تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

السمنة والدهون من عوامل الإصابة في السعودية

كشف أحدث إحصاء صدر عن الجمعية السعودية للعلوم الإحصائية أن نسبة الإصابة بسرطان الثدي في السعودية في العام 2008 تراوحت بين 25 و26 في المئة، وهو المرض الذي يُعد الأكثر انتشاراً بين السيدات. وكان متوسط سن المصابات يتراوح بين 45 و46 سنة.
في الوقت نفسه أشار إحصاء لجمعية الإيمان لعلاج مرضى السرطان صدر حديثاً في جدة أن نسبة الإصابة بالمرض تزيد مع التقدم في العمر، وما يقارب 20 في المئة من الحالات المكتشفة تحت سن الأربعين.
«لها» التقت عدداً من المختصين الذين أكدوا أن الوقاية هي أفضل وسيلة للحد من المرض. 

الفهيدي: 25 في المئة نسبة إصابة السيدات بسرطان الثدي في السعودية
قال رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر واستشاري أورام الثدي في مدينة الملك عبد العزيز الطبية الحرس الوطني في جدة الدكتور متعب الفهيدي إن العوامل المساعدة على الإصابة بسرطان الثدي تبدأ في الجنس، «وقد تصيب أورام الثدي الرجل لكن بنسبة أ قل من واحد في المئة مقارنة بالمرأة.
كما أن التقدم في العمر يزيد احتمالات الإصابة». فعلى سبيل المثال إذا بدأت الدورة الشهرية قبل سن 12 سنة وانتهت بعد 52 سنة، أي تأخرت، تتعرض المرأة لهرمون الاستروجين أكثر من غيرها، وهو ما يعتبر عاملاً يزيد احتمال الإصابة.
أيضاً استخدام موانع الحمل بإفراط أكثر من 7 سنوات واستخدام الأدوية الهرمونية التعويضية دون استشارة الطبيب.
ويرتفع احتمال الإصابة أيضاً لدى السيدات اللواتي أنجبن الطفل الأول بعد سن 35 سنة، وهو ما يعتبر سناً متأخرة.
ومن العوامل المساعدة الأخرى للإصابة بسرطان الثدي الدهون، والسمنة في الجسم، إضافة إلى أسلوب الحياة والممارسات الخاطئة كالتدخين».
وحرِص الفهيدي على التنبيه الى أن وجود العوامل المساعدة لا يعني الإصابة بسرطان الثدي، ولو اجتمعت كل العوامل في امرأة لا يعني هذا أنها ستصاب بسرطان الثدي، لكن هذه العوامل تُساعد الـطبيب في الدراسات لتحديد الفئات العمرية التي تُصاب بهذا المرض دون غيرها.
وفي حال السؤال عن السبب الحقيقي لأورام الثدي  فإنه غير معلوم، «لكننا نعرف العوامل المساعدة للإصابة به، ونعلم جيداً أن الاكتشاف المبكر يُساعد في نجاح العلاج بنسب عالية تصل إلى 98 في المئة.
وما يجب أن نُركز عليه هي الأمور الايجابية والتي تتمثل في الاكتشاف المبكر».
وأشار الى أن أورام الثدي تتميز عن غيرها من خلال تطورها المذهل والسريع من ناحية الاكتشافات والعلاجات.
«ففي العشر سنوات الأخيرة تغيرت أمور كثيرة واستحدثت اكتشافات لعلاج هذا النوع من السرطانات، ولا يزال التشديد على الكشف المبكر والفحص الذاتي حاضراً في كل السنوات».
وحول نسبة الإصابة بأورام الثدي على مستوى السعودية حذّر الفهيدي من أنها نسبة مرتفعة جدا تترواح بين 25 و26 في المئة، لافتاً إلى أن أنواع الأورام تختلف من سيدة إلى أخرى، «فقد نجد سيدة استؤصل ثديها في حين أن أخرى عُولجت عن طريق الهرمون، وثالثة خضعت لعلاج كيمائي أو إشعاعي أو كليهما، والرابعة لعلاج موضعي.
يختلف العلاج بحسب حالة السيدة، وكل مرحلة من مراحل هذا النوع من السرطان لها علاج معين».
وذكر أن المؤتمر العالمي الرابع لأورام الثدي (الوقاية هي الغاية) الذي انطلق في بداية تشرين الأول/ أكتوبر يهدف إلى توضيح آخر ما توصل إليه العلم في العلاج، مُضيفاً: «ما يميز هذا المؤتمر أنه يُقام ضمن أسبوع التوعية حول أورام الثدي، وبمشاركة جمعيات مختلفة مثل جمعية الإيمان وجمعية زهرة».

السليماني: الفحص الذاتي خير وسيلة للوقاية
قال المدير العام لجمعية الإيمان لرعاية مرضى السرطان الخيرية في جدة وعضو مجلس الاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان فهد بن حسين السليماني إن الجمعية استعدت للشهر العالمي للوقاية من سرطان الثدي تحت شعار «الفحص الذاتي خير وسيلة للوقاية من سرطان الثدي»، وتم تجهيز 10 آلاف منشور ونشرة توعوية توضح بالصورة والكلمة طرق الفحص الذاتي للسيدات للثدي بعد الدورة الشهرية.
كما تحتوي على نداء للسيدات بعد سن 45 سنة بضرورة الخضوع لفحص أشعة الماموغرام، وأهمية الفحص المبكر بمعدل مرتين سنوياً.
وأشار السليماني إلى أن هذا البرنامج انطلق بالتعاون مع القطاعات الصحية في وزارة الصحة، والحرس الوطني، والمستشفى العسكري، والمراكز الطبية في جدة، نُظّمت حملة توعوية للتعريف بأهمية الفحص المبكر بالإضافة إلى توفير الفحص المجاني من الجمعية لأي سيدة ترغب خلال تشرين الأول/أكتوبر في إجراء الماموغرام.
وشدد السليماني على ضرورة معرفة السيدة أن أي تكتل في جسدها لا يُعد سرطاناً فقد يكون ورماً حميداً، أو خُراجاً، لكن السكوت عنه قد يضاعف هذه الأمور.
لذا لا بد لكل سيدة أن تضع في اعتبارها أن الفحص الذاتي هو وقاية من السرطان بشكل عام ومن سرطان الثدي بشكل خاص.

التغذية العلاجية  وعلاقتها بمسببات السرطان
من جانبه، ذكر نائب رئيس الجمعية السعودية للغذاء والتغذية سابقاً واستشاري التغذية العلاجية الدكتور خالد بن علي المدني أن التغيير في نمط الحياة والسلوك الغذائي والعوامل البيئية خلال العقود الثلاثة الماضية  لعبت دوراً كبيراً في تزايد حالات السرطان.
وهذه العوامل يمكن السيطرة عليها كالغذاء، والتدخين، وتعاطي الكحوليات، والتعرض الزائد لأشعة الشمس، والتعرض لمخاطر التلوث البيئي. وتدل أغلب الدراسات على أن حوالي 35% من إصابات السرطان سببها التغذية، يأتي بعد ذلك التدخين، ثم 30% نتيجة التعرض لمخاطر المهنة والكحول والتلوث.
وفي ما يخص الغذاء يرى المدني عدة آليات ممكنة لإحداث السرطان منها تلوث الأطعمة بمواد مسرطنة مثل الأفلاتوكسين Aflatoxins، أو مواد مشعة، أو بعض العناصر المعدنية الثقيلة (الزرنيخ ، الكروم، النيكل، الكادميوم)، والتي تتجمع مع مرور الوقت في جسم الإنسان ويكون لها تأثير مسرطن.
كذلك استعمال مواد مضافة محظورة مثل مادة برومات البوتاسيوم، والتي استعملت تجارياً منذ سنة 1923 كمادة إضافية مبيضة ومساعدة على النضج. بمعنى أن الدقيق (الطحين) الحديث الطحن الذي يميل لونه إلى الصفرة ينضج مع طول مدة التخزين ويتحول ببطء إلى اللون الأبيض.
ولهذه المادة (برومات البوتاسيوم) خاصية زيادة سرعة التبيض والمساعدة على النضج في وقت أقل مما يوفر نفقات التخزين وكذلك يجنب الخطورة الناتجة عن التخزين كالحشرات والقوارض والتلف.
كما أن بعض الأغذية تحتوي طبيعياً على مواد مسرطنة تم تخليقها طبيعياً في الأغذية خلال مراحل الإنتاج أو التصنيع.
وهذه المواد عبارة عن مجموعة متباينة من المركبات الكيميائية التي تختلف في تركيبها وصفاتها وتأثيرها الضار الذي يؤدي إلى بعض المخاطر الصحية للإنسان.
ونصح المدني بعدم تكرار استخدام الزيوت في القلي، لأن الأكسدة الناتجة من تكرار القلي تؤدي إلى ظهور العديد من المركبات المسرطنة الضارة بالجسم، كما يجب أن يكون قلي الأطعمة في درجة حرارة أعلى من 140 درجة مئوية وأقل من 180 درجة مئوية حتى لا تفقد طعمها وتمتص زيتاً كثيراً وحتى لا تتكون قشرة صلبة تمنع قلي الطعام جيداً.
ويجب الإسراع في تصفية الزيت بعد القلي لأن الفضلات المتبقية تعجّل في تلف الزيت.
وأشار المدني إلى أن معظم الأورام السرطانية تؤثر سلباً في الحالة الغذائية على النحو التالي:

1  فقدان الوزن
يرتبط التغير في الجهاز العصبي المركزي بتطور عملية فقدان الشهية. كما أن الاضطرابات في حالة حاستي التذوق والشم تؤدي إلى فقدان الشهية.
وقد تنشأ عملية فقدان الشهية لدى مرضى السرطان نتيجة الإشارات المثبطة من القناة الهضمية، ذلك أن التغير في التذوق قد يغير إفرازات المعدة، مما يؤدي إلى تأخر عملية الهضم والشعور بالشبع لفترات طويلة.
كما أن تناقص الغشاء المخاطي للأمعاء الدقيقة وضعف الألياف العضلية لجدار المعدة قد يساهمان أيضاً في عدم مقدرة مرضى السرطان على استخلاص الفوائد العديدة من  العناصر الغذائية المتناولة مما يؤدي إلى فقدان الوزن .

2  الوهن أو الضعف الشديد  Cachexia
تحدث حالة الوهن أو الضعف الشديد التي يعانيها مرضى السرطان عادة نتيجة التغيرات التي تطرأ على التمثيل الغذائي للطاقة، وعدم الانتظام في التمثيل الغذائي للكربوهيدرات والدهون والبروتينات، وتغيرات في مستوى الفيتامينات والمعادن وعدم انتظام التوازن الحمضي القاعدي وتوازن الإلكترولايتات.

وعن تأثير طرق العلاج على الحالة الغذائية للمريض قال المدني إن الأورام السرطانية  تعالج عن طريق الجراحة أو الإشعاع أو عن طريق العقاقير الكيميائية، «وقد تستعمل هذه الوسائل العلاجية كل على حدة أو بعضها مع بعض. وكل من الأنواع الثلاثة الرئيسية للعلاج تؤثر سلباً على حالة المريض الغذائية والصحية».
وخلص إلى أنه يمكن تحديد الأسس الأولية للوقاية من مرض السرطان والسيطرة عليه بإتباع الخطوات التالية

  • الإقلال من تناول الأطعمة المشوية والمملحة والمخللة والمدخنة.
  • الإكثار من تناول الفواكه والخضر الطازجة والحبوب الكاملة.
  • الإكثار من تناول الأطعمة التي تحتوي على العناصر الغذائية المضادة للأكسدة مثل فيتامين (C) وفيتامين (E) وطلائع فيتامين (A)، وكذلك على عنصر السلينيوم.
  • الإقلاع عن تناول الدهون بحيث لا تزيد عن 30% من السعرات الحرارية الكلية اليومية.
  • الامتناع عن تناول المشروبات الكحولية.
  • الامتناع عن التدخين وعدم مخالطة المدخنين.
  • إتباع نظام غذائي لتخفيف الوزن (في حالة السمنة).
  • التنويع في تناول الطعام قدر الإمكان وعدم الاعتماد على نوع واحد من الأطعمة بصورة مستمرة.
  • عدم تناول الأطعمة وهي ساخنة جداً بل الانتظار حتى تكون دافئة.
  • ممارسة الرياضة.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078