تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

سعد رمضان: تقاليدي لا تسمح بالكشف عن الفتاة التي أحبّها

رغم حفلاته الغنائية التي أحياها في مصر، يعتبر حفلته الأخيرة هي الأهم، لأنه غنّى فيها للمرة الأولى على مسرح دار الأوبرا المصرية الذي لطالما حلم بالوقوف عليه.
في حواره مع «لها»، تحدّث الفنان سعد رمضان عن تفاصيل زيارته الأخيرة لمصر، وغنائه في مهرجان الموسيقى، وعشقه الدائم للعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، وعن دور والدته المطربة الكبيرة سوزان غطّاس في عشقه للأعمال المصرية، وكشَف خبايا حياته الشخصية.


- كيف تقيّم زيارتك الأخيرة لمصر والتي أحييت فيها حفلة غنائية كبيرة في دار الأوبرا المصرية؟
إنها المرة الخامسة التي أزور فيها مصر منذ احترافي الغناء، وكل زيارة يكون لها طابع خاص ومختلف عن المرة التي سبقتها، لكن زيارتي الأخيرة هي أفضلها، حيث وقفت للمرة الأولى على مسرح دار الأوبرا المصرية، وهو من أهم المسارح في الوطن العربي، ففي المرات السابقة كنت أزور مصر لإحياء حفلات عامة كالتي أحييتها عام 2015 في مدينة شرم الشيخ، أو أقصد القاهرة لتسجيل أغنياتي.

- ما شعورك بعد أن شاركت في مهرجان الموسيقى العربية في دورته الأخيرة؟
أفتخر بالغناء على هذا المسرح العريق، فر غم محاولاتي المتكررة للوقوف عليه، نجحت هذه المرة إذ شاركت في حفلة خاصة لتقديم أغنيات الراحل عبدالحليم حافظ، فأحد أحلامي كان الوقوف على خشبة مسرح دار الأوبرا المصرية، وتحقّق هذا الحلم، فهناك مسارح يحلم أي فنان بالوقوف عليها، وبالتأكيد مسرح الأوبرا أحدها، لكونه يستضيف مهرجان الموسيقى العربية، وهو من أهم المهرجانات الغنائية العربية، وأتمنى ألا تكون مشاركتي فيه هي الأخيرة.

- هل انتابك الخوف وأنت تغنّي للعندليب الأسمر لكونك لست معتاداً على تقديم الأغنية المصرية؟
إطلاقاً، فأنا تربيت منذ طفولتي على الأغنيات المصرية، ولا تنسَ أن والدتي هي المطربة القديرة سوزان غطّاس، وقد لحّن لها كبار الموسيقيين المصريين، فتعاونتْ مع عمّار الشريعي والموسيقار حلمي بكر، وكنت في صغري أستمع إلى أمي وهي تغنّي، وحين زرت مصر للمرة الثانية، قابلت حلمي بكر، وقال لي: «والدتك من أجمل الأصوات في لبنان، فهي «أم كلثوم» لبنان».
لقد تعرفتُ إلى الجمهور المصري من خلال أم كلثوم وعبدالحليم، وأعلم جيداً أنه ذوّاقة وتربّى على المدارس الفنية الكبيرة، لذا من الصعب الغناء له، وأتمنى أن أكون على قدر المسؤولية.

- ما الذي تعلّمته من والدتك الفنانة الكبيرة سوزان غطّاس؟
ترعرعت في عائلة فنية وعسكرية في الوقت نفسه، فوالدي كان يرفض تماماً فكرة دخولي عالم الفن، ويصر على أن أستكمل دراستي الجامعية، في حين كانت والدتي تستمع لصوتي وتدعمني بقوة لمواصلة الغناء، ولذلك تركت الجامعة وأصررت على احتراف الغناء، لكن رغم مرور السنين وبلوغي الـ 30 عاماً، تراجعتُ عن قراري وعدتُ الى الجامعة، لأنني من محبّي العلم والتطور.

- ما رأيك في برامج المواهب الغنائية، خاصة أنك واحد من الذين تخرجوا فيها؟
يجب الاعتراف بأن لبرامج المواهب الغنائية إيجابيات وسلبيات، فأي متسابق يبدو في أمسّ الحاجة إلى الشهرة واختصار خطوات الصعود الى النجومية، والبرامج تقوم بهذا الأمر، فبدلاً من أن يبذل الفنان مجهوداً لسنوات من أجل أن يتعرف إليه الناس، تقصّر البرامج تلك الفترة، لكنها في المقابل وعقب انتهائها تتركه لمصيره ولا تقدّم له أي دعم، في وقت يكون فيه الفنان قد أصبح نجماً، من دون أن يكون قادراً على استكمال خطوات النجومية، ومن هنا تتعثر خطواته ويفشل. لذا، على الفنانين الذين تخرجوا في تلك البرامج أن يعملوا على تطوير أنفسهم.

- لماذا يحصرك الجمهور في نطاق الأغنية الرومانسية؟
أنا مع التعدّد والتنوع، وأرفض فكرة حصر الفنان في لون غنائي واحد، فطوال مشواري الغنائي قدمت 15 أغنية بمختلف اللهجات، ولا تشبه أي أغنية منها الأخرى، وطالما أنني قادر على الغناء بأكثر من لون فلماذا أحصر نفسي في لون معين؟ ففي حفلاتي أستطيع الغناء لعبدالحليم ووديع الصافي، وأُقدّم الموال والأغنية الهادئة أو ذات الإيقاع السريع، وحين يُطرح ألبومي الجديد سيرى الجمهور فيه كل الأشكال والألوان باللهجة اللبنانية.

- ألم تشعر بالقلق قبل طرحك أغنيتك الأخيرة «واعرة» التي قدمتها باللهجة المغربية؟
على الفنان أن يقدّم كل اللهجات العربية، لكونه يمتلك جمهوراً من الدول العربية كافة، إضافة إلى ذلك فالأغنية المغربية منتشرة على امتداد الوطن العربي ولها جمهورها، كما استطاعت أن تفرض نفسها بقوة على الساحة، والدليل على ذلك أغنية سميرة سعيد الأخيرة «لمغاربة»، كما أنني أمتلك جمهوراً كبيراً هناك، وأحب الغناء بأكثر من لهجة طالما أنني أستطيع إتقانها، وسأعمل على الفكرة لكي أرضي جمهوري كاملاً.

- ولماذا أنت بعيد عن تقديم الأغنية المصرية؟
قدّمت الأغنية المصرية من قبل، لكنها للأسف لم تلقَ الشهرة التي حققتها أغنياتي الأخرى باللهجتين اللبنانية والخليجية، وأعترف بأنني كنت مقصراً في عمل الدعاية لها، لكنني أعد جمهوري المصري بأن أقدّم له عدداً كبيراً من الأغنيات المصرية، كما أن ألبومي الجديد سيتضمن أغنية مصرية لن أكشف عن تفاصيلها حالياً، وسأتركها مفاجأة لجمهوري، هذا فضلاً عن أنني أغنّي دائماً للعظماء المصريين في أهم الحفلات في مصر أو لبنان.

- أنت مرتبط دائماً بعبدالحليم حافظ، فلماذا لم تعد تقدّم تلك الأغنيات مرة أخرى بصوتك؟
أحببنا جميعاً أغنيات عبدالحليم بصوته، ولذلك أحب أنا أيضاً أن أقدّمها بالشكل الذي قدمته به، فحليم كان يغنّي بطبقة الصوت التي يبرع فيها، وإن لم تكن عالية وهو العندليب، كما أنه استطاع التنويع في الألوان الغنائية.

- هل سيتضمن ألبومك الجديد دويتو غنائياً؟
قدمت من قبل أغنية دويتو مع مطربة ألبانية تُدعى سوني مالاي، وربما أخوض التجربة معها مرة أخرى، لكن حتى الآن لا يتضمن الألبوم أغنيات دويتو.

- كيف تقيّم مستوى الأغنية العربية حالياً في ظل وجود عدد من الأغنيات الهابطة؟
يجب الاعتراف بأن الأغنية العربية تعاني انحداراً مستمراً في مستواها، وتحديداً في ما يتعلق بالكلمات، لكن في الفترة الحالية اشتدّ هذا الانحدار، وأؤكد أنه مهما بلغ مستوى هذا الانحدار فالجمهور في النهاية يبحث عن العمل القيّم والمميز. وللعلم، تلك الأغنيات ستبقى موجودة، لأن المال أصبح يتحكّم في الفن، وكل من يمتلك المال قادر على فعل أي شيء.

- هل فكرت في خوض تجربة التمثيل بعد أن اتّجه إليه عدد كبير من النجوم في الفترة الماضية؟
عشقي للموسيقى شجّعني على دراستها، كذلك درست المسرح، وعرض عليَّ عدد كبير من الأعمال الدرامية، لكنني رأيت أن في الوقت الحاضر لا بد لي من التركيز في الغناء أكثر من التمثيل، لأنني لم أحقق بعد كل ما أحلم به في الغناء.
أحب خوض تجربة التمثيل، لكن وقتها لم يحِن بعد. طُلب مني منذ فترة أن أقدّم عملاً على المسرح، وأحببت الفكرة، لكن وجدت أنها ستُبعدني عن الغناء وسأتأخر في طرح ألبومي، لذا قررت أن تكون الخطوة الأخيرة هي التمثيل.

- تعد واحداً من أهم الفنانين الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كيف ترى تلك المواقع؟
على الفنان أن يتعامل مع التكنولوجيا بذكاء، وأن يواكب التطور التكنولوجي في العالم. وبما أن الفن مرآة الشعوب، لا بد للفنان من أن يتواصل مع الجماهير في أرجاء العالم، شرط ألا يتنازل عن عاداته وتقاليده.
ربما تكون التكنولوجيا قد سلبتنا بعض حريتنا من خلال ترصّدها الدائم لنا، ونشر أي أخبار عنا، سواء كانت صحيحة أو مغلوطة، لكنها أيضاً منحتنا إيجابيات عدة، كأن تقرّب الجمهور منا مهما بعُدت المسافات، فأنا اليوم أتواصل مع جمهوري في القارات كافة، وأجيب عن أسئلتهم من منزلي، هذا فضلاً عن السهولة في نشر أغنياتي وحفلاتي عبر تطبيق بسيط يعرفون من خلاله كل أخباري.


- هل حدّدت موعداً لزواجك؟
تربطني علاقة عاطفية بفتاة رائعة منذ عام ونصف العام، وإن شاء الله ستُكلّل بالزواج، لكنني حالياً لا أرغب في كشف أي تفاصيل عنها أو حتى صورتها، ذلك أنني رجل شرقي يحترم العادات والتقاليد، فحين يصبح الموضوع رسمياً سأزفّ الخبر للجميع. وللعلم، نحرص نحن الاثنين على ألا يتدخل أحد في حياتنا الشخصية، ومن حقّها أن تعيش حياة هادئة بعيداً من صخب الإعلام والشهرة.


- ما هي رياضتك المفضّلة؟
أحب كل أنواع الرياضة.

- هوايتك المفضلة؟
أحب السفر والتنقل بين بلدان العالم.

- وأكلتك المفضّلة؟
أعشق الأكلات المصرية، خاصة الحمام المحشي، فلا بد من أن أتناوله فور وصولي إلى مصر، كذلك أحب «الكوارع».

- من هم أقرب أصدقائك؟
أصدقاء الطفولة، ومدير أعمالي وسام، فكلما احتجت إليه أجده يدعمني على الفور.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079