تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

ملابس الطفل

«أكله تجارة ولبسه خسارة» مثل شعبي قديم تردّده أمي على مسمع أختي التي تغمرها السعادة بمولودها الجديد والتي لا تستطيع مقاومة الملابس الجميلة التي تعرضها محلات الأزياء الخاصة بالطفل، فتطلق العنان لرغبتها في التسوّق وتعود إلى المنزل محمّلة بالملابس الجميلة. ولكن بمجرد مرور أسبوع أو أسبوعين لا تعود الملابس التي اشترتها تناسب طفلها الجميل. فهل مثل أمي الشعبي على حق؟
يبدو أن الجيل القديم من الأمّهات يصيب في الكثير من الأمور التي ينصح بها الجيل الجديد من الأمّهات، نظرًا إلى التجارب التي مررن بها. إذ ينصح الاختصاصيون في مجال أزياء الطفل الأم الجديدة بألا تسرف في شراء الملابس لمولودها الجديد لأنه سيرتديها لوقت قصير جدًا لا تتعدى الشهر، فتشعر بالغبن خصوصًا أن أسعار ملابس الطفل مرتفعة لأن معظمها يرتكز على النسيج الطبيعي.

جهاز المولود

بماذا ينصح أهل الاختصاص؟
يرى الاختصاصيون أن ملابس المولود يجب أن تقيه البرد بالدرجة الأولى ، ومن جهة أخرى على الأم اختيار الملابس الفضفاضة والمريحة والناعمة والعملية التي يمكن إلباسها للرضيع وخلعها عنه بسهولة، والمصممة بطريقة لا تنفلت من الرضيع. ويجب تجنب شراء الملابس المزوّدة بشرائط أو أزرار كبيرة لأنها تشكل خطرًا على الرضيع، فقد يبتلعها.
أما من ناحية القماش، فيجب اختيار نسيج القطن الطبيعي وتجنب القماش الصناعي لأنه لا يمتصّ العرق، وقماش الصوف لأنه قد يسبب حساسية لبشرة الطفل.

  • في الأسابيع الأولى للمولود على الأم اختيار الملابس التي لا يحتاج ارتداؤها إلى إدخالها عبر الرأس، بل يمكنها اختيار القمصان التي تمر بالظهر وتلف البطن. أما البيجاما فتعد لباس الملك بالنسبة إلى المولود فارتداؤها سهل إذ يكفي ضغط أزرار الظهر وأزرار الفخذين حتى تغطي الرضيع من الرأس حتى أخمص القدمين. وفي الليل يمكن إلباس الرضيع فوق البيجاما العادية بيجاما مصممة على شكل كيس النوم، فهي آمنة أكثر من الغطاء. أما بالنسبة إلى الملابس الداخلية فيجب اختيار الـ«بادي» من القطن الطبيعي بكمين قصيرين في الصيف وطويلين في الشتاء.
  • عند الخروج من المنزل خلال الطقس البارد يمكن إلباس الرضيع رداء الكيس، كما يجب توفير قفازات له وفي الشتاء القارس يجب تغطية رأسه وأذنيه بقبعة غير قابلة للانزلاق، فحرارة جمجمة الطفل تؤثر في باقي الجسم فإذا كان رأس الطفل باردًا فإن جسمه كله يبرد.
  • أما الألوان فالأبيض سيّدها بصورة عامة. ولكن يمكن اختيار الزهري للبنت والأزرق للصبي. وبعيدًا عن هذه الألوان الكلاسيكية فإن مروحة الألوان واسعة جدًا، ويعود اختيارها إلى ذوق الأم. واليوم أصبحت أزياء الطفل تتبع الموضة التي تستند إلى دور الأزياء العالمية.

ماذا عن الحذاء؟
من غير المفيد شراء حذاءين للطفل قبل أن يبدأ المشي. ففي البيت يكفي إلباسه جرابات لتفادي البرد، وخلال محاولاته الأولى في المشي من المستحسن عدم انتعاله حذاءين من أجل إثارة أخمص القدمين.

 

طريقة إلباس الطفل

إلباس المولود أمر لا يخلو من الصعوبة فجسده الصغير يكون رقيقًا جدًا ومن الطبيعي أن تخاف الأم من أن تسبب له أذى أثناء إلباسه. لذا فخلال وجود الأم في المستشفى بعد الوضع تعلّمها ممرضة التوليد طريقة إلباس الرضيع، فضلاً عن أن مراحل إلباسه تكون سهلة لأن ملابسه مصممة في شكل بسيط غير معقّد.

وهذه الخطوط الرئيسية لطريقة الإلباس:

  • كي تلبس الأم مولودها الـ « البادي» عليها توسيع فتحة القبة قدر الإمكان، وإمساكه بيديها بشكل كامل، ثم تمرره من وجه المولود ثم رأسه.
  • الكتفان: عليها أن تمرر يديها بكتفي البادي ثم تمسك بكتفي المولود ثم تدير اتجاه إحدى كتفي البادي نحو يده.
  • اتباع طريقة إلباس البادي نفسها أثناء إلباس الرضيع كنزة أو قميصًا قطنيًا.
  • إلباسه السروال أو «السالوبيت» على الشكل الآتي: تمرير اليد في إحدى قدمي السروال، ثم إمساك رجل الطفل وسحبها من داخل قدم البنطلون حتى الركبة.

ماذا عن ثياب الطفل الكبير؟ 
انتهى العصر الذي تختار فيه الأم لباس طفلها وحدها من دون أخذ رأيه. فمع دخول الطفل الحضانة، تبدأ أولى علامات الاهتمام بالمظهر تظهر لديه، فهو أصبح جزءًا من مجموعة حيث يصبح محط أنظار أقرانه. لذا فإن المظهر الجميل يصبح شيئًا مهمًا بالنسبة إليه. فكيف تشترين ثيابه؟

 

اختيار الملابس تبعًا لذوق الطفل

في البداية ولكي لا يتحوّل التسوّق إلى عمل مضنٍ، يقترح الاختصاصيون أن تختار الأم  مجموعة من الملابس لطفلها ومن ثم تعرضها عليه ليجربها وبعدها يعطي رأيه في الزي الذي أعجبه، فهذا ضروري، لأنه هو من سيرتدي الثياب ومن حقه أن يختار ما يناسب ذوقه، لذا لا يجوز إرغامه على ارتداء ما لا يحبه خصوصًا ما يجعله عرضة للسخرية من أصدقائه. فأطفال اليوم مثل الراشدين يتابعون كل خطوط الموضة ويرتدون بحسب صيحاتها. لذا لا يجوز للأم أن تختار على ذوقها الذي لا يتماشى مع ذوق ابنها، فهو في حاجة إلى أن يرتدي ملابس مشابهة لملابس زملاء صفّه كي يشعر بالراحة النفسية.

 

التفكير في شكل عملي

على الأم اختيار الملابس المصنّعة من نسيج قابل للغسل في الغسّالة الآلية ولا يتطلب كيّه جهدًا. ويشكل النسيج المكوّن من البولييستر القطني جزءًا من هذا النوع من الملابس. وبالنسبة إلى الطفل في الحضانة ينصح باختيار ملابس سهلة الارتداء والخلع. أما ثياب المدرسة حيث عليه أن يهتم بنفسه من دون مساعدة أحد فمن الضروري أن تكون سهلة الاستعمال تساعده في تعلّم تدبر أموره. فالسروال يجب أن يكون حزامه من الإيلاستيك « المغّيط» تغلق فتحته بالأزرار أو السّحاب، وقبة الكنزة دائرية أو على شكل سبعة أو قبة عالية. أما في ما يتعلّق بالراحة فيجدر بالأم أن تصدّق طفلها حين يقول لها إن كنزته تصيبه بالحكة لأن الصوف يسببها أحيانًا. لذا من المفضل اختيار الكنزة من صوف ممزوج بألياف أخرى. كما يمكن لملصق الماركة الذي يوضع أحيانًا عند الرقبة من الخلف أن يسبب حكة عند لمسه البشرة. كما يمكن الأم أن تلبس طفلها كنزة رقيقة وفوقها كنزة صوف يمكنه خلعها في الصف فيحافظ على حرارة جسمه. فغالباً ما تكون حرارة الصف مرتفعة.

 

مقاس الملابس

لكل طفل إيقاع نمو خاص به، و اختيار مقاس ثياب الطفل تبعًا لسنه قد يخدع الأم. لذا عليها أن تختار المقاس بناء على الطول.

  • طفل في الثالثة يكون طوله بين ٩٠ سنتيمترًا و٩٧ سنتيمترًا
  • طفل في الرابعة يكون طوله بين ٩٨ سنتيمترًا و ١٠٥ سنتيمترات
  • طفل في الخامسة يكون طوله بين ١٠٦ سنتيمترات و ١١٠ سنتيمترات
  • طفل في السادسة يكون طوله بين ١١١ سنتيمترًا و ١١٦ سنتيمترًا

وعمومًا تختار الأمهات ثيابًا مقاسها يزيد عن مقاس ابنها، ورغم ذلك على الأم التنبّه إلى عدم كونها فضفاضة جدًا بحيث تعيق حركة الطفل وتسبّب له انزعاجًا.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079