خمس قواعد ذهبية لترضع الأم طفلها...
في أيامنا هذه، باتت الأم تجد صعوبة في إرضاع طفلها، في ظل ظروف الحياة، خصوصاً إذا كانت الأم عاملة وتعتبر أن الرضاعة تحمل معها متطلّبات صعبة وتتطلب تفرغاً قد يصعب تأمينه دائماً.
لكن تكمن المشكلة في قلة الثقافة في هذا الموضوع حيث ينتج القرار المتخذ في هذا الشأن عن مجموعة من المعلومات والأفكار المتناقلة والتي غالباً ما لا تكون صحيحة.
لذلك يطلب من الأم مزيداً من الاطلاع والثقافة لتتخذ القرار الصائب ولتعلم أنه ليس صحيحاً ما يقال إن ثمة أمهات يعجزن عن الإرضاع لعدم وجود حليب لديهن.
هذه من الأفكار الخاطئة الشائعة اذ أن عملية إنتاج الحليب في جسم المرأة تبدأ في الحمل إلى أن تصبح جاهزة للإرضاع بعد نصف ساعة من الولادة، ولا يزيد إنتاج الحليب إلا الإرضاع المتكرر للطفل.
أما إعطاؤه قنينة الحليب المصنّع والتخفيف من الإرضاع فلا يساهمان إلا في تخفيف كمية الحليب الطبيعي لدى الأم.
أي أم يمكن أن ترضع طفلها دون مشكلة أو انزعاج أو تعب، بعكس ما يشاع عما يسببه الإرضاع من ألم، بحسب الاختصاصية في شؤون الرضاعة ناديا الشتّي التي تؤكد عدم وجود أعذار لعدم إرضاع الطفل لأن الحليب الطبيعي المتميّز بفوائده للأم والطفل وبغناه بالمكونات الغذائية متوافر لدى كل أم شرط أن تحرص على استمرارية إنتاجه باستمرارية الإرضاع.
- متى يبدأ إنتاج الحليب في جسم الأم؟
تبدأ الخلايا المسؤولة عن إنتاج الحليب النمو في أولى مراحل الحمل، مما يفسر زيادة حجم الثديين وتحوّلهما ليصبحا أكثر صلابة. علماً أن هذا يحصل لدى جميع النساء في فترة الحمل. وفي الشهر الخامس أو السابع من الحمل يكون قد أُنتج اللباء Colostrum.
أما حليب الإرضاع، بتكوينه الطبيعي، فينتج بعد 3 أو 5 أيام من الوضع، إذا كانت الأم ترضع طفلها بانتظام وباستمرار.
لذلك، ينصح بأن تبدأ الأم بإرضاع طفلها مباشرةً بعد الولادة، لا أن تنتظر أياماً ليظهر الحليب.
- هل من وسائل معينة تسمح بزيادة كمية الحليب الطبيعي في الجسم لترضع الأم طفلها بكميات كبرى؟
ثمة خمس قواعد ذهبية لا بد من التشديد عليها لترضع الأم طفلها بفاعلية كبرى وليرتفع مخزون الحليب لديها، وهي
- البدء بالإرضاع مباشرةً بعد الولادة وبشكل متكرر: يجب أن تبدأ الأم بإرضاع طفلها بعد نصف ساعة من الوضع، على أن ترضعه 10 مرات أو 12 في اليوم خلال الأيام الثلاثة أو الخمسة الأولى بعد الولادة ليحصل على لباء الحليب المغذي. وخلال الأسبوعين الأول والثاني، ترضع الأم طفلها 8 أو 10 مرات في اليوم، و6 أو 8 مرات في اليوم بعدهما. إذ أن الإرضاع المتكرر للطفل في الأيام الأولى بعد الولادة يساعد في تثبيت مخزون الحليب لدى الأم وزيادته.
- تجنب إعطاء الطفل قنينة الحليب والمصّاصة: يكفي إعطاء الطفل 30 ملل من المشروبات الساخنة أو الماء أو الحليب المصنّع ليتأثر مخزون الأم سلباً. كما انه من الأفضل عدم إعطاء الطفل المصّاصة لأنها تحد من زيادة وزن الطفل الذي يرضع من أمه وتخفف مخزون الأم من الحليب.
- إرضاع الطفل عند طلبه لا على أساس توقيت معين: بقدر ما ترضع الأم طفلها أكثر، يزداد مخزون الحليب لديها. إذ يجب ألا تنتظري أن يمتلئ ثدياك بالحليب حتى ترضعي طفلك، بعكس ما هو شائع. فبقدر ما يكون الثديان فارغين أكثر، ينتج الحليب بسرعة كبرى.
- عدم إطالة المدة بين موعد إرضاع وآخر أكثر من 4 ساعات: يجب ألا تستمر المدة الفاصلة بين إرضاعة وأخرى أكثر من 4 ساعات لأن الحليب يعود عندها إلى الدم وتتراجع كميته.
- يجب ألا يكون الإرضاع مؤلماً: يجب الحرص على صحة وضعية الطفل عند الإرضاع وأن تكون طريقته في الامتصاص للرضاعة سليمة حتى لا تتألم الأم.
- متى تسبب الرضاعة الألم؟
تتألم الأم عند الإرضاع عندما تكون وضعية الطفل غير صحيحة وطريقته في الامتصاص خاطئة، كما عندما لا يغطي فمه كامل حلمة الثدي مما يؤلم الأم ولا يتيح له الحصول على كمية كافية من الحليب في الوقت نفسه.
- ما هي الوضعية الأنسب لإرضاع الطفل؟
يجب أن تجلس الأم مرتاحة فيما تسند ظهرها وساقيها وذراعيها.
يجب أن تحرص على أن يكون طفلها مواجهاً لها ولا يحتاج إلى تحريك رأسه ليتمكن من الرضاعة.
يمكن أن تمسك الثدي. يجب أن تسند ظهر الطفل وكتفيه وليس رأسه، على أن تحرص على ألا يكون ثمة فراغ أو مساحة بينها وبين طفلها، فيكون بطن الطفل ملامساً لبطن الأم.
يجب أن تساعد الطفل على أن يمسك الثدي بفمه على أن يغطي فمه كامل الحلمة ومحيطها. كما يجب أن يلامس أنف الطفل الثدي تقريباً.
- هل يحتاج الطفل إلى الفيتامينات إلى جانب الرضاعة؟
يؤمن حليب الأم كل الفيتامينات والمعادن اللازمة للطفل. لكن يكفي أن يتعرض الطفل لأشعة الشمس لفترة قصيرة يومياً للحصول على حاجته من الفيتامين"د". فالأم التي ترضع طفلها بالشكل المناسب قادرة على تأمين كل حاجاته دون حاجة إلى الحليب المصنّع.
- ما كمية الماء التي يحتاجها الطفل إلى جانب الرضاعة؟
يحتوي حليب الأم في نسبة 83 في المئة منه على الماء، وبالتالي لا يحتاج الطفل إلى شرب كميات إضافية من الماء حتى بلوغه سن 6 أشهر.
- هل يمكن أن يكتفي الطفل لمجرد تناوله لباء الحليب في الأيام الأولى؟
لا تتعدى قدرة الطفل على الأكل ما يساوي 4 ملاعق من الحليب فيما تساوي كمية لباء الحليب في الأيام الأولى لدى الأم 7،4 ملاعق في اليوم أو ملعقة ونصف الملعقة في كل مرة يرضع فيها أي 30 ملل في اليوم.
- يحكى الكثير عن أهمية لباء الحليب في الأيام الأولى للطفل، ما فوائده؟
يحمل لباء الحليب مزايا عدة للجهاز الهضمي ويؤمن الحماية من المغص والحساسية واليرقان. كما تبرز أهمية اللباء لغناه بالمضادات الحيوية.
- كيف يمكن أن تتأكد الأم ما إذا كان الحليب الذي تقدمه لطفلها كافياً له؟
ثمة مؤشرات عدة تنذر الأم بما إذا كان طفلها لا يزال جائعاً أو انه يشعر بالشبع بعد الرضاعة، مع الإشارة إلى أن البكاء لا يشير دائماً إلى جوع الطفل، وهي
- التأكد ما إذا كان الطفل يسحب كمية كافية من الحليب.
- مراقبة حركات التبوّل والتغوّط لديه، اذ يجب أن يتبوّل 12 مرة في اليوم بدءاً من اليوم السابع إلى الأسبوع السادس. أما حركة التغوّط فتكون بمعدل 3 مرات في اليوم.
- معدل النمو لديه بما يساوي سنتيمترَين في الشهر.
- معدل زيادة الوزن أو ضعفه حيث يتوقع أن يقل وزن الطفل بنسبة 10 في المئة في الأيام الخمسة الأولى ثم يستعيد وزنه الذي ولد فيه خلال أسبوعين ويزيد وزنه بما لا يقل عن 120 غراماً في الأسبوع أو 450 ملغ في الشهر.
- يعتبر الإرضاع أكثر صعوبة ليلاً ومتعباً للأم، هل من سبل معينة لجعل هذه اللحظات أسهل عليها؟
من المهم أن تستلقي الأم في وضعية مريحة لها ليلاً ليكون الإرضاع أكثر سهولة لها. لذلك يمكن أن تستلقي إلى جانب طفلها تكون فيها بشكل جانبي لترضعه، فلا تضطر إلى النهوض. ولكي لا تشعر بالإرهاق، تنصح الأم بالنوم نهاراً فيما ينام طفلها.
- هل يجب أن توقف الأم إرضاع طفلها عندما تكون مريضة؟
بعكس ما يعتقد كثر لا يشكل مرض الأم خطراً على الطفل في معظم الحالات في حال إرضاعه، بل على العكس عندما تكون الأم مريضة أو طفلها، يجب أن ترضع الطفل أكثر لتحسين مناعة الجسم وقدرته على مقاومة المرض.
إذ يحتوي حليب الأم على مضادات الالتهابات والجراثيم وعلى الكريات البيضاء لزيادة مناعة الجسم والمساعدة في محاربة الالتهاب. فحتى ارتفاع حرارة الأم لا يؤثر سلباً على الحليب ولا يشكل خطراً على طفلها.
- في أي مرحلة يمكن البدء بإعطاء الطفل قنينة الحليب؟
يجب عدم إعطاء الطفل القنينة للمرة الأولى قبل الأسبوعين كما أنه من الأفضل تأجيل ذلك إلى ما بعد الشهرين، على أن تعطى لدعم حليب الأم، خصوصاً أن حليب الأم يبقى مغذياً للطفل ويناسب حاجاته دائماً.
علماً أن إعطاء قنينة واحدة من الحليب المصنّع للطفل فقط، يكفي لخفض مخزون الحليب لدى الأم. مع الإشارة إلى انه من الأفضل اختيار القنينة بمواصفات معينة تكون فيها المصاصة أشبه بثدي الأم بحيث تكون واسعة من الأسفل وأضيق من أعلى حيث يلتقطها الطفل في فمه.
مؤشرات أولية لجوع الطفل وحاجته إلى الرضاعة
من الأفضل أن تتنبه الأم مباشرةً إلى حاجة طفلها إلى الرضاعة، بدلاً من أن تنتظر حتى يحين موعد إطعامه. إذ انه يجب إطعام الطفل عند حاجته دون الانتظار حتى يبدأ بالبكاء والصراخ، و ليس ضرورياً أن يحين موعد الأكل لديه. ثمة مؤشرات تدل الأم على حاجة طفلها إلى الرضاعة، وهي
- تسارع في حركة العينين وارتجاف في الجفنين أثناء النوم
- تحريك الرأس يميناً ويساراً
- فتح الفم
- محاولة مضغ الملابس أو اليدين
- إصدار أصوات
- طي الذراعين
- قبض الكفين بشدة
شهيرات يخترن الرضاعة
كريستينا أغيليرا
بالنسبة الى المغنية كريستينا أغيليرا ليست الرشاقة التي تمتعت بها بعد فترة قصيرة من ولادة طفلها ماكس ليرون، إلا نتيجة للرضاعة مما ساعد في خسارتها الوزن الزائد نتيجة الحمل.
فتقول أغيليرا التي أرضعت طفلها حصرياً بالحليب الطبيعي خلال 3 أشهر، إنها عندما كانت ترضع طفلها كان الأمر بمثابة ممارسة الرياضة القاسية، فليس دقيقاً ما يقال بأن الرضاعة تساعد في خفض الوزن، لا بل أكثر بحسب أغيليرا، هي بمثابة ممارسة الرياضة لكونها مرهقة وتدفع الأم إلى تناول وجبات صغيرة بشكل متكرر في اليوم.
جنيفر غارنر
بدت الرضاعة مختلفة تماماً بالنسبة الى الممثلة جنيفر غارنر، زوجة الممثل بن أفليك، عما كانت تتوقعه بعد أن أرضعت طفلتها فيوليت آن، إذ اكتشفت أهمية الرابط العاطفي الذي تصنعه الرضاعة بين الأم والطفل.
ففي كل مرة كانت تتخذ قراراً بوقف الرضاعة تعود وتتابع عاجزةً عن التوقف. أما عندما تضطر إلى الابتعاد عن طفلتها من أجل التصوير، فكانت تترك لها ما يكفيها من الحليب الطبيعي في قنانٍ خاصة، أو أنها كانت تصطحبها أحياناً معها إلى موقع التصوير لترضعها عند حاجتها.
في المقابل، تشير غارنر إلى أنها لم تجد في الرضاعة الطبيعية حلاً لزيادة الوزن، كما يقول كثر. وكانت قد اعتبرت الرضاعة "الحمية المثلى" للتخلّص من الكيلوغرامات الزائدة التي اكتسبتها في الحمل.
إلا أنها ظلّت تنتظر طوال 6 أشهر قبل أن ينخفض وزنها، خصوصاُ أن كانت تتخذ من الرضاعة حجة لتأكل ما يحلو لها من الأطعمة.
لكن رغم ذلك، تشير غارنر إلى أنها لا تهتم لتغيّر جسمها وأنها تفضله بالشكل الحالي، لا بل تجده متوازناً أكثر في الشكل، كما هو الآن.
وتؤكد أنها لم تشعر بالحماسة لممارسة الرياضة، بل كانت تفضل الاستفادة من أوقات الفراغ لتمضية الوقت مع طفلتها بدلاً من ممارسة الرياضة.
إيفا هيرزيغوفا
بعد 7أسابيع من ولادة طفلها جورج، أطلّت العارضة التشيكية في جلسة تصوير ظهرت فيها وهي ترضع طفلها. وتؤكد هيرزيغوفا إنها حرصت على إرضاع طفلها بهدف بناء علاقة متينة ومميزة معه. وخلال فترة الرضاعة، تعمدّت تناول الأطعمة الغنية بالدهون.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024