في داء السحايا الوقاية خير من العلاج

يعتبر داء السحايا من الأمراض الفتّاكة التي قد تسبب الوفاة خلال 24 ساعة. وحتى في حال تلقي العلاج المناسب، تبقى نسبة 10 في المئة من المرضى عُرضة للوفاة، هذا مع وجود مشكلة تشابه أعراض المرض غالباً مع تلك التي تترافق مع الإنفلونزا، مما يساهم في تأخير التشخيص وبالتالي العلاج، فلا تظهر أعراض واضحة إلا في مرحلة متقدمة من المرض، وقد يكون الأوان قد فات.
الطبيب اللبناني الاختصاصي في طب الأطفال والأمراض المعدية البروفيسور غسان دبيبو شدّد على أهمية حصول الأطفال على لقاح السحايا لحمايتهم من المرض لاعتباره يؤمّن الحماية مدى الحياة بدلاً من أن يتعرضوا للإصابة ويتهدد الخطر حياتهم.

- ما هو داء السحايا؟
داء السحايا هو التهاب خطير يصيب الطبقة الوقائية التي تحيط بالدماغ والنخاع الشوكي، مما ينتج فيروسات وبكتيريا وفطريات.

- هل من أسباب واضحة للإصابة بداء السحايا؟
أحد الأسباب الأكثر شيوعاً وخطورةً هو ما يعرف بالتهاب السحايا بالمكوّرات السحائية وتسببه بكتيريا المكورة السحائية التي يمكن العدوى بها أن تسبّب تعفناً في الدم.

- ما المضاعفات التي يمكن أن يؤدي إليها داء المكورات السحائية؟
يعتبر داء المكورات السحائية من الأمراض السريعة التقدّم التي يمكن أن تؤدي إلى الوفاة خلال 24 ساعة. وفي حال الإصابة بعدوى تعفّن الدم، يصل معدل الوفيات إلى نسبة 40 في المئة.
كما أن نسبة 20 في المئة من المرضى الذين ينجون، يواجهون إصابات خطيرة وأمراضاً مزمنة تصل إلى حد بتر الأطراف والتلف في الدماغ وفقدان السمع وظهور الندوب الحادة.
ويعتبر الموت من التهاب السحايا بالمكورات السحائية سبباً رئيساً لحوالى 2,1 مليون إصابة في العالم، ونحو 135 ألف حالة وفاة في السنة.

- هل من أعراض واضحة تشير إلى احتمال الإصابة به؟
أخطر ما في التهاب السحايا هو أن الأعراض المبكرة قد تتشابه مع أعراض الإنفلونزا، مما قد يسبب خطأ في التشخيص. فالأعراض قد تكون الحمى والصداع والغثيان والتقيؤ والتحسس الزائد، إضافة إلى التهاب الحلق أو فقدان الشهية.

- هل هذا يعني أن ما من أعراض واضحة للمرض في مرحلة مبكرة؟
ثمة أعراض تحدد مرحلة تقدّم الإصابة بالتهاب السحايا كالطفح الجلدي النزفي وآلام العنق والتصلّب ورهاب الضوء. وتأتي هذه الأعراض متأخرة، أي في مرحلة متقدمة من المرض، مما قد يزيد من صعوبة التشخيص الصحيح.
أما الأعراض كالارتباك والهذيان والنوبة المرضية وفقدان الوعي فهي من الأعراض التي تأتي متأخرة أكثر بعد وتتطوّر بشكل سريع وقد تؤدي إلى الوفاة.

- هل من وسائل معينة للوقاية منه؟
لا يمكن الوقاية من التهاب السحايا إلا بالتلقيح. علماً أن اللقاح يعتبر آمناً وفاعلاً ويسمح عند إجرائه للأطفال بتجنب الإصابات مدى الحياة. فالتهاب السحايا بالمكورات السحائية هو مرض لا يمكن التنبؤ به وقد يصيب الأصحّاء خلال فترة قصيرة، ومن هنا أهمية الوقاية.

- ما العلاجات الفاعلة التي يمكن اللجوء إليها في حال الإصابة بالمرض؟
في الدرجة الأولى، لا بد من التشديد على ضرورة التحرك السريع للمعالجة، لأن فاعلية علاج هذا المرض الفتّاك تكمن في سرعة التحرّك. لكن في الوقت نفسه، وعلى الرغم من توافر العلاجات الفاعلة، تبقى نسبة 10 في المئة من المرضى الذين يتلقون العلاج عرضة للوفاة.

- هل من سن معينة يمكن الإصابة فيها بهذا المرض؟
يصيب التهاب السحايا بالمكورات السحائية الصغار، خصوصاً الأطفال الذين هم دون سن الخامسة.

- كيف ينتقل المرض بالعدوى؟
تنتقل البكتيريا المسبّبة للمرض من شخص لآخر من طريق رذاذ الجهاز التنفسي أو إفرازات الحلق من الأشخاص الذين يحملونها. وتجدر الإشارة إلى أن المناطق التي تزيد فيها الكثافة السكانية والأماكن المكتظة كدور العبادة ومهاجع الطلاب والمجنّدين العسكريين هي الأماكن الأكثر عرضة لانتقال المرض.

كيف تنتقل الجرثومة؟
تنتقل الجرثومة بطرق عدة:

• اللعاب

• الإفرازات المخاطية

• التقبيل

• المشاركة في الأكل بالأواني نفسها

• السعال

• العطس

• الطعام الملوث بالبكتيريا     

كيف يتم التشخيص؟
قد يكون التشخيص ممكناً من خلال الفحص العيادي. كما يمكن التأكد بأخذ خزعة من النخاع الشوكي. حتى أنه يمكن مشاهدة البكتيريا غالباً بالمجهر.
أيضاً من علامات داء السحايا التي تظهر في الفحوص، ارتفاع معدلات البروتينات عن المعدل الطبيعي والتي تظهر في فحص الدم، والانخفاض الزائد في معدل الغلوكوز في الدم.

كيف يمكن الحد من خطر انتقال العدوى؟

يمكن الحد من خطر انتقال العدوى من خلال إجراءات بسيطة، هي:

• غسل اليدين باستمرار بالماء الدافئ والصابون. كما يجب الحرص على تنظيف الأظافر وما تحتها وذلك خلال 20 ثانية على الأقل. بعدها يتم شطف اليدين وتجفيفهما جيداً.

• يجب غسل اليدين قبل الأكل وبعد دخول الحمام أو تغيير حفاض الطفل أو رعاية مريض.

• يجب عدم مشاركة أواني الأكل كالأطباق والشوك والسكاكين.

• يجب وضع محرمة أمام الأنف عند العطس.

• يجب الحرص على إجراء كل اللقاحات المطلوبة.

• يجب استشارة الطبيب حول اللقاحات الإضافية التي قد تكون هناك حاجة إليها عند السفر.

أعراض شائعة وأخرى أقل شيوعاً
أكثر أعراض داء السحايا شيوعاً

• ارتفاع مفاجئ وحاد في الحرارة مع رجفان

• آلام في الرأس

• تشنجات في العنق

• ظهور بقع بنفسجية اللون تبدو أشبه بالكدمات

...وأعراض أقل شيوعاً

•  • النوبات المرضية

• الارتباك والهذيان

• فقدان الوعي

• التعب

• الطفح الجلدي، خصوصاً في مراحل متقدمة من المرض

مقالات ذات صلة

طريقة فعّالة لوقاية الطفل من السُّمنة

الطبيب خالد النعيمي يتحدث عن دور الذكاء الاصطناعي في تشخيص الأمراض الجلدية

داء السحايا الوقاية العلاج الأمراض الفتّاكة الوفاة البروفيسور غسان دبيبو المكورات السحائية الجرثومة انتقال العدوى الطفح الجلدي التعب