تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

أريج خضور: من أطلق شائعة زواجي يهدف إلى إبعاد الأدوار عني

تميزت بخط فني خاص بها، فرغم أنها من الفنانات الشابات في الوسط الفني، لكنها اختارت أن تبدأ عملها الفني بقوة، من خلال الأدوار المركبة والصعبة والبعيدة من شكل الفتاة الجميلة، فهذه الأدوار تغريها أكثر من دور الحسناء الذي تعتمده فنانات كثيرات، لذا تميّزت في أدوار الفتاة البدينة ومشكلاتها النفسية، أو البنت المنكوبة اجتماعياً وأسرياً، أو الفتاة القبيحة، والزنجية، وفي كل مرة تفاجئنا بإتقانها الشخصية وإيصالها الى الناس. هي الفنانة أريج خضور، التي التقيناها فدار بيننا حوار تحدّثت فيه عن أعمالها الأخيرة، وأدوارها المركبة، وحياتها والشائعات التي تطاولها وتأثيرها فيها، والبداية كانت من مسلسلها الأخير «غضبان»...


- حدّثينا عن ملامح شخصيتك في هذا المسلسل؟
«غضبان» هو عمل «كوميدي لايت»، وأجسّد فيه شخصية أخت غضبان، الفتاة العصامية التي تتشارك معه في الكشف عن قضية فساد ورشوة.

- بطل العمل ومخرجه غير معروفين، هل تعتبرين مشاركتك فيه نوعاً من المغامرة؟
بدأنا تصوير العمل خلال موسم رمضان، وآنذاك كانت هناك سبعة أعمال سورية لم تجد طريقها الى التسويق، ورغم ذلك يأتي منتج ومخرج ليدعما الدراما السورية ويقفا إلى جانبها متحدّيين الظروف الإنتاجية والتسويقية الصعبة التي تواجهها، وأعتقد أن من واجبي المساهمة في دعم الدراما المحلية من خلال المشاركة في الأعمال الفنية الجديدة التي تضم وجوهاً فتية. والأهم بالنسبة إليّ، كيف يمكن أن أقدم دوري في العمل ليكون مميزاً، وهذا ما قمت به في هذه الشخصية ضمن هذا العمل.

- على أي أساس تختارين أدوارك؟
هذا يتعلق بالعروض المُقدّمة، ومدى مناسبتها لي من ناحية النص والأجر أيضاً. ومن جهة أخرى، يهمّني ألاّ أظهر في أدوار متشابهة من ناحية الشخصيات في موسم واحد، وإن كانت متشابهة من حيث الروح، فهنا دوري أن أعمل على الشخصية وعواملها النفسية، كما لا علاقة لعدد المشاهد بقبولي للدور، فمن الممكن أن أُبرز الشخصية ولو من خلال أربعة مشاهد، فأجعلها من لحم ودم، ولكل شخصية طريقتها، وسبق أن قدّمت شخصيتين متشابهتين بالشكل لكنهما مختلفتان في المضمون، فشخصية «سالي» في مسلسل «الصندوق الأسود»، ينتابها إحساس بأنها بدينة، لكنها في الواقع ليست كذلك، وتخضع لعلاج لتتخلص من مشكلتها، والشخصية الأخرى هي «سوسن» في مسلسل «حائرات»، والتي لا تتزوج بسبب بدانتها الواضحة، فيشتري لها والدها العريس.
ورغم أن شكل الشخصية واحد، لكن عالمَي الشخصيتين مختلفان تماماً. لذا، أؤكد أن باستطاعة الفنان أن يحوّل الشخصية وفق المسار الذي يريده، وهذا يأتي من تراكم الخبرات الناجم عن المشاركة في الكثير من الأعمال، إضافة إلى دراسة هذا المجال، والعمل تحت إدارة مخرج يفهم الفنان ويستطيع التحاور معه، ويوجّهه ليقدّم أفضل ما عنده.

- سبق ورفضتِ عروض عمل لموسمين متتاليين، ألم تخافي من أن ينساك الناس؟
ولمَ أخاف؟ فالدراما السورية اليوم تمر بظروف سيئة بسبب الحرب، ولذلك لم أندم يوماً على عمل اعتذرت عنه. وأريد أن أتحدث هنا عن بعض الدخلاء على العمل الفني ومن مختلف الاختصاصات، سواء كان منتجاً أو ممثلاً أو مخرجاً أو كاتباً، فهؤلاء من أهم أسباب تعثر الدراما السورية حالياً، ونحتاج الى وقت حتى يعود كل شيء إلى مكانه الصحيح، وأتمنى على المنتجين أن يكونوا أكثر دراية بأعمالهم بغية تسويقها بسهولة، فلم يعد اسم معين كفيلاً بتسويق عمل بأكمله، فالعناصر المجتمعة في أي عمل هي سبب لتسويقه أو لبقائه في الأدراج.

- بمَ تصفين نفسك اليوم؟                       
أنا ممثلة فقط، أما النجومية فهي جميلة ومغرية، لكنها يمكن أن تحرق الشخص، فالجمهور ليس غبياً... يمكن أن يجذبه الشكل ليوم أو يومين، لكن سرعان ما يكتشف أن هذا الفنان حقيقي أو مجرد دخيل على عالم الفن.

- ما سبب دفاعك المستمر عن مسلسل «باب الحارة»، وسط انتقاد البعض له؟
أولاً، هذا العمل يعتاش منه ما يقارب 60 عائلة. ثانياً، «باب الحارة» لم يقدَّم كمسلسل يؤرّخ للتاريخ الدمشقي، بل هو عمل شعبي يتناول حكاية حارتين. ومن ينتقد ظهور المرأة في العمل، نقول له إن المسلسل تناول دور النساء المتعلّمات، فنرى ابنة «أبو عصام» المحامية، وغيرها من الشخصيات... في المقابل، هناك أعمال عرضت فعلاً التاريخ الدمشقي، لكنّ أحداً لم يلتفت لذلك، كما هي الحال في مسلسلات: «ياسمين عتيق»، «أبواب الريح»، و«الحصرم الشامي»، لكننا اعتدنا أن نتناول السلبي في الأعمال، وننتقد لمجرد النقد، حتى أن الكثير ممن ينتقدون «باب الحارة» لا يتابعونه. ورغم كل ما قيل ويُقال، لا يزال هذا العمل وفي كل جزء من أجزائه يحظى بأكبر نِسب مشاهدة عربية، ولو لم يكن عملاً ناجحاً لما عرضته قناة «أم بي سي» منذ سنوات وإلى اليوم.

- رغم الإنتاج الضخم والنجوم المشاركين في مسلسل «خاتون»، هل ترين أن «باب الحارة» أكثر منه تميّزاً؟  
«خاتون» مسلسل جميل جداً، لكن «باب الحارة» رافق الناس منذ عشر سنوات، فأصبح أحد طقوس موسم رمضان. هناك أطفال كبروا مع العمل، وبعض الناس ينتظرون موسماً كاملاً ليروا ما سيحصل مع «أبو عصام» وزوجته وأولادهما. وأنا أؤيد الأعمال التي ينتظرها الناس كل عام، وهذا ما نراه في الكثير من أعمال هوليوود التي ترافق أجيالاً عبر مواسم عدة.

- «لطفية» زوجة عصام... حللتِ بدلاً من الفنانة ليليا الأطرش التي جسّدت الشخصية لسبع سنوات، ما الذي غيّرتِه في هذه الشخصية؟
لو لم أستطع تقديم شخصية «لطفية»، لما قبلت المشاركة في العمل أساساً. وفي اليوم الثالث لعرض العمل في رمضان، أصبح الناس ينادونني باسم «لطفية»، ولا مجال للمقارنة هنا، فكل فنان يرى الشخصية من منظوره الخاص، فما قدّمته من خلال شخصية «لطفية»، يختلف عما قدّمته الفنانة ليليا الأطرش، فحاولت قدر الإمكان أن تكون للشخصية ملامح مختلفة، وأنا راضية عما قدّمته في «باب الحارة».

- لماذا قبلت بإكمال شخصية لفنانة أخرى، في وقت يرفض بعض الفنانين ذلك؟
لدور «لطفية» جاذبية خاصة، إضافة إلى الأجواء التي تسود بيت «أبو عصام»، بوجود «الضراير» فيه، وهي حالة نراها بشكل أو بآخر في مجتمعاتنا، كما أنني أحب العمل مع الفنان ميلاد يوسف، فشراكته جميلة ولديه دائماً اقتراحات تفيد الشخصية والعمل.

- شخصية الفتاة البدينة، هل تتعبك، وهل فعلاً زدت من وزنك لأداء الدور؟
بشكل عام، شخصيات الفتاة البدينة فيها بعض الكوميديا وقريبة من القلب، وما جسّدته كان حول فتاة أعرفها في الحقيقة ولمست معاناتها مع زيادة وزنها التي أثّرت في فرص زواجها، وكنت في بعض المشاهد أحزن على تلك الشخصية، وتمنيت لو ظهرت بوزن زائد أكثر.
لقد رسمنا شكل الشخصية بالماكياج لنكون قريبين من الواقع، خاصة أن وجهي حينها كان ممتلئاً بعد خضوعي للعلاج بالكورتيزون، وأضفنا الأكسسوارات، سواء في الملابس أو الماكياج، وبعض من رأوني بعد انتهاء العمل، ظنّوا أنني خسرت وزني، وهذا أفرحني لأن الشخصية ظهرت حقيقيةً.

- كم تؤثر فيك الشخصيات الحقيقية التي تعرفينها وتؤدينها على الشاشة؟
تؤثر فيّ كثيراً، وأنا أحب الشخصيات التي تعاني مشكلات نفسية، لذا أبحث عن شكل معين لتكون قريبة من الواقع، من مظهر وطريقة مشي وكلام... وأحاول أن أعطي حلولاً لهذه المشكلة، وكثير من الناس فوجئوا بما يشبههم على الشاشة، فحاولوا التغيير من أنفسهم لتلافي المشكلات التي يعانونها.

- في كثير من الأعمال قدمت أدواراً بعيدة من الفتاة الجميلة، على عكس بعض الفنانات، لماذا؟
ليس لدي مشكلة في ذلك، فسبق أن قدمت شخصية فتاة زنجية قبيحة الوجه في مسلسل «باب المراد»، واستمتعت بالعمل، فعندما تكون الشخصية بعيدة من الفنان بالشكل والمضمون، هو إبداع للفنان ليُظهر ما لديه. وفي أول عمل لي في مسلسل «الصندوق الأسود»، قدّمت شخصية فتاة تحاول أن تجعل مظهرها قبيحاً من شدّة كرهها لذاتها، فالأدوار المركّبة تغريني أكثر من أدوار الفتاة الجميلة.

- لك تجارب في الكتابة، لماذا لم نرَ شيئاً على أرض الواقع؟
سبق وشاركت في ورشة عمل وكتبنا ثلاثية، لكن العمل لم ينجح، لكن يمكن أن أكرّر التجربة في المستقبل، فأنا خرّيجة أكاديمية ودرسنا أصول الكتابة في مراحل معينة، إضافة إلى التراكم المعرفي، وفي النهاية هي موهبة من الله.

- هل تجدين تجارب الممثلين في الكتابة ناجحة؟
سأطرح مثلاً، الفنانة أمل عرفة، عندما قررت الكتابة، كتبت بشكل جميل، فهي ليست دخيلة على المهنة، بل ابنة الوسط، وتعرف تماماً الشخصية التي تريد التحدّث عنها، فالتمثيل والكتابة هما في النهاية من نسج الخيال، ويرتبطان ببعضهما بشيء موجود في الواقع، وإن كان يحق لأحد غير الكاتب نفسه أن يكتب فهو الممثل.

- هل تطمحين الى المشاركة في الأعمال العربية؟
الدراما السورية اليوم تحتاج منا أن نقف معها، وهذا ليس كلاماً بل حقيقة، ومن حقي أيضاً أن أعمل في الخارج وأحقق الانتشار الأوسع، لكن بالتنسيق مع الدراما المحلية.

- انتقد الناس تغييرك الدائم لشكلك على مواقع التواصل الاجتماعي، هل يزعجك ذلك؟
ما يحدث، أن معظم أدواري مركبة، فإما أجسد دور الفتاة البدينة، أو القبيحة، وعندما يراني الناس بعيداً من التمثيل، يظنون أنني غيّرت في شكلي. هذه كلها شائعات، ولا أردّ عليها، لكن الشائعة الوحيدة التي رددت عليها، كانت عنواناً تناقلته بعض المواقع، عن تصريح كاذب لي بأنني الأعلى أجراً بين فنانات جيلي، وهذا ما لم أقله بالطبع، وما حدث أنه خلال إجراء إحدى المجلات مقابلة معي، وسؤالي: لماذا لم نرك سوى في «باب الحارة» و»خاتون»؟ أجبت أن ما عُرض عليّ من باقي الأعمال لا يناسبني من ناحية الأجر، وتم تكذيب الخبر في ما بعد.

- وجود فنانات شابات بأجور متدنية، هل يؤثر في عملك وفرصك الفنية؟
هن دخيلات على المهنة ولا يحق لهن أن تُطلق عليهن تسمية «الوجوه الشابة»، ومن يستعين بهذه الفئة ممن يسمّين أنفسهن فنانات فهو بالتأكيد إنسان فاشل، وأحياناً نُفاجأ بهؤلاء الممثلات يشاركننا في بعض الأعمال، لكن في النهاية الفن سيغربل الجميع وننتهي من هذه الفقاعات، وهذا لا يعني أنني ضد الفنانات غير الأكاديميات، فهناك الكثير من الفنانات الموهوبات واللواتي أثبتن أنفسهن وجدارتهن بالعمل، لكن بعضهن يُرِدن الظهور فقط، والحق كله على الجهة المنتجة والمخرج، فهما السبب بوجود هؤلاء الممثلات الدخيلات.

- ما هو ترتيب الفنان السوري اليوم في الدراما العربية؟
الدراما العربية لا تكتمل إلا بالدراما السورية، فهي تمتلك سحر اللهجة المحبّبة، والفنان السوري لا يُعلى عليه، وهو الأول بلا منازع مع احترامي لكل الفنانين العرب، وهناك بعض الفنانين العرب الذين تركوا الدراما المحلية في وقت كان من الأجدى بهم أن يقفوا إلى جانبها، فالدراما السورية هي التي صنعتهم، لكنهم غدروا بها وتركوها، ولا أعني الجميع في حديثي، فبعض هؤلاء الفنانين كانت لهم ظروفهم الخاصة.

- هل من صلة قربى بينك وبين الفنان مهيار خضور؟
لا صلة قربى تجمعنا، وهو زميلي في المعهد العالي للفنون المسرحية، وصديقي، وهناك من يقول إننا نتشابه بالعيون، لكنْ كل منا من محافظة مختلفة.

- معروفة بتصريحاتك الجريئة، هل هي نقطة ضعف أم قوة؟
نعم، ما في قلبي يُظهره لساني دائماً، ولا أجامل أحداً، وأكشف عن الخطأ مهما كانت النتائج، وصراحتي هذه تؤذيني أحياناً، لكن الفنان يجب أن يكون صادقاً وحقيقياً، ومن يشبهني سيأتي إليّ، ومن يختلف عني فهو حتماً سيبتعد.

- ماذا عن شائعة زواجك وسفرك الى أميركا؟
سمعت أنني تزوجت وسافرت إلى كندا. ربما يهدف مطلقها الى إبعاد الأدوار عني، فأي فنانة تتزوج، يعتقدون أنها ستعتزل العمل الفني، ولا أعرف السبب. وبالطبع، تتضح حقيقة الشائعة بمجرد أن يتصل شخص ويتأكد من صحة الخبر.
وهناك بعض صفحات الانترنت تنشر الشائعات حول بعض الفنانات وبشكل مسيء ومخلٍ باللآدب، وحصل معي في فترة انطلاقتي الفنية، أن اتصل بي أحدهم وطلب مني مبلغ ألف دولار لكي يكفّ عن إطلاق الأخبار الكاذبة عني على صفحات التواصل الاجتماعي، وفي ما بعد خفّض السعر إلى 700 دولار، واليوم على القضاء الالكتروني أن يضع حداً لتلك الممارسات المسيئة، لكنني لا أُعير اهتماماً لمطلقي تلك الشائعات، فالدنيا دوّارة.

- من هو الفنان الذي تحبين أن تشكّلي معه شراكة فنية؟
أي خريج مسرحي أستمتع بالعمل معه، وكل فنان يسعى الى إنجاح العمل، أحب أن أتعاون معه، ومنهم الفنان ميلاد يوسف، والكثير من الفنانين السوريين الشباب.

- من هم أصدقاؤك في الوسط الفني؟
تولاي هارون، مالك محمد، حسين عباس، غادة بشور، وغيرهم من الفنانين... 

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078