لتعزيز الخصوبة عند المرأة...
الحمل ليس مرضاً، ولا يمكن منح الطابع الطبي لهذه اللحظة السحرية التي يقرر فيها الزوجان أن ينجبا ولداً. إلا أنه تتوافر اليوم طرق جديدة لتعزيز فرص حمل المرأة. وهذا ما يعرف بالطب السابق للحمل، الموجود في الولايات المتحدة منذ 15 عاماً تقريباً... إليك التفاصيل...
الاستعداد للحمل يعني جعل الجسم في ظروف مثالية للخصوبة، مع الابتعاد قدر الإمكان عن المواد المضرة التي قد تعرقل الخصوبة والصحة، وتؤثر بالتالي سلباً في صحة الجنين.
تحضير الجسم
المعادن والفيتامينات مهمة جداً لجسم المرأة التي تفكر في الحمل. لكن يجب الابتعاد عن المكملات الغذائية لأن الجرعات المفرطة من المعادن والفيتامينات قد تكون مؤذية. استشيري الطبيب أولاً واحرصي على تناول الطعام المنوع والمغذي. إليك بعض المواد المغذية الواجب التركيز عليها.
الكلسيوم
إنه يسهم في تخثر الدم، وجريان الدفق العصبي، واستقرار ضغط الشرايين. لذا، قبل أن تقرر المرأة الحمل ببضعة أشهر، عليها التركيز على الكلسيوم لأنه مادة ضرورية لنمو الجنين وصحته. كما أن نقص الكلسيوم يزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم في الشرايين.
تناولي كل يوم ثلاث حصص من مشتقات الحليب (ألبان، أجبان...)، واشربي 1.5 ليتر من الماء المعدني وركزي على تناول أطعمة مثل سمك الأنشوفة والسردين والصول، والتين الطازج، والبروكولي، واللوز، والجوز، والبندق، ورشيم القمح.
النحاس
إنه ضروري لحسن تكوين السائل المنوي. ولذلك يجدر بالرجل التركيز على النحاس، والتأكد من وجود توازن في احتياطاته، علماً أن بعض الأمراض الوراثية مرتبطة بخلل في عمل أيض النحاس. اطلبي من زوجك الإكثار من تناول المحار، والجوز، والعدس، والعنب والشوكولا السوداء وكبدة الدجاج لأنها أطعمة غنية بالنحاس.
الفيتامين B9 أو حمض الفوليك
إنه أحد المواد المغذية الأكثر أهمية للمرأة التي ترغب في الحمل. ويوصي الأطباء بتناول مكملات غذائية من الفيتامين B9 قبل شهرين على الأقل من الموعد المقترب للحمل، وبعده بشهر واحد أيضاً. والواقع أن الفيتامين B9 له دور أساسي في الحؤول دون الأمراض الخطيرة في الجهاز العصبي (مثل الدماغ والعمود الفقري والحبل الشوكي). ويؤكد الأطباء أنه يمكن تفادي ثلثيّ هذه المشكلات إذا تناولت كل النساء كمية كافية من حمض الفوليك لأن هذا الفيتامين يحارب الالتهاب ويخفض خطر الولادة المبكرة.
التوقف عن التدخين والمحليات الاصطناعية
التبغ: إنه يعرقل تكوّن الأوعية في الرحم، مما يخفف فرص نجاح الحمل واستقرار الجنين في الرحم. لذا، تحتاج المرأة المدخنة إلى جهد مضاعف للحمل مقارنة مع المرأة غير المدخنة.
كما تبيّن أن التبغ يزيد من احتمال حصول الحمل خارج الرحم (20 في المئة من الحالات)، وحصول تشوهات كروموزومية مما يضاعف خطر موت الجنين أثناء الحمل. لذا، توقفي أيتها المرأة المدخنة عن التدخين قبل شهر واحد على الأقل من الموعد المقرر للحمل.
وإذا كان زوجك يدخن، اطلبي منه هو أيضاً التوقف عن التدخين قبل شهر ونصف الشهر على الأقل لأن التبغ يسبب خللاً في توازن الهرمونات مما يخفض نسبة الخصوبة.
المحليات الاصطناعية: أظهرت الدراسات الحديثة أن المشروبات المحتوية على محليات اصطناعية تزيد من خطر الولادة المبكرة، حتى لو اكتفت المرأة الحامل بشرب قنينة واحدة من المشروب الغازي القليل الوحدات الحرارية في اليوم الواحد (الخطر هو 27 في المئة، وينخفض إلى 11 في المئة إذا كان المشروب غير غازي).
إلا أن تأثيرات المشروبات المحتوية على محليات اصطناعية في الجنين لا تزال غير معروفة. وفي كل الأحوال، يستحسن استعمال السكر الطبيعي والاستغناء عن السكر الزائف.
تجنّب الاحتكاك بالمواد الملوّثة
مبيدات الحشرات والبيسفنول والفتالات وغيرها من المواد الكيميائية والملوثة التي تعرقل حسن عمل جهاز الغدد تؤثر سلباً في نظام الهرمونات، عند الرجال والنساء على حد سواء.
والمؤسف أن هذه المواد الملوثة موجودة في كل مكان: في مستحضرات التجميل، وقناني العطور والشامبو، والعلب البلاستيكية المخصصة لحفظ الأطعمة، والطلاء، والصمغ...
لذا، قبل شهر واحد على الأقل من الموعد المرتقب للحمل، يستحسن اعتماد أسلوب عيش ذكي: حفظ الأطعمة في أوعية زجاجية بدل الأوعية البلاستيكية، رمي العلب البلاستيكية القديمة التي تلفت نتيجة الاستعمال المتكرر والتسخين في المايكروايف، الاستغناء عن غسالة الصحون وغسل الأطباق باليد.
لا بد أيضاً من تناول الأطعمة العضوية واستعمال مستحضرات التجميل الخالية من المواد الكيميائية الملوثة. ويجدر بالمرأة الحامل الابتعاد عن الأماكن التي تم طلاؤها حديثاً، أو تركيب موكيت جديد فيها، والاستغناء قدر الإمكان عن تنظيف الملابس في المصبغة.
التحلّي باليقظة
هناك بعض المنتجات التي تؤذي صحة المرأة وجنينها في حال تناولها بجرعات كبيرة، وأبرزها الكافين والصويا.
الكافيين: إنه مادة موجودة في القهوة والمتة والشاي وبعض أنواع الصودا. يؤدي الكافين إلى انقباض الأوعية الدموية، ويقلّص اتساع الشرايين، مما يزيد من صعوبة استقرار الجنين في الرحم، ويزيد بالتالي من خطر الإجهاض. لذا، لا تشربي سيدتي أكثر من فنجانين من القهوة كل يوم.
الصويا: إنها مصدر للإيزوفلافون، وهي تحاكي كثيراً الاستراديول، الهرمون الأنثوي الذي يدخل في عملية الإباضة. اكتفي سيدتي بتناول منتج واحد من الصويا في اليوم (مثل التوفو، والبسكويت والحساء).
وقد أظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن الإيزوفلافون الذي تمتصه الأم يوقع خللاً في جهاز الغدد الصماء عند صغارها. ويخشى العلماء أن يؤدي الاستهلاك الكبير للصويا إلى حدوث مشاكل هرمونية عند الطفل.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024