التشوّهات الخلقية الفموية ليست مشكلة جمالية فقط... التبعات كثيرة والمتابعة ضرورية
عندما نشير إلى التشوّهات الخلقية في الوجه والفم، غالباً ما يرتبط هذا النوع من الحالات في الأذهان بالناحية الجمالية. لكن في الواقع، لهذه المشكلة التي تظهر لدى حالة من كل 440 ولادة في لبنان، تبعات كثيرة تتخطى الناحية التجميلية.
إذ تترتب عنها آثار عدة على الطفل لجهة تغذيته ونطقه وسمعه...، إضافة إلى مشكلة العزلة الاجتماعية والمشاكل النفسية التي قد تنتج، مع ما لذلك من آثار على الأهل أيضاً.
بالتزامن مع الحملة الوطنية للتوعية حول التشوّهات الخلقية الفموية، تحدّث رئيس قسم الجراحة الترميمية في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت د. غسان أبو ستا عن كل التفاصيل المتعلقة بهذا النوع من الحالات والنتائج المترتبة عنها والجراحات التي تُجرى لتصحيحها، مشدّداً على أن هدف الحملة هو زيادة الوعي حول العوامل الخطرة المسبّبة والدعوة إلى المعالجة في الوقت المناسب.
- ما أنواع التشوّهات الخلقية الفموية التي يمكن أن تظهر لدى الطفل؟
ثمة أنواع من التشوّهات الخلقية الفموية التي يمكن أن تحصل في الحمل وتظهر عند ولادة الطفل كـ»الشق في الشفّة» أو «الشفة الأرنبية» الذي قد يترافق مع «شق الحنك» وذاك الذي في سقف الحلق...لكن في الواقع، الاختلاف الأساس يكمن في حدّة الحالة.
فيواجه بعض الأطفال مشكلة التشوّه في الشفة وحدها، فيما يظهر التشوّه لدى البعض الآخر في الشفة واللثة معاً أو حتى مع الحلق. هنا يكمن الاختلاف الجوهري في حدّة الحالات.
أي حالة تبدو الأصعب؟
الحالة الأكثر صعوبة هي تلك التي يكون فيها سقف الحلق مفتوحاً، فهي تؤثر في قدرة الطفل على الرضاعة والنطق والسمع. فتداعياتها كثيرة ولا يمكن الاستهانة بها ولا تقتصر على الناحية الجمالية.
- هل يظهر هذا النوع من التشوّهات قبل الولادة؟
يمكن رؤية ذلك في الصورة الصوتية المفصّلة التي تُجرى في حوالى الشهر الخامس من الحمل. وقد باتت تقنيات حديثة متطورة معتمدة تتيح رؤية هذا النوع من التشوّهات بشكل واضح. علماً أن هذه الصورة الصوتية تُجرى بشكل روتيني لكل حامل.
- هل يمكن القول إن هذه التشوّهات تظهر مباشرة عند الولادة؟
من المؤكد أنها تظهر فور ولادة الطفل ويمكن ملاحظتها مباشرةً.
- في أي مرحلة من الحمل تحصل هذه التشوّهات؟
تحصل هذه التشوّهات للجنين بين الأسبوعين الخامس والتاسع من الحمل فيما يبدأ الوجه والشفة العلوية بالنمو.
- هل من أسباب معروفة لحصول هذه التشوّهات؟
لا يمكن التحدّث عن أسباب مباشرة لهذه التشوّهات، بل ثمة عوامل خطر تزيد احتمال الإصابة بها كزواج القُربى وتناول الحامل أدوية معينة خلال الحمل وعدم تناول حمض الفوليك في فترة التخطيط للحمل. يضاف إلى عوامل الخطر هذه، التدخين خلال الحمل والذي يرفع من نسبة حدوث هذه التشوّهات.
ولا بد من الإشارة إلى أن نسبة 30 في المئة من الأطفال الذين يولدون مع هذه التشوّهات، يكون أهلهم أقارب، مما يؤكد أهمية عامل زواج القُربى في زيادة خطر ظهور هذه التشوّهات.
- غالباً ما ترتبط في الأذهان هذه التشوّهات بالناحية الجمالية، لكن مما لا شك فيه أن لها تبعات أخرى غير ذلك، ما النتائج السلبية التي تترتب عنها؟
صحيح أن هذه المشكلة ترتبط في الأذهان بالناحية الجمالية والشكل الخارجي، لكنها تتخطى ذلك من حيث تبعاتها إلى مشاكل أخرى أكبر بكثير، فإضافة إلى المظهر الخارجي وما ينجم عنه من عزلة اجتماعية نتيجة ذلك، تبرز مشاكل عدة لجهة تغذية الطفل والنطق لديه والأسنان والسمع. فإذا كان سقف الحلق مفتوحاً، يعجز الطفل عن الرضاعة بشكل طبيعي.
كما أنه يحتاج إلى قنينة خاصة للحليب لكونه عاجزاً عن الأكل في القنينة العادية. ففي هذه الحالة يعاني الطفل من ارتجاع السوائل والأطعمة من أنفه. كما يحتاج إلى متابعة مع اختصاصي في النطق عندما يبدأ باللفظ.
إضافة إلى ذلك، تتجمع السوائل في مرحلة معينة لديه في الأذن، مما يسبّب له ضعفاً في السمع وربما حاجة إلى استخدام سمّاعة، مع ما لذلك من تأثير في النطق أيضاً.
أما في مرحلة المراهقة فتبرز الحاجة إلى تقويم الأسنان بالنسبة إلى الأطفال الذين يعانون شقاً في اللثة. وتترتب عن ذلك أيضاً آثار على العائلة ككل.
- في أي سنّ يتم اللجوء إلى الجراحة لمعالجة الحالة؟
بالنسبة إلى الشق في الشفة، تُجرى الجراحة في سن 3 أشهر وعندما يبلغ وزن الطفل 5 كيلوغرامات. أما الجراحة الخاصة بالشق في سقف الحلق فتُجرى في سن 9 أشهر. وتبرز الحاجة لاحقاً إلى المتابعة مع الاختصاصيين المعنيين بالموضوع.
- هل تعتبر الجراحة الترميمية من الجراحات المعقدة؟
لا تعتبر من الجراحات المعقدة شرط أن يكون الفريق المتخصص كاملاً متعاوناً فيها من أطباء اختصاصيين في التجميل وفي الأنف والأذن والحنجرة، ولاحقاً تظهر الحاجة إلى طبيب اختصاصي في تقويم الأسنان.
- إلى أي مدى تسبب الجراحة ألماً وانزعاجاً للطفل بعد إجرائها؟
يتعافى الطفل سريعاً بعد الجراحة الخاصة بالشفاه. أما بالنسبة إلى تلك الخاصة بسقف الحلق، فقد يطول التعافي بعض الوقت، وقد تكون أكثر صعوبة، لكن يرتاح الطفل ويزول الانزعاج بعد أيام من الجراحة. أما الخطوات الباقية لاحقاً فترتبط بتقويم الأسنان.
- ما مدى شيوع هذه الحالة في لبنان؟
تظهر هذه التشوّهات بمعدل حالة من كل 440 مولوداً. مع الإشارة إلى أن التشوّه الخلقي في الفم والوجه هو أكثر التشوّهات الخلقية شيوعاً.
- هل لتقدّم سنّ الأم عند الحمل تأثير في ظهورها لدى الطفل؟
ليس لسنّ الأم أي تأثير في ذلك.
التشوّهات الخلقية الفموية بالأرقام:
• تشكل حالة «الشق في الشفّة» نسبة 10 في المئة من التشوّهات الخلقية لدى الأطفال.
• تحصل نسبة 28 في المئة من حالات التشوّه الخلقي الفموي نتيجة عدم تناول المرأة حمض الفوليك في فترة التخطيط للحمل.
• نسبة 30 إلى 37 في المئة من حالات التشوّهات الخلقية الفموية ناتجة من زواج القربى بين الأهل.
• حالة من 440 ولادة تعاني تشوّهات خلقية في الوجه والفم.
شاركالأكثر قراءة
أخبار النجوم
أمل كلوني تثير الجدل بنحافتها بالشورت القصير
أخبار النجوم
رانيا يوسف تتحدث بصراحة عن زيجاتها وابنتيها...
إطلالات المشاهير
إطلالة مهيرة عبد العزيز في قطر... بين الجرأة...
إطلالات النجوم
إطلالة شريهان في عيد ميلادها الـ60: فخامة لا...
أخبار النجوم
حورية فرغلي تحسم الجدل وترد على ناهد السباعي
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024