تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

في اليوم العالمي للسرطان...

كثر يشعرون بالهلع من فكرة انتشار مرض السرطان أكثر فأكثر في أيامنا هذه. كما أن نسبة كبرى من الناس لا تزال تعتبره موضوعاً شائكاً وترفض الحديث عنه. لكن مما لا شك فيه ان الوعي ازداد في السنوات الأخيرة حول كل الحقائق المتعلّقة بالمرض.
كما أن العلاجات تطوّرت بشكل واضح وأكيد، إضافةً إلى وسائل التشخيص التي باتت تسمح باكتشاف المزيد من الحالات في الوقت المناسب مما يسمح بزيادة فاعلية العلاج.
فكما أن نسبة تشخيص المرض ازدادت، ازدادت أيضاً نسب الشفاء مع تطور العلاجات، ويبقى الأمل بمزيد من الدراسات والأبحاث بما يسمح بمزيد من التطور في العلاجات لشفاء مختلف انواع المرض وكل الحالات الناتجة عنه.
لمناسبة اليوم العالمي للسرطان، قابلت «لها» الطبيبة اللبنانية الاختصاصية في أمراض الدم والأورام كوليت حنا التي أوضحت الكثير من الحقائق  المتعلّقة بالمرض بالإجابة عن أسئلة نطرحها في كثير من الأحيان في هذا الموضوع دون أن نجد الجواب المناسب والصحيح عليها.

- كيف تحصل الإصابة بالسرطان؟
يختلف الأمر بحسب ما إذا كانت الإصابة بالمرض مرتبطة بمسبب معين. لكن إذا أردنا التحدث عن طريقة الإصابة بشكل عام، فهي تحصل عندما تتكاثر الخلايا السرطانية بشكل عشوائي وسريع بشكل لا يمكن السيطرة عليه، مما يسبب تكتلاً هو عبارة عن الورم السرطاني.

- هل الإصابة بالسرطان مرة تعني زيادة احتمال الإصابة به مرة ثانية مقارنةً بشخص لم يصب بالمرض يوماً؟
في حال الإصابة بالمرض مرة والشفاء منه، من الواضح أن ثمة احتمالاً أكبر للإصابة بالمرض مرة ثانية مع احتمال أكبر لأن يكون المرض قد تفشى، مقارنةً بشخص لم يصب بالمرض يوماً، وذلك حتى في حال إجراء الفحوص الروتينية لأن الفحوص تجرى عادةً كل 6 أشهر أو سنة ويمكن أن يتفشى المرض بسرعة خلال هذه الفترة أي خلال الفترة الممتدة بين فحصين.

- هل يرتفع احتمال ظهور نوع السرطاننفسه الذي أصيب به المريض في المرة الأولى في حال عودة المرض، أم أنه يمكن أن يظهر أي نوع للمرض؟
في حال تكرار الإصابة بالمرض ومعاودته، تكون الفرصة الكبرى بظهور النوع نفسه. اما في ما يتعلق بنوع آخر من السرطان فلا يعتبر الشخص الذي أصيب مرة اكثر عرضة من شخص آخر لم يصب يوماً بالسرطان.

- لماذا يمكن أن يعاود المرض الظهور؟
يرتبط الأمر بنوعه وبمدى انتشاره في المرة الأولى. هذا ما يزيد في حالات معينة عودة المرض مرة ثانية.

- في حال إصابة طفل بالمرض وفي غياب أي عوامل خارجية مسببة قد تلعب دوراً في الإصابة،  هل لظهور مرضه علاقة بالوراثة؟
لا بد من الإشارة إلى أن أنواع السرطان التي تصيب الأطفال محددة نوعاً ما إذ أنهم يصابون أكثر باللوكيميا (سرطان الدم) وسرطان الدماغ والليمفوما. هذه أكثر الأنواع التي تصيب الأطفال.
وفي حالات الإصابة بسرطان الدم تحديداً، غالباً ما تكون نسبة التجاوب مع العلاج مرتفعة فترتفع فرص الشفاء.
من جهة أخرى، كون الطفل لا لم يتعرّض بعد للمسببات الخارجية المتعارف عليها، من الطبيعي التفكير بأن عوامل جينية قد تكون وراء إصابته. لكن حتى الآن لم يثبت ذلك علمياً.

- يكثر الحديث عن التدخين كمسبّب للسرطان وعن أطعمة معينة لها علاقة وفيروسات، هل من أسباب معروفة للسرطان بأنواعه يمكن التصدي لها لتأمين الحماية من المرض؟
يعتبر التدخين مسببباً مباشراً للإصابة بسرطانَي الرئة والمثانة، وهذا أمر أثبتته الدراسات. كما أظهرت دراسات حديثة أن التدخين يلعب دوراً ايضاً في الإصابة بسرطان الثدي.
كما أن للتدخين تأثيراً في الإصابة بسرطانات المريء والفم واللسان. أما الكحول فتعتبر سبباً للإصابة بسرطان الكبد.
من جهة أخرى، تبين أن تناول الطعام المحروق يزيد احتمالات الإصابة بسرطان المعدة. بكشل عام يعتبر النظام الغذائي الغني بالدهون واللحوم والقليل الألياف على علاقة بزيادة احتمال الإصابة بسرطان الأمعاء مقارنةً بالنظام المتوسطي الصحي الغني بالألياف والخضر.
كذلك يؤثر التعرض لمادة الAmiente في زيادة احتمال الإصابة بالسرطان. كذلك، لا بد من ذكر مادة الBysphenol الموجودة في رضاعات الأطفال والتي كثر الحديث عنها باعتبارها مادة مسرطنة في حال التعرض لحرارة مرتفعة.
إلا أنه لم يتم التحدث في هذا الإطار عن ضررها الوارد في الأواني الحافظة البلاستيكية للكبار وما إذا كانت تشكل خطراً في هذه الحالة أيضاً.

- هل من الأفضل اختيار رضاعاتالأطفال الزجاجية لحماية الاطفال من احتمال الإصابة بالمرض؟
اصبحت نسبة كبرى من الشركات تنتج الرضاعات الخالية من هذه المادة. وفيما لا يمكن أن ننسى ان ثمة مواد أخرى في الرضاعات تحمل الطبيعة نفسها، إلا انه تبين علمياً أن مادة الBysphenol هي الاكثر تأثراً بالحرارة المرتفعة بحيث تصبح من المواد المسرطنة في هذه الحالة.
قد يكون من الأفضل اختيار الرضاعات الزجاجية، لكن لم يثبت علمياً ضرر بقية المواد الموجودة في الرضاعات البلاستيكية.

- ما الحالات السرطانية التي يتم اللجوء فيها إلى العلاج الكيميائي؟
ثمة توجيهات واضحة في هذا الخصوص بحيث يتم اللجوء إلى العلاج الكيميائي كوقاية بعد  استئصال الورم لتجنب ظهوره مجدداً.
وفي حالات سرطان الثدي، لا يتم اللجوء إلى العلاج الكيميائي دائماً بل يختلف القرار بحسب ما إذا كان الورم كبيراً أو ممتداً.
إذا كان المرض منتشراً، يتم اللجوء إلى العلاج الكيميائي. لكن ثمة حالات متقدمة ، ربما لا تحتمل فيها الحالة الصحية للمريض إخضاعه للعلاج الكيميائي أو أن الحالة متقدمة جداً وقد يكون لللعلاج الكيميائي فيها ضرر أكثر ما فيه من فائدة للمريض. يتّخَذ القرار المناسب عندها بحسب حالة المريض.

- متى تكون هناك حاجة إلى اللجوء إلىالعلاج بالاشعة؟
يجري اللجوء إلى العلاج بالاشعة لهدفين، فإما أن يكون الهدف علاجياً أو أن يكون تخفيف الالم.

- هل يعتبر أي من المراة أو الرجل أكثر عرضة للإصابة بالسرطان؟
لا علاقة للجنس بالإصابة بالسرطان، إلا أن ثمة انواعاً من المرض خاصة بالرجل وأخرى خاصة بالمرأة. فكما أن سرطان البروستات يصيب الرجل، يصيب سرطان الثدي المرأة وإن كانت هناك ثمة حالات نادرة يصيب فيها الرجل.
أما بالنسبة إلى سرطان الرئة، فقد لوحظ ارتفاع في عدد الرجال المصابين بالمرض قبل سنوات.
أما اليوم فمع ارتفاع نسبة المدخنات، ترتفع نسبة النساء المصابات بسرطان الرئة. تبقى الأنواع التي يلاحظ فرق واضح في نسب الإصابة بها  بين الرجل والمرأة قليلة.

- الكل يلاحظ أن السرطان أصبح أكثر انتشاراً في أيامنا هذه، ما السبب وهل لتغيير عاداتنا الحياتية دور في ذلك؟
بالدرجة الأولى، ثمة امور مثبتة ساهمت في ذلك. ولا بد من التوضيح ان نسبة انتشار المرض لم ترتفع فعلياً بقدر ما أن الحديث عنه ازداد إذ بات الناس يتحدثون في الموضوع ويفصحون عن الإصابة اكثر من السابق كونه كان يشكل موضوعاً شائكاً.
من جهة أخرى، تطورت وسائل التشخيص والعلاجات المتوافرة بحيث أصبح من الممكن اكتشاف نسبة كبرى من الحالات ومعالجتها في مراحل مبكرة فيما لم يكن ذلك ممكناً في السابق حين كان كثر يموتون دون معرفة السبب الحقيقي لمرضهم.
وإضافةً إلى ان تشخيص المرض أصبح يتم في الوقت المناسب، لا بد من الإشارة إلى أنه قبل فترة لا تتعدى 30 سنة، لم تكن العلاجات متطورة كما هي عليه الآن. فإذا كان المريض في سن متقدمة، لم يكن الحرص كما الآن على معالجته.
اليوم ازداد الحرص على المعالجة نظراً إلى توافر العلاجات المتقدمة. لا شك أن عاداتنا اليوم تشمل المزيد من المسببات للمرض التي تم اكتشافها ولا تزال تكتشف شيئاً فشيئاً، كالتلوث الذي يلعب دوراً والنظام الغذائي غير الصحي.
إضافةً غلى تأثير الحروب، لكن حتى الآن هذا ليس مثبتاً علمياً ولم يحصل الربط بين الأمرين بنسبة 100 في المئة ويحتاج تأكيد ذلك إلى مزيد من الدراسات.

- بوجود مسبّبات معروفة للمرض، إلى أي مدى يلعب نمط الحياة الصحي دوراً وقائياً من السرطان؟
مما لا شك فيه أن لنمط الحياة الصحي أثراً إيجابياً في عملية الوقاية من المرض سواء في اتباع نظام غذائي صحي أو في ممارسة الرياضة أو غيرها من العادات الصحية، خصوصاً أن زيادة الوزن تلعب دوراً سلبياً في عدد من انواع السرطان.
إلا أن اتباع هذا النمط لا يعني ان الشخص لن يصاب حكماً بالسرطان. لذلك، يجب عدم التعميم. يمكن أن نرى شاباً في سن الثلاثين يتبع نمط حياة صحياً ولا يدخن ويمارس الرياضة ويصاب بالسرطان... لذلك يمكن القول إن اتباع نمط حياة صحي يفيد لكنه لا يكفل عدم الإصابة بالسرطان.


حقائق سريعة عن السرطان

  • تعتبر اللوكيميا أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين الأولاد الذين هم دون سن 14 سنة.
  • نسبة 5 في المئة من حالات السرطان وراثية.
  • خلال الحياة، تصاب امرأة من ثلاث ورجل من اثنين بالسرطان.
  • أكثر من مليون حالة سرطان جلد من نوع NonMelanoma ستشخَّص كل عام.
  • يعتبر سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء بغض النظر عن العرق.
  • يعتبر سرطان البروستات المسبب الأول للوفيات بين حالات السرطان لدى الرجال، يتبعه سرطان الرئة وسرطان المريء.
  • ثمة أكثر من 100 نوع من السرطان، ويمكن أن يصاب بالمرض أي موضع في الجسم.
  • عام 2008، توفي نحو 7،6 ملايين شخص في العالم بسبب السرطان.
  • تظهر نسبة 70 في المئة من حالات السرطان في البلدان الفقيرة وتلك المتوسطة الدخل.
  • الأنواع الخمسة الأكثر شيوعاً بين مختلف أنواع السرطان التي تسبب الوفيات بين الرجال هي سرطان الرئة وسرطان المعدة وسرطان الكبد وسرطان القولون وسرطان المريء، وذلك بالتراتب بحسب النوع الأكثر شيوعاً.
  • أنواع السرطان الأكثر شيوعاً المسببة للوفيات بين النساء هي سرطان الثدي وسرطان الرئة وسرطان المعدة وسرطان القولون وسرطان عنق الرحم.
  • يعتبر التدخين المسبب الرئيسي الأبرز الذي يمكن الوقاية منه بين مختلف أنواع السرطان.
  • ينتج خِمس حالات السرطان في العالم عن فيروس HPV المسبب لسرطان عنق الرحم وعن فيروس الكباد «ب» المسبب لسرطان الكبد.
  • من الممكن معالجة نسبة 30 في المئة من حالات السرطان في العالم في حال اكتشافها في مرحلة مبكرة وفي حال معالجتها بالطريقة المناسبة.
  • يمكن الوقاية من نسبة 30 في المئة من حالات السرطان وذلك من خلال الامتناع عن التدخين واتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة والوقاية من الالتهابات التي قد تسبّب السرطان.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078