تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

السرطان السبب الأول للوفيات في العالم

يعتبر السرطان السبب الأول للوفيات في العالم، لكن رغم خطورته ومدى انتشاره يرفض الإنسان تقبّل فكرة الإصابة به إما بسبب الخجل من الاعتراف به أو بسبب هاجس الخوف.
كما يخشى العواقب الإجتماعية والأفكار الخاطئة التي تنتشر بين الناس عامةً حول هذا الموضوع. وبسبب هذه الهواجس والأفكار، تزداد خطورة المرض إذ إن عدم تقبّله قد يؤدي إلى التأخر في كشف المرض والتأخير في علاجه مما يساهم في تطوّره في سرعة كبرى.
عن كل الحقائق المرتبطة بالسرطان والعلاجات المتوافرة له وتطور وسائل الكشف المبكر لاكتشافه في مراحل أولى مما يسمح بمعالجته بشكل فاعل، تحدث كل من البروفيسور جورج شاهين والبروفيسور ناجي الصغير الاختصاصيان في الأورام السرطانية وأمراض الدم.

- كيف يمكن التعريف بالسرطان عامةً؟
السرطان هو عبارة عن الأورام التي تكبر موضعياً وتنتشر وتنتقل إلى مواضع أخرى في الجسم. مع الإشارة إلى أن ثمة أكثر من 290 نوعاً من السرطان.

- ما العوامل التي تزيد احتمال الإصابة بالسرطان؟
ثمة عوامل عدة تلعب دوراً في زيادة احتمال الإصابة بالسرطان. وهي باتت معروفة ولا شك أنها تلعب دوراً لا يستهان به، وأبرزها:

  • التدخين.
  • مشروبات روحية.
  • التغذية حيث تبيّن أن ثلث أمراض السرطان مرتبطة بعامل التغذية . علماً أن المائدة الشرق أوسطية تتميز بتنوعها وفوائدها التي يمكن التركيز عليها بدلاً من اللجوء إلى الأطعمة السريعة التحضير.
  • أنواع معينة من الوظائف التي تزيد احتمال الإصابة بالسرطان لمن يعمل فيها.
  • التعرض لأشعة الشمس لأن كثرة التعرض للشمس يزيد احتمال الإصابة بالسرطان.
  • التلوث البيئي.
  • علاجات معينة لأمراض أخرى يمكن أن تزيد احتمال الإصابة بالسرطان لمن يتناولها.
  • وتضاف إلى ذلك الفيروسات التي تبين أن الإصابة بها تزيد احتمال الإصابة بالسرطان كالكباد»ب» و«C» الذي قد يؤدي إلى سرطان الكبد وفيروس الهربس وفيروس Papilloma المسبب لسرطان عنق الرحم وغيرها.

- إلى أي مدى يشكل العامل الوراثي خطراً في الإصابة بالسرطان؟
يلعب العامل الوراثي دوراً في الإصابة بالسرطان بنسبة 5 إلى 10 في المئة. من جهة أخرى، لا بد من القول إن العامل الوراثي ليس مسبباً رئيسياً، وتلعب العروق والأجناس والمناطق حتى دوراً في الإصابة.

- هل من إجراءات معينة تساعد في الحد، ولو بنسبة معينة، من الإصابة بأنواع معينة من السرطان؟
لا شك أنه يمكن الحد من خطر الإصابة بالسرطان من خلال تجنب العوامل المسببة أو جزء منها على الأقل كالتدخين بحيث يجب الامتناع عن التدخين وعن تنشق الدخان (التدخين السلبي) والتعرّض بكثرة لأشعة الشمس والعمل في وظائف معينة تشكل خطراً دون اتخاذ الإجراءات الوقائية وتجنّب العلاجات التي قد تساهم في زيادة خطر الإصابة.
كما يمكن الالتزام بنظام غذائي صحي والحد من الأطعمة التي تزيد خطر الإصابة. إلا ان ثمة عوامل أخرى لا يمكن التحكم فيها كالتلوث البيئي، إضافةً إلى العوامل الجينية طبعاً.

- هل تظهر الدراسات أن نسبة الإصابة بالسرطان في تزايد؟
ثمة أنواع من السرطان تراجعت نسبة الإصابة بها لأسباب مختلفة فيما بدت النسبة متزايدة في أنواع أخرى. فعلى سبيل المثال تراجعت نسبة الإصابة بسرطان المعدة مع تطور طرق حفظ الأطعمة وتحسنها وبوجود التبريد المنزلي الجيد.
كما أنه من الواضح أن الوعي ارتفع لدى الناس فصاروا يدركون مثلاً ضرر تناول اللحم المشوي على الفحم مما ساهم أيضاً في تقليص نسبة الإصابة بسرطان المعدة. أيضاً تراجعت نسبة الإصابة بسرطان عنق الرحم بوجود فحص الحزازة مما يسمح بتعزيز الوقاية من المرض.
كما تراجعت نسبة إدمان الكحول مما ساهم في تخفيف نسبة الإصابة بالسرطانات المرتبطة بهذا العامل. في المقابل ارتفعت نسبة الإصابة بأنواع أخرى من السرطان كسرطان البروستات الذي زادت نسبة انتشاره بشكل واضح في البلدان المتقدمة نتيجة ازدياد معدل العمر وتطور وسائل كشف الأمراض.
كما ظهر ازدياد في نسبة الإصابة بسرطان الثدي، لكن هذا ناتج عن تطور وسائل الكشف المبكر والتشخيص وزيادة نسبة اكتشاف المرض مما يعطي انطباعاً بأن نسبة انتشار المرض في ازدياد خلافاً للواقع الفعلي. من جهة أخرى، ارتفعت نسب الإصابة بسرطاني المثانة والرئة بسبب انتشار التدخين أكثر من السابق.
كذلك، ازدادت نسبة انتشار الميلانوما (أحد أنواع سرطان الجلد) نتيجة انتشار عادات التعرّض المفرط لأشعة الشمس والتعرض لحروق في الجلد. كذلك مع انتشار الكباد «ب» وC بنسبة زائدة ارتفعت نسب الإصابة بسرطان الرئة أيضاً.
وأود أن أشير أيضاً إلى أنه صحيح أنه في لبنان يتم تشخيص 8 آلاف حالة سرطان سنوياً لكن تبقى هذه الأرقام أقل من معدل الإصابات في أوروبا والولايات المتحدة.

- ما أبرز العلاجات التي تعتمد حالياً في حالات السرطان؟
لا بد من الإشارة أولاً إلى أن العلاجات تطورت إلى حد كبير في أيامنا هذه. وتزداد فاعلية العلاج بقدر ما يكون الكشف مبكراً. أما تقنيات العلاج المعروفة فهي الجراحة والعلاج بالأشعة والعلاج الكيميائي والعلاج الهرموني والعلاج المهدّف وعلاج المناعة.
مع الإشارة إلى أنه في كل حالة قد يتم اللجوء إلى إحدى هذه التقنيات العلاجية أو أكثر بحسب الحالة ونوع المرض.

- في حالات معينة، يبدو العلاج غير مجدٍ ويبقى عاجزاً عن وقف تطور المرض أو القضاء عليه فيفضل المريض عدم الاستمرار بالعلاج وتجنب التعرض لآثاره الجانبية، طالما أنه غير فاعل، ما مدى صحة هذه الفكرة؟
لا بد من التوضيح أن علاج السرطان لا يهدف دائماً إلى القضاء على المرض وشفاء المريض نهائياً.
فمما لا شك فيه أن ثمة حالات غير قابلة للشفاء، لكن العلاج يبقى أساسياً، ولا غنى عنه لدوره في تقديم حياة أفضل وأطول للمريض الذي اذا امتنع عن العلاج سيتعرّض لمضاعفات المرض التي يصعب تحمّلها.
وأود أن أضيف أن نسبة الشفاء من السرطان عامةً لدى الراشدين بلغت 60 في المئة اليوم، وتصل النسبة إلى 85 في المئة لدى الأطفال.

 

البروفيسور ناجي الصغير

بحسب البروفيسور ناجي الصغير، غالباً ما تنمو الأورام السرطانية وتتطور الحالات بسب خوف الناس من المرض والخجل من الإصابة به ومن العواقب الإجتماعية التي قد تنتج عن ذلك، فيفضلون عدم الاعتراف بوجود المرض ورفضه بدلاً من مواجهته من خلال العلاج.
لذلك، يظهر تزايد في حالات السرطان، ففي التسعينات (في لبنان) كانت تظهر 4000 حالة جديدة كل سنة، أما اليوم فتظهر 8000 حالة جديدة سنوياً. وفي سرطان الثدي، الذي يعتبر أكثر السرطانات شيوعاً، بين النساء، تظهر 1700 حالة جديدة سنوياً.
وتشكل حالات سرطان الثدي في الدول العربية ثلث حالات السرطان عامةً. وأهم ما يمكن فعله بحسب، د. الصغير، هو الكشف المبكر عن السرطان ليكون علاجه أكثر فاعلية كسرطانات الثدي والبروستات وعنق الرحم والرئة والقولون التي تتوافر وسائل التشخيص المبكر فيها.

سرطان الثدي

- ما الإجراءات التي يمكن اتخاذها لكشف سرطان الثدي في أولى مراحله؟
أولاً: الفحص الذاتي للثدي الذي تجريه كل امرأة تخطت سن العشرين، مرة في الشهر بعد 7 أيام من موعد الطمث حين يكون الثدي أقل تحجراً.
ثانياً: الفحص الطبي للثدي: تجريه كل امرأة بعد سن الأربعين مرة في السنة لدى الطبيب. وقد تكون هناك حاجة الى إجرائه قبل سن الأربعين.
ثالثاً: الفحص الشعاعي للثدي Mammography الذي يجرى مرة في السنة بعد سن الأربعين.

- ما العلاجات المعتمدة لحالات سرطان الثدي؟
ثمة تقنيات عدة في معالجة سرطان الثدي، ويختلف البرنامج العلاجي بحسب كل حالة. وأبرز التقنيات المعتمدة في هذه الحالة هي

  • الاستئصال الجزئي للثدي مع العلاج بالأشعة.
  • الاستئصال الكامل الذي لا يعتبر ضرورياً دائماً.
  • العلاج الترميمي والتجميلي عند الرغبة والذي يجرى بحسب نتائج فحص الأنسجة ومرحلة المرض.
  • الاستئصال الجزئي للعقد تحت الإبط.
  • العلاج الكيميائي .
  • الهرمونات المضادة.
  • الأدوية المهدّفة.


- إلى أي مدى يمكن أن يؤثر النظام الغذائي في الإصابة بسرطان الثدي وما الإجراءات الوقائية التي يمكن اتخاذها؟
لا شك أن التغذية تلعب دوراً في الإصابة بسرطان الثدي لكن يمكن اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية في ذلك من خلال

  • تجنب زيادة الوزن
  • تناول الأطعمة القليلة الوحدات الحرارية.
  • الإكثار من تناول الخضر والفاكهة بمعدل 4 أو 7 حصص في اليوم.
  • تناول خضر كالملفوف والبروكولي والقنبيط.
  • الإكثار من تناول الحبوب الغنية بالألياف.

 

سرطان الرئة
أظهرت إحصاءات وزارة الصحة اللبنانية أن سرطان الرئة يحتل المرتبة الأولى بين مختلف أنواع السرطان من حيث انتشاره. أما المسبب الأول له فهو التدخين. وبحسب د. الصغير تظهر سنوياً في لبنان 614 حالة سرطان رئة جديدة بين الرجال و261 حالة بين النساء.
ولأن مسبب المرض يبدو واضحاً في حالة سرطان الرئة، لا بد من الدعوة إلى وقف التدخين لما له من أخطار واضحة ومباشرة هنا. مع الإشارة إلى أن معظم الحالات تظهر بين سن 40 و50 سنة وما فوق، بعد أن تكون أضرار التدخين قد تراكمت خلال سنوات.

سرطان القولون والمستقيم
يظهر احتمال الإصابة بسرطان القولون بعد سن 50 سنة سواء لدى الرجال أو لدى النساء . لكن في هذا النوع من السرطان، يؤكد د. الصغير أهمية الكشف المبكر المتوافر بواسطة المنظار. فمن خلاله يمكن الكشف عن ثآليل في مرحلة مبكرة من المرض وتجنب تطوره .
لذلك ينصح بعد سن 50 سنة بإجراء المنظار للقولون مرة كل 10 سنوات. كما يجرى أيضاً فحصاً للغائط. مع الإشارة إلى وجود 287 حالة سرطان قولون بين الرجال و292 حالة بين النساء.

- ما أبرز المؤشرات التي تدعو إلى اللجوء إلى الطبيب لاحتمال الإصابة بالسرطان؟
هناك 7 مؤشرات تدعو إلى استشارة الطبيب نظراً إلى وجود احتمال الإصابة بالسرطان. علماً أن كلاً من هذه المؤشرات قد يشير إلى نوع مختلف من السرطان، وهي

  • وجود تدرن استمر لفترة تعتبر طويلة نسبياً. قد يكون الورم حميداً، لكن في كل الحالات من الأفضل استشارة الطبيب.
  • وجود شامات تغيّر شكلها أو طرفها أو لونها.
  • وجود صعوبة في البلع.
  • انقضاء وقت طويل قبل التئام جرح.
  • التعرّض لسعال غير طبيعي أو تغيّر في الصوت.
  • ملاحظة خلل أو مشكلات في البول أو في الغائط.
  • التعرّض لنزف أو لإفرازات غير طبيعية.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078