طفلي يستعد للمشي!
يقوم الطفل بخطواته الأولى بين عمر 12 و18 شهراً. إليك الإشارات التي توحي بأنه أصبح مستعداً للمشي، إضافة إلى بعض النصائح لمساعدته على الانطلاق...
يعتبر تعلم المشي مرحلة مهمة في نمو حركة الطفل. وهي مرحلة مؤثرة للأهل الذين يبلغون كل الأقارب ما إن يعيشون هذا الحدث السحري. من الطبيعي الإحساس بالفخر عند رؤية طفلك يمشي أمام عينيك...
الإيقاع الطبيعي
يتطلب المشي نضجاً كافياً في الدماغ وفي الجهاز العصبي. لكن كل طفل فريد. لذا، لا جدوى أبداً من إجبار الطفل على المشي إذا لم يكن جاهزاً.
هناك بعض الأطفال الرشيقين والخفيفي الوزن الذين ينطلقون في المشي في عمر التسعة أشهر. لكنهم 3 في المئة فقط. وهناك أطفال آخرون، أقل ثقة في أنفسهم، يفضلون المشي على الأربعة أو على المؤخرة ويجدونها طريقة عملية. ويبدأون المشي في عمر 15 أو 18 شهراً.
لكن إذا بلغ طفلك 18 شهراً ولم يمشِ بعد، استشيري الطبيب لأن الأسباب متنوعة. قد تكون هناك مشكلات طبية (مثل طفل مولود قبل أوانه، أو طفل مكث من دون حراك لأسابيع عدة في المستشفى، أو انزياح في الورك...) أو أن الطفل ممتنع عن المشي بكل بساطة. يجري طبيب الأطفال فحصاً سريرياً مفصلاً ويبحث عن مشكلات محتملة في العضلات أو الأعصاب ويأمر بإجراء صورة أشعة للوركين...
طفلك مستعد للمشي إذا...
تتطور القدرات الجسدية للطفل وفق تسلسل معين. فالطفل الرضيع يجلس أولاً، ثم يبدأ بالتحرك على الأربعة (ولكن ليس دائماً) قبل أن يقف على قدميه ويمشي. ثمة قدرات حركية تظهر أن الطفل بات مستعداً للمشي، وهي:
- حين يكون الطفل جالساً على ركبتيك، يشدّ على ساقيه للوقوف.
- يقف في سريره أو مهده بمساعدة القضبان الخشبية.
- يقف بالاستعانة بحافة الأريكة أو الكنبة أو الطاولة...
- حين يكون منتصباً، يرفع قدماً ويبدأ بالمشي.
- يتحرك وهو ممسك بالأثاث إذا كانت قطع المفروشات قريبة من بعضها.
- يقف لوحده من دون الاستعانة بشيء لعدم فقدان التوازن.
- يمشي حين تمسكه أمه بيديه، ومن ثم بيد واحدة.
- يقوم ببعض الخطوات من دون مساعدة. ها هو قد انطلق!
عربة الجرّ مفيدة...
ثمة ألعاب ونشاطات إدراكية عدة تساعد الطفل على تعلم المشي. لكن لا يجدر بك إجبار طفلك على القيام بها وإنما دعيه يتصرف وفق وتيرته الخاصة. اشتري له عربة صغيرة يستطيع الجلوس عليها للتحرك، ثم ادفعيه مع هذه العربة إلى الأمام بواسطة مقبض الجرّ. يمكنك أيضاً إعطاء طفلك لعبة متصلة بحبل طويل، مثل كلب أو سلحفاة أو بطة، ليجرها خلفه. أما البالون الكبير الذي يستطيع طفلك الجلوس عليه فيتيح له الوقوف مع ركيزة دعم، ويتقدم إلى الأمام من خلال دحرجة البالون.
حفزي التوازن عند طفلك بتشجيعه على المشي حافي القدمين فوق أرضيات مختلفة: باركيه، موكيت، بلاط، رمل، عشب... إنها عناصر تجبره على تحسين توازنه.
وفي المنزل، اجعلي المفروشات قريبة من بعضها في غرفة الجلوس مثلاً بحيث يستطيع الطفل التمسك بها للتحرك. لكن احذري الزوايا الحادة في المفروشات. وبعد عمر 12 أو 13 شهراً، تجنبي حمل طفلك طوال الوقت. شجعيه على التحرك لوحده وأمسكي بيده.
الأحذية المناسبة
يرغب الأهل في شراء الأحذية الجميلة لأطفالهم في مرحلة مبكرة جداً. لكن الأطباء لا ينصحون بالاستعجال. فإذا انتعل الطفل الأحذية في مرحلة مبكرة جداً، قد تحدث تشوهات في عظام قدميه. لكن حين يبدأ الطفل بالوقوف لوحده، اشتري له حذاء طرياً وخفيفاً له كعب ناعم جداً بحيث يشعر قوس قدم الطفل بأحاسيس المشي. تتوافر هذه الأحذية بدءاً من المقاس 16، أي لعمر 9 أو 10 أشهر.
أما أحذية المشي الحقيقية فتصبح مفيدة حين يقوم الطفل بخطواته الأولى لوحده. تتوافر هذه الأحذية بدءاً من المقاس 19، أي لعمر السنة تقريباً. ولن تكون هذه الأحذية ذات منفعة أبداً في حال إجبار الطفل على انتعالها في مرحلة أبكر، بل سيشعر وكأنه ينتعل أحذية تزلج في قدميه!
أما عربة المشي- ذلك الكرسي المزود بعجلات والذي يتيح للطفل التحرك من مكان إلى آخر في المنزل، فهي خطيرة ولا يوصي بها الأطباء أبداً. كما أنها قد تؤخر المشي شهراً كاملاً. فقوس القدم لا ينمو كما يجب عند الطفل لأنه لا يضع كل قدمه على الأرض وإنما يكتفي فقط بملامسة أصابعه. بهذه الطريقة، لا تنمو القوة في ساقيه ولا في عرقوبيه.
وتذكري دوماً أن تعلم المشي لا يخلو من السقوط. ولا مشكلة أبداً إذا وقع الطفل على مؤخرته لأن الحفاض يمتص الصدمة. لكن الطفل يشعر بالبرد ربما ولذلك لا يتجرأ على القيام بخطوة تالية. أصبري قليلاً وسوف تجدين أنه سيكرر التجربة لوحده بعد أيام قليلة. وحين يتعلم طفلك المشي، قد يعود للركود بضعة أسابيع وهذا أمر طبيعي. فلا تخافي بل شجعيه على الانطلاق مجدداً.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024