الوقوع في فخ التسوّق أونلاين
كثر يخشون التسوّق إلكترونياً مخافة الوقوع ضحية قرصنة أو احتيال عند الدفع، في حين أن عمليات "النصب" الأكثر رواجاً باتت على مستوى السلعة التي يُصدم طالبوها عند استلامها ومعاينتها بشكلها وجودتها.
"أكلنا الضرب" هو لسان حال ضحايا الشراء "أونلاين" من متاجر إلكترونية تروّج لبضائعها على فايسبوك وانستغرام. فهؤلاء غشّتهم الصور التي طلبوا السلع ودفعوا ثمنها على أساسها، وحين اكتشفوا الخدعة التي انطلت عليهم من قبل متاجر إلكترونية تمارس الإحتيال، لم يجدوا إلا وسائل التواصل الإجتماعي مساحةً للتعبير عن حنقهم، علّ الكتابة عن تجربتهم وتوثيقها بالصور تكون "فشّة خلق" وعبرة لمن اعتبر.
سيناريو واحد
تتنوع السلع، تختلف الأسعار، وتتبدل أسماء المتاجر والزبائن، لكن يبقى سيناريو "النصب" واحداً. وهو ما يمكن استنتاجه من مختلف الروايات "الحزينة"، والتي بدأت بالحماسة وانتهت بخيبات الأمل.
كانت كلارا تستعد لزفاف إحدى قريباتها حين وقعت على متجر إلكتروني على إنستغرام. تصفّحت معروضاته وكانت أمام كل صورة تسأل نفسها: "أين كان هذا المتجر منذ زمن؟". فالبضائع راقية والأسعار ممتازة، إذ يبلغ ثمن فستان السهرة المميز 100 دولار أميركي بأقصى حد.
لم تحتج لارا، بحسب روايتها، للتفكير مرتين. تواصلت مع المتجر عبر الواتساب وطلبت الفستان الذي أعجبها، لكنها لم تُكبّر "الطلبية"، إذ أرادت أن تُجرّب لتحكم.
وصل الفستان إلى عنوان كلارا في بيروت بعد ثلاثة أيام مع سائق سيارة أجرة. كان موضباًK وعاجلها الشاب بطلب الثمن. سددت المطلوب بطيب خاطر وانسحبت إلى غرفتها. وهناك كانت الصدمة: الفستان رديء ولا يشبه الصورة إلا بالتفصيلة التي نُفّذت بطريقة غير احترافية وعلى عجل وبقماش قليل الجودة.
حاولت كلارا التواصل مراراً مع المتجر من خلال الواتساب، لكن أحداً لم يرد عليها. هددت بالإبلاغ عنهم للجهات المختصة، فاختفت الصفحة عن انستغرام.
فاطمة وقعت ضحية متجر إلكتروني يبيع حقائب وأحذية، وتكرر معها السيناريو نفسه، حيث لم تجد الحقيبة الأنيقة التي طلبتها عند وصولها، بل أخرى بالكاد تشبهها، وتخجل الفتاة بحسب تعبيرها أن تحملها ولو في البيت.
المصيبة تجمع
على myonlineshopexperience تتحوّل المأساة إلى مساحة للمواساة. وفي أحيان كثيرة للتندر. فالصفحة التي أنشأتها مجموعة من الشابات اللواتي وقعن في فخ احتيال المتاجر الإلكترونية على انستغرام، تأخذ على عاتقها مهمة نشر الصور التوثيقية لعملية الإحتيال، وتترك للضحية مهمة شرح ما حصل، فتأتيها التعليقات من ضحايا آخرين يتشاطرون معها الحسرة، أو آخرين يعبّرون عن صدمتهم ويسخرون من البضاعة. وتمكّنت myonlineshopexperience من أن تحظى، وخلال فترة قصيرة نسبياً، ليس فقط بمتابعة 16000 حساب، بل بثقة الكثيرين ممن يعتبرونها صوتهم في التحذير من المتاجر المحتالة.
والصفحة، إلى ذلك، تُقدّم نصائح حول الشراء "أونلاين"، وتنبه متابعيها في كل مرّة إلى ضرورة طلب صور حقيقية للبضائع قبل طلبها، وعدم الإكتفاء بصورة واحدة منشورة. كما تقوم بتجربة متاجر جديدة بصورة دورية لتقوم بعرض وتقييم المشتريات عبر مقاطع فيديو، إما لتشجيع الآخرين على شرائها أو للإمتناع عن ذلك.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024