تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

مشكلات القدمين لدى الأطفال...

مشاكل كثيرة يمكن أن يعانيها الأطفال دون أن يتنبه لها الأهل مباشرةً، كمشكلات القدمين التي تظهر بنسبة عالية بين الأطفال ويمكن أن يكبروا معها دون أن يلقوا العلاج المناسب مهما كان بسيطاً.
وفيما يبدو أن للأهل مسؤولية في ملاحظة أي من هذه المشكلات التي يمكن ان يكون لها أثر جمالي وأيضاً جسدي على الطفل، لا بد لطبيب الاطفال وحتى طبيب المدرسة أن يتنبه لأي نوع من المشكلات التي يمكن أن يعانيها الطفل لأن تطورها حتى سن كبيرة يتطلب علاجات أكثر صعوبة وتزداد معها احتمالات اللجوء إلى جراحة لتصحيحها.
الطبيب الاختصاصي في تقويم الاعضاء لدى الأطفال طوني حايك تحدث عن كل المشكلات التي يمكن ان تصيب قدمي الطفل وطرق معالجتها في السن المناسبة، مشدداً على ان الجراحة ليست الحل الاول بل ثمة طرق عدة معتمدة في طريقة الجلوس والمشي لتصحيحها في مراحل مبكرة.
أما الجراحة فنادراً ما تجرى في سن مبكرة إلا في حالات استثنائية تتطلب ذلك.


- ما مشكلات القدمين التي يمكن أن تظهر لدى الأطفال؟
ثمة مشكلات في القدمين هي خلقية وتحصل نتيجة خلل في مرحلة تكوين القدمين في الشهرين الاولين من الحمل. في هذه الفترة، قد تؤدي مشكلة معينة إلى تشوهات في القدمين.
في هذه الحالة، يصعب حل المشكلة بغير العملية التي تهدف إلى تصحيح التشوه. أما المشكلة الثانية التي تنتج عن تشوه خلقي وتظهر عند الولادة، فناتجة عن مشكلة في الوضعية أثناء وجود الجنين في الرحم في الاشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل.
إلا ان مشكلة الوضعية هذه يمكن أن تشفى تلقائياً وتستقيم خلال بضعة أيام من الولادة. هذا بالنسبة إلى التشوهات الخلقية التي تعتبر حالات استثنائية.
أما المشكلات الباقية والتشوهات التي نراها لدى نسبة من الأطفال والتي تعتبر أكثر شيوعاً، فهي:

  • الرجل الحنفاء Pied bot التي تكون مشوهة بالاعوجاج والتي يمكن ملاحظتها من اليوم الأول للولادة.

 

  • الالتصاق في الاصابع او وجود إصبع زائدة في القدم او وجود أصابع فوق بعضها أو تحت بعضها. وهي حالات نادرة أكثر.

 

  • اعوجاج القدمين في الاتجاه الداخلي. وتنتج هذه الحالة إما عن مشكلة في القدمين أو في الوركين، ووحده الطبيب يمكن ان يحدد أساس المشكلة من خلال الفحص العيادي.
    ويمكن معالجة هذه المشكلة بإعادة تدريب على المشي وبطريقة جلوس بشكل مربع لتحسين الشكل لأن العظام تكون لا تزال طرية في سن 5 إلى 8 سنوات ويمكن العمل في هذه المرحلة عليها لتحسينها. إذ أن التصحيح يكون دائماً أسهل في مرحلة الطفولة لأن العظام تكون طرية.
    أما بعد سن 12 سنة، فإذا لم تتحسّن الحالة، وبحسب درجة النمو والبلوغ، يتم اللجوء إلى تقنيات اخرى، ويمكن ان تكون هناك حاجة إلى عملية للورك لتصحيحه، لكن نادراً ما تكون هناك حاجة إلى الجراحة. علماً أن هذه المشكلة تنتج أحياناً عن طريقة جلوس خاطئة للطفل.

 

  • القدمان المسطحتان: في نسبة 50 أو 70 في المئة من الحالات، لا تكون هناك مشكلة فعلية، بل يتم الاعتقاد بوجودها لان قدمي الطفل تكونان مسطحتين دائماً في سن مبكرة لأن لا عظام صلبة لديه.
    لذلك يبدو في الشكل وكأن قدمي الطفل مسطحتان، خصوصاً إذا كان يعاني السمنة، فيما لا تكونان كذلك بل يكون كل ثقل الطفل مرتكزاً على قدميه وتبدوان كذلك لطراوة العظام. لذلك، لا بد من الانتظار حتى سن 5 سنوات للتأكد من وجود مشكلة والتثبت من عوامل أخرى يمكن أن تلعب دوراً.
    بعد هذه المرحلة يحتاج البعض إلى نعل طبي للمساعدة على تصحيح المشكلة.

 

  • مشكلة «فك الورك» هي من الحالات التي يمكن ان تحصل للصبيان الذين يعانون سمنة مفرطة. في هذه الحالة يلاحظ ان الولد يعرج دون أن يكون قد تعرّض للسقوط، وتحتاج هذه المشكلة إلى عملية لتصحيحها.

 

  • زيادة المسافة بين الركبتين: هذه من التشوهات التي لا تستدعي تدخلاً في سن مبكرة لأنها تظهر لدى كل الاطفال في السنوات الأولى من الطفولة ثم تصحح تلقائياً. اما لاحقاً فتؤخذ بعين الاعتبار عوامل أخرى ويتم التدقيق من المسافة بين الركبة والكاحل للتأكد من عدم وجود مشكلة.

- حتى اي سن يجب ان يكون حذاء الطفل طبياً حفاظاً على صحة قدميه؟
ليس للحذاء أي تأثير على قدمي الطفل، فإما أنهما صحيحتان أو لا ولا تأثير أبداً للحذاء في حصول أي تغيّر. لذلك سواء كانت هناك مشكلة في القدمين أو لا لن يؤثر الحذاء الطبي في شيء .

- هل يلعب الفيتامين «د» دوراً في هذه  المشكلات؟
يجب الحرص على حصول الطفل على كمية كافية من الفيتامين «د» لأن النقص له تأثير سلبي، خصوصاً إذا كانت قدما الطفل مقوستين.
في هذه الحالة خصوصاً يجب أن يحصل الطفل على كمية كافية من الفيتامين»د». وبشكل عام يوصف الفيتامين «د» للأطفال في المرحلة الأولى.
كما ينصح بالتعرض لاشعة الشمس لهذه الغاية للكبار والصغار حفاظاً على صحة العظام. ويوصف الفيتامين «د» أحياناً على أساس الفحص الذي يظهر ما إذا كان هناك نقص فيه أم لا.

- متى تكون العملية ضرورية؟
في 90 في المئة من حالات تشوهات القدمين لدى الأطفال لا تكون هناك حاجة إلى العملية بل إلى وسائل علاجية أخرى كون التصحيح يبقى ممكناً في سن مبكرة.
أما بالنسبة إلى الراشدين فترتفع نسبة العمليات. هذا ما يؤكد أهمية كشف المشاكل ومعالجتها في مرحلة مبكرة قبل البلوغ ليكون العلاج أسهل.

- إلى جانب العملية، ما التقنيات العلاجية التي يمكن أن تعتمد لتصحيح مشكلات القدمين لدى الاطفال؟
في المرحلة الاولى، تعالج معظم المشكلات بطرق معينة في المشي او في الجلوس فإما أن يطلب الجلوس بوضعية مربعة أو أن يطلب المشي بطريقة معينة. في مرحلة لاحقة، قد تتطلب بعض الحالات وضع الجفصين بطريقة معينة او اعتماد تقنية تقويم.
وإذا لم تنجح بدورها، ثمة حالات تستدعي اللجوء إلى العملية. لكن تنخفض نسبة الحالات التي تجرى لها جراحة في سن مبكرة، إلا الحالات التي فيها تشوهات معينة خلقية أو غيرها من الحالات التي تستدعي اصلاً اللجوء إلى جراحة كعلاج وحيد..

- هل يسهل على الأهل اكتشاف كل هذه المشكلات او التشوهات في قدمي الأطفال؟
فيما تظهر المشكلات الناتجة عن تشوه خلقي عند الولادة وتقع مسؤولية اكتشافها على عاتق الطبيب في المستشفى، تظهر مشكلات أخرى في مرحلة لاحقة.
والنسبة الكبرى منها تظهر عند المشي او الجلوس. يلاحظ هذه المشكلات الأهل عادةً، لكن في الوقت نفسه لا بد من التشديد على اهمية فحص طبيب الأطفال وعلى الفحص الطبي في المدارس الذي يمكن أن يكتشف نسبة كبرى من الحالات ولفت أنظار الأهل إليها لتتم معالجتها في الوقت المناسب على يد الطبيب الاختصاصي، بدلاً من الانتظار لسنوات حين يصبح العلاج أكثر صعوبة.

 -هل يمكن أن تسبب مشكلات معينة في القدمين ألماً للطفل؟
إضافةً إلى مشكلة التقوّس في مشط القدم الذي عندما ينتج عن خلل في الجهاز العصبي يسبب الماً، يمكن ان يعاني الطفل ألماً دائماً في الساقين.
في هذه الحالة، لا بد من التأكد مما إذا كانت العظام ملتصقة في الصورة الشعاعية او السكانر. وفي حال التأكد من وجود مشكلة، لا بد من اللجوء إلى علمية.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079