تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

عندما يريد طفلك تناول طعامه وحده

«تبدو على هاني ( ٣ سنوات) المماطلة أثناء تناوله وجبة طعامه، فهو يمسك بالملعقة ويدور بها في الصحن. مرة ينجح في التقاط الطعام وأخرى يفشل وكأنه في خضم معركة غذائية، تحسم أمه نهايتها بإطعامه بيدها».
رد فعل أم هاني ليس في محلّه، بل عليها أن تتحلّى بالصبر أكثر. هذا ما يؤكده معظم اختصاصيي علم نفس الطفل، إذ ينصحون الأم بألا تتردد في ترك طفلها يتناول وجبة طعامه وحده إذا أظهر رغبته في ذلك. فهو يبدأ بإمساك رضّاعته وينتهي بإمساك ملعقته الصغيرة.

عندما يجلس الطفل إلى المائدة مع باقي أفراد العائلة على الأم تجنب توجيه ملاحظات إليه من قبيل:" نثرت الطعام في كل مكان" أو" امسك الملعقة جيّدًا"، لأن هذا النوع من الملاحظات يؤدي إلى انقطاع شهية الطفل.


ويشير الإختصاصيون إلى أن هناك خمسة أسباب لترك الطفل يتناول طعامه وحده، وهي:

  • اكتفاء الطفل من تناول الطعام المطحون ويريد أن يقضم الطعام بأسنانه.
  • يحب الطفل أثناء نموه الجسدي والذهني تقليد والدته ويتصرّف مثل الراشدين، لذا من الطبيعي أن يرغب في تناول الطعام مثلهم.
  • عندما يتناول الطفل الطعام وحده، يطوّر قدرته الحركية الدقيقة أي أصابع اليدين، مما يجعله في حاجة إلى وقت حتى يستطيع التحكّم في الملعقة والشوكة والإمساك بهما بشكل صحيح.
  • عندما تسمح الأم للطفل بتناول طعامه وحده، فإنها تتيح له فرصة اكتشاف الطعام و ولمسه وبالتالي قبوله وتذوّقه.
  • يستطيع الطفل إدارة شهيته تبعًا لحاجته. وعندما يأكل وحده يسيطر على جوعه، وهذه وسيلة مثلى لتجنب الصراع على الطعام.

    وانطلاقا من هذه الأسباب ينصح الإختصاصيون الأم بألا تطلب من طفلها ما لا طاقة له به وعليها التحلّي بالصبر خلال تناوله وجبته.

 

وهذه هي المراحل التي تتطوّر فيها قدرة الطفل على تناول الطعام:

  • في الشهر الرابع: يبدأ بتناول الطعام بالملعقة الصغيرة البلاستيكية والخاصة بالأطفال الرضّع.
  • في الشهر السادس: يبدأ بالشرب بالكوب.
  • في الشهر السابع: يجلس في كرسي الطعام المرتفع ليتناول وجبته.
  • في الشهر التاسع: يمسك رضّاعة الحليب ويضعها في فمه وينزعها عندما ينتهي، ويمسك بقطعة البسكويت ويمصّها.
  • في الشهر الثاني عشر: يمسك قطعة البسكويت بين إبهامه والسبابة ويأكلها في شكل صحيح.
  • في الشهر الخامس عشر: يمسك بيديه الاثنتين كوبه وحده ، ويبدأ بإمساك ملعقة بشكل عشوائي ويحدد اختياراته مشيرًا بأصابعه.
  • في الشهر الثامن عشر: يبدأ بتناول جزء من طعامه وحده بملعقته الصغيرة ويطلب المساعدة حين يتعيّن عليه الأمر.
  • في الشهر الحادي والعشرين: يمكنه تناول طعامه كلّه وحده وينثر الفتات حوله.
  • في السنتين: يأكل وحده بشكل صحيح ويمسك كوبه بيد واحدة.
  • في السنتين ونصف السنة: يكتشف الشوكة ولكنه يبقى في حاجة إلى الملعقة.
  • في الأربع سنوات يمكنه تقطيع الطعام الطري كالجبنة بالسكين، ولكن مساعدة الأم ضرورية لتقطيع اللحم والخضار القاسية إلى أن يصبح في السادسة.


ماذا على الأم فعله عندما يرفض طفلها الطعام؟

رفض الطفل للطعام ظاهرة طبيعية عند معظم الأطفال، وهذا يسبب توتّرًا للأم. ففي عمر السنتين وأحيانًا قبل هذه السن تميل مروحة التذوق عند الطفل إلى التقلص، مما يعني أنها مرحلة رفض الطعام، فيطلق عبارات" لا أحب هذا الطعام، هذا ليس لذيذًا، لا أريد أن آكله"... ولمواجهة هذا الرفض خلال تناول الطعام إليك بعض النصائح المفيدة:

  • أعلميه بوقت تناول الطعام قبل خمس دقائق كي يستعد ويتوقف عن اللعب.
  • حضّري طبقه قبل دعوته إلى تناول وجبته.
  • اسمحي لطفلك بمشاركتك في تحضير الطعام.
  • قدّمي له أنواعًا جديدة من الغذاء بحصص صغيرة ضمن وجبته الغذائية المفضّلة.
  • برهني لطفلك أن الطعام لذيذ لأنك جربته بنفسك، والهدف تعزيز فكرة المتعة في تناول الطعام، وليس فقط أهميته الغذائية التي تعني فكرة فرض الطعام عليه.
  • قدّمي لطفلك طعامه المفضّل.


هل رفض الطفل الطعام سببه السن أم أنه غنج؟
برهنت بعض الدراسات أنه نادرًا ما يفضل الأطفال النوع الغذائي نفسه الذي يفضّله الأهل، وفي المقابل هناك تشابه كبير بين أذواق الأطفال في السن نفسها. وهكذا ففي سن الثانية وجدت الدراسة أن الطفل:

  • يحب الأطعمة ذات المذاق الحلو.
  • يحب الباستا والرز والبطاطا.
  • يفضل المذاقات الواضحة فيفضل الدجاج على البط وسمك البانيه على فيليه السمك.
  • لا يحب المذاقات الجديدة بل يتجنبّها.
  • لا يحب الطفل الخضر ويستمر هذا الرفض أحيانًا حتى سن السابعة.

إضافة إلى ما ذكرناه، فإن رفض الطعام قد ترتفع نسبته في سن السابعة، ويكون لدى الطفل أمور أخرى تشغل فكره أكثر من جلوسه إلى مائدة الطعام. وهذه السن التي يعلن فيها الطفل استقلاليته وقدرته على تدبر أموره، وتكون وجبة الطعام وسيلة مثلى للضغط على والدته لتنفيذ رغباته، ويبدأ بالمقايضة. لذا على الأم أن تبقى حازمة ولا تدخل مناورته.


يرفض العناصر الغذائية الرئيسة:

  • إذا كان يرفض الطفل اللحوم أو السمك، يمكن تعويض البروتين بتناول الحليب والأجبان.
  • إذا كان يرفض أكل البيض، يمكن إضافته في فطيرة الكريب أو فطيرة الحليب.
  • إذا كان يرفض الخضر عوّضي له بالفاكهة التي تحتوي على الفيتامينات نفسها.
  • إذا كان يرفض الحليب، أضيفيه إلى البطاطا البوريه والحساء والباستا والحلوى، وقدّمي له الجبن واللبن المحلّى.


هل يجب إرغام الطفل على إنهاء طبق طعامه؟

تجنّبي الصراع مع طفلك حين يرفض الطعام ولا تحاولي أن تتعنتي في موقفك، وتذكّري أن طفلك اللعب أولوية بالنسبة إليه هو لا يجد متعة في الجلوس إلى مائدة الطعام. وعندما يقول إنه ليس جائعًا ابقي هادئة وارفعي الطعام عن المائدة إلى حين موعد الوجبة الثانية و لا تسمحي له باللقمشة، فبذلك تجعلينه يحترم موعد الطعام وبالتالي يتجنب تفويت وجبته في المرة المقبلة.


ولكن:

  • لا لإرغامه على تذوّق كل أنواع الطعام.
  • لا لإرغامه على إكمال طبقه إذا ظهرت على وجهه علامات امتعاض وعدم رغبة في إكماله، بل هنّئيه لأنه تذوقّه.
  • لا لتحضير الطعام أثناء توترك.
  • لا للسماح له باللعب بين طبقين، والأفضل السماح له بترك الطاولة حتى ولو لم ينهِ طبقه.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080