تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

شهيرة فهمي: من تدريس الهندسة في أميركا إلى مهرجان «كان» كممثلة

ظهرت على السجادة الحمراء في مهرجان «كان» السينمائي، لتعلن بدايتها في عالم التمثيل مع المخرج الكوري الجنوبي هونغ سانغ سو، والممثلة الفرنسية إيزابيل هوبر، في فيلم «كاميرا كلير» بعد سنوات من العمل في مجال العمارة والتدريس في جامعات الولايات المتحدة الأميركية، وقائمة بالكثير من الجوائز الدولية في مجال الهندسة وتصميم الأثاث، حتى لُقّبت بـ «سيدة العمارة الأولى في مصر»، لكن حبّها للسينما جعلها تتّجه الى التمثيل. التقينا المهندسة شهيرة فهمي لتُحدّثنا عن رحلتها من الهندسة إلى التمثيل، وتكشف لنا سر وصولها الى العالمية، وموقف أسرتها من قرارها ترك الهندسة للعمل في التمثيل.


- ما سبب اتجاهك الى التمثيل رغم نجاحك كمهندسة معمارية؟
منذ صغري وأنا أعشق السينما، وكنت أقول دائماً «إذا لم أصبح مهندسة، أتمنى أن أكون ممثلة»، لكنني التحقت بكلية الهندسة، وكانت والدتي المهندسة هي مثلي الأعلى، وبسبب عشقي للفن أثناء عملي في جامعتَي هارفرد وكولومبيا، قررت دراسة التمثيل والإخراج، بخاصة أن الجامعة في الولايات المتحدة توفر للأستاذ الجامعي فرصة الدراسة مجاناً في أي قسم، فدرست التمثيل لمدة عامين.

- هل أجبرتك والدتك على دراسة الهندسة ومنعتك من دراسة التمثيل من البداية؟
لم أُجبر على شيء، وكنت أعشق الرسم، لكنني لم أنجح في اختبار القدرات المؤهِّل لدخول كلية الفنون الجميلة، والتحقت بكلية الهندسة في جامعة القاهرة، لأن دراسة العمارة لم تكن متوافرة في ذلك الوقت في الجامعة الأميركية في القاهرة.

- كيف تم اختيارك للمشاركة في الفيلم الفرنسي «كاميرا كلير»؟
عقب الانتهاء من دراسة التمثيل في الولايات المتحدة، سافرت إلى فرنسا لحضور مهرجان «كان»، وتوقعت أنه سيكون متاحاً حضور فعاليات المهرجان ومقابلة الممثلين والمخرجين، لكن لم يتحقق توقعي بسبب عدم وجود دعوة رسمية، وبعد شعوري بالإحباط لعدم قدرتي على حضور الفعاليات، جلست في أحد المقاهي في مدينة «كان»، وهناك تعرفت بالصدفة إلى ممثل كوري، وقدّمني الى المخرج الكوري الجنوبي، ورشّحني للعمل معه، وساعد في ذلك إتقاني اللغة الفرنسية.

- كيف ساهمت مشاركتك في مهرجان «كان» في دخولك عالم التمثيل في مصر؟
البداية كانت قوية، وصوري على السجادة الحمراء في «كان» انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر كممثلة مصرية، وُلدت وعاشت في مصر، لكن لعبتْ أول أدوارها في فيلم فرنسي مع الممثلة العالمية إيزابيل هوبر، التي رُشحت سابقاً للفوز بجائزة الأوسكار، وبعد فيلم «كاميرا كلير» شاركت في مسلسلَي «سابع جار» و«الطوفان» و«فيلم «الشيخ جاكسون» مع الفنان أحمد الفيشاوي والمخرج عمرو سلامة.

- ما طبيعة دورك في فيلم «كاميرا كلير»؟
قمت بدور مخرجة، لأن الفيلم تدور أحداثه كفيلم يصوّر في فرنسا.

- ما الأعمال التي تشاركين فيها حالياً؟
أشارك حالياً في فيلم «يوم الدين»، وهو من إنتاج السيناريست محمد حفظي وسيناريو وحوار أبو بكر شوقي، كما انتهيت من تصوير دوري في مسلسل فرنسي مع المخرج اللبناني- الفرنسي زياد الدويري، وسيتم عرضه قريباً على قناة فرنسية، وانتهيت أيضاً من تصوير دوري في فيلم مع المخرج الفرنسي أوليفر أساياس، ومن المحتمل أن يشارك هذا الفيلم أيضاً في مهرجان «كان» في دورته المقبلة، لأن أساياس هو الحائز جائزة أفضل مخرج في مهرجان «كان» عام 2016.

- كيف يمكنك التوفيق بين عملك في الهندسة والتمثيل؟
قررت التفرغ للتمثيل، لأنه يتطلب مجهوداً ووقتاً طويلاً، وكذلك الهندسة، فلا يمكن الجمع بين مهنتين في غاية الصعوبة، لذلك فأنا أُقيم حالياً في مصر وتركت التدريس في الجامعة في الولايات المتحدة.

- كيف كان رد فعل الأسرة بعد اتخاذك قرار التمثيل؟
كانت هناك حالة استغراب، لكن ابنتي شجعتني، وذهبتْ إلى الولايات المتحدة رغم دراستها تصميم الغرافيك في باريس، لحضور إحدى المسرحيات التي شاركت فيها على مسرح الجامعة، وابني نصحني بالتمثيل مباشرةً من دون دراسة، ثم أدركت في ما بعد أن الممارسة أهم من الدراسة، لكنني لست نادمة على خوض تجربة الدراسة، لأن مسرح الجامعة ساعدني على اكتشاف نفسي، وأتاح لي فرص التعرف على التمثيل الكوميدي والتراجيدي.

- كواحدة من المشاركين في مسلسل «سابع جار»، ما رأيك في الهجوم والجدل الذي أُثير حول العمل؟
هناك حالة غضب من صنّاع المسلسل، لأن «سابع جار» عرض حقيقي، وعدد كبير من الناس يرفض أن يرى الحقيقة.

- قبل دخولك عالم التمثيل، ما الذي ساعدك على الوصول الى العالمية كمهندسة؟
البداية كانت عندما شاركت في إحدى المسابقات الدولية، والفوز في المسابقة أهّلني لعرض تصاميمي في صالون «ستالايت» في مدينة ميلانو الإيطالية، وكنت أول مصمّمة مصرية تُدعى للمشاركة في هذا الصالون. وبعد عرض تصاميمي، كتبت عني صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، مما ساعد في ذيوع شهرتي كمهندسة ومصمّمة، ثم تلقيت عدداً من الدعوات للمشاركة في مشروعات أجنبية، وبعد نجاح المشاريع تمت دعوتي للتدريس في جامعتَي كولومبيا وهارفرد، كما درست لفترة في الجامعة الأميركية في القاهرة، وحصدت العديد من الجوائز الدولية، سواء في تصميم المباني أو الأثاث.

- ما سبب عدم وصول المهندسين والمصمّمين المصريين الى العالمية؟
المهندس في مصر لا يسعى الى المشاركة في المسابقات الدولية، لأنها لا تدرّ ربحاً مادياً، لكن عرض التصاميم هو بداية الوصول الى العالمية.

- ما أشهر المباني التي صمّمتها؟                                     
هناك مبنى شهير في العاصمة البريطانية لندن، وأعتز به كثيراً، وهو مبنى «مؤسسة دلفينا» Delfina art foundation، وفي مصر مسرح الجامعة الأميركية ومنزل على شكل هرم.

- هل من نشاطات أخرى تقومين بها إضافة الى عملك في الهندسة والتمثيل؟
كنت عضواً في الصليب الأحمر، وشاركت في العديد من النشاطات مع جمعية «تحسين الصحة»، وكنت أحرص دائماً على تصميم الأكسسوارات التي أرتديها، لأن من يستطيع تصميم المباني والأثاث لن يجد صعوبة في تصميم الأكسسوارات.        

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078