بين أشعة الشمس وأسرّة التسمير...

30 نيسان 2012

مع اقتراب موسم الحر، يبدأ تركيز الكل، رجالاً ونساء، على تسمير البشرة والحصول على لون برونزي جميل، بأي وسيلة كانت. وكثر يغضون النظر عن الأضرار التي يمكن ان تنتج عن كثرة التعرض لأشعة الشمس أو غيرها من الوسائل التي تسمح باسمرار البشرة.
فسواء كانت تضر أو لا، الأهم للبعض هو اسمرار البشرة في فصل الصيف أياً كانت العواقب. لكن، لكل طريقة حسنات يمكن الاستفادة منها، شرط التسلّح بالمعرفة اللازمة والوعي، كما لها سيئات عند الإفراط في اللجوء إليها.
عن كل من الطرق المعتمدة للحصول على لون»برونزي» مشرق مع اقتراب فصل الصيف، وبشكل خاص عن أشعة الشمس بما فيها من فوائد وسيئات في حال التعرض العشوائي لها، تحدث طبيب أمراض الجلد اللبناني فريد اسطفان الذي يقدم لك هنا العديد من النصائح الذهبية لتستفيدي وتحصلي على مبتغاك دون أن تتضرري وتؤذي بشرتك.

أشعة الشمس

- أين تكمن أضرار أشعة الشمس؟
تظهر أضرار التعرّض المكثف لأشعة الشمس من خلال حروق تظهر مباشرةً، وقد تكون الحروق سطحية أو يمكن أن تكون من الدرجة الثانية. مع الإشارة إلى أنها تظهر أولاً من خلال احمرار ثم فقاعات تمتلئ بالماء.

- هل يظهر الاذى من أشعة الشمس مباشرةً أم يتطلب وقتاً؟
هناك نوعان من الأذى الذي قد ينتج عن كثرة التعرّض لأشعة الشمس، الأول من خلال الحروق التي تظهر مباشرةً بعد التعرض لأشعة الشمس وتبدو على شكل احمرار قوي وإذا ازداد حدةً تظهر فقاعات ماء.
أما الاذى غير المباشر فينتج عن الحروق المتكررة في المدى البعيد، أو حتى في حال عدم ظهور حروق ينتج الأذى غير المباشر عن التعرّض بكثرة لأشعة الشمس بشكل يترك أثراً ويحصل ذلك في مرات متكررة.

- ما أنواع الأضرار غير المباشرة لأشعة الشمس والتي تظهر في المدى البعيد؟
الكل يعرف الأثر السلبي للتعرّض المكثّف لأشعة الشمس على البشرة. فمما لا شك فيه أن التعرض الكثيف لأشعة الشمس يساهم في شيخوخة البشرة بشكل أسرع
. إذ نلاحظ أن الأشخاص الذين يتعرضون أكثر لأشعة الشمس، يعانون ظهور آثار التقدم في السن في سن مبكرة أكثر من غيرهم. كذلك، من الأضرار التي تظهر في المدى البعيد مع التعرض بكثرة لأشعة الشمس، الكلف والبقع الداكنة في البشرة.
هذا إضافةً إلى سرطان الجلد الذي يرتفع احتمال الإصابة به في هذه الحالة.

- ما درجة الحماية المطلوبة في كريم الوقاية من الشمس؟
في حال عدم وجود مشكلات جلدية يمكن استعمال كريم الوقاية بدرجة حماية 30SPF . أما في حال وجود مشكلات جلدية وفي حال التعرض بكثرة لأشعة الشمس، فيجب استعمال الكريم بدرجة حماية 50SPF.

- هل من شروط معينة في طريقة استعمال كريم الحماية من الشمس ليكون أكثر فاعلية؟
لا بد من التوضيح أن درجة الحماية تخف عندما تخف كمية كريم الوقاية التي تتم وضعها. وبقدر ما تنقص درجة الحماية في الكريم المعتمد، يجب زيادة الكمية التي توضع.
وتجدر الإشارة إلى أنه في الماضي، كانت كريمات الحماية من الشمس تحمي من الأشعة ما فوق البنفسجية UVB فقط لأنها تسبب احمراراً في البشرة، لكن لاحقاً تبين أن الأشعة ما فوق البنفسجية UVA لا تسبب احمراراً لكنها تسبب مزيداً من الأذى في المدى البعيد كونها تدخل في العمق.
لذلك، تحتوي معظم كريمات الحماية حالياً على حماية من الأشعة UVA ومن الأشعة UVB.

- كون أشعة الشمس تعتبر مفيدة عند التعرض لها باعتدال، لكم من الوقت يمكن التعرض لها دون التضرر منها؟
ينصح بالتعرض لأشعة الشمس لمدة ربع ساعة يومياً للاستفادة من فوائدها.

أسرّة التسمير

- كيف تعطي أسرّة التسمير ذاك اللون البرونزي الذي نحصل عليه باللجوء إليها؟
تعمل أسرّة التسمير من خلال الأشعة ما فوق الأشعة UVA والأشعة UVB بشكل مركّز وكأن الشخص الذي يلجأ إليها لمدة 10 دقائق فقط قد تعرّض لأشعة الشمس المباشرة طوال النهار.

- هل هذا يعني أن الخطر الناتج عنها يعتبر أكبر؟
مما لا شك فيه أن الخطر الذي قد ينتج عن التعرض بكثرة لأسرّة التسمير كبير، خصوصاً أنه يمكن تحمّلها لمدة 10 دقائق بسهولة دون إدراك مدى خطورة ذلك.

- بم تختلف الأضرار الناتجة عنها عن تلك التي تنتج عن أشعة الشمس؟
تتشابه الأضرار التي تنتج عن أسرّة التسمير وتلك الناتجة عن التعرض بكثرة لأشعة الشمس، خصوصاً تلك التي تعتبر أضراراً بعيدة المدى كسرطان الجلد والكلف والشامات.

- هل من نصائح معينة يمكن التقيّد بها للحد من اضرار أسرّة التسمير على الجلد؟
تكمن المشكلة في أن من يلجأ إلى أسرة التسمير لا يفكر في استعمال كريم الوقاية كونه يريد الحصول على نتيجة قصوى والاستفادة بأكبر قدر ممكن منها خلال دقائق معدودة، مما يزيد الخطر والضرر الذي قد ينتج عن ذلك.
وبالتالي لا يفيد النصح باستعمال كريم الوقاية من الشمس. لكن يمكن أن ننصح بعدم تخطي العشر جلسات في السنة في حال الرغبة في اللجوء إلى أسرّة التسمير.
وتجدر الإشارة إلى أنه من الطبيعي أن تزيد الأضرار الناتجة عن أسرّة التسمير وعن كثرة التعرض لأشعة الشمس عند اجتماع الطريقتين معاً.

- من هم الأشخاص الذين يعتبرون أكثر عرضة للتضرر من أسرّة التسمير؟
هم أنفسهم الأشخاص الذين يعتبرون أكثر عرضة للتضرر من أشعة الشمس أي الذين هم عرضة للكلف وسرطان الجلد أو سبقوا أن عانوا أياً من هاتين المشكلتين. إضافةً إلى الأشخاص الذين لديهم عدداً كبيراً من الشامات في أجسامهم.

- طرق أخرى لتسمير البشرة.
إضافةً إلى اشعة الشمس واسرّة التسمير، تحدث د.اسطفان عن وسائل أخرى لتسمير البشرة، وإن كانت أقل شيوعاً، ومنها حبوب البيتا كاروتين التي تبدو فوائدها أكثر من سيئاتها كونها تساعد البشرة على تحمّل أشعة الشمس بشكل أفضل.
هذا إضافة إلى دورها في إطالة اسمرار البشرة لفترة أطول. وبالتالي يمكن تناولها كوسيلة آمنة للحصول على لون برونزي جميل يستمر وقتاً أطول.
أما بالنسبة إلى الحقن التي تعتمد لتسمير البشرة، فأكد أنها لا تعتمد في لبنان، ورغم كونها معتمدة في دول أخرى في العالم، إلا أنه غير موافق عليها طبياً.

- ما شروط الحماية الأساسية التي يجب الالتزام بها؟
1 استعمال كريم الحماية من الشمس للأطفال دائماً عند تعرضهم لأشعة الشمس المباشرة. أما في الأيام العادية فلا ضرورة لذلك.
2 عدم التعرض مباشرةً لأشعة الشمس بين الساعتين 11 قبل الظهر و 3 بعد الظهر
3 يجب تجديد وضع كريم الحماية من الشمس كل ساعتين وكل ساعة للاشخاص الذين يعتبرون عرضة للمشكلات الجلدية الناتجة عن التعرض لأشعة الشمس.
4 يجب أن يستعمل الاشخاص الذين يعتبرون عرضة للمشكلات الجلدية الناتجة عن كثرة التعرض لاشعة الشمس، كريم الوقاية من الشمس في كل الأوقات.
5 في حال التعرض لحروق بسيطة من الشمس ينصح باستعمال الكريم المرطب بكثرة. أما إذا كان الحرق قوياً فيُستعمل مرهم يحتوي على الكورتيزون.
6 ينصح بالتسمير التدريجي للبشرة، إذ أن للشمس فوائد كثيرة للبشرة شرط أن يتم التسمير تدريجاً لا بشكل قوي للبشرة. فبدلاً من التعرض للشمس بكثرة لتسمير البشرة في مرة واحدة، يمكن تحقيق ذلك تدريجاً.
7 لتأمين المزيد من الحماية من أشعة الشمس، ينصح بأن يرتدي الأطفال تي-شيرت أثناء التعرض لأشعة الشمس. كذلك ينصح الأشخاص الذين يعتبرون عرضة للإصابة بسرطان جلدي بارتداء ملابس داكنة.