في اليوم العالمي للحليب...
منذ عام 2001، حدّد يوم الأول من حزيران/يونيو اليوم العالمي للحليب بهدف التركيز على أهميته وفوائده.
يتناوله البعض في الصباح مع الفطور، فيما يفضّل البعض تناوله في فترة بعد الظهور كوجبة صغيرة صحية، كما أن كثيرين يلجأون إليه قبل النوم كوسيلة مثلى للاسترخاء ولتسهيل عملية النوم.
فوائده الصحية والنفسية كثيرة، قد نعرف بعضها لكن ثمة الكثير من الفوائد التي نجهلها عن الحليب سواء كنا من عشاقه أو من الأشخاص الذين لا يتقبّلون فكرة تناوله وقد يبدّلون رأيهم بعد التعرّف عليه بشكل أفضل مع اختصاصية التغذية مايا أبو جودة.
- يحكى الكثير عن فوائد الحليب وأهميته ضمن نظامنا الغذائي في كل الأعمار كمصدر للكالسيوم، ألا يمكن الحصول على حاجة الجسم من الكالسيوم من أطعمة أخرى؟
يمكن الحصول على الكالسيوم من مصادر أخرى، لكن تكمن أهمية الحليب كمصدر له في كونه مصدرا حيوانيا يسهل على الجسم استيعابه أكثر من المصدر النباتي. ثمة مصادر أخرى غنية بالكالسيوم كالسمك الصغير الحجم مثل البزري والسردين.
كذلك بين الأطعمة النباتية هناك الخضر الخضراء كالبقدونس والسبانخ والمكسرات كاللوز وبزر دوّار الشمس. كلّها غنية بالكالسيوم، لكن يبقى الحليب ذا أهمية كبرى كمصدر للكالسيوم لأن الجسم يمتصّه بشكل أفضل.
- أي من مشتقات الحليب يأتي في المرتبة الثانية لجهة الغنى بالكالسيوم؟
ثمة مصادر كثيرة للكالسيوم نجدها في مشتقات الحليب ويأتي بعده في المرتبة الثانية اللبن (الزبادي) الذي يعتبر بديلاً جيداً، ثم الأجبان الصفراء التي تعتبر أيضاً غنية بالكالسيوم.
لكن تكمن المشكلة في كون الأجبان الصفراء غنية بالوحدات الحرارية إلى جانب غناها بالكالسيوم. وبالتالي لا بد من التفكير بهذه الناحية عند تناولها.
- ما كمية الحليب التي ينصح بتناولها يومياً ضمن المعدل الطبيعي، بحسب فئات العمر؟
قبل سن السنتين، من الطبيعي أن يتناول الطفل الحليب طوال النهار كل 3 ساعات بمعدل 90 إلى 150 مل.
أما بعد هذه المرحلة أي بين سن سنتين و3 سنوات، فينصح بكوبين في اليوم. وخلال فترة المراهقة، حين يكون نمو العظام في ذروته، لا بد من زيادة الكمية إلى 3 أو 4 أكواب كون العظام تتكوّن وتنمو بكثرة في هذه المرحلة ولا بد من الحصول على المخزون الأكبر من الكالسيوم.
علماً أن هذه المرحلة تستمر لدى الأولاد حتى سن 20 أو 25 سنة، ولدى الفتيات قبل ذلك. مع الإشارة إلى أن حاجة الجسم من الكالسيوم تصل في مرحلة المراهقة إلى 1300 ملغ.
- ما كمية الكالسيوم في كوب من الحليب؟
يحتوي كوب الحليب على 300 ملغ من الكالسيوم. أما حاجة الجسم اليومية منه فهي 1200 ملغ يمكن توزيعها والحصول عليها من أطعمة أخرى إلى جانب الحليب.
- هل تحتاج الحامل إلى كمية كبرى من الحليب في اليوم؟
تحتاج الحامل إلى كمية الكالسيوم والحليب نفسها التي يحتاجها الشخص العادي. وليس هناك حاجة إلى المبالغة في شرب الحليب أو تناول مشتقاته. لكن تبرز المشكلة عندما تكون الحامل غير معتادة على تناول الحليب أصلاً.
ففي الايام العادية يمكن تعويض حاجة الجسم في يوم آخر في حال عدم الحصول عليها في أحد الأيام. لكن لدى الحامل يمتصّ الجنين الذي تتكوّن عظامه، الكالسيوم من أمه. فإذا لم تؤمن مخزوناً كافياً، يمتصه الجنين من عظامها وهنا تكمن الخطورة.
لذلك، لا بد من تناول مكملات الكالسيوم خلال الحمل للتأكد من تأمين الحامل مخزوناً كافياً يكفيها وجنينها.
- في أي مرحلة أو سن يعتبر الحليب اكثر أهمية كمصدر للكالسيوم؟
تبقى المراهقة المرحلة التي تصل فيها حاجة الجسم إلى الحليب ومختلف مصادر الكالسيوم إلى الذروة نظراً الى نمو العظام الكبير فيها.
- هل صحيح أنه يمكن أن يسبب الحليب الحصى في الكلى؟
لا بد من التوضيح أن الحصى في الكلى مكونة من اجتماع الكالسيوم مع الOxalate وهو أحد الألياف الموجودة في الجسم.
لا يسبب الحليب نفسه الحصى لأن المشكلة ليست في الكالسيوم بذاته بل في زيادة نسبة ال oxalate الذي يلتقط الكالسيوم ليكوّن الحصى.
وففي حال وجود استعداد لتكّون الحصى مع الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالoxalate كالفريز والقهوة والشاي والشوكولا والتوت بأنواعه والسبانخ، تكثر نسبته في الجسم وبالتالي يرتفع خطر تكوّن الحصى.
إذاً ليست المشكلة في زيادة الكالسيوم أو في الإكثار من تناول الحليب بل في زيادة نسبة ال oxalate في الجسم.
- هل صحيح أن الحليب قد يسبّب زيادة في الوزن؟
يعتبر هذا الأمر نسبياً. إذ أن تناول الحليب عامةً لا يسبب زيادة الوزن. ففي حال تناول كوب من الحليب، حتى إذا كان كامل الدسم لن يسبب زيادة في الوزن.
لكن عند تناوله مع مشتقات أخرى له غنية بالدهون كالكريما الطازجة والآيس كريم، كبديل عن الحليب وغيرها من الأطعمة الغنية بالدهون والوحدات الحرارية، من الطبيعي أن يزيد الوزن، خصوصاً لدى من لديهم استعداد لذلك.
كذلك عندما يتناول الأطفال الحليب ثم سندويتشات الأجبان الصفراء الدسمة، ولديهم استعداد للسمنة، من الطبيعي أن يزداد الوزن.
وبالتالي لا يمكن اعتبار الحليب سبباً لزيادة الوزن، بل يرتبط الأمر بما يتم تناوله معه من مشتقات غنية بالدهون وبالاستعداد للسمنة.
- هل من سيئات للحليب في مقابل فوائده؟
قد يعتقد البعض أن الحليب غني بالحديد فيما لا يعتبر ذلك صحيحاً ولا يمكن التركيز عليه كمصدر للحديد إلا إذا كان مقوّى به، فتتحسن النسبة فيه.
- بم يختلف الحليب الكامل الدسم والحليب القليل الدسم والحليب الخالي من الدسم، وهل تتدنى نسبة الكالسيومفي حال تناول الحليب الخالي من الدسم؟
لا فرق بين كل منها إلا في نسبة الدهون التي تكون أعلى في الحليب الكامل الدسم. فلا فرق في نسبة الكالسيوم التي تعتبر نفسها تقريباً. لذلك من الأفضل التركيز على الحليب الأقل دسماً لغناه بالكالسيوم مع نسبة دهون أقل.
- في أي سنٍّ يمكن البدء بإعطاء الحليب القليل الدسم أو الخالي من الدسم للأطفال؟
يمكن البدء بإعطاء الطفل الحليب الخالي من الدسم في سن السنتين. فقبل هذه السن يحتاج إلى الدهون الموجودة في الحليب الكامل الدسم ثم يمكنه الاستغناء عنها بعد هذه السنن ويمكن البدء بالحليب القليل الدسم، خصوصاً مع انتشار ظاهرة السمنة بين الأطفال.
- هل يختلف حليب البودرة عن حليب البقر أو الحليب السائل في الأهمية؟
يختلف الأمر بحسب ماركات الحليب، لكن بشكل عام تعتبر نسبة الكالسيوم نفسها. الاختلاف الأكبر بينها في طريقة الحفظ إذ يمكن حفظ حليب البودة بشكل سهل ولمدة أطول. أما الحليب السائل فلا يمكن حفظه إلا 3 أو 4 أيام بعد فتحه.
- في أين سن يمكن البدء بإعطاء الطفل الحليب العادي وليس ذاك الخاص بالكبار؟
ثمة لغط حول هذا الموضوع. بشكل عام من الافضل أن يتناول الطفل الحليب الخاص لدعم النمو الذي يؤمن الفيتامينات اللازمة لنموّه في هذه المرحلة الممتدة بين سن السنة والثلاث سنوات.
أما قبل السنة فيمنع منعاً باتاً إعطاء الطفل الحليب العادي ومشتقاته لأن جهازه الهضمي لا يتقبّله. كما أنه قد يعاني حساسية عليه ولا يكون جهاز المناعة لديه مكتملاً ومستعداً للمقاومة.
- هل الإكثار من تناول الحليب يشكّل حماية من ترقق العظام للمرأة بعد انقطاع الطمث؟
من المؤكد أن للكالسيوم في الحليب دوراً مهماً للمرأة في حمايتها من ترقق العظام. لكن لا بد من التركيز على شرب الحليب حتى سن 20 سنة.
أما بعدها فالهدف هو المحافظة على هذا المخزون. هذا مع أهمية التركيز في الوقت نفسه على الفيتامين «د» الذي يبرز نقص واضح فيه لدى النساء في لبنان.
مع الإشارة إلى أن تناول الحليب في سن متقدمة يعوّض النقص الموجود في المرحلة نفسها ولا يعوّض النقص السابق في المخزون.
- ما البديل عن الحليب مصدر للكالسيوم للأشخاص الذين لا يتناولونه إما بسبب الحساسية أو لأنهم لا يحبون مذاقه؟
يمكن اللجوء إلى حليب الصويا شرط أن يكون مقوّى بالكالسيوم لأن بعض الأنواع لا تحتوي على نسبة كافية، هذا إذا كان بعض الاشخاص لا يتقبلون اللاكتوز أي سكر الحليب.
كما يمكن التركيز على مشتقات الحليب كالأجبان، خصوصاً الصفراء، للحصول على حاجة الجسم من الكالسيوم.
- كيف يمكن تشجيع الأطفال على تناوله إذا كانوا لا يحبون مذاقه؟
ينصح بزيادة ملعقة من الكاكاو إلى الحليب لتشجيع الطفل على تناوله فيصبح مذاقه أفضل. كما يمكن أن يتناوله الطفل مع الكعك او الكورن فليكس ليتقبّله. أما بالنسبة إلى الحليب السائل المنكّه بالفريز او الشوكولا فلا ينصح أن يعتاد الطفل على تناوله لغناه بالسكر .
يمكن تناوله من وقت إلى آخر. أيضاً يمكن أن تحضر الأم لطفلها ميلك شايك بالفاكهة في المنزل، فهي وجبة يعشقها الأطفال عادةً.
- هل صحيح أن تناول الحليب مع القهوة يمنع من الاستفادة من الكالسيوم الذي فيه؟
يلتقط الكافيين الكالسيوم الذي في الحليب ويمنع الجسم من امتصاصه. لكن تبرز المشكلة عند الإكثار من تناول المشروبات الغنية بالكافيين.
ففي حال تناول فنجان من القهوة لا أكثر لا مشكلة ولن تخف نسبة الكالسيوم التي يحصل عليها الجسم بنسبة عالية.
لكن بشكل عام من الأفضل تناول الحليب والمشروبات الغنية بالكافيين في فترات متباعدة للاستفادة منه بنسبة أعلى، أو يمكن تناول القهوة الخالية من الكافيين معه.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024