تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

أغرب ما يمكن أن تسمعوه عن شهر آذار/مارس

أغرب ما يمكن أن تسمعوه عن شهر آذار/مارس

ارتبط شهر آذار (مارس) بعددٍ من المعتقدات الشعبية في بعض المجتمعات العربية، لا تخلو الكثير منها من "الخرافات" وبعض "الأساطير" القديمة".تعبر عن ذلك العديد من الأمثال العربية القديمة التي حفلت بحضور واسع لشهر آذار (مارس) ، وبخاصة حالة الطقس خلال الشهر، والتي تظهرها الكثير من الأمثال بصورة سلبية مرتبطة بالتقلبات. من بين الأمثال المرتبطة بالشهر هو المثل الشهير "آذار أبو الزلازل والأمطار". وقد جاء في كتاب دراسة في المجتمع والتراث الشعبي الفلسطيني قصة امرأة عجوز استهزأت بشهري شباط (فبراير) وآذار (مارس) فخالفا توقعاتها وانتقما منها، ومن هنا جاءت تسمية آذار (مارس) بـ "شهر الزلازل وأبو الأمطار".تعدد الأمثال الشعبية حول شهر آذار يعود إلى التقلبات الجوية التي يشهدها الشهر في الغالب، بحسب ما يراه الاختصاصي الاجتماعي الدكتور حسين خزاعي، والذي أكد في تصريح صحافي سابق له على أن هنالك العديد من القصص القديمة التي يتم توارثها بين الأجيال وترديدها حول حالة الطقس في هذا الشهر والأحوال الجوية.


والملاحظ في الأمثال المتداولة عن شهر آذار أنها متناقضة، ما بين اعتباره شهر مشمس وشهر ممطر، في محاولة لوصف الشهر بكونه شهر التقلبات الجوية، وهو ما يتماشى معه أيضاً المثل القائل "آذار أوله سقعة وآخره نار"، والمثل القائل "إن أخصبت وراها آذار.. وان أمحلت وراها آذار".ومن الأمثال التي تناولت طقس آذار أيضاً: (في آذار بتساوى الليل والنهار)، (هواء آذار بيقلع الأشجار)، (برد آذار بقص المسمار)، (خبي فحماتك الكبار لعمك آذار)، (آذار شمس وأمطار وينشف الراعي بلا نار) ،(شهر آذار ساعة شميسة وساعة أمطار).كما ارتبط الشهر أيضاً بأمثال حول كبار السن والعجائز، من بينها: (في آذار العجوز ما تفارق النار)، (في آذار العجوزة بترمي الشقفة على باب الدار).وترجع سيدة فلسطينية تسعينية تدعى أم الرائد ذلك إلى أنه مع برودة الجو في شهر آذار كثيراً ما يموت العجائز الذين لا يتحملون البرد.ومن بين الأساطير القديمة حول الشهر، أن سيدة عجوز فرحت عندما انتهى شهر شباط (فبراير)، وهي لازالت على قيد الحياة فقالت :(راح شباط وحطينا بظهرو المخباط) حتى اغتاظ شهر شباط (فبراير) وطلب من آذار (مارس) أن يمهله ثلاثة أيام أخرى بدلاً منه.قام شباط (فبراير) خلال الأيام الثلاث بتحريك العواصف والأمطار واشتد البرد حتى مرضت العجوز وماتت. تلك الأسطورة هي أصل تسمية الأيام الأخيرة من شباط (فبراير) والأولى من آذار (مارس) بأيام العجائز.الفترة ما بين شهري شباط (فبراير) وآذار (مارس) قيلت فيها أيضاً العديد من الأمثال الشعبية، بخاصة في فلسطين، أشهرها (راح شباط الغدار وإجى آذار الهدار)، ( بين شباط وآذار تأخرت كتير يا زارع الأشجار)، (بين شباط وآذار بتفضى الجرار).كما ذكر شهر آذار (مارس) في العديد من القصائد الشهيرة، فيقول أبو فراس الحمداني " تواعدنا بآذار لمسعىً غير مختار".وقال أمير الشعراء أحمد شوقي:أمري وأمرك في الهوى بيد الهوى.. لو أَنه بيَدِي فككْتُ إساريجار الشبيبة، وانتفع بجوارها.. قبلَ المشيب، فما له من جارمثل الحياة تحبّ في عهد الصِّبا.. مثل الرياض تحبُّ في آذار وقصيدة الأرض لمحمود درويش، والتي قال فيها:وفي شهر آذار تأتي الظلال حريرية والغزاة بدون ظلالوتأتي العصافير غامضةً كاعتراف البناتو واضحة كالحقولالعصافير ظلّ الحقول على القلب والكلمات كما قالت نازك الملائكة في شهر آذار في قصيدتها (مشغول في آذار):حبيبي فافتح الأبواب نحن هناجميعا:أنت، آذار، وفرحة حبّنا، وأناأنا والشمس نحمل سمرة النهروأكوابا من العطروحزمة أنجم وسنا

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078