تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

الفنانة السورية منى واصف: بعد 54 عاماً في التمثيل... لا يزال الخوف يعتريني عند الوقوف أمام الكاميرا

لا تكترث للزمن... فرغم ترديدها الدائم أنها تعمل في الفن منذ 54 عاماً، وأن أعمالها فاقت الـ200 عمل حتى الآن، لا تزال تتمتع بروح الشباب وخفة الظل، ما جعلها تدخل قلوب الجماهير وتبقى متربعة على قمة النجومية، نظراً لحضورها القوي على الشاشة.
الفنانة السورية القديرة منى واصف، تتحدث إلينا عن نجاح مسلسلها الأخير «الهيبة»، ومشاركتها في الجزء الثاني من العمل، وتكريم المسلسل في مهرجان دبي السينمائي في دورته الأخيرة، كما تتكلم عن تعاونها مع المخرج سامر البرقاوي، وحرصها على المشاركة في الأعمال التي تجمع النجوم العرب، والشائعات التي تزعجها، وأكثر ما يسعدها، وعلاقاتها بالقراءة والسوشيال ميديا، وتستعيد أيضاً ذكرياتها مع فيلم «الرسالة» للمخرج الكبير مصطفى العقاد.


- صفي لنا شعورك بتكريمك الأخير في مهرجان دبي السينمائي عن مسلسل «الهيبة»؟
حضرت هذه المرة الى مهرجان دبي لتكريم أسرة مسلسل «الهيبة» على النجاح الذي حققه العمل عند عرضه، وبالتأكيد أنا سعيدة بهذا التكريم، خاصة أنه جاءني من مهرجان دبي السينمائي، المهتم بشؤون السينما، فهو أمر عظيم أن يُكرَّم المسلسل.

- هل هي المرة الأولى التي تحضرين فيها الى المهرجان؟
لا، هي المرة الثالثة التي أتواجد فيها في المهرجان، ففي المرة الأولى حضرت كضيفة شرف، والمرة الثانية كانت بمناسبة تأبين المخرج العالمي مصطفى العقاد، وهذه المرة لتكريم «الهيبة»، ورغم عدم حضوري المهرجان لسنوات عدة، لكنني فوجئت بالتنظيم الكبير والتطور العظيم في الأفلام التي تُعرض وحضور النجوم، فقد أصبح للمهرجان تاريخ عريق.

- حقق مسلسل «الهيبة» نجاحاً كبيراً فور عرضه، فهل توقعت كل هذا الصدى؟
بصراحة، لا يمكن أحداً أن يتوقع ما ستحققه الأعمال، سواء كان نجاحاً أو فشلاً، وعندما قرأت العمل توقعت أن يحقق نجاحاً، لكن ليس بمستوى النجاح الذي حصده، وردود الفعل التي وصلتني عنه.

- وفي رأيك، ما السبب الرئيس وراء تحقيقه كل هذا النجاح؟
في الحقيقة، لا أعرف السبب الرئيس وراء نجاح هذا المسلسل... فربما نجح لأن أحداثه مستقاة من واقع بعض المناطق اللبنانية، أو لأنه يضم الكثير من النجوم الذين يحبهم الجمهور، أو لأنه يعكس صورة العائلة المترابطة، أو للصراع القوي على النفوذ...، لا أعرف.

- كيف تمّ ترشيحك للمسلسل؟
المخرج سامر البرقاوي هو الذي رشّحني للمسلسل، فقد تعاونّا منذ سنوات طويلة في دبي من خلال مسلسل «بنت النور»، ومنذ ذلك الحين لم نتشارك في أي عمل، وطوال هذه الفترة عملت مع العديد من المخرجين العرب والمصريين، إلى أن اجتمعنا في مسلسل آخر بعنوان «شبابيك»، وكان عبارة عن حلقات منفصلة متصلة، وظهرت في ثلاث حلقات منه، وعندما تقابلنا طلب مني قراءة سيناريو مسلسل «الهيبة»، فقرأته في غضون يومين، وأحببت الشخصية، كما تعاونت من قبل مع منتج العمل صادق الصبّاح في مسلسل مؤلّف من 75 حلقة، وكان عملاً ناجحاً، لذا رغبت في خوض تجربة «الهيبة».

- لكن، ما أكثر ما جذبك في الدور؟
أحب الأدوار المركبة، وأعشق تقديم شخصية المرأة القوية والمسيطرة، ولكوني ممثلة مسرح في الأساس، دائماً ما أستمد قوتي من خبرتي المسرحية في مثل هذه الأدوار، لذا لا أستطيع رفضها، لا بل أحرص على تأديتها بأفضل صورة.

- وماذا عن الجزء الثاني الذي تستعدّين له؟
عرفت بعض العناوين والأحداث البسيطة التي تخص الجزء الثاني من العمل، فلا يزال أمامنا متسع من الوقت للتحضير للجزء الجديد، وأنا لا أحب استباق الأمور.

- لكن، هل يسعكِ أن تكشفي لنا بعض التغييرات التي ستطرأ على دورك في الجزء الثاني من «الهيبة»؟
لن أكشف أي تفاصيل تتعلق بدوري في المسلسل حتى لا أحرق أحداثه، وسأترك للجمهور حرية متابعة التطورات التي ستحدث في العمل، ليقول رأيه بصراحة.

- قدمت في الفترة الأخيرة عدداً من الأعمال اللبنانية، هل تجذبك هذه النوعية من الأعمال أكثر من غيرها؟
بالفعل، شاركت في الفترة الأخيرة في أكثر من عمل لبناني، والسبب في ذلك أنني لم أترك بلدي سورية يوماً، ونظراً لقربها من لبنان، أشارك في الأعمال الفنية التي تُصوَّر فيه، وهذا الأمر ليس جديداً عليّ، ذلك أنني أشارك في الأعمال اللبنانية منذ أكثر من ثلاثين عاماً.

- شاركت العام الماضي في مسلسل «سمرة» وحقق أيضاً نجاحاً كبيراً، ماذا عنه؟
دوري في هذا العمل كان قوياً جداً، وأُجسّد فيه شخصية امرأة لها سلطة وتملك أموالاً، وقد برعت كلوديا مارشليان في كتابة النص، وبدوري أحببت سيناريو العمل، الذي ضمّ ممثلين محترفين، وراقت لي فكرة التعرف على حياة الغجر، فرغم قراءتي الكثير عن الغجر العرب، ومشاهدتي أفلاماً تعكس واقعهم، اكتشفت أنني لا أعرف عنهم شيئاً.

- لماذا؟
عرفت إلى أي مدى هم مهمّشون، لدرجة أنهم لا يملكون وثائق قيد أو ما يثبت أنهم مواطنون لهم حقوق، ولا يتابعون تعليمهم، فنجد بينهم الشحّاذ، أو الذي يرتكب تصرفات سيئة، كما تنتشر بينهم الأمراض الفتّاكة، فبعد كل ما عرفته عنهم تعاطفت معهم وأتقنتُ دوري في العمل، واكتشفت أن الفنان مهما قدّم من أعمال، تبقى هناك أمور كثيرة يجهلها.

- ما رأيك بالأعمال الدرامية التي تضم عدداً كبيراً من النجوم العرب؟
من المهم أن يشترك نجوم سوريا ولبنان ومصر وغيرها من البلدان العربية في الأعمال الدرامية، وهذا الأمر ليس جديداً، وشخصياً أسعد كثيراً بالأعمال المشتركة، فقد شاركت في أعمال مشتركة ضمت نجوماً مصريين، وأخرى ضمت لبنانيين وسعوديين، كما شاركت في أكثر من 15 عملاً درامياً مشتركاً من إنتاج تلفزيون دبي.

- لكن من استفاد أكثر من الدراما العربية المشتركة؟
الجميع يستفيد من الدراما العربية المشتركة، فتظهر روح المنافسة بين الفنانين، وشخصياً أحب تحفيز الفنانين الآخرين لمعرفة قدراتي في التمثيل، وفي الوقت نفسه أرغب في الاطلاع على أسلوبهم في التمثيل، ليستفيد كلٌ منا من خبرات الآخر، فهذا الأمر مهم ويجعل الأعمال العربية قوية، ويؤهلها لمنافسة الأعمال العالمية، ولمَ لا؟ فحين قدّمنا فيلم «الرسالة» الذي شارك فيه الممثل العالمي أنتوني كوين، والراحل عبدالله غيث، والممثلة القديرة سناء جميل، قارنوا في الغرب بين نسختَي الفيلم العربية والأجنبية، فعندما تتوافر لنا الظروف التقنية والإنتاج الضخم ومخرج مثل مصطفى العقاد، فمن المؤكد أننا نصبح قادرين على صناعة أفلام مهمة.

- بذكركِ للمخرج الكبير مصطفى العقاد، حدّثينا عن ذكرياتك معه في فيلمه العالمي «الرسالة»؟
دائماً أتذكر مصطفى العقاد، فهو حالة خاصة. بالنسبة إليّ كانت بدايتي معه حين حدّثه الراحل عبدالله غيث في أثناء وجوده في دمشق، عن ممثلة سورية تُدعى منى واصف، وتجيد التمثيل باللغة العربية الفصحى، وأتى الى المسرح ليشاهدني، وأسند إليّ بعدها دوراً في فيلم «الرسالة».
كانت للعقّاد رسالة يؤمن بها، وكان يقول لي دائماً، أرغب في أن أقدم العرب حتى ما قبل الإسلام، لأن العرب مميّزون، فلهم قواعدهم وتاريخهم وتجارتهم، وعندما نصل الى الدين الإسلامي نكون قد أظهرنا الموضوع بوضوح، فكان العقّاد دارساً الموضوع باستفاضة.

- يُقال دائماً إن تصوير هذا الفيلم استغرق سنوات طويلة، هل هذا صحيح؟
انتظر العقّاد سبع سنوات للحصول على الموافقات فقط، ذلك لوجود سيدنا حمزة في أحداث الفيلم. ورغم أن الفيلم كتبه كتّاب عرب، راح العقّاد يتنقل بين بلد وآخر لأخذ الموافقات، وبدأ بتصوير الفيلم في المغرب، ثم توقف العمل وانتقلنا للتصوير في ليبيا، واستغرق انتقالنا من بلد لآخر للتصوير عاماً ونصف العام، وبعدها توالت العمليات النهائية للفيلم.

- لكِ تاريخ فني عريق امتد لـ 54 عاماً، هل اعتمدتِ دائماً على نصوص تُكتب لك خصيصاً؟
إطلاقاً، فطوال مسيرتي الفنية، سواء في المسرح أو الدراما والسينما، لم يُكتب نص واحد خصيصاً لي، أو باسمي، ولم تتحدث معي شركة إنتاج بأن هناك نصاً كُتب لي. وأؤكد أنه دائماً ما يُعرض عليَّ سيناريو عمل، وأرشح لدور، فأقرأه جيداً، وإذا وجدته يناسبني ويرضي طموحاتي، أوافق عليه فوراً، وإذا كان خلاف ذلك فأرفضه.

- بعد كل هذا التاريخ، كيف تختارين أعمالك؟
قبل المشاركة في أي عمل، أتحدث مع المخرج للوقوف على رأيه في الدور الذي أجسده، ولأبيّن له ما فهمته من النص، ومن ثم نتناقش في كيفية تقديم الدور، وبعد الاتفاق على التفاصيل أبدأ في دراسة الشخصية وحفظ الدور جيداً، ذلك أنني أرغب في الذهاب الى موقع التصوير وأنا في قمة تركيزي، فيكفيني قلقي من الكاميرا، ولا يمكنني أن أبدع في العمل، أو أضيف الى الدور من دون أن أدرسه، فأنفذه وفقاً للسيناريو المكتوب مع إضافة أسلوبي في التمثيل فقط، فكما ذكرت في البداية، لقد مثّلت على المسرح لمدة 40 سنة، وهذا صقل موهبتي في التمثيل ودفعني بقوة للتوجّه الى الدراما والسينما.

- بعد كل هذا... وما زلت تخافين من الوقوف أمام الكاميرا؟
رغم كل هذه السنين من العمل في الفن، ما زلت أشعر إلى اليوم بالخوف عند الوقوف أمام الكاميرا.

- بمَ تشعرين بعد هذه المسيرة الفنية الطويلة الناجحة؟
أشعر بأن النجاح رفيقي الدائم، ويراودني شعور بأن نجاحي هذا ناجم عن حبي للفن، وأستمتع بأي نجاح أحققه، خصوصاً أنني أنتمي الى جيل أخلص في عمله وفي حبه للفن.

- ما رأيك في ما تحققه الدراما السورية في السنوات الأخيرة؟
الدراما السورية ما زالت قوية وصامدة، رغم الظروف الصعبة التي نمر بها.

- الاعتزال...          
سأستمر في التمثيل إلى أن ينعدم شعوري بالسعادة بما أقدّمه من أعمال.

- القراءة...
أنا قارئة من الدرجة الأولى، والقراءة شيء مهم وأساسي، وهي حياة بالنسبة إليّ.

- موهبة أخرى...
الكتابة.

- الشائعات...
طاردتني شائعات كثيرة سخيفة، من بينها وفاتي على سبيل المثال؛ فبين الحين والآخر تُردَّد هذه الشائعة، وبالتأكيد من يُطلقها يكرهني، وهي تثير قلق عائلتي وابني والمقرّبين مني.

- أكثر ما يزعجك...
أن أُغضب أي شخص.

- أكثر ما يسعدك...
النجاح.

- مواقع التواصل الاجتماعي...
لا أستخدمها، وليس لي صفحات عليها، لكن أحياناً أطّلع عليها من خلال أصدقائي.        

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080