تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

التدخين عدو أساسي للحنجرة

 

يعتبر الصوت وسيلة التواصل الأولى التي نعتمد عليها في علاقاتنا مع الآخرين.
ونظراً إلى أهميته في حياتنا، تبرز ضرورة الحفاظ عليه من كل الأضرار التي يمكن مواجهتها والتي يأتي التدخين على رأسها، فهو العدو الأكبر للصوت والسبب الوحيد للأمراض السرطانية التي تصيب الحنجرة.
رئيس قسم أمراض الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى أوتيل ديو في بيروت البروفيسور أمين حداد تحدث ضمن مؤتمر نظمته مختبرات سانوفي، عن كل الحقائق المتعلّقة بالصوت وعن مشكلات الحنجرة وعن التدخين الذي يشكل العدو الأكبر لها كونه المسبب الأول والوحيد لسرطان الأوتار الصوتية، داعياً إلى استشارة الطبيب الاختصاصي عند ملاحظة أي تغيّر في الصوت، خصوصاً لدى المدخن الذي يُطلب منه فحص روتيني يسمح بتشخيص المرض، في حال وجوده، في مرحلة مبكرة.

- كيف يمكن ملاحظة أي مشكلة في الحنجرة؟
أي تغيّر في الصوت يستمر مدة قد يكون مؤشراً لوجود مشكلة في الحنجرة ويستدعي اللجوء إلى طبيب اختصاصي للتأكد من ذلك.
وتكمن المشكلة في أن هذا التغير في الصوت قد لا يلاحظه المدخن كون التدخين يسبب أصلاً تغيراً في الصوت.

- ما نوع التغيّر الذي يمكن أن يلاحظ في الصوت؟
التغيّر الذي يمكن ملاحظته في الصوت هو بحة مثلاً تستمر أكثر من 3 أسابيع، عندها من الضروري استشارة الطبيب الاختصاصي.

- هل كل تغيّر في اي سنّ يمكن أن يكون مقلقاً؟
في سن 11 أو 12 سنة أي في مرحلة البلوغ يتغيّر صوت الولد، وأي تغيّر بعدها قد يشير إلى وجود مشكلة ويستدعي استشارة الطبيب.
علماً أن الولد يعتاد شيئاً فشيئاً على هذا التغيّر ويتأقلم معه، لكن قد لا يتمكن من الاعتياد عليه فلا «يتخن» صوته لأنه يعجز عن استعمال هذا التغيّر الجديد.
عدا عن ذلك أي اختفاء للصوت لدى راشد يعني وجود مشكلة عضوية ويحتاج إلى فحص عيادي لدى طبيب اختصاصي.
كما يصبح الصوت أكثر خشونة مع التقدم في السن الذي يؤثر في الأداء من حيث الغناء وفي طول النفس ولا تعود هناك قدرة على زيادة قدرة الأوتار الصوتية علىالتحمل.
لكن يمكن معالجة ذلك بتعديلات معينة وتمرينات تساعد على التأقلم مع هذا التغير الذي طرأ.

- هل يمكن تغيير خامة الصوت ام انها مسألة ثابتة؟
يمكن تغيير خامة الصوت. إذ يعاني بعض الأشخاص من خامة صوت مزعجة وثمة طرق لتغييرها إذا لم تكن تناسب الشخصية أو لا تعجب الشخص. ثمة تمارين معينة تساعد على تغيير خامة الصوت كالتنفس الذي يساعد على ضبط الصوت.
ويمكن تحقيق ذلك بعدد من الجلسات مع الاختصاصي الذي يمكن أن يعرف ما إذا كان ثمة أمل في التحسن أم لا.

- هل للتدخين ضرر مباشر على الحنجرة أم أنه فقط قد يخفي مشكلة موجودة؟
يتغيّر صوت المدخن أصلاً بسبب التدخين، لكن في حال ازدياد البحّة لديه لفترة يجب مراجعة الطبيب، خصوصاً أنه يصعب عليه كمدخن ملاحظة هذا التغير.
مع الإشارة إلى أن التدخين هو المسبب الأول لسرطان الحنجرة ويعتبر تغيّر الصوت العارض الأول له.

- هل من روتين معين للفحص في ما يتعلّق بالمدخن؟
يجب فحص المدخن مرة كل 6 أشهر لأن تغيّر الصوت لا يتحوّل إلى سرطان خلال فترة تقل عن 6 أشهر. اما بعد 6 أشهر فتتحوّل الأعراض إلى مراحل أولى من السرطان.
وكون المدخن لا يتنبه عادة إلى تغير صوته الذي قد يكون مَرَضياً، يعتبر الفحص ضرورياً.
مع الإشارة إلى أن التدخين يعني التدخين بأنواعه بما فيه النرجيلة التي تشكل خطراً كبيراً، خصوصاً مع انخفاض سن من يدخنوها. هذا إضافةً إلى خطر التدخين السلبي الذي لا يقل عن خطر التدخين.

- هل يعتبر سرطان الحنجرة والأوتار الصوتية قابلاً للشفاء؟
يتميز سرطان الأوتار الصوتية بقابلية عالية للشفاء، في نسبة 92 في المئة من الحالات لا يتم فيها استئصال الأوتار أو الحنجرة ويتم فيها الحفاظ على الصوت وعلى القدرة على البلع.
هذا في حال تشخيصه في مرحلة مبكرة. اما في حال امتداده نتيجة الإهمال وانتشاره إلى الغدد اللمفاوية فتزداد صعوبة العلاج وتكون هناك حاجة إلى علاج كيميائي وجراحة لاستئصال الحنجرة.
عندها تتراجع نسبة الشفاء من 92 في المئة إلى 70 في المئة.

- كيف يتم العلاج؟
يمكن معالجة الحالات التي يتم فيها التشخيص في مرحلة مبكرة بالمنظار أو الأشعة. أما في حال اكتشاف المرض بعد تطوره فتصبح العلاجات أكثر كلفة وتزيد الآثار الجانبية الناتجة عنها.
إذ تكون هناك حاجة إلى الجراحة لأن الورم في المراحل المتقدمة من المرض يأكل الحنجرة وتلاحظ بحة صوت قوية وواضحة، إضافةً إلى العلاج الكيميائي لأن الجراحة لا تكفي وحدها في هذه الحالات.
هذا مع ضرورة وقف التدخين بعد استئصال الورم لأنه يمكن أن يظهر آخر في حال الاستمرار بالتدخين.

- إذا لم يكن السرطان سبباً للبحة وتغيّر الصوت، ما العوامل التي يمكن أن تكون مسببة؟
ليس كل تغيّر في الصوت مؤشراً للإصابة بالسرطان. يمكن أن يتغيّر الصوت بسبب الشد أثناء الكلام أو الصراخ أو بسبب مشكلات هرمونية.
يمكن أن تساهم عوامل عدة في تغيّر الصوت كالطقس الذي يلعب دوراً والبيئة. لذلك ينصح عندها بترطيب الحنجرة كل 5 دقائق أو 10.
كما أن الحموضة في المعدة تلعب دوراً في كثير من الحالات. إذ يظهر لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد لارتجاع الأكل، خصوصاً عند تناول عشاء ثقيل قبل موعد النوم، تغيّر في الصوت ثم يخف في اليوم التالي.
لا مشكلة عند تناول عشاء ثقيل بشكل استثنائي، لكن يجب ألا يتحوّل إلى روتين دائم. فالأشخاص الذين يعانون مشكلة حموضة في المعدة ويتناولون العشاء في وقت متأخر يعانون أكثر من بحة في الصوت.
لذلك من الأفضل تناول العشاء في وقت مبكر قبل 3 ساعات من موعد النوم. إضافةً إلى ذلك، تلعب العلكة دوراً سلبياً على الصوت، فمقابل كونها تساعد على البلع، تؤذي المنكهات فيها الحنجرة والصوت.

- هل صحيح أن بعض الأطعمة يمكن أن تساعد على معالجة البحة في الصوت؟
ليس صحيحاً ما يقال عن دور بعض الأطعمة في تحسين البحة كالعسل والطحينة. هذا من المعتقدات الخاطئة.

- هل من اشخاص تتأذى أصواتهم أكثر من آخرين؟
لا بد من التوضيح أن لكل منا قدرة صوتية معينة. ثمة أشخاص تتعب الأوتار الصوتية لديهم أكثر من الآخرين وعندما يقومون بمجهود إضافي تتأثر الحنجرة أكثر بسبب الاحتكاك.
الحنجرة عبارة عن عضل يحتاج إلى التدفئة والتمرين قبل الاستعمال، خصوصاً بالنسبة إلى الأشخاص الذين يستعملون أصواتهم أكثر من الآخرين. علماً أن هناك ثلاثة أنواع من الأصوات، فهناك الصوت المحكي والصوت المحاضر والصوت المغنّى.
ويحصل الأذى عند رفع الصوت دون تدفئة الأوتار وتمرينها، فيحتاج عندها الصوت إلى المتابعة. بشكل عام، وخصوصاً بالنسبة إلى الاشخاص الذين يستعملون أصواتهم بكثرة كالفنانين، يجب البدء بهدوء أولاً ويجب ترطيب الحنجرة ويجب عدم البدء بالغناء بعد النهوض من السرير مباشرةً.
كما تجدر الإشارة إلى بعض المهن التي تجعل من يمارسها أكثر عرضة لمشكلات في الصوت كالمعلمات في المدارس والأشخاص الذي يضطرون لرفع أصواتهم ولا قدرة لديهم على ذلك مما يؤذي الحنجرة.
في هذه الحالة من الضروري العمل على رفع الصوت تدريجاً لكي لا تتأذى الحنجرة.


هل من إجراءات وقائية معينة يمكن اتخاذها لحماية الصوت؟

ثمة إجراءات معينة يمكن اتخاذها لحماية الصوت من كل العوامل التي يمكن أن تؤذيه، منها ما يرتبط بقوة الصوت ومنها ما له علاقة بالوقت ومنها يتعلّق بتجنب العوامل التي يعرف أنها تؤذي الصوت.


من
حيث قوة الصوت

  • ينصح بتجنب الصراخ إذ أنه من الأفضل إيجاد وسائل أخرى للتعبير عن مشاعر الفرح او الغضب مثلاً. كذلك يمكن إعطاء الأوامر للأطفال مرة واحدة بدلاً من الصراخ لتأديبهم.
  • يجب تجنب الحديث بصوت مرتفع أثناء المحادثة.
  • يجب تجنب الحديث في الأماكن الصاخبة التي تلزمنا بالكلام بصوت مرتفع.
  • يجب تجنب التحدث إلى شخص موجود على مسافة بعيدة.
  • يجب تجنب الهمس فهو يؤذي أيضاً.

 

من حيث الوقت

  • يجب عدم التكلم أكثر من اللازم
  • يجب تعلّم الاستماع إلى الآخرين
  • ينصح بترك المجال للآخرين للكلام
  • يجب عدم التكلم إلا عند الضرورة
  • يجب التزام الصمت خلال 5 أو 10 دقائق مرات عدة في اليوم

 

أما العوامل المؤذية للصوت فهي

  • السعال أو توضيح الصوت، عند الضرورة يمكن أخذ رشفات من الماء او توضيح الصوت بأقل قدر ممكن من الجهد.
  • التدخين بأنواعه: يجب تجنبه لأنه يثير الأوتار الصوتية.
  • الفيروسات التي يمكن أن تصيب الحنجرة والتي يمكن حمايتها عندها بالحد من الكلام وعدم الشد للتكلم.
  • تجنب الكلام عند الشعور بالألم أو الانكماش أو الوخز في الحنجرة لأن هذه المشكلة تتفاقم بعد فترة طويلة من الكلام وتشير إلى أن العضلات مشدودة.الإجهاد يمكن أن يؤثر سلباً على الصوت لذلك يجب الاسترخاء قدر المستطاع.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079