تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

جيهان عشماوي: 'أنت بخير'

دهمها المرض في سنّ صغيرة ليغيّر حياتها. فما بين طفلتيها وعملها وعائلتها، أصبحت الحسابات مختلفة والمشاعر متضاربة. لكن إيمانها شدّ من أزرها، وربط على قلبها عندما خرجت كلمات متثاقلة من فم طبيب مختصّ يؤكد إصابتها بسرطان الثدي، ولكن الأمل أنه في مرحلة مبكرة جداً، وفق نتيجة فحصها المبكر.


«أصبت بالمرض قبل خمس سنوات تقريبا، وحينها قلت في نفسي إنها رسالة من رب العالمين يريدني من خلالها مساعدة غيري».
هكذا كانت بداية حديث جيهان جميل عشماوي الأم لطفلتين، والحاصلة على الماجستير، إضافة إلى أنها عاملة في أحد الصروح التعليمية في جدة. قالت: «إنها حكمة من الله سبحانه وتعالى، خصوصا أن عائلتي من جانبَي الوالدين لم تظهر فيها إصابة بمرض السرطان.
كنت دائما ما أدعو رب العالمين ليبصرني بالحكمة التي أرادها من إصابتي بالمرض، وكانت بداية الطريق عندما طلبت من إحدى الممرضات أن تبلغني عن أي سيدة تحتاج الى دعم نفسي ومعنوي من المصابات بالمرض».

بداية الإصابة
عن اكتشافها للإصابة قالت: «كانت عن طريق الصدفة البحتة، فقد وضعت يدي لأجد فجأة كتلة في الصدر، وحينها لم أنتظر، بل اتجهت الى المستشفى وقمت بكل الخطوات من أشعة وماموغرام وغيرهما، وأكد لي الطبيب إصابتي بالمرض.
ولكن ولله الحمد كان في مرحلة مبكرة، فقرر الطبيب إجراء جراحة لاستئصال الورم والغدد الليمفاوية. دخلت في الجلسات الإشعاعية والكيميائية، وكانت المرحلة الأصعب لأن كل الأمور تتغير فيها وصولاً إلى الشكل الخارجي.
ولكن الحمد الله رب العالمين استطعت تجاوز كل هذه المراحل بسلام، خصوصا أني بدأت تثقيف نفسي عن طريق القراءة والدخول إلى المواقع الإلكترونية المتخصصة».

كيف تجاوزت الأزمة
«عندما تم تحديد وقت الجراحة قررت أن أبلغ عائلتي وقلت لهم إنها جراحة عادية، ولكن والدتي لم تقتنع بذلك فاضطررت لإعلامها بالحقيقة، وكانت الوحيدة التي تعلم.
ولكن بعد إجراء الجراحة تقررت الجلسات الكيميائية، حينها قررت إعلام الجميع بالموضوع حتى لا يفاجأوا بالتغيرات التي ستعتريني».
وكانت حريصة على شرح الموضوع بشكل مبسط لابنتيها حتى لا تستغربا ما ستمر به من اختلافات جسدية ونفسية وعصبية.
وبالفعل وجدت جيهان كل الدعم والمؤازرة من ذويها مشددة على أنهم الأكثر أهمية في هذا الموضوع لأنهم هم من يمنحون المريض قوة.
وكان للأطباء في طريقة التعامل مع جيهان أكبر الأثر والدعم، وهم عامل مهم جدا في إنقاذ المريض من كثير من التساؤلات التي تشوه تفكيره عند الإصابة، فروت أنها جلست مع طبيبها الذي شرح لها الحالة وما يترتب عليها بكل وضوح وتفصيل.

مع اليوتيوب
بعدما أنهت جيهان رحلتها العلاجية فكرت في وضع برنامج يخاطب هذا المرض والمصابين، والعاملين في العلاج. تقول: «بعد الانتهاء من العلاج الكيميائي، وانتهائي من دراسة الماجستير بدأت جديا التفكير في وضع برنامج تتبناه إحدى القنوات الفضائية عن هذا المرض وكيفية التعامل معه، خصوصا أني في الجلسة الأخيرة من العلاج تحدثت مع الممرضات في المستشفى وطلبت منهن أن يتواصلوا معي إذا كانت هناك مصابات يحتجن إلى دعم.
من هنا بدأت عملية البحث عن من يتبنى الفكرة، ولكن للأسف لم أجد من يتحمس للموضوع خصوصا أن برنامجاً كهذا سيحمل كثير من الألم والنصائح الطبية.
ولكن لم تكن الفكرة بهذه الطريقة، بل عبارة عن حلقات تبث الأمل في النساء اللواتي تعرضن للإصابة بسرطان الثدي، والتأكيد أن لديهن فرصة للعيش بطريقة طبيعية، ومواصلة الحياة بكل راحة، وأن الجلسات العلاجية ستنتهي مهما كانت مؤلمة.
وعندما لم أجد دعماً من الجهات المعنية قررت خوض التجربة بنفسي، وبدأت التفكير بتصوير نفسي وإجراء حلقات على اليوتيوب.
وبالفعل قمت بذلك ومن تابع الحلقة الأولى سيلاحظ أن التصوير غير واضح لأني كنت قد صورت نفسي بنفسي».
بدأت جيهان بث الحلقات على اليوتيوب، وبدأت تجد متطوعين ومتطوعات في الناحية الإخراجية والمونتاج، لافتة إلى أن الحلقات لن تخاطب فقط مرضى السرطان، بل كل من يحتاج الأمل والتفاؤل والحياة ببسمة جميلة.
أطلقت جيهان على الحلقات اسم «أنت بخير»: «الحمد الله، من الحلقة الأولى كانت ردود الفعل مبشرة وداعمة لي بشكل كبير، وتحضني على المواصلة.
إضافة إلى أن وجودي على التويتر كان رائعاً ورافعاً للمعنويات، وكثيرا ما تلقيت رسائل إيجابية مسّتني بشكل مباشر».
وعن تطوير حلقات أنت بخير قالت: «بعد كل هذا الدعم الذي حصلت عليه من المجتمع سأواصل المشوار، وستكون حلقات شهرية.
وسينضم كثير من المتطوعات والمتطوعين من الاستشاريين وبعض المرضى، وأيضا بعض المصابات اللواتي كتب لهن الشفاء، إضافة إلى معدّين ومصورين.
وأتمنى أن تصبح حلقات «أنت بخير» متبناة من أحد الرعاة لتصير برنامجاً تلفزيونياً يعرض على واحدة من القنوات الفضائية».
وأكدت أن مرض السرطان ابتلاء من الله ليمتحن صبر عباده عليه، متمنية أن تكون على مستوى هذا الصبر، خصوصا أن المرض عاودها في جزء من الرئة والفقرة القطنية أسفل الظهر.


«
محاربات بروح وردية» حملة فورد بالشراكة مع جمعية زهرة للسرطان
تزامنا مع اليوم العالمي لسرطان الثدي أطلقت جمعية زهرة السعودية حملتها التوعوية حول الكشف المبكر، وإجراء الكشف بشكل سنوي بمشاركة من فورد إيمانا منها بالمسؤولية الاجتماعية ودورها في محاربة هذا المرض.
وقد تألقت عدد من الشابات بأزياء خاصة لدعم هذه الحملة وهي عبارة عن «تي شيرت» من تصميم النجمة العالمية جينفر أنيستون، إضافة إلى نقش الحناء الذي حمل رمز الحملة.

وحضر الأمسية لفيف من سيدات المجتمع السعودي في الرياض والإعلاميات، لدعم هذا النشاط الذي عرضت من خلاله السيدة ريما عبد اللطيف قصتها مع مرض سرطان الثدي الذي اكتشفته قبل خمس سنوات خلال وجودها في الولايات المتحدة: «كنت أمارس التمارين الرياضية، وأتناول الأغذية الصحية، ومع ذلك فوجئت بالاصابة بسرطان الثدي، ولكن الحمد الله استطعت بدعم زوجي وأولادي تخطي المرض. وأنا حاليا أقف بينكن معافاة تماما والحمد الله.
وأعمل على إجراء الكشف بشكل سنوي ومنتظم».

وفي هذا السياق قالت مديرة العلاقات العامة والإعلام لدى فورد في الشرق الأوسط سوسن نيغوصيان: «كانت حملة «محاربات بروح وردية» تحمل على الدوام رسالة التعريف بأهمية الكشف الدوري عن سرطان الثدي، إذ يزداد احتمال الشفاء من المرض بشكل كبير إن تمّ تشخيص الإصابة به في مرحلة مبكرة.
وتُبرز الحملة القوة والشجاعة اللازمتين للتعامل مع كل التحديات التي تواجهها النساء المصابات بسرطان الثدي خلال محاربتهن لهذا المرض على مدار 365 يوماً في السنة.
وكان من الضروري لشركة فورد في الشرق الأوسط أن تطلق هذه الحملة في المملكة العربية السعودية بالتعاون مع جمعية زهرة لسرطان الثدي، لإبراز كل جوانبها وأهدافها، كي لا تكون محصورة فقط في زيادة التوعية حول هذا السرطان، بل التركيز أيضاً على تقديم الدعم للنساء اللواتي يصارعن المرض في الوقت الحاضر في أرجاء المملكة، فهؤلاء النساء هن بحق المحاربات الحقيقيات».

وفي هذا الصدد قالت المديرة العامة للجمعية هنادي العوذة: «نحرص في جمعية زهرة على تأكيد أهمية الفحص المبكر لسرطان الثدي، إلى جانب التوعية، الأبحاث، الاكتشاف المبكر، التدريب، ومساندة المريضات والناجيات».

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078