معالجة إدمان المخدرات...
تكمن المشكلة الكبرى في معالجة إدمان المخدرات في معاودة الوقوع في الفخ في معظم الحالات بعد المعالجة. الطب الطبيعي يقدم طرقاً جديدة للمعالجة من الإدمان بعيداً عن الأدوية والعلاجات التقليدية بطريقة يضمن فيها إعادة تأهيل المريض لكي لا يعود إلى طريق الإدمان وذلك بإحاطته من النواحي العاطفية والجسدية والروحية.
الطبيب اللبناني الاختصاصي في الطب الطبيعي وفي التأهيل الاجتماعي حسام شعبان تحدث عن طرق معالجة الإدمان بوسائل الطب الطبيعي.
ترتكز المرحلة الأولى من العلاج على نظام غذائي يهدف إلى القضاء على السموم التي تراكمت في الجسم نتيجة تعاطي المخدرات. ويقضي هذا النظام الغذائي الذي يعتمده المريض خلال المرحلة الأولى بالامتناع عن تناول بعض الأطعمة التي تساعد في تراكم السموم.
ويشمل مرحلة من الامتناع عن الأكل تمتد من 15 إلى 20 ساعة. كما يمكن أن يطلب من المريض تناول عصير العنب الأحمر فقط كونه يحتوي على مضادات التأكسد، أو الأرز الكامل الغذاء لغناه بالألياف، أو الماء.
وتستخدم خلال هذه المرحلة أيضاً بعض الأعشاب المركبة بطريقة علمية لمساعدة الجسم على التخلّص من السموم بطريقة آمنة وبحد أدنى من الآثار الجانبية.
كما أنه خلال هذه المرحلة ضروري الاستحمام مرتين في اليوم بفرك الجسم جيداً حتى احمرار البشرة لتنشيط الدورة الدموية.
وتجدر الإشارة إلى أنه لا يمكن الشروع في العلاج إذا لم تكن لدى المريض رغبة حقيقية وإرادة للتخلّص من مشكلة الإدمان.
- كيف يمكن مساعدة المريض على تحمّل آلامه خلال هذه المرحلة دون دواء؟
يمكن تخفيف آلام المريض خلال هذه المرحلة عن طريق الضغط على مسارات الطاقة في الجسم، إضافةً إلى طرق عديدة من الطب الطبيعي كالعلاج بالعطور Aromatherapy بواسطة الزيوت الخاصة للإسترخاء والعلاج بالألوان Colortherapy علماً أن اللون الأزرق يخفض التوتر.
هذا إلى جانب النظام الغذائي المدروس. علماً انه من الضروري تجنّب تناول الليمون والحامض وغيرهما من الأطعمة المنشطة والتي تساهم في زيادة الألم.
وتجدر الإشارة إلى أن العلاج يرتكز على التوازن العاطفي والروحي والجسدي والفكري عموماً.
- هل تنتج آثار جانبية عن هذا النوع من العلاج؟
يسبّب النظام الغذائي لإزالة السموم من الجسم آلاماً في الرأس ومشكلات في الجهاز الهضمي. إلا أنه يمكن تخطي هذه الأعراض بسهولة.
- هل يلعب الغذاء دوراً بعد انتهاء المرحلة الأولى من العلاج؟
يستمر النظام الغذائي الخاص بعد انتهاء المرحلة الأولى من العلاج لأن الغذاء يلعب دوراً مهماً في هذا المجال. ويرتكز النظام الغذائي في هذه المرحلة على الأطعمة الطبيعية الخالية من المواد الكيميائية.
أما خلال المرحلة الثانية، بعد مرور 15 يوماً تقريباً من بدء العلاج حيث يكون الجسم قد تخلّص من السموم، فيبدأ دور علم الأبعاد في العلاج لتحديد قدرات الشخص ما فوق الطبيعية بمساعدة اختصاصيين للتعامل مع عقل اللاوعي.
إضافةً إلى التقنيات التي استعملت في المرحلة الأولى كالعلاج بالألوان حيث تستعمل الألوان للتأثير على الغدد الأثيرية المسؤولة عن مسارات الطاقة في الجسم انطلاقاً من الطاقة الكونية والضغط على مسارات الطاقة.
وتجدر الإشارة إلى أن الشخص الذي يدخل عالم المخدرات يعاني نقصاً معيناً في حياته عاطفياً أو روحياً. لذلك، عند معالجته لا بد من ملء هذا الفراغ الذي لديه فيعرف قيمة نفسه وتزداد ثقته بنفسه من خلال طرق مختلفة كالمناقشات والموسيقى عن طريق التعامل مع عقل اللاوعي لديه.
- ما مدة العلاج الكاملة؟
يستمر العلاج شهراً على الأكثر، علماً أنه خلال هذه المدة ليس ضرورياً عزل المريض تماماً عن العالم الخارجي، بل يبقى ضمن محيط عائلته وأصدقائه. وبفضل العلاج يكون قد أصبح محصناً فلا يكون عرضة لمعاودة الإدمان رغم اختلاطه بالأصدقاء.
أما بعد العلاج فيمكن أن يصبح المريض السابق مرشداً يساعد المدمنين الذي يرغبون في التخلّص من المخدرات.أما هو فيساعده التأمل في عدم معاودة الإدمان، خصوصاً أن مستوى الوعي لديه ارتفع.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024