تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

ما لا نعرفه عن المضادات الحيوية

ما لا نعرفه عن المضادات الحيوية

هبة الحياه عبيدات    


"تناوُل المضادات الحيوية من دون داع يسرّع وتيرة مقاومتها.. ويصبح علاج الالتهابات الناجمة عن مقاومة المضادات الحيوية أكثر صعوبةً"، هذا ما تؤكده منظمة الصحة العالمية.

والمضادات الحيوية هي أدوية تستعمل من أجل الوقاية من عدوى الالتهابات البكتيرية وعلاجها، وتحدث مقاومة المضادات الحيوية عندما تغير البكتيريا نفسها استجابة لاستعمال تلك الأدوية.

وأظهر مسح متعدد البلدان قامت به منظمة الصحة العالمية عام 2015 أن ما يقرب من ثلثي (64 في المئة) من المستطلعين، يعلمون أن مقاومة المضادات الحيوية من القضايا التي قد تؤثر عليهم وعلى عائلاتهم، ولكنهم لا يعلمون على وجه التحديد كيف تؤثر عليهم وما يمكنهم القيام به للتصدي لهذه المشكلة.

وأظهر المسح أيضاً أن 64 في المئة يعتقدون أن المضادات الحيوية قد تستخدم في علاج نزلات البرد والإنفلونزا، ويعتقد ما يقرب من ثلث الأشخاص (32 في المئة) أنه يتعين عليهم التوقف عن تناول المضادات الحيوية عندما يشعرون بتحسن بدلاً من استكمال دورة العلاج الكاملة وفقا للتوجيهات.

المضادات الحيوية علاج لعدوى البكتيريا فقط

المضادات الحيوية أدوية لعلاج العدوى البكتيرية، ولا تعالج من العدوى التي تسببها الفيروسات، مثل نزلات البرد أو الإنفلونزا.

وتستهدف المضادات الحيوية البكتيريا، فإما أن تقتلها أو تضعفها، فتساعدك على مكافحة العدوى. ولا يطور جسمك مقاومةً ضد المضادات الحيوية، بل إن البكتيريا هي التي تصبح مقاوِمةً للمضادات الحيوية بفعل التغيرات الجينية، وفق منظمة الصحة العالمية.

تقول المنظمة أيضاً: "إذا أُصبتَ بعدوى بكتيرية مقاوِمة للمضادات الحيوية، فستصير المضادات الحيوية المعتادة المستخدمة في مكافحتها بلا أي فعالية. وعندئذ ستحتاج إلى استخدام مضاد حيوي غير متوافر بسهولة أو مضاد حيوي يُستخدَم كملاذ أخير، وفي بعض الحالات قد تَنفَد الخيارات المتاحة للمضادات الحيوية المحتمل عملها بنشاط".

وتَحدُث مقاوَمة المضادات الحيوية عندما تتغير البكتيريا وتصبح مقاوِمة للمضادات الحيوية المستخدمة في معالجة العدوى التي تسببها.

وتنتشر البكتيريا المقاوِمة للمضادات الحيوية من خلال الاختلاط بالبشر أو الحيوان أو الغذاء أو البيئة الحاملة لتلك البكتيريا.

ما هي الآثار الجانبية للمضادات الحيوية

أخطر ما يمكن حدوثه في حال الإفراط باستخدام المضادات الحيوية، هو "مقاومة المضادات الحيوية"، وهي مقاومة البكتيريا لأحد الأدوية المضادة للبكتيريا التي كان في ما مضى يقضي عليها، حيث تمتلك البكتيريا القدرة على الصمود أمام الأدوية المضادة لها، ما يؤدي إلى إبطال نجاعة العلاجات واستحكام العدوى واحتمال انتشارها إلى الآخرين.



بالإضافة إلى "مقاومة المضادات الحيوية" فهنالك أيضاً أعراض جانبية تتمثل في أعراض على الجهاز الهضمي تظهر على شكل آلام بسيطة في المعدة (غثيان، قيء، إسهال)، كما أن المضادات الحيوية تقضي على البكتيريا الضارة والبكتيريا المفيدة، ما يؤدي إلى الإخلال بالتوازن الطبيعي بالجسم بين البكتيريا.



عدا ذلك فإن بعض الأفراد قد يكون لديهم حساسية من بعض المضادات الحيوية وتظهر عليهم أعراض الحساسية عند تناولها.

الوقاية والمكافحة

تؤدي إساءة استعمال المضادات الحيوية والإفراط في استعمالها إلى تسريع وتيرة مقاومتها، جنباً إلى جنب مع تردي الوقاية من عدوى الالتهابات ومكافحتها، ويمكن اتخاذ خطوات على جميع مستويات المجتمع للحد من تأثير تلك المقاومة وتقييد نطاق انتشارها.


ووفق منظمة الصحة الدولية، بإمكان الأفراد أن يقوموا في إطار سعيهم إلى الوقاية من انتشار مقاومة المضادات الحيوية ومكافحتها بما يلي:

  1. ألا يستعملوا المضادات الحيوية إلا بوصفة طبية من أحد المهنيين الصحيين المعتمدين.
  2. ألا يطلبوا المضادات الحيوية أبداً إذا أخبرهم العاملون الصحيون المعنيون بهم أنها لا تلزمهم.
  3. أن يحرصوا دوماً على اتباع نصائح العاملين الصحيين المعنيين بهم عند استعمال المضادات الحيوية.
  4. ألا يتشاركوا أبداً في المضادات الحيوية المتبقية أو في استعمالها.
  5. أن يحرصوا على الوقاية من عدوى الالتهابات عن طريق الانتظام في غسل اليدين وإعداد الطعام الصحي وتجنب مخالطة المرضى مخالطة حميمة وممارسة الجنس على نحو آمن والمواظبة على تحديث ما يأخذونه من لقاحات.


المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079