تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

غرفة الطفل والأمان المنزلي

 يشعر الزوجان بالسعادة وبالكثير من الحماسة أثناء تجهيز غرفة نوم طفلهما القادم. فهذا الجزء من المنزل يجعل حضور الطفل واقعيًا حتى قبل أن يولد. ورغم أن الاهتمام بالشق الجمالي للغرفة يأخذ حيّزًا مهمًا من التصميم، فمن المهم أن يأخذ الزوجان في الاعتبار معايير عدة أثناء تجهيزها. فغرفة الطفل يجب أن تعزز فيه روح الانفتاح، وتحد من الأخطار المحتمل حدوثها والتي تضر به، فضلاً عن أنها يجب أن تكون عملية، وعلى مقربة من غرفة الوالدين، وبعيدة عن الأمكنة التي يكثر فيها الضجيج،إضافة إلى أنها يجب أن تكون مشمسة تكون وجهة موقعها من الجنوب الشرقي نحو الجنوب الغربي، فهذا هو الموقع المثالي.


الأثاث

إن ما تقدّمه معارض الموبيليا الخاصة بأثاث الطفل وأكسسواراته  يجعل الوالدين أمام مروحة كبيرة من الاختيارات. وغالبًا ما يحاران في اختيار الأثاث المناسب، فكل ما هو موجود جميل ولطيف، وأحيانًا يتمنى الزوجان لو يعودان طفلين حتى يحصلا على أثاث جميل كالذي يعرض عليهما. ورغم ذلك فإن الأثاث الخاص بالمواليد الجدد متوافر  بشكل محدود. وعلى الوالدين في البداية أن يختارا ما يلائم نمو الطفل وحاجاته. لذا فإن المهد الصغير يكون مناسبًا لحجم المولود الصغير في شهوره الأولى. وعلى الأهل  تجنب الفراش  المصنع  من النايلون لأنه يشكّل ملاذًا لنمو الحشرات الصغيرة، وتغطيته بشرشف واقٍ. وهناك بعض الأسرّة تكون حوافها مجهزة بحاجز خشبي لحماية الطفل من السقوط وفي الوقت نفسه يكون ارتفاعها مناسبًا للمواليد. وفي كل الأحوال عندما يصبح الطفل في شهره الرابع من الضروري توفير سرير مجهّز بحاجزين، فالمهد يصبح ضيّقًا عليه خصوصًا أنه في هذه السن يبدأ بالتقلب أثناء نومه.

لذا فإن السرير المجهّز بحاجزين مفيد حتى الثلاث سنوات، فالطفل لن يستطيع القفز من فوقهما، بل يسمحان له بالنظر إلى غرفته واكتشافها. والمعايير التي يجب على الوالدين أخذها في الاعتبار هي أن يكون ارتفاع الحاجزان ٥٨ سنتيمترًا والتباعد بين قضبانهما يجب أن يتراوح بين ٦٠ و ٧٠  ميليمترًا ، كي لا يستطيع الطفل تمرير رأسه بينها مما قد يسبب له الاختناق، وألا يكونا مطليين بدهان يحتوى على مواد كيميائية تسبب حساسية للطفل. أما بالنسبة إلى الفراش فيجب أن يكون قاسيًا ومناسبًا لحجم السرير. ويمكن تزيين السرير بلعبة متحرّكة تحفّز انتباه الطفل وتساعده على النوم في الوقت نفسه. أما طاولة الغيار، فرغم أنها ضرورية فإنها للأسف لديها صيت سيئ لأنها المسؤولة عن حوادث الوقوع التي يتعرض لها الطفل، لذا على الوالدين الانتباه إلى نوعيتها، والمعيار في اختيارها هو أن تكون مطابقة لشروط السلامة المعترف بها عالميًا، على ألا يزيد ارتفاعها عن ١٥ سنتيمترًا. وأخيرًا يجب أن يتضمن أثاث غرفة الطفل خزانة ملابس و كنبة مريحة تجلس عليها الأم أثناء إرضاع الطفل وتساعد الأم والطفل في تأمل الغرفة أثناء ذلك.


الديكور

يعتبر تصميم الغرفة أمرًا يعود إلى ذوق الأهل. ومع ذلك هناك نصائح تساعدهم في اختيارهم وتجعل غرفة طفلهم تشبه غرف الأحلام.  القاعدة العامة في التصميم هي ضرورة الأخذ في الاعتبار معايير النظافة والأمان. لذا فإن اختيار تلبيس جدران الغرفة وأرضيتها، يكون بناء على أنه قابل للتنظيف بسهولة.
يُنصح بالألوان الزاهية والمضيئة لطلاء جدران غرفة الطفل، وتجنب ورق الجدران الكثير الألوان والأشكال لأنها قد تتعب نظر الطفل، وتثير قلقه. كما يجب تفادي وضع الموكيت لأنه يعتبر ملاذًا لتكاثر الحشرات المنزلية كالعث والتي قد تسبب مشكلة الربو أو الأكزايما. وعندما يعتمد الأهل تصميمًا معينًا للغرفة عليهم ألا يبدّلوا فيه، فالطفل كي يتعوّد على غرفته في حاجة إلى نقاط مرجع يراها في كل مرّة يبيت فيها.


الإضاءة

من الطبيعي أن يراقب الوالدان الطفل في الأسبوع الأول لولادته، طوال الوقت خصوصًا خلال الليل. لذا عليهما أن يضعا إضاءة خافتة، مثل قنديل السرير، أو مصباح السقف الذي يمكن التلاعب بقوة نوره كي لا يوقظ الطفل. كما يمكن وضع الآلة اللاسلكية التي تسمح للأم بمتابعة ما يحدث مع مولودها أثناء وجودها خارج الغرفة.


الحرارة
حرارة الغرفة يجب أن تكون معتدلة وعلى الأم تهوئتها كلما أتيح لها ذلك.

 

هذه بعض التدابير الوقائية التي يمكن الأهل اتباعها في المطبخ كل ما يثير فضول الطفل


تخزين عدّة الصيانة في مكان بعيد عن متناول الطفل، واختيار أدوات تنظيف مكتوب عليها «سدّة آمنة للطفل» والاحتفاظ بغلافها الأصلي. وتجدر الإشارة إلى أنه على الأم ألا تفرغ محتوى أدوات التنظيف لا سيما ماء الجافيل في زجاجة عادية فقد يظن الطفل إنها زجاجة ماء معدنية.

  • عدم ترك الأدوات الحادة كالسكين أو المقص أو الولاّعة في متناول الطفل، بل على الأم إعادتها إلى مكانها البعيد عن متناول الطفل فور الانتهاء من استعمالها.
  • تجهيز أبواب الخزائن المنخفضة( تحت المجلى) بنظام حماية يحكم إغلاقها.
  • وضع الأكياس البلاستيكية في خزانة لا يستطيع الطفل الوصول إليها لتجنب خطر الاختناق.
  • عدم السماح للطفل بالجلوس على طاولة الطعام، فهذا يسبب وقوعه وبالتالي كسورًا.
  • وضع نظام صمّام أمان لأبواب الشرفة والنوافذ بحيث لا يتمكن الطفل من فتحها بسهولة، وعدم وضع كرسي أو كنبة بالقرب من النافذة حتى ولو كانت تشرف على شرفة المنزل، فالطفل لن يفهم أنه في مأمن وبالتالي سوف يتسلق كل شبّاك بغض النظر عما إذا كان يطلّ على شرفة المنزل أو على الشارع مباشرة.
  • وضع غطاء أمان على قوابس الكهرباء إذ عندما يبدأ الطفل بالحبو أو المشي يكون لديه فضول لمعرفة ما يوجد في فتحاتها الصغيرة.


الحروق أسبابها كثيرة

تعتبر الحوادث الناتجة عن الحريق في المرتبة الثانية من لائحة الحوادث الخطيرة. لذا على الأم مراقبة طفلها طوال الوقت أثناء وجوده في المطبخ. وعليها:

  • وضع القدر في الزاوية الداخلية لفرن الغاز
  • توجيه مقبض المقلاة إلى الداخل أثناء القلي
  • عدم السماح للطفل بإمساك طبق ساخن أو فنجان حليب ساخن
  • عدم السماح للطفل بالاقتراب من الفرن أثناء الخبز وينصح بفرن ذي باب مزدوج
  • التأكد من حرارة زجاجة الرضاعة بعد إخراجها من المايكروويف، وعدم السماح للطفل بالاقتراب منه أثناء التسخين


المياه الساخنة

تشكّل مياه الصنبورة  الساخنة خطرًا حقيقيًا على الطفل، لذا على الأم أن تعدّل حرارتها دائمًا وتجعلها بدرجة 50. وقبل الاستحمام يجدر بها أن تفتح صنبورة المياه الباردة وتتأكد من حرارتها. كما لا يجوز إطلاقًا ترك الطفل وحده في الحمام. أما في ما يتعلّق بالمواد الموجودة في الحمام كآلة الحلاقة والمقص والأدوية فيجب وضعها دائمًا في الخزانة المخصصة لها، وعدم تركها على المغسلة حيث يمكن الطفل التقاطها بسهولة.  وأخيرًا يجب جعل أرض الحمام جافة تمامًا كي لا يزلق الطفل، لذا فإن مداس المطّاط ضروري  في حوض الاستحمام لأنه يجنب الطفل الإنزلاق أثناء وجوده تحت الدوش.


السلالم والسقوط

عندما يكون المنزل مؤلفًا من طبقتين يمارس الطفل لعبة النزول والصعود على السلّم. لذا على الوالدين أن يضعا حاجزًا في أعلى السلم وأدناه، وعليهما تعليم الطفل الصعود على يديه ورجليه ومرافقة شخص راشد.


الصالون الأنيق ومعايير الأمان

من الجميل أن تكون غرفة الجلوس أنيقة ومريحة ولكن في الوقت نفسه يجب أن يراعي تصميمها شروط أمان الطفل. لذا يجب وضع أقفال صمام أمان للأبواب والنوافذ،  ووضع قطع مطّاط في زوايا الطاولة، وتفادي الواجهة الزجاجية للمكتبة والرفوف المنخفضة إذ من المحتمل أن يحاول الطفل تسلّقها. و لا يجوز اقتراب الطفل من النبات المنزلي فهو يحتوي على مواد سامة، فمن المعلوم أن الطفل بين السنة والأربع سنوات لديه ميل إلى وضع كل ما يراه في  فمه. كما على الأم رفع طبق تقديم المكسرات عن الطاولة فور خروج زوّارها، لأنها تسبب اختناق الطفل.


الحيوانات الأليفة مكانها خارج المنزل

لا يجوز ترك الطفل مطلقًا مع القطة أو الكلب لأنه لا يمكن للوالدين أن يعرفا رد فعل القط إذا ما قبض عليه طفلهما بشكل مؤلم. وعمومًا من المستحسن أن تبقى الحيوانات الأليفة خارج المنزل.


ماذا عن باقي غرف المنزل؟

من المعلوم أن الحوادث المنزلية تشكل سببًا رئيسيًا لحالات الوفاة عند الأطفال في كل أنحاء العالم. فهو يعتبر واحة مغامرات الطفل خصوصًا عندما يبدأ بالمشي ويصبح لديه فضول لاكتشاف ما حوله،  لذا يعتبر المنزل  أيضًا المكان الذي يحتمل أن يقع  فيه الكثير من الحوادث اليومية كالوقوع والحروق والغرق والتسمم... 

 

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080