«الماء الأسود» قد تصيب أياً كان الكشف المبكر سلاح لتجنب فقدان البصر
في عام 2020 يُتوقع أن يصل عدد المصابين بـ«الماء الأسود» Glaucoma حول العالم إلى 80 مليون شخص، يصل من بينهم معدل الأشخاص الذين لا يعرفون بإصابتهم إلى حوالى 50 في المئة.
علماً أن هذه الحالة التي يمكن أن تصيب أياً كان، تُعتبر المسبّب الأول للعمى الكلّي القابل للوقاية، مما يزيد من أهمية التحرك لمكافحتها ونشر الوعي حولها.
بالتزامن مع الأسبوع العالمي للتوعية حول حالة «الماء الأسود» ومع الحملة الوطنية للوقاية من هذا المرض، بالتعاون مع وزارة الصحة اللبنانية، تحدّث الطبيب اللبناني الاختصاصي بأمراض وجراحة العين د. زياد خوير مشدداً على أهمية الكشف المبكر وإجراء الفحوص الروتينية في مواعيدها لاكتشاف المرض في وقت مبكر قبل فوات الأوان حيث لا يعود ممكناً الرجوع إلى الوراء.
- كيف يمكن التعريف بـ«الماء الأسود»؟
«الماء الأسود» هو مرض يصيب عصب العين وينجم غالبًا عن ارتفاع في ضغط العين، مما يؤدي إلى تلف تدريجي في العصب، وبالتالي يسبّب تراجعاً في النظر.
- هل تظهر الحالة فجأة من دون مؤشرات سابقة؟
لا بد من التوضيح أن خطورة حالة «الماء الأسود» بشكل خاص تكمن في أنها لا تسبب أي عارض واضح في مراحلها الأولى، بل يحصل ضعف في النظر في طرف العين فلا تكون المشكلة واضحة، لكن مع مرور الوقت تزيد المشكلة سوءاً وتتطور ويضيق حقل البصر ليتركز ضعف النظر في الوسط.
وبالتالي عند ظهور ضعف النظر بوضوح، تكون الحالة قد تطورت وتصعب معالجتها. لهذا تُعرف هذه الحالة بـ«سارق البصر» لاعتبارها تسرق النظر بهذه الطريقة.
- هل من أسباب واضحة للإصابة بـ«الماء الأسود»؟
حتى اليوم لم يظهر سبب واضح للإصابة بـ«الماء الأسود». في معظم الحالات يكون كل شيء طبيعياً وما من مشكلة ظاهرة. قد تتداخل الـGlaucoma مع عدد من الأمراض والمشاكل الصحية كالسكري والضيق في زاوية العين، لكننا لا نجد سبباً واضحاً ومباشراً لها.
- هل من سنّ معينة يمكن الإصابة فيها بـ«الماء الأسود»؟
ما من سنّ محددة للإصابة بـ«الماء الأسود»، بل قد يكون كل شخص عرضة للإصابة بهذا المرض، لكن مما لا شك فيه أن الخطر يزيد مع التقدّم في العمر، خصوصاً بعد سنّ الخمسين وفي حال وجود حالة في العائلة، تماماً كما يحصل مع أمراض أخرى.
كما أن الأشخاص الذين يعانون الـMyopia بدرجة عالية هم أيضاً أكثر عرضةً للإصابة بـ«الماء الأسود». ويزيد الخطر أيضاً طبعاً في حال ارتفاع ضغط العين.
لكن لا بد من التوضيح أن في معظم الحالات تظهر الإصابة بالـGlaucoma مع التقدّم في العمر، لكن ثمة حالات كثيرة ظهرت في مرحلة المراهقة وفي سنّ العشرين.
- هل من سبب لارتفاع ضغط العين؟
يختلف الوضع بالنسبة إلى ضغط العين عما هو عليه مع ضغط الدم. إذ إن ما من سبب لارتفاع ضغط العين فيما ثمة أسباب يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
- يربط البعض ما بين «الماء الأزرق» والماء الأسود»، هل من علاقة بينهما؟
ما من رابط بينهما أبداً.
- هل يمكن أن يصاب طفل بـ«الماء الأسود»؟
ثمة أنواع معينة من حالات «الماء الأسود» تصيب الأطفال كالـInfantile Glaucoma مثلاً، وفي هذه الحالة يكون العلاج أكثر صعوبة. قد يعاني الطفل من «الماء الأزرق» أو من مشكلة في تكوين العين أيضاً. وبالنسبة الى الأطفال، يكون العلاج في الغالب جراحياً.
- هل يصاب الرجل والمرأة بـ»الماء الأسود» بالنسبة نفسها؟
هو يصيب النساء والرجال بالنسبة نفسها.
- هل يسهل تشخيص حالة «الماء الأسود»؟
يمكن تشخيص الحالة من خلال فحوص لعصب العين وبقياس ضغط العين والصور والتخطيط. فهذه الفحوص كلّها تسمح بكشف الأعراض ومؤشرات المرض قبل الشعور به، وقبل أن يبلغ مراحل متقدّمة.
من هنا أهمية التشديد على الفحص المبكر لكشف المرض في أولى مراحله وقبل أن يتطور ويصل إلى مراحل متقدمة لا يمكن العودة فيها إلى الوراء.
- ما الذي يمكن تحقيقه من خلال العلاج المبكر؟
يهدف العلاج في مرحلة مبكرة إلى إبطاء تدهور المرض ووقفه في معظم الأحيان.
- هل يمكن التخلص نهائياً من الحالة بفضل العلاج بعد تطورها؟
عند تطور الحالة وبلوغها مراحل متقدّمة، لا يمكن العودة إلى الوراء. ففي حال الإصابة بالعمى، يستحيل العلاج. علماً أن «الماء الأسود» يعتبر السبب الأول للعمى الكلّي القابل للوقاية. في المقابل، يسمح العلاج في مراحل مبكرة بوقف تدهور الحالة، ومن هنا أهمية التركيز على الكشف المبكر.
- هل يمكن كشف «الماء الأسود» خلال الفحوص الروتينية لدى الطبيب الاختصاصي بأمراض العين؟
لدى زيارة الطبيب الاختصاصي بأمراض العين، تُجرى عادةً فحوص معينة، هي الفحوص الروتينية التي تسمح بكشف المرض في مرحلة مبكرة. وبالتالي ليس ضرورياً أن تُجرى فحوص خاصة لذلك، ويمكن أياً كان أن يزور طبيب العيون بشكل روتيني ويكتشف الحالة.
- بالتالي، يمكن أياً كان أن يكتشف إصابته بـ«الماء الأسود» من دون الاضطرار إلى التفكير به بشكل خاص؟
على كل شخص أن يجري فحصاً لعينيه لدى الطبيب المختص بمعدل كل سنتين، وحتى في حال عدم وجود أي مشكلة، وخصوصاً بعد سن الـ 40 أو الـ50.
ولا بد من التوضيح أن «الماء الأسود» لا يُعتبر حالة نادرة، إذ بيّنت إحدى الدراسات أن عدد المصابين بها حول العالم سيصل في عام 2020 إلى 80 مليون شخص. وتكمن المشكلة في أن نسبة 50 في المئة من هؤلاء لا يعرفون بإصابتهم بهذا المرض.
- ما أنواع العلاجات التي توصف لهذه الحالة؟
ثمة 3 أنواع من العلاجات هي:
• العلاج بالأدوية والقطرات
• العلاج بالليزر
• العلاج الجراحي.
- كيف يُحدّد نوع العلاج المناسب للحالة؟
يحدد نوع العلاج المناسب للحالة وفقاً لمدى تقدّمها. نبدأ أولاً باستخدام «القطرات» الخافضة لضغط العين، وإذا لم تكن كافية ننتقل إلى الليزر وإلا تكون الجراحة هي الحل الأخير. لكن إذا كنت الحالة متقدمة أصلاً، لا بد من اللجوء إلى الجراحة من البداية.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024