تعود إلى الفن بعد غياب 23 عاماً... شهيرة: صحة محمود ياسين وراء اعتزاله... ورحيل نور الشريف ومحمود عبدالعزيز أصابه باكتئاب
في حوارها مع «لها»، فتحت الفنانة شهيرة قلبها، وتحدثت عن عودتها إلى الفن بعد غياب 23 عاماً، وصحة زوجها الفنان الكبير محمود ياسين، والقرار الذي اتخذه وأسباب تعرضه للاكتئاب.
كما تكلمت عن علاقتها بالراحلة شادية، وباحت بأسرار عنها، وقالت رأيها في ابنتها رانيا كممثلة وإعلامية، وكشفت موقفها من اعتمار الباروكة، وصورتها التي أثارت الجدل بسبب ظهورها فيها من دون حجاب، واعترافات أخرى مثيرة لفنانة كبيرة ظلت صامتة طويلاً.
- أثارت صورتك من دون حجاب أخيراً جدلاً كبيراً، بخاصة مع قرارك العودة إلى الفن، فما الحقيقة؟
الصورة كانت قد التُقطت داخل صالون للتجميل، بناءً على طلب الماكييرة لأنها من المعجبات بي، فوافقت ولكنها لم تستأذنني في نشرها، واعتبرت ما حدث عدم صون أمانة منها، لكنها اعتذرت وانتهى الأمر، وأنا لم أخلع الحجاب.
- ما حقيقة عودتك إلى الفن بعد غياب 23 عاماً؟
مبدأ العودة موجود منذ عامين، لكثرة ما طالبني الناس بها، لكن عُرضت عليَّ أعمال لم تعجبني، لذا أبحث عن عمل جيد بعد غياب 23 عاماً، وقد عرض عليَّ دور كوميدي منذ فترة، وأعتبر أنني لم أنل فرصتي في هذا اللون، وفعلاً قبلت بالعرض، لكن اعتذرت بسبب اختلاف في وجهات النظر بيني وبين المخرج.
- لو عرض عليكِ عمل فني يُلزمك بوضع «باروكة»، فهل توافقين؟
أوافق طالما أن الضرورة الفنية تتطلب ذلك، ففي مشهد أجلس خلاله مع زوجي في البيت مثلاً، لا حاجة فيه الى طرحة. وعموماً، الحديث عن تحريم الباروكة يبقى مثار جدل، وصابرين أخذت بفتوى من بعض المشايخ حيث أجازوا لها اعتمار الباروكة، وأرى أن الهجوم عليها مبالغ فيه، وليت الناس ينشغلون بمشاكلهم فقط، فالحجاب ليس غطاء رأس، بل ستر عورة، وعورة المرأة في رأيي ليست شعرها، بل جسمها، فما الفائدة من ارتداء ملابس تكشف منحنيات جسمي ويغطي رأسي حجاب! هذا إلى جانب خلاف شيوخ الأزهر على غطاء الرأس، فربّ العزة هو الذي سيحاسبني، وديننا هو دين المعاملة.
- كانت تربطك بالراحلة شادية علاقة خاصة، حدّثينا عن تلك العلاقة؟
علاقتي بشادية قديمة، وقد بدأت كعلاقة فنية حين عاودتُ تمثيل فيلمها «المرأة المجهولة» باسم «ضاع العمر يا ولدي». وللمناسبة كان فيلمي الثالث، وأجدها جرأة مني أن أعيد تمثيل فيلم لشادية. صحيح أن العمل مأخوذ من قصة عالمية تحمل اسم «مدام إكس»، لكن الناس يعرفون أن «المرأة المجهولة» هي شادية، وكان هذا الفيلم نقطة تحوّل في مشوارها الفني، إذ انتقلت من أدوار البنت الدلوعة إلى الأدوار الجادة التي تحتاج الى ممثلة بارعة، ونجحت فيه، بخاصة أن المشاهدين كانوا سيقارنون بيني وبينها، والمقارنة لن تكون لمصلحتي، لكن بعد عرض الفيلم حصلت عنه على جائزة أحسن ممثلة من الدولة من الرئيس الراحل أنور السادات في عيد الفن، وفي اليوم ذاته فوجئت بشادية تهنئني قائلةً: «أنتِ تستحقين الجائزة»، بخاصة أنني قدمت الفيلم بروحي وشخصيتي ولم أقلّدها.
ومن هنا انطلقت شرارة العلاقة بيننا، وبعدها هنّأتني على مسلسل «اليقين»، وأثنت على أدائي فيه، مؤكدةً لي أن دور الأم الذي قدمته قد أثّر فيها، وتكرر ذلك بعد مسلسل «مخلوق اسمه المرأة»، وبدأت العلاقة تتوطد بيننا، ثم عُرض عليَّ عدد من أفلامها كي أُعيد تمثيلها، ومنها «الطريق» الذي قدّمته باسم «وصمة عار»؛ برؤية مختلفة وتناول مصطفى محرم وإخراج أشرف فهمي، بخاصة بعد مرور 30 عاماً على هذا الفيلم، وحزت عنه جائزة أيضاً، كذلك طُلب مني إعادة تمثيل فيلم «ارحم حبي»، حيث أقدّم شخصية «نوال» البنت الشقية؛ لكن رفضت لتضمّنه أغنية «إن راح منك يا عين»، فمن سيغنّيها؟ وكان المخرج أشرف فهمي يقول لي دائماً «لو أعدنا تمثيل أي فيلم قدّمته شادية ستكونين أنتِ المرشحة الوحيدة، لأن فيك شيئاً من روحها»، وهو الرأي نفسه لشادية ولكمال الشنّاوي.
- بعد وفاة شادية، تردّد أنها كانت تحرّم الفن وأنها تبرّأت من أعمالها، فما حقيقة هذا الأمر؟
(بغضب) هذا الكلام لا أساس له من الصحة. شادية لم تحرّم الفن، وكانت تتابع كل ما يحدث على الساحة الفنية، كالتلفزيون والسينما. صحيح أنها لم تكن تذهب إلى السينما، لكن حين كانت الأفلام تُعرض على شاشة التلفزيون، كان لا بد من أن تشاهدها لنتناقش فيها، ولتتعرف بالتالي إلى ممثلي الأدوار الثانية والثالثة، وليس الأبطال فقط، فمثلاً كانت تحب حنان سليمان كثيراً، ويعجبها أحمد عز. وكمثال على أنها لم تحرّم الفن، حدث منذ أربع سنوات أن اتّصل بي الأب بطرس دانيال ليُعلم شادية من خلالي أن المركز الكاثوليكي سيكرّمها، وتواصلت معها فرحّبت بالتكريم، وكان لي الشرف بأن أمثلها في حفل تكريمها.
- كيف كانت ترى فكرة تجسيد حياتها على الشاشة؟
رفضت تقديم قصة حياتها، سواء في برنامج أو فيلم أو مسلسل، أو حتى كتابة مذكرات، رغم ملايين الجنيهات التي كانت تُعرض عليها مقابل ذلك، فهي لم تُرد التعرّض لحياتها الخاصة.
ورغم وجود فنانات كنّ يحلمن بتجسيد قصّة حياتها، لم تقتنع شادية بأي فنانة. وبعد وفاتها، لا يمكن أسرتها أن تتخطّى وصيتها، وأذكر أول وعكة صحية تعرضت لها منذ عامين، فلم أستطع زيارتها إلا بإذن منها، إذ كانت حياتها صعبة الاقتحام، ودائماً كانت تقول إن ليس لها أي اتصال بالوسط الفني باستثناء شهيرة، ووصفتني بأنني نقية ونظيفة وقلبي طيب، وقد تأثرتُ كثيراً بكلماتها هذه.
- ما تفاصيل آخر لقاء جمعك بها؟
التقيتها قبل شهور من وفاتها، حيث بدا التعب واضحاً عليها، وكان الممرضون والأطباء يتناوبون على رعايتها، وتزامن مرضها مع الفترة التي مرض فيها شقيقي؛ الذي توفي منذ شهرين، لكن كنت أهاتفها دوماً، مع حرصي على عدم إزعاجها، ثم توفيت وحضرتُ جنازتها.
- ماذا عن صحة زوجك الفنان محمود ياسين؟
هو يعاني تعباً في القلب، لا يخرج من البيت إلا نادراً، وفي زيارات عائلية، ويتابع كل شيء في الوسط الفني، لأنه روحه. وفي السنوات الأخيرة، تأثر لوفاة نور الشريف وبعده محمود عبدالعزيز، فتعرض لحالة اكتئاب، لأنهما عزيزان على قلبه.
- هل نعتبر ابتعاده اعتزالاً للفن؟
لن يعود إلى الفن، فصحّته لا تساعده، وهذا الأمر صعب عليه.
- لو عرض عليكما تقديم قصة حياتكما في فيلم أو مسلسل، فهل توافقان؟
لا طبعاً، الفكرة ليست واردة أبداً.
- هل من الممكن أن يتجه الفنان محمود ياسين إلى كتابة مذكراته؟
أيضاً هذه الفكرة لا تراوده حالياً.
- النجم محمود ياسين كان يمتلك شركة إنتاج، لماذا توقف نشاطها؟
شركة الإنتاج توقفت منذ فترة طويلة، ولا نعلم متى نعيد نشاطها؛ وهذا يتعلق بابني عمرو، لكنه مشغول بكتابة الجزء الثاني من مسلسل «نصيبي وقسمتك»، الذي يُقدّم على قناة مشفّرة هذه الأيام، وفي آذار/مارس سيُبثّ على قناة «سي بي سي».
- ما رأيك بخطوات عمرو في الكتابة؟
هو يسير بخطوات ثابتة في الكتابة، ومسلسله «نصيبي وقسمتك» حقق نجاحاً كبيراً، وقدّم من خلاله عشر حلقات.
- كيف ترين مكانة ابنتك رانيا محمود ياسين كممثلة ومذيعة؟
رانيا اتجهت أخيراً إلى الإعلام، وهي تقدم «توك شو» سياسياً على قناة «العاصمة»، وتلقّت عرضاً من قناة «القاهرة والناس»، وعلى مستوى التمثيل هي ممثلة موهوبة، لكن حتى الآن لم تجد الدور أو المسلسل الذي يُظهر موهبتها، ولكي تنجح في شكل مدوٍّ، فهي تحتاج الى دور ممتاز في عمل ممتاز، لذا ترفض التمثيل لمجرد إثبات وجودها على الساحة الفنية، ودائماً تقول: «أنا شايلة اسم محمود ياسين».
وأنا أراها مذيعه ناجحة رغم أن خبرتها لم تتعدَّ السنة ونصف السنة، وطبعاً نجاحها كمذيعة لا يعني أنه سيكون على حساب نجاحها كممثلة، فهي تنتظر الفرصة التي تحلم بها.
- كيف تبدئين يومك؟
لا نظام معيناً أحرص على اتّباعه، لكن الثابت الوحيد الذي أبدأ به يومي هو تناول كوب من الماء الفاتر المنقوع فيه وريقات من النعناع على الريق، ذلك لفوائده الكثيرة في إذابة الدهون، وتنقية الجسم من السموم.
- من هو الكاتب الذي تحبين القراءة له؟
عموماً، أعشق القراءة كثيراً، سواء كانت كتباً أو صحفاً، وأجدها أكثر متعةً من القراءة على الإنترنت، وأتابع بريد الجمعة في صحيفة «الأهرام» منذ أيام الكاتب الراحل عبدالوهاب مطاوع، وأحياناً كنت أشاركه في إيجاد حلول لبعض المشاكل التي تُعرض عليه، مع عدم ذكر اسمي، وكان يوقّع على حل المشكلة بلقب «فنانة شهيرة». وعلى صعيد الكتب، هناك كتاب أحبّه وأعيد قراءته، وهو بعنوان «حدائق ذات بهجة» للداعية عائض القرني.
- ما هو أجمل يوم في حياتك؟
اليوم الذي ينتهي وأنا مؤدية الفروض الخمسة والسنن في مواعيدها؛ وكل صلاة في وقتها. بالنسبة إليّ، هذا هو اليوم الذي أشعر فيه بالراحة النفسية، وحين تكثر الأشغال أشعر بالاكتئاب والقلق.
- وما اليوم المرّ الذي لا تحبين أن تتذكريه؟
منذ نحو شهرين، حيث فقدت شقيقي، مع أنه لم يكن يشكو أي ألم، فجأة أُصيب بمرض خطير، وخلال عشرة أيام فقدته. يوم رحيله شعرت بالمرارة، لذا أحاول ألا أتذكره.
- ما هي أسرار حفاظك على جمالك ورشاقتك رغم السنين؟
لا أسمح للسُمنة بأن تغزو جسمي، خصوصاً أن زوجي محمود ياسين لا يحب أن يراني بوزن زائد، كما أنني لا أذهب إلى اختصاصي تغذية، بل عوّدت نفسي على اتباع نظام صحي معين، يعتمد على تناول الطعام بكميات قليلة وعلى فترات، لكن من دون أن أحرم نفسي من صنف معين، كأن أكون حذرة جداً في أكل الحلويات، وأبتعد عن الرز والمعكرونة، وألا آكل أكثر من نصف رغيف خبز في اليوم.
- ما أكثر الأطعمة التي تفضلين تناولها؟
أحب الملوخية والبطاطس، وأحضّرها بنفسي في الفرن، لكن رغم أن «نفَسي في المطبخ حلو»، لا أحب المطبخ ولست ماهرة في الطهو.
- من هم أقرب أصدقائك؟
لي صديقتان فقط، هما سهير رمزي وسهير شلبي.
- ماذا عن علاقتك بالسوشيال ميديا؟
لها إيجابيات وسلبيات، وبالنسبة إلى الفنان هي سلاح ذو حدّين، من خلالها يروّج لأعماله وأخباره الفنية، ووسيلة للتواصل بينه وبين المعجبين، لكن من جهة أخرى، عليّ أن أكون متواصلة مع الجمهور باستمرار، وهذا ما لا أستطيعه فيرتدّ عتباً وغضباً، فالجمهور يعتقد أن الفنان يجلس إلى جوار الهاتف طوال الوقت، ما يدفعني لنشر الاعتذار على عدم الرد على الرسائل حتى لا يغضب المتابعون، ولا بد من أن أذكر سبب عدم ردّي الفوري، ما يشكّل عبئاً.
- هل ما زلت تهتمين بالموضة؟
أحب متابعة الموضة في شكل عام، سواء موضة المحجّبات أو غيرهنّ، ودائماً أحب ارتداء ما يناسبني بحيث يكون محتشماً ومواكباً لصيحات الموضة في الوقت ذاته.
- من هو مصمّم الأزياء الذي تحبين التعاون معه في تصميم ملابسك؟
أتعامل مع هاني البحيري منذ فترة طويلة؛ إلى جانب صديقة تمتلك «أتيليه»، وهي نعمة حمدي زوجة لاعب كرة القدم السابق الكابتن مجدي عبدالغني، أما بالنسبة إلى التسوّق فأعشقه لدرجة الإدمان.
- ما الأشياء التي لا تستغنين عنها في حقيبة يدك؟
أهم شيء المرآة ذات الحجم الكبير وليست تلك التي في حجم كف اليد، لذا فإن معظم حقائب يدي كبيرة، وتحتوي أيضاً على مناديل وماكياج بسيط وزجاجة عطر.
- من هي الفنانة التي تعتبرينها أيقونة للجمال والأناقة؟
في شبابي، كنت أحب ذوق هند رستم في اختيار فساتين السهرة ذات التصميم الضيّق، ولطالما ارتديت هذا النوع من الفساتين في صباي، فقد كانت تليق بي.
- هل ما زلتِ محتفظة بملابس الشخصيات التي قدّمتها؟
بالتأكيد، منذ عام حدّثني الأستاذ الكاتب الصحافي لويس جريس عن مهرجان في أسوان سيضم «ديفيليه» لعرض ملابس أشهر الشخصيات التي ظهرت على الشاشة، وبالفعل عرضت خلاله ملابس الشخصيات التي قدّمتها في أفلام: «الجلسة سرية» و«ضاع العمر يا ولدي» و«نواعم».
- ما العمل الذي تسعدين عند عرضه؟
مسلسل «مخلوق اسمه المرأة»؛ وكوّنت مع فاروق الفيشاوي ثنائياً ناجحاً جداً فيه، لذا أكون سعيدة عندما تعيد قناة «ماسبيرو زمان» عرضه، وأعتبرها من القنوات الرائعة التي تعيد إحياء زمن الفن الجميل.
- ما البلد الذي تحبين السفر إليه دائماً؟
أحبّ باريس كثيراً، رغم أنني لم أزرها كثيراً، ولي ذكريات فيها. أيضاً زرت أمستردام، وهي مدينة جميلة وتشعرين فيها بالحميمية، كما أعجبتني إسبانيا.
- عندما تشعرين بالملل، ماذا تفعلين؟
أحب الذهاب إلى السينما، سواء مع أبنائي أو صديقاتي، خصوصاً إذا كان الفيلم يعجبني، وآخر ما شاهدته في السينما وأعجبني كثيراً فيلم «الخلية»، فمستواه رائع، سواء في الإخراج أو التمثيل أو الكتابة أو تنفيذ مشاهد المعارك. لقد شعرت أنني أشاهد فيلماً أجنبياً، وهو من إخراج طارق العريان وبطولة أحمد عز الذي قدّم واحداً من أجمل أدواره، بشخصية ضابط القوات الخاصة، التي جسّدها بحرفية عالية.
- أخيراً، هل ندمت شهيرة على عمل قدمته؟
لم أندم على أي عمل قدمته، ذلك أنني كنت دائماً أختار ما يلائم شخصيتي، وما زلت أفتخر بأدواري ولا أتبرأ منها، لذلك كنتُ أسير وشادية على موجة واحدة.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024