كيف ننمي حب التعاون لدى أطفالنا؟
يعتبر التعاون بين الطفل ووالديه في مرحلة الطفولة المبكرة من الحاجات الضرورية التي يشعر الطفل برغبة في ممارستها. ويؤكد الاختصاصيون أن تنمية تلك الحاجة عنده في سن مبكرة، تجعله يداوم على القيام بها في مراحل أخرى من عمره.
وتقول الدكتورة سناء عابد الأستاذة في الشريعة الاسلامية في كلية التربية في جدّة والمتخصصة في علم التربية، إن الطفل يولد عادة ولديه صفات حميدة عديدة منها الجانب التعاوني ورغبته المتزايدة في تقديم المساعدة والعون في البيت، إلا أن والديه عادة يحبطان هذه العادة لديه، فإذا تجاوز سن السابعة دون وجود تنمية لهذه الحاجة فإنها تموت وتندثر.
ورأت عابد التي كانت حاضرت أخيراً عن تربية الأطفال تحت عنوان «أعيني طفلك على برك» بدعوة عضوات الملتقى الثقافي النسائي في مدينة جدّة، أن هناك مهارات يمكن تنميتها لدى الأطفال عن طريق استخدام الحاجة الى ممارسة التعاون عندهم.
ومن المهارات أن يكون الوالدان مباشرين وواضحين في أي طلب يرغبان فيه، وأن يبتعد الطلب عن صيغة الأمر، وألا يتخذ صورة التوجيه الى فعل الشيء بل يكون في شكل مشاركة بين الوالدين وأطفالهما. ولفتت الى أن على الأم والأب تحسس نقاط القوة لدى أطفالهما ومحاولة دعمها لديهم، وأن يدركوا أن لكل ولد من أولادهما شخصية مستقلة ومنفردة تختلف عن الشخصيات الأخرى لبقية الأطفال. وشددت على ضرورة التأكد من أن الوالدين لا يستطيعان تشكيل أولادهما حسب رغبتهما، بل لا بد أن يعيا أن أي ولد من أولادهما هو بذرة صالحة يمكن رعايتها بالطريقة السليمة لتنشأ نشأة حسنة، كما يجب رعاية الموهبة لدى الموهوبين منهم وعدم فرض شيء ما على أي طفل ليصبح مثل آخر.
وقالت الدكتورة عابد: «نريد من أولادنا أن يكونوا متعاونين وليس مطيعين، فيجب عدم إجبارهم على فعل شيء أو تركه دون رغبتهم، بل لا بد من تركهم يختارون ما يريدون مع توجيههم عن بعد وتنمية روح التعاون لديهم». وأشارت الى أن العناد «عَرَض لا مرض»، وأنه يحدث نتيجة لرغبة أحد الأطفال في جذب انتباه والديه إليه، كأن يقول: «أنا هنا، انظرا إليّ». وهذا يقود الى أهمية الاصغاء والاستماع الى ما يقوله أطفالنا، فهذه حاجة لا تنتهي لديهم خاصة في سنهم المبكرة. وعند الإصغاء يجب أن يحدث ذلك بتمعن وأن يكون هناك نوع من التعاطف مع ما يقولون ثم يُفتح باب النقاش معهم حتى لا يشعروا بأن الأم أو الأب غير مهتمين بالحديث.
وتوضح عابد أن زرع المبادئ والقيم عن طريق القدوة الحسنة هي أكثر فاعلية من الوسائل الأخرى المستخدمة في التربية، فلا بد للأم والأب من إظهار السلوك الحسن أمام أولادهما، وفي حال عرف الأولاد أي سلوك غير سويّ لدى أحد والديهم لا بد للطرف الآخر من توضيح مدى الخطأ في القيام بذلك، وأنه لا بد من مساعدته حتى يقلع عن تلك العادة أو التصرف السيئين.
واختتمت حديثها بأن الحب غير المشروط وغير المقترن بأي زمان أو مكان أو أي شيء آخر، هو المؤثر الأقوى في توطيد العلاقة بين الوالدين وأولادهما، كما أن التعبير عن ذلك الحب بين وقت وآخر بالقول أو الفعل أو كليهما ضروري للغاية لتقوية أواصر تلك العلاقة.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024