذنيه والتأكد من أنه غير مصاب بالتهاب.
حقيبة السفر اليدوية
من الضروري أن تضع الأم في حقيبة السفر المسموح حملها إلى داخل الطائرة ثيابًا إضافية للطفل مثل صدرية أو كنزة، فالتكييف في الطائرة غالبًا ما يكون باردًا جدًا. كما يمكن الطلب من المضيفة إعطاء غطاء.
أما في ما يتعلّق بزجاجات الرضاعة، فمن الضروري أن تحضر زجاجات عدة، لأن بعض الرحلات تتأخر عن مواعيد الإقلاع والهبوط، ولا يكون في مقدور الأم أن تصل إلى غذاء طفلها الذي وضعته في الحقيبة الكبيرة التي وضعت في مخزن الطائرة. فرغم معايير الأمن، فإنه مسموح حمل غذاء الطفل إلى داخل الطائرة، لذا من الضروري أن تشير الأم إلى ذلك أثناء تأكيد الحجز لشركة الطيران التي تسافر على طائرتها.
كما على الأم ألا تنسى الاحتفاظ بالبطاقة الصحية وكذلك أدوية طفلها إذا كان يخضع لعلاج. كما عليها أن تحمل معها حفاضات إضافية. وأخيرًا يمكن الأم أن تضع في حقيبة يدها «البيلوش» المفضل عند طفلها لإلهائه أثناء التحليق.
تدابير وقائية أثناء الإقلاع والهبوط
لتفادي آلام الأذنين المسدودتين التي يسببها تغيير الضغط الجوي أثناء إقلاع الطائرة وهبوطها، يمكن الأم جعل طفلها يرضع زجاجة الحليب أو يمص المصاصة لإثارة لعابه مما يخفف حدة آلام الأذنين. ففرز اللعاب يكون أسرع، و بالتالي يساعد البلع المتكرر في تعديل الضغط الجوي لأن الأذن الوسطى يفتح مجراها مع البلع.
أثناء التحليق
يجلس الطفل أثناء الرحلات الجوّية القصيرة أي الداخلية في حضن والدته أو والده، ويكون مربوطًا بحزام أمان إضافي، أما إذا كان المقعد المجاور خاليًا، فيمكن جلوس الطفل عليه.
أما في الرحلات الجوية الطويلة فبعض شركات الطيران توفر للأهل مهدًا يتسع طفل بوزن عشرة كيلوغرامات ويمكن تثبيته على حائط المقصورة خلال التحليق. وللاستفادة من هذه الخدمة من الضروري أن تشير الأم إلى سن طفلها أثناء حجز بطاقات السفر.
تناول الغذاء
من الضروري أن تعطي الأم طفلها أثناء التحليق جرعات من الماء تفاديًا للجفاف، فالهواء الجاف في الطائرة يزيد احتمال الجفاف عند الطفل. أما في ما يتعلق بزجاجة الحليب فيمكن تسخينها في الطائرة لأن كل الطائرات يتوافر فيها مايكروويف.
تغيير الحفاض
في الرحلات الطويلة يوجد لوح غيار في حمامات الطائرات رغم أنها صغيرة ولكنها تفي بالغرض. وعلى الأم ألا تنسى محارم التنظيف الرطبة والمعطرة.
السيطرة على بكاء الطفل
يبكي بعض الأطفال بشكل متواصل أثناء التحليق، وهذا طبيعي وعلى الأم ألا تقلق أوتشعر بالخجل وإن أبدى الركاب إنزعاجهم من خلال نظراتهم اللائمة، وفي المقابل على الأم ألا تشعر بالذنب وتبقى هادئة قدر المستطاع، فتوترها يزيد بكاء الطفل لأنه يشعر به.
لذا ينصح الاختصاصيون الأم منذ بداية الرحلة أن تتحدث إلى الركاب المجاورين لها وتعرفهم إلى طفلها، فقد يؤدي هذا التصرّف إلى أن يتفهّموا الموقف التي وضعت فيه ويتحملوا بكاء الطفل.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024